الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في الأدب القديم بالكَرَاث، والكرَاث: تصحيف الكَرَاب: وقد تصحف عَرْوان على الأقدمين فقالوا: غَزْوان، بإعجام الحرفين الأولين، وقالوا هو الجبل الذي على ظهره الطائف.
قال:
فألحقنَ محبوكاً كأنَّ نشاصَهُ
…
منكبُ من عَرْوان بيض الأهاضب
وقال آخر:
وما ضَرَبٌ بيضاء يسقي دبوبهَا
…
دُفاقٌ فعَرْوان الكَرَاب فضيمها
وانظر ضِيماً.
أما غَرْوان بالمعجمتين، فربما كان يطلق على سراة الطائف، لأن النصوص به كثيرة، تأتي إلى جنب ذِكر عَرْوان بالمهملتين، ولكن غَزْوان -بالأعجام- غير معروف اليوم.
العُزَّى:
الصنم المشهور في الجاهلية. لقد أعز الله العرب عن العُزّى، فأبدلهم بباطلها الحق المبين والسراط المستقيم. وما ورد فيها من نصوص يصعب الإتيان به في هذه العجالة، وقد أفضنا في ذكرها في المعجم، ونأتي هنا بخلاصة تحديد موقعها ونهاية أمرها.
تقع العُزّى في رأس شِعْب يسمى سُقاماً، يسيل من جبلة السعايدة الواقعة بين النخلتين، فيتجه شمالاً بشرق فيصب في وادٍ يسمى حُرَاصاً، وحراص هذا أحد أجزاع نخلة الشامية.
كنا ذات يوم في ضيافة الشريف فائز الحارثي رحمه الله في أرض له بنخلة الشامية، تسمى (دف شلية).
وبعد الغداء اقترح ابن أخيه الشريف محمد بن فوزان أن يريني موقع العُزّى بالمشاهدة، فشكرته على ذلك وكان في الرفقة أخوه الشريف حمود وهما من أعرف الناس بهذه الديار، فصعدنا في نخلة فافترقت إلى شعبتين: يسرى تسمى الزرقاء، ويمنى تسمى حُراضاً، فسرنا في حراض فجاءنا من اليمن شعَب يسمى سُقاماً، فسرنا فيه فإذا نحن أمام سِدٍّ صخري يسقط من فوقه شلال من أروع المناظر، فأوقفنا سيارتنا فصعدنا ذلك السد فأفضى بنا إلى فرعه في الجبل يسح الماء بها على وجه الأرض فسرنا فافترق سقام إلى شعبتين أحداهما تسمى الصِّر والأخرى تسمى أم جَرَاد، فوجدنا أثار رموس، قال الشريف محمد بن فوزان: إن هذا موقع العُزَّى.
وفي أخبار الأصنام إنّ العُزى صنم بنخلة الشامية، وقيل في سقام وقيل في حراض، والكل صواب.
وكانت قريش وهذيل وسُلَيم تعظم العزى وكان سدنتها بنو شيبان من سليم .. وكانت اللَاّت بالطائف والعزى بنخلة ومناة بقُدَيد من أعظم (أصنام العرب). إلا أن بعض الموحدين تركها وعابها قبل الإسلام.
ولذا يقول زيد بن عمرو بن نُفَيل:
تركنا اللَاّت والعُزّى جميعاً
…
كذلك يفعل الجلد الصبور
فلا العُزّى أدين ولا أبتنيها
…
ولا صنمي بني عمرو أزور
ولا هُبلاً أزور وكان ربّاً
…
لنا في الدهر إذ حلمي صغير
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل خالداً لهدم العزى بعد الفتح