الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نُبَايع:
كأنه جمع نبعة جمع قلة، والنباع في الحجاز كثيرة أوردنا عدداً منها في (معجم معالم الحجاز) وهو موضع يتردد ذكره في نواحي حدود الحرم الشمالية الشرقية حيث يوجد وادي نبع اليوم أحد روافد مر الظهران من الجنوب.
قال أبو ذؤيب الهذلي (1):
كأنها بالجزعِ جزع نُبَايع
…
وأُولات ذي العرجاءِ نَهْبٌ مجُمّع
وقال البريق بن عباس الهُذلي أيضاً:
لقد لاقيت يوم ذهبت أبغي
…
بحزم نُبَايع يوما أمارا
مقيماً عند قبرِ أبي سباعٍ
…
سراة الليل عندك والنهارا
ذهبتُ أعودُه فوجدت فيها
…
أواريّاً رواس والغبارا
سقى الرحمن حزم نُبَايعات
…
من الجَوْزاء أنواء غِزارا
وكان البريق يرثي أخاه أبا سباع الذي مات بهذا الموضع. وهذا القول ينطبق على وادي نبع الذي قدمنا: وهو وادٍ يأخذ من جبل أظلم المشرف على الجعرانة ومن الحزوم الواقعة في الشمال الشرقي على طريق
نخلة
عند البرود، ثم يدفع في وادي الزبارة -صدر مر الظهران- عند عين المبارك.
نَخْلة: هما نخلتان نخلة الشامية ونخلة اليمانية: الأولى تأخذ من الميول الشرقية لجبال هدأة الطائف فيسمى رأسها وادي الغديرين ثم
(1) معجم البلدان (نبايع).
المحرم -حيث يقطعه الطريق- وثم يحرم من أتى عن طريق كرا، ثم يسمى الوادي قرناً بين المحرمين، محرم طريق كرا ومحرم السيل الكبير، ثم يسمى بعجاً ثم يسمى حراضاً، ثم وادي الليمون أو المضيق، وهنا يعطف الوادي إلى الغرب بعد أن كان مشملاً، وسكانه في رأسه ثقيف ثم عتيبة عند السيل إلى حراص ثم هذيل إلى أن تجتمع النخلتان. ولهذا الوادي روافد كبار منها: بري وسُقَام والزَّرقاء وأُثَال ومَسْكر، وأمر وغيرها.
وقد ألمنا بمثل هذا في مر الظهر، وبها عين المضيق للأشراف الحرث وبطون من هذيل، منهم: محيا، وأنباته، وبطون أخرى تكاد تعد في هذيل مثل القواسمة، والحكمان. وكان يأخذها طريق العراق. أما نخلة اليمانية فرأسها البوبابة - البُهَيتة اليوم- عند بلدة السيل الكبير فتصب فيها جميع مياه هدأة الطائف عن طريق تُضَاع والشَّرقة والكفو، وهي للسعايد من هذيل، وبأسفلها القناوية بالزيمة وهم هاشميون، والزواهرة في سولة وهم من زبيد من حرب، والصَّوافَا بالزيمة، ومن أبرز المعالم في نخلة اليمانية: يسوم وفرقد وسيأتي ذكر يسوم، وفيها عينا الزيمة وسولة وهما عينان جاريتان، ويأخذها طريق الطائف من مكة، وهو المعروف بطريق اليمانية، ذلك أن العامة لا تعرف نخلة إنما تسميها اليمانية، وهذه هي طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غزا الطائف، فقد أخذ على حُنَين ثم على نخلة اليمانية ثم على مُلَيْح -أسفل السيل الصغير اليوم- ثم التف حول الطائف من الشمال والشرق ثم أتاه من الجنوب حيث نزل بحرة الرُّغَاء من لِيّة، ثم عاد إليه متجهاً شمالاً. وهي من الخطط العسكرية الممتازة.
ولا زالت مُلَيْح وبَحْرة الرُّغَاء وليَّة تعرف بأسمائها إلى اليوم، انظر (معجم معالم الحجاز).
وهناك مكان ذكره في معجم البلدان، وسماه نخلة محمود.
وقال: إنه على مرحلة من مكة على طريق العراق. والذي أراه أن هذا الموقع ينطبق على أسفل نخلة اليمانية، قرب سُولة، والحجاج لهم تحريفات في أسماء المواضع لجهلهم أسماءها الأصلية. فقد يكون أطلق هذا الاسم لاشتهار رجل هناك اسمه محمود فأرادوا التفريق بين مكانه وبين نخلة الشمالية، فأطلقوا هذا الاسم وهم يجهلون أن الموضع يسمى نخلة اليمانية، وقد أكثر المتقدمون من ذكر النخلتين وما جرى فيهما، كحرب الفجار، فتركنا تلك التفاصيل للمعجم، أما الشعر في النخلتين فمنه:
قال كُثيِّر (1):
حلفت بربّ الموضعينِ عَشيّةً
…
وغيطان فَلْج دونهم والشقائق
يحثُّون صُبْح الحُمْر خُوصاً كأنها
…
بنخلةَ من دونِ الوَحيفِ المطارقُ
لقد لقيتنا أمُّ عمرو بصادقٍ
…
من الصّرْم أو ضاقت عليه الخلائق
وأنشد الأصمعي عن أبي عمرو لصخر (2):
لو أن أصحابي بني معاويهْ
…
أهلُ جنوبِ نخلةَ الشآمِيَهْ
ما تركوني للكلاب العاويهْ
وكان بنو معاوية من هذيل ينزلون بين النخلتين وهو ما يعرف اليوم بجبلة السعايد.
(1) ديوانه 416.
(2)
معجم ما استعجم.
وقال المُسيَّببُ بن عَلَس يذكر رحيل سامة بن لؤي إلى عُماَن (1):
فَشَدَّ أمُوناً بأنْساعِها
…
بنَخْلَة إذ دونها كَبكبُ
وقال المُتَلَمِّس (2):
حَنّتْ إلى نَخْلةَ القُصوَى فقلتُ لها:
…
بَسْلٌ عليكِ ألا تلك الدَّهاريسُ
أمِّي شآميّةٌ إذ لا عراق لنا
…
قوماً نودهُمُ إذ قَومُنا شُوسُ
وقال النابغة (3):
ليست من السود أعقاباً إذا انصرفتْ
…
ولا تَبيعُ بأعلى نخلةَ البُرَما
وقال ذو والرمة (4):
أما والذي حَجّ الملبُّون بيتَهُ
…
شِلالاً ومولى كلِّ باقٍ وهالكِ
ورب قِلاص الخُوص تدْمَى أُنُوفها
…
بنخْلَةَ والدَّاعينَ عند المناسكِ
لقد كنتُ أهوى الأرضَ ما يستفزّني
…
لها الشوق إلا أنها من دياركِ
وقال كُثيِّر عزَّة (5):
حلفت برب الراقصات إلى مِنىً
…
خلال الملا يمددن كلَّ جديدِ
(1) نفس المصدر (نخلة).
(2)
معجم البلدان نخلة.
(3)
معجم ما استعجم (نخلة).
(4)
معجم البلدان (نخلة).
(5)
ديوانه: 109 تحقيق إحسان عباس.