الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة
…
معطية الأمان من حنث الأيمان
تأليف العلامة أبي الفلاح عبد الحي بن أحمد ابن العماد الحنبلي المتوفى سنة 1089هـ
حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه أ. د/ عبد الكريم بن صنيتان العمري الأستاذ بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامي بالمدينة المنورة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: فإن مذهب الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – يعتبر من أكثر المذاهب الفقهية التي خدمت في مجال التأليف والتصنيف، فلقد اعتنى الحنابلة بمذهبهم عناية فائقة، وأولوه اهتماما خاصا وفريدا في هذا الشأن، ابتداء من تلاميذ الإمام الذين دونوا عنه كثيرا من المسائل الفقهية التي أخذوها عنه مباشرة، فأفردوها بمصنفات مستقلة عرفت بـ (المسائل) ، حتى وصلت إلينا مهذبة منقحة، كمسائل ولديه عبد الله وصالح، ومسائل أبي داود، وابن هانئ وغيرهم. ثم دون المجتهدون في المذهب – بعد ذلك – مصنفات أخرى مستقلة على طريقة الفقهاء، شملت جميع أبواب الفقه، وذلك بذكر أقوال الإمام في المسألة، ونقل الروايات المتعددة عنه، وذكر الصحيح المعتمد منها، مع النص على أقوال مجتهدي المذهب في بقية المسائل الأخرى التي لم ينقل فيها عن الإمام قول.
فكان نتيجة لذلك أن دونت في المذهب المصنفات المطولة والمختصرة على اختلاف طريقتها، فمنها ما اقتصر فيه مصنفوه على ذكر الأقوال وأدلتها في المذهب فقط، ومنها ما شمل غيره من المذاهب الفقهية الأخرى، مع الإشارة إلى أقوال الصحابة والتابعين وغيرهم من الفقهاء المبرزين.
فكثرت المصنفات في مذهب الحنابلة وتفاوتت بين الاختصار والتوسع ابتداء من زمن الإمام أحمد – رحمه الله – إلى يومنا هذا.
واشتهرت مصنفاتهم ونالت قصب السبق، واحتلت مكانة مرموقة بين كتب المذاهب الأخرى كمؤلفات ابن قدامة رحمه الله تعالى، ومؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى.
لذلك اهتم علماء الحنابلة بمؤلفات متقدميهم، وعملوا على نشرها وإظهارها، وتقديمها للقارئ للاستفادة منها، والاعتماد عليها في معرفة أقوال الإمام، والنظر في آراء مجتهدي المذهب في كثير من المسائل التي يحتاج إليها الباحث.
وكان من بين متأخري فقهاء الحنابلة الذين أسهموا إسهاما بارزا في تدوين فقه الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – الفقيه والمؤرخ الشهير عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد الحنبلي المتوفى سنة (1089هـ) ، والذي اشتهر من خلال كتابه (شذرات الذهب) .
حيث صنف كتابا خاصا في مسائل الأيمان والطلاق، دون فيه أهم المسائل الفقهية في هذين البابين، وحررها على مذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى، وهو كتابه هذا الذي أقدمه إليك أيها القارئ الكريم، وعنوانه:
[معطية الأمان من حنث الأيمان] ، ولم يقتصر فيه ابن العماد – رحمه الله – على ذكر مذهب الحنابلة فقط، بل أورد فيه أقوال الأئمة الثلاثة الآخرين، مع ذكر الأدلة في غالب المسائل التي دونها في كتابه هذا، وعرج على ذكر أقوال الصحابة والتابعين وغيرهم من الفقهاء المشهورين.
وهو كتاب جامع لأهم المسائل الفقهية، والفرعيات الجزئية في كتابي الأيمان والطلاق، حرره ابن العماد بأسلوب سهل، وعبارات جزلة دقيقة، يسهل على
القارئ فهمها، ويجد فيه الباحث بغيته من المسائل المتعلقة بهذين البابين.
لذا أحببت أن أسهم إسهاما متواضعا في إخراج هذا الكتاب إلى حيز الوجود، ليستفيد منه طلاب العلم، وليكون إضافة جديدة ونافعة إلى قائمة مصادر كتب الفقه الحنبلي التي تزخر بها المكتبة الإسلامية.
والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن يرزقنا حسن النية في القول والعمل، وأن لا يؤاخذنا بزلات اللسان، وسقطات الكلام، وأن يوفقنا لما فيه الخير والفلاح في الدنيا والآخرة، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتبه:
أفقر العباد إلى الملك الجواد
أبو وائل: عبد الكريم بن صنيتان العمري
أستاذ بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية
بالمدينة المنورة
اسمه ونسبه: هو العالم، الأديب، المؤرخ، الفقيه، أبو الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد، الدمشقي، العكري1، الحنبلي.2
ولادته ونشأته العلمية:
ولد المصنف – ابن العماد الحنبلي – بمدينة دمشق، يوم الأربعاء، الثامن من شهر رجب سنة اثنتين وثلاثين وألف من الهجرة النبوية.3
وكانت دمشق – إذ ذاك – تزخر بأفذاذ العلماء، وكبار المشايخ، الذين كان لهم نشاط كبير في نشر العلوم والمعارف، وذلك بإقامة الحلقات الدراسية في المساجد، والمدارس التي انتشرت بكثرة في تلك الفترة.
فنشأ المصنف وترعرع بها، وأولع بطلب العلم منذ صغره، فابتدأ يحفظ القرآن الكريم، ثم شمر عن ساعد الجد والاجتهاد، وانخرط في تلك المدارس، فلازم كبار علماء دمشق واستفاد منهم، وقرأ عليهم الفقه وغيره.4
ولما نبغ وارتوى عوده، أجازه كبار علماء دمشق، ثم واصل مسيرته العلمية، فرحل إلى القاهرة5، وأقام بها، وأخذ عن أبرز مشايخها، ولما رأى في نفسه
1 في النعت الأكمل: (العكري) بضم العين، وقال الزركلي: وفي التاج ما يؤخذ منه احتمال ضبط (العكري) هنا، بفتح الكاف مخففة أو مع التشديد، إلا أن (بيت العكر) معروفون في دمشق إلى اليوم: بفتح وسكون الكاف.
وانظر: النعت الأكمل: 240، تاج العروس: 13/121، الأعلام: 3/290.
2 خلاصة الأثر: 2/340، النعت الأكمل: 240، السحب الوابلة:192.
3 المصادر السابقة.
4 المصادر السابقة.
5 خلاصة الأثر: 2/340.
القدرة على الجلوس مجالس العلماء، وإمكان بثه للعلم ونشره له، بدأ في ذلك، فأنشأ لنفسه حلقات علمية درس فيها أنواع العلوم من فقه، ونحو، وصرف، وغير ذلك، فعمد إليه الطلبة من كل مكان، ولازموه، واستفادوا منه، وكان لا يمل ولا يفتر من المذاكرة والاشتغال بالتدريس والتعليم.
وبالإضافة إلى انشغاله بالتدريس، كان يقوم بنسخ الكثير من الكتب العلمية المفيدة بخطه، الذي وصفه معاصروه بأنه كان خطا جميلا بديعا.
يقول عنه تلميذه المحبي:1
"وكتب الكثير بخطه الحسن المضبوط، وكان خطه حسنا بين الضبط حلو الأسلوب والتناسب."
وكان المصنف – أيضا – من الأدباء البارزين في ذلك الوقت، وكان يميل إلى نظم الشعر، ونسب إليه بعض الأبيات.2
وبالجملة فقد كان يتمتع بذاكرة عجيبة – كما وصفه معاصروه – وفكر وقاد، وكان شخصية علمية شهيرة، واستطاع – بما وهبه الله من ذكاء – أن يظهر نفسه في ذلك الوقت، وأن يكون من الأعلام البارزين الموصوفين بالذكاء والفطنة، والقدرة الفائقة على التحرير والتصنيف والكتابة، ويتضح ذلك كله من خلال قراءة مصنفاته وآثاره العلمية.
شيوخه:
1-
أحمد بن أحمد بن سلامة القليوبي، الشافعي، أشهر فقهاء الشافعية في القرن الحادي عشر، كان عارفا بالميقات، والحساب، والطب، وله
1 خلاصة الأثر: 2/340.
2 المصدر السابق، والنعت الأكمل:242.
العديد من المصنفات، منها (مناسك الحج – خ) 1، و (الهداية من الضلالة في معرفة الوقت والقبلة من غير آلة – ط) ، (التذكرة في الطب) ، (النبذة اللطيفة في بيان مقاصد الحجاز ومعالمه الشريفة) وغير ذلك، مات سنة (1069هـ) وقيل غير ذلك.2
2-
أيوب بن أحمد بن أيوب الحنفي، الخلوتي، الصالحي، ولد بدمشق سنة (994هـ) واشتغل بأنواع العلوم. ومات بدمشق سنة (1071هـ)
3-
رجب بن حسين بن علوان الحموي، الشافعي، كان متمكنا في العلوم الرياضية كالحساب والفلك، ماهرا بالفرائض، مات بدمشق سنة (1087هـ)
4-
سلطان بن أحمد بن سلامة المزاجي، الأزهري، الشافعي، من كبار الفقهاء والقراء، وكان عابدا ورعا، ولد سنة (985هـ) ، صنف الكثير من الكتب، منها:(حاشية على شرح المنهج) ، (مؤلف في القراءات) ، مات بالقاهرة سنة (1075هـ) .5
5-
عبد الباقي بن عبد القادر البعلي، الأزهري، الحنبلي، مفتي الحنابلة بدمشق، كان عالما بالفقه والحديث والقراءات، ولد سنة (1005هـ)، من مصنفاته:(العين والأثر في عقائد أهل الأثر) ،
1 اطلعت على ثلاث نسخ منه في دار الكتب بالقاهرة.
2 خلاصة الأثر: 1/175، هدية العارفين: 1/161، الأعلام: 1/92.
3 خلاصة الأثر: 1/428، الأعلام: 2/37، معجم المؤلفين: 3/30.
4 خلاصة الأثر:2/162، الأعلام: 3/180.
5 خلاصة الأثر: 2/210، هدية العارفين: 1/394، الأعلام: 3/108.
القسم الدراسي
أولا: ((دراسة حياة المصنف))
((ترجمة المصنف))
مصادر ترجمته:
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر: 2/340-341
نفحات الأسرار المكية ورشحات الأفكار الذهبية:61/ب-63/أ (خ) .
النعت الأكمل لأصحاب الإمام أحمد بن حنبل: 240-249
السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة: 192-194.
إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون: 2/42، 570
هدية العارفين، أسماء المؤلفين وآثار المصنفين: 1/508.
الدر المنضد في أسماء كتب مذهب الإمام أحمد: 59.
المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل: 443.
الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي: 2/370.
مختصر طبقات الحنابلة: 124-125.
المختصر من كتاب نشر النور والزهر: لعبد الله مرداد 195-196.
الأعلام: 3/290.
معجم المؤلفين: 5/107.
(رياض أهل الجنة في آثار أهل السنة) ، (شرح صحيح البخاري) وغير ذلك، مات بدمشق سنة (1071هـ) .1
6-
علي بن إبراهيم بن علي القبردي، أبو الحسن الصالحي الدمشقي الشافعي، ولد سنة (984هـ) ، أحد العلماء المشهورين المحققين في شتى الفنون، تولى التدريس والإفتاء بالجامع الأموي بدمشق، وكف بصره في آخر حياته، ومات سنة (1060هـ) .2
7-
علي بن علي، نور الدين الشبراملسي، الشافعي، من فقهاء الشافعية بمصر، ولد سنة (997هـ) ، كان دقيق الفهم، جيد النظر، له العديد من المصنفات منها (حاشية على نهاية المحتاج) 3، (حاشية على شرح الورقات) في أصول الفقه، (حاشية على المواهب اللدنية للقسطلاني) ، مات بالقاهرة سنة (1087هـ) .4
8-
محمد بن بدر الدين بن عبد القادر بن محمد، أبو عبد الله شمس الدين البلباني، البعلي، الحنبلي، أحد كبار فقهاء الحنابلة بالشام، كان عابدا زاهدا، يدرس الفقه على المذاهب الأربعة، له العديد من المصنفات، منها:(كافي المبتدي من الطلاب) مطبوع مع شرحه (الروض الندي) ، و (أخصر المختصرات) مطبوع مع شرحه (كشف المخدرات) ، و (عقيدة التوحيد) ، و (بغية المستفيد في التجويد)
1 النعت الأكمل: 223، السحب الوابلة: 183، مختصر طبقات الحنابلة:120.
2 خلاصة الأثر: 3/124.
3 مطبوع بأعلى صحائف نهاية المحتاج للرملي.
4 خلاصة الأثر: 3/174، هدية العارفين: 1/761، الأعلام: 4/314.
مات بدمشق سنة (1083هـ) .1
9-
محمد بن علاء الدين البابلي، شمس الدين الشافعي، أحد الأعلام في الحديث والفقه، وهو من أحفظ أهل عصره لمتون الأحاديث، ومن أعرف الناس بالجرح والتعديل وكان زاهدا ورعا، من مصنفاته (الجهاد وفضائله) ، مات بالقاهرة سنة (1077هـ) .2
10-
محمد بن كمال الدين بن محمد بن حسين الحنفي، من علماء التفسير والحديث والأدب، عارفا بفقه الحنفية، من مصنفاته (حاشية على شرح الألفية لابن الناظم) ، (التحريرات على الهداية) ، (البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف/ط) ، مات بدمشق سنة (1085هـ) .3
تلاميذه:
لم يذكر المترجمون له عدد تلاميذه، ولا أسمائهم، مما دعاني إلى القيام بقراءة واستقراء لتراجم المعاصرين له، واللاحقين بعده، فاستعرضت كتب التراجم للفترة التي عاش بها، ومصنفات القرن الثاني عشر التي اهتمت بالحوادث التاريخية وتدوين سيرة العلماء والمبرزين في تلك الفترة الزمنية، فكان أن خرجت بأسماء عدد من تلاميذه، وهم:
1- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الكريم السفرجلاني، الشافعي،
1 النعت الأكمل: 231، السحب الوابلة: 373، مختصر الطبقات:122.
2 خلاصة الأثر: 4/39، هدية العارفين: 2/290، الأعلام: 6/270.
3 خلاصة الأثر: 4/124، الأعلام: 7/15، معجم المؤلفين: 11/163.
ولد سنة (1055هـ) ، كان أديبا شاعرا، برع في الرياضيات، وله ديوان شعر، مات بدمشق سنة (1112هـ) .1
2-
سعدي بن عبد الرحمن بن محمد الحنفي، الدمشقي، محدث من أهل الشام، كان ماهرا بالفرائض، عارفا بعلم الهندسة والحساب والمساحة، مات بدمشق سنة (1132هـ) .2
3-
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الذهبي، الدمشقي، المعروف بابن شاشة، أديب أهل دمشق، من مصنفاته (نفحات الأسرار المكية ورشحات الأفكار الذهبية) ، و (الفوائد المكية والروائح المسكية) ولكل منهما نسخة في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة، مات بدمشق سنة (1128هـ) .3
4-
عبد الرحيم بن مصطفى بن أحمد الشافعي الدمشقي، له عناية بالتاريخ والتراجم، وكان خطيبا واعظا، له كتاب (المنتخب) اختصر به كتاب شيخه (شذرات الذهب) ، مات بدمشق سنة (1160هـ) .4
5-
عثمان بن أحمد بن سعيد بن عثمان النجدي، من فقهاء الحنابلة، ولد في بلدة (العيينة) قرب الرياض، ورحل إلى دمشق فأخذ عن علمائها من مصنفاته:(هداية الراغب في شرح عمدة الطالب- ط) ، و (حاشية على منتهى الإرادات)(نجاة الخلف في اعتقاد السلف) ، (قطع
1 سلك الدرر: 1/15، هدية العارفين: 1/37، الأعلام: 1/68.
2 سلك الدرر: 2/156-158.
3 سلك الدرر: 2/318، هدية العارفين: 1/552، الأعلام: 3/332.
4 سلك الدرر: 3/5، معجم المؤلفين: 5/214.
النزاع في تحريم الرضاع- خ) 1، مات بالقاهرة سنة (1097هـ) .2
عبد القادر بن أحمد بن علي بن ميمي البصري، الحنفي، كان فقيها، أديبا، فاضلا، من مصنفاته (يتيمة العصر في المد والجزر) ، و (رسالة في المنطق) ، وأخرى في (العروض) ، مات بالبصرة سنة (1085هـ) .3
7-
محمد بن فضل الله بن محب الله المحبي، الحموي، الحنفي، المؤرخ الشهير، ولد بدمشق سنة (1061هـ) ، وقرأ على علمائها، وبرع في فنون كثيرة، واعتنى بتراجم أهل عصره، فصنف كتابه:(خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر)، وله أيضا:(نفحة الريحانة) خصصه لتراجم الأدباء، (قصد السبيل بما في اللغة من الدخيل) و (الأمثال) وغير ذلك.4
وقد تتلمذ على المصنف، وقال أثناء ترجمته له5: "وكنت في عنفوان عمري تلمذت له، وأخذت عنه، وكنت أرى لقيته فائدة أكتسبها، وجملة فخر لا أتعداها، فلزمته حتى قرأت عليه الصرف والحساب، وكان يتحفني بفوائد جليلة، ويلقيها علي
…
"
8-
مصطفى بن فتح الله الشافعي، الحموي، المكي، مؤرخ، أديب، من مصنفاته:(فوائد الارتحال ونتائج السفر، في أخبار أهل القرن الحادي عشر- خ) ،
1 اطلعت على نسخة من هذه الرسالة في جامعة الملك سعود، وأخرى في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
2 النعت الأكمل: 253، السحب الوابلة: 282، الأعلام: 4/202.
3 خلاصة الأثر: 2/469، النعت الأكمل: 249، الأعلام: 6/36.
4 سلك الدرر: 4/86، هدية العارفين: 2/307، الأعلام: 6/41.
5 خلاصة الأثر: 2/341.
ثلاثة مجلدات في دار الكتب المصرية، مات باليمن سنة (1123هـ) .1
9-
فضل الله بن علي بن محمد بن محمد الاسطواني، الحنفي، كان رئيس الكتاب في المحكمة الكبرى، وعاش سخيا، متنعما، وجمع من نفائس الكتب ما لم يجتمع عند أحد من أبناء عصره، مات سنة (1100هـ) .2
10-
يونس بن أحمد المحلي، الأزهري، الشافعي، فقيه اشتهر بقوة الحفظ، وطلاقة العبارة، والاستحضار التام، ولد بالمحلة الكبرى بمصر سنة (1029هـ) ، وأخذ عن علمائها، ثم التحق بالأزهر، ورحل من ثم إلى دمشق، وأخذ بها عن المصنف وغيره، ودرس الحديث في الجامع الأموي بها، مات سنة (1120هـ) بدمشق.3
كما أن الناسخ لنسخة (أ) وهو: محمد بن أحمد المحيوي الحنبلي، قد ذكر في آخر النسخة أنه تلميذ للمصنف، حيث قال:"تأليف شيخنا العلامة أبي الفلاح عبد الحي بن أحمد ابن العماد" ولم أقف على ترجمة له.
1 سلك الدرر: 4/178، النعت الأكمل: 249، الأعلام: 7/238.
2 خلاصة الأثر: 3/275.
3 سلك الدرر: 4/266، الأعلام: 8/260، معجم المؤلفين: 13/346.
مصنفاته:
لعل أول مصدر تاريخي يخطر ببال أي باحث عند إرادته معرفة تاريخ حادثة من الحوادث، أو ترجمة علم من الأعلام، هو ذلك المصدر التاريخي الشهير (شذرات الذهب) الذي ارتبط ارتباطا وثيقا باسم مؤلفه ابن العماد الحنبلي، ولا يخفى على أحد أهمية هذا المصدر التاريخي، الذي يعد موسوعة تاريخية حافلة، اشتملت على أهم الحوادث والوفيات التي وقعت خلال القرون العشرة الأولى من الهجرة النبوية.
وهذا المصدر الضخم بمجلداته العشرة هو أبرز وأهم مصنفات أبي الفلاح ابن العماد الحنبلي، ولو لم يكن له إلا هذا الكتاب لكفى.
وقد نسب إليه مصنفات أخرى، لا يزال بعضها مخطوطا، في حين لا يعرف شيء عن بقية مصنفاته سوى أسماء عناوينها، وفيما يلي بيان لمصنفات ابن العماد وأماكن وجودها:
1-
أسباب الخلاص بسورة الإخلاص.
اطلعت على نسختين له:
الأولى: محفوظة بمركز الملك فيصل بالرياض ضمن مجموع رقمه (2865/13) ، وعدد أوراقها ست عشرة ورقة من (129-144) .1
والثانية: في دار الكتب المصرية بالقاهرة، تحت رقم (19952ب) ، في ثلاث عشرة ورقة.2
1 فهرس مخطوطات مركز الملك فيصل بالرياض: 7/150.
2 فهرس دار الكتب المصرية: 3/78.
2-
بغية أولي النهى في شرح المنتهى.1
وهو شرح لمتن (منتهى الإرادات) في الفقه الحنبلي لمؤلفه تقي الدين محمد بن أحمد بن عبد العزيز الفتوحي، الشهير بابن النجار (ت 672هـ)
وقد نسب هذا الشرح – للمصنف – المحبي3، وابن حميد4، وإسماعيل باشا5، والثعالبي6، والزركلي7، وكحالة8.
3-
ثبت9. ذكر فيه مشايخه الذين لقيهم وروى عنهم.
4-
حاشية على أنوار التنزيل.
وهي حاشية كتبها على تفسير سورة (يس) من تفسير البيضاوي القاضي عبد الله بن عمر بن محمد البيضاوي (ت 685هـ) المسمى بـ (أنوار التنزيل وأسرار التأويل)10.
1 هدية العارفين: 1/508.
2 السحب الوابلة: 347-348.
3 خلاصة الأثر: 2/340.
4 السحب الوابلة: 193، الدر المنضد:59.
5 إيضاح المكنون: 2/570، هدية العارفين: 1/508.
6 الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي: 2/370.
7 الأعلام: 3/290.
8 معجم المؤلفين: 5/106.
9 النعت الأكمل: 241، مختصر طبقات الحنابلة:124.
10 شذرات الذهب: 7/685، الأعلام: 4/110.
وقد سمى هذه الحاشية بـ (نزهة العماد) ، وفرغ من تأليفها سنة خمس وستين وألف للهجرة كما ذكر ذلك في مقدمته لهذه الحاشية.
وهي تقع في (49) ورقة، في كل ورقة (23) سطرا، كتبت بخط نسخ دقيق، محفوظة بالمكتبة الظاهرية بدمشق، تحت رقم (5542- علوم القرآن) .1
5-
رسائل وتحريرات، في موضوعات ومسائل مختلفة.2
6-
شذرات الذهب في أخبار من ذهب.3
وهو أشهر مصنفاته، وأشهر من أن يعرف به، وقد ذكر فيه ما وقع من الحوادث المختلفة المشهورة، وتراجم الأعيان ووفياتهم، مرتبا على السنين حسب الوفيات، لا على الأسماء، ابتدأ فيه من الهجرة إلى سنة (1000هـ) منها، وقد ذكر في مقدمته الهدف من تأليفه، فقال4: "
…
أردت أن أجعله دفترا جامعا لوفيات أعيان الرجال، وبعض ما اشتملوا عليه من المآثر والسجايا والخلال، فإن حفظ التاريخ أمر مهم، ونفعه من الدين بالضرورة علم، لاسيما وفيات المحدثين والمتحملين لأحاديث سيد المرسلين، فإن معرفة السند لا تتم إلا بمعرفة الرواة، وأجل ما فيها تحفظ السيرة والوفاة.
هذا وقد طبع الكتاب طبعات كثيرة، غير أن الكتاب لم يسلم من الأخطاء والتحريفات والتصحيفات، حتى قام –أخيرا- الأستاذ محمود الأرناؤوط بتحقيق الكتاب تحقيقا علميا، وعلق عليه، ووثق التراجم الواردة من
1 فهرس مخطوطات الظاهرية (علوم القرآن) 314-315.
2 النعت الأكمل: 241، السحب الوابلة: 193، الفكر السامي: 2/370.
3 المصادر السابقة، ومصادر ترجمة المصنف ص (10) .
4 شذرات الذهب: 1/111.
مصادرها، وقام والده الشيخ عبد القادر بتخريج الأحاديث الواردة في الكتاب، فخرج هذا المصدر الهام في عشرة أجزاء بطبعة منقحة وإخراج جيد له.
7-
شرح بديعية ابن حجة.1
وهذه البديعية لناظمها أبي بكر بن علي بن عبد الله الحموي، الشهير بتقي الدين ابن حجة (837هـ) .2
ولشرح لمصنف عدة نسخ خطية، منها:
1-
نسخة بدار الكتب القطرية، بقلم محمد قناوي الأزهري، وهي نسخة جيدة بقلم معتاد، في سبع وثلاثين ورقة، بمعدل أربعة عشرا سطرا في الصفحة الواحدة، محفوظة تحت رقم (257) بالدار المذكورة بالدوحة.3
2-
نسخة بدار الكتب الظاهرية، تحت رقم (8772) .4
8-
شرح5 على (غاية المنتهى في الجمع بين الإقناع والمنتهى) ، من تأليف العلامة مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي (ت1003هـ)6.
قال ابن بدران في المدخل7: "وقد تصدى لشرحه –أي غاية المنتهى-
1 هدية العارفين: 1/508، الأعلام: 3/290.
2 الشذرات: 9/319.
3 فهرس دار الكتب القطرية: 2/591.
4 فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (الأدب) 1/333-334.
5 النعت الأكمل: 240، المدخل: 443ن مختصر الطبقات: 124.
6 خلاصة الأثر: 4/358، هدية العارفين: 2/426.
7 المدخل: 443.
العلامة الفقيه الأديب أبو الفلاح عبد الحي بن محمد ابن العماد، فشرحه شرحا لطيفا دل على فقهه وجودة قلمه لكنه لم يتمه".
وقد ذكر البعض1 أن المصنف –ابن العماد- شرح (غاية المنتهى) للشيخ مرعي، وذكر آخرون أنه إنما شرح (منتهى الإرادات) لابن النجار.
قلت: لا يمنع أن يكون قد شرح الكتابين. والله أعلم.
9-
معطية الأمان من حنث الأيمان.
وهو هذا الكتاب المحقق، وسيأتي الكلام عليه فيما بعد إن شاء الله تعالى.2
1 انظر مصادر ترجمة المصنف ص (10) .
2 انظر ص 28 من هذا الكتاب.
وفاته:1
في سنة (1089هـ) قصد المصنف مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وبعد أن قضى تفثه، وأتم مناسك حجه، وشارك الحجاج في أداء هذه الشعيرة العظيمة، أقام بمكة يلتمس شيئا من الراحة، فأتاه اليقين، وطواه الموت، فرحل العلم الذي دون حياة الأعلام، وسجل التاريخ الحافل بأشهر الوقائع والأيام، وسطر بمداد قلمه انتصارات هذه الأمة، وتغلبها على أعدائها في الخطوب المدلهمة.
وكانت وفاته في اليوم السادس عشر من شهر ذي الحجة سنة تسع وثمانين وألف من الهجرة النبوية، وكان عمره عند موته سبعا وخمسين سنة وخمسة أشهر وثمانية أيام، ودفن بمقبرة المعلاة بالحجون في مكة المكرمة رحمنا الله وإياه رحمة واسعة.
ثناء العلماء عليه:
أثنى المترجمون للمصنف من المؤرخين وغيرهم عليه، وأبرزوا شخصية ابن العماد العلمية، كواحد من أبرز الرجال الذين قدموا للأجيال اللاحقة بعده عملا علميا استحق عليه الإشادة والثناء والتقدير.
يقول عنه تلميذه المحبي2: "الشيخ، العالم، الهمام، المصنف، الأديب، المتفنن، الطرفة، الأخباري، العجيب الشأن في التجول في المذاكرة،
1 خلاصة الأثر: 2/341، النعت الأكمل: 248-249، السحب الوابلة: 149، مختصر طبقات الحنابلة:125.
2 خلاصة الأثر: 2/341.
ومداخلة الأعيان، والتمتع بالخزائن العلمية، وتقييد الشوارد من كل فن، وكان من أدأب الناس، وأعرفهم بالفنون المتكاثرة، وأغزرهم إحاطة بالآثار، وأجودهم مساجلة، وأقدرهم على الكتابة والتحرير".
وقال الغزي1:
"انتفع به كثير من أبناء عصره، وكان لا يمل ولا يفتر من المذاكرة والاشتغال، وكتب الكثير بخطه الحسن المضبوط، وكان خطه حسنا بين الضبط، حلو الأسلوب والتناسب".
وقال عنه عبد الرحمن الذهبي2:
"أحيا فقه ابن حنبل، وأتقن الحديث، وأحسن الرواية والتحديث، وكان معرضا عن موجبات القيل والقال، إلا أنه كالشمس لا يخفى".
وقال عنه ابن بدران3:
"وقد تصدى لشرح كتاب (غاية المنتهى) العلامة، الفقيه، الأديب، أبو الفلاح عبد الحي بن محمد ابن العماد، فشرحه شرحا لطيفا، دل على فقهه وجودة قلمه".
وقال الثعالبي4:
"العالم، الهمام، المصنف، الأديب، المتفنن، الأخباري، أعرف من كان في عصره بالفنون المتكاثرة".
1 النعت الأكمل: 241.
2 نفحات الأسرار المكية ورشحات الأفكار الذهبية: 61/ب.
3 المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل: 443.
4 الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي: 2/370.
ثانيا ((دراسة الكتاب))
((نسبة الكتاب إلى المصنف))
هذا الكتاب المحقق، والمسمى بـ[معطية الأمان من حنث الأيمان] ، هو أحد مصنفات العلامة الفقيه المؤرخ عبد الحي بن أحمد ابن العماد الحنبلي، ونسبة هذا الكتاب إليه ثابتة، لا يتطرق إليها احتمال، ولا يعتريها أدنى شك، فنسبته إليه مؤكدة كنسبة كتاب (الشذرات) إليه.
وقد أثبت عنوان الكتاب منسوبا إلي المصنف على غلاف النسخ الثلاث هكذا: "كتاب معطية الأمان من حنث الأيمان، تأليف الفقير إلى الله تعالى أبي الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد غفر الله تعالى له".
كما أثبته المصنف في آخر كتابه، فنسبه إلى نفسه بقوله: "وكان الفراغ من نسخها على يد مؤلفها الحقير عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد الحنبلي
…
".
كما نسبه إليه كل من:
إسماعيل باشا في: هدية العارفين: 1/508.
والزركلي في: الأعلام: 3/290.
وعمر كحالة في: معجم المؤلفين: 5/107.
وقد ورد عنوان الكتاب منسوبا إلى المصنف بنفس العنوان المثبت أعلاه، إلا أنه ورد في نسخة (ب) زيادة:"هذه رسالة في اختلاف الأئمة الأربعة في الطلاق، تأليف الإمام الشيخ عبد الحي بن أحمد ابن العماد الحنبلي الخلوتي وسماها: معطية الأمان من حنث الأيمان".
((موضوع الكتاب))
أوضح المصنف في مقدمته موضوع كتابه هذا، وأنه خاص بمسائل الأيمان والطلاق التي فشت وانتشرت بين الناس.
يقول رحمه الله: "
…
ولما كثر على الألسنة الأيمان والطلاق، جمعت من ذلك مسائل مهمة في هذه الأوراق
…
".
فابتدأ كتابه بمقدمة ذكر فيها أن الحلف بالله تعالى، والحنث فيه يعتري كلا منهما الأحكام التكليفية الخمسة: الوجوب، والندب، والإباحة، والكراهة، والحرمة. ثم ذكر حكم تكرار الحلف، والأدلة على حكمه من الكتاب والسنة والآثار، وحكم إبرار المقسم، والإقسام بوجه الله تعالى، وحكم إجابة السائل بالله عز وجل.
ثم وضع عنوانا سماه [كتاب الأيمان] ابتدأ فيه بتعريف اليمين، والأصل في مشروعيتها، ومن تصح يمينه، ثم ذكر حروف القسم ومثل لها، وكيفية إجابة القسم والنية عند الحلف، ثم بين صيغة اليمين الموجبة للكفارة.
وأعقب ذلك بعقد (فصل) أوضح فيه حكم الحلف بغير الله تعالى، وأردفه بذكر (فصل) بين فيه حكم تحريم الحلال، ومن حلف بملة غير الإسلام، وأيمان البيعة، ويمين الطلاق، والحلف بالنذر ونحو ذلك.
ثم ذكر شروط وجوب الكفارة، ومثل لكل شرط، وحكم يمين المكره، ثم أتبع ذلك بذكر أحكام الاستثناء في اليمين والطلاق، وشروط صحته، ث ذكر أمثلة للأيمان المؤقتة بزمن محدد وأحكامها، ونماذج للحلف على السكنى والخروج ونحو ذلك، وحكم يمين الفور عند الفقهاء.
عقب ذلك عقد بابا بعنوان [باب جامع الأيمان] بين فيه المرجع في الأيمان
وألفاظها، والتعريض باليمين، وأمثلة للحلف على الأكل والشرب واللبس والشم ونحو ذلك، وبين أقل ما يحنث به الحالف.
ثم عقد (فصلا) لبيان أحكام الطلاق: ذكر في مقدمته تعريفه، ومتى يباح ومتى يحرم وحالات وجوبه، ومن يصح طلاقه ومن لا يصح، والتوكيل في الطلاق، وتفويض الطلاق إلى الزوجة، وطلاق السنة والبدعة، وحكم طلاق الثلاث واختلاف الفقهاء فيه، وأطال الكلام على هذه المسألة.
ثم عقد (فصلا) بين فيه ألفاظ صريح الطلاق وكنايته وأحكام ذلك كله، وحكم تحريم الزوجة، وما يختلف به عدد الطلاق، وما تخالف به المدخول بها غيرها، وتعليق الطلاق بالشروط، ثم ذكر المسألة السريجية وما قاله العلماء فيها، وحكم الردة من الزوجين أو أحدهما.
بعد ذلك عقد (فصلا) ذكر فيه أحكام كفارة اليمين، والأصل فيها، وبيان خصال الكفارة، ومقدار المخرج في كل منها وكيفيته، ومن يستحق هذه الخصال، ثم ذكر أحكام تكرار اليمين على الشيء الواحد، أو على أجناس مختلفة، وكيفية تكفير العبد عن يمينه.
ثم ختم الكتاب ببيان مقدار الصاع والمد، وحكم إخراج القيمة في الكفارات.
فالكتاب بين فيه مصنفه معظم الأحكام المتعلقة بالأيمان والطلاق التي يكثر وقوعها بين الناس على مذهب الإمام أحمد، ويذكر أقوال الأئمة الثلاثة الآخرين في معظم المسائل، كما أنه يورد أقوال الصحابة والتابعين وغيرهم من الفقهاء الآخرين في بعض المسائل.
((منهج المصنف في الكتاب))
افتتح المصنف كتابه هذا بحمد الله تعالى والثناء عليه، ثم بالصلاة والسلام على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
بعد ذلك بين السبب الباعث له على تأليف هذا الكتاب، وأوضح أن شيوع ألفاظ الأيمان والطلاق وانتشارها بين الناس أدى إلى الكتابة في هذه المسائل، وذكر أنه جمع من ذلك الأحكام المهمة التي يحتاج إليها في الأيمان والطلاق.
وبعد معايشتي للكتاب، وقراءته من خلال تحقيقه، اتضح لي أن المصنف دون الأحكام المتعلقة بالبابين السابقين وسار على الطريقة الآتية:
أولا: اقتصر على ذكر أشهر المسائل في بابي الأيمان والطلاق، سواء المتفق عليها، أو ما فيها خلاف بين الفقهاء.
ثانيا: أحسن ترتيب كتابه هذا، من حيث التبويب والتقسيم، حيث ذكر مقدمة بين فيها حكم الحلف والحنث فيه.
ثم عند بيانه لأحكام المسائل وجزئياتها التابعة لها، يضع عنوانا مختصرا لما سيذكره من الأحكام تحت العنوان، وقبل أن يضع العنوان يقول:(فصل) في كذا.
ثالثا: بعد بيانه للمسألة وأحكامها، والأدلة الواردة فيها يختم الباب أو الفصل في بعض الأحيان بذكره لفظة (تذنيب) أو (تتمة) ، يذكر تحتهما زيادة توضيح للمسألة، أو فرعية تابعة لها، كما يتبع بعض الفصول بذكر (فائدة) قد يرى أنها تتميم للمسألة.
رابعا: يبين حكم المسألة عند الحنابلة، ثم يتبعها بذكر الأقوال في المذاهب الثلاثة الأخرى وهذا ليس في جميع المسائل التي أوردها في الكتاب،
وإنما يورد الخلاف في بعض المسائل، كما يشير إلى مذهب الظاهرية في بعض الأحيان.
خامسا: يشير أحيانا إلى أقوال الصحابة رضي الله عنهم، والتابعين رحمهم الله، عند ذكر حكم المسألة، كما يذكر الإجماع الوارد في بعض المسائل.
سادسا: يستدل للمسائل بالآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، ويشير إلى من خرج الأحاديث في بعض الأحيان.
سابعا: يذكر الروايات المنقولة عن الإمام أحمد – رحمه الله – في المسألة، ومن نقلها من تلاميذه، ثم يبين الرواية المعتمدة في المذهب وما عليه العمل.
ثامنا: نص على اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى، وذكر ذلك في كثير من المسائل التي أوردها.
تاسعا: نقل المصنف معظم الأحكام والمسائل والأدلة التي أوردها في كتابه من المصادر الرئيسة في مذهب الحنابلة، كما سيأتي بيانه في المبحث التالي.
((موارد المصنف في كتابه))
يعد المصنف – رحمه الله تعالى – أحد فقهاء الحنابلة المتأخرين، حيث عاش في القرن الحادي عشر الهجري، وقد سبقه العشرات من كبار فقهاء الحنابلة وجهابذتهم، كأبي الخطاب، وأبي يعلى، وابن قدامة، وابن تيمية، وابن القيم، والمرداوي، وابن النجار وغيرهم رحمهم الله تعالى، ممن أسهموا إسهاما بارزا في تدوين فقه الإمام أحمد رحمه الله، وتقديمه للقارئ موثقا بالنقولات المعتمدة، ومقرونا بالأدلة الشرعية، من خلال مصنفاتهم المتعددة، وكتبهم التي اشتهرت وأصبحت متداولة ومعروفة لدى القارئ، فكانت هي المصادر الرئيسة – بعد الكتاب والسنة – التي يعتمد عليها الباحثون في تدوين بحوثهم ومؤلفاتهم، والمورد الذي يستقون منه قول الإمام أحمد، وآراء مجتهدي المذهب في أي مسألة من المسائل الفقهية.
ومن خلال إلقاء نظرة متأنية على أبواب هذا الكتاب ومباحثه، يظهر لنا أن المصنف – رحمه الله – قد اعتمد اعتمادا كبيرا على تلك المؤلفات التي دونت في فقه الحنابلة، فنقل منها معظم المسائل التي أوردها في كتابه هذا، حيث نقل عن أشهر الكتب المعتمدة في المذهب، كما نقل عن كثير من كتب المذاهب الأخرى، حيث اقتصر على بعض المصنفات في كل مذهب، وأخذ منها الأقوال المعتمدة عندهم، ويختلف منهج المؤلف في النقل، فنجده - أحيانا – ينقل المسألة بنصها، وفي بعض الأحيان ينقلها بشيء من التصرف والتغيير في بعض الألفاظ.
وعلى كل فقد استفاد المصنف ي كتابه هذا من كثير من المصادر التي سبقته سواء ما دون منها في فقه الحنابلة أو فقه لمذاهب الأخرى، وكذلك
اعتمد على بعض كتب التفسير.
ولاشك أن هذا يعتبر شيئا مألوفا في استفادة اللاحق من أعمال السابق في مجال التأليف والكتابة.
وفيما يلي بيان لأهم المصادر التي نقل عنها المصنف واستفاد منها في تأليف كتابه هذا، مرتبة حسب أسبقية وفيات مؤلفيها:
1-
الهداية في فقه الإمام أحمد.
تأليف العلامة أبي الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني الحنبلي (ت 510هـ) .
2-
المغني.
تأليف: موفق الدين عبد الله بن أحمد ابن قدامة المقدسي الحنبلي (ت 620هـ) وقد نقل عنه معظم المسائل التي أوردها في هذا الكتاب.
3-
روضة الطالبين وعمدة المفتين.
تأليف العلامة أبي زكريا يحي بن شرف النووي الشافعي (ت 676هـ)
4-
الشرح الكبير على متن المقنع.
تأليف عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد ابن قدامة المقدسي الحنبلي (ت 682هـ) وقد أكثر النقل عنه، ويذكره أحيانا بعنوانه هذا أو يقول:"قال الشارح".
5-
إعلام الموقعين عن رب العالمين.
تأليف العلامة أبي عبد الله محمد ابن أبي بكر الشهير بابن قيم الجوزية (ت 751هـ) وقد نقل عنه فصولا كاملة تجاوزت في بعض الأحيان الورقة ونصف الورقة.
6-
الفروع في فقه الإمام أحمد بن حنبل.
تأليف محمد بن مفلح المقدسي الحنبلي (ت 7636هـ) .
وهذا من المصادر التي اعتمد عليها المصنف اعتمادا كبيرا وخاصة في نقله للروايات واختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية.
7-
قوت المحتاج في شرح المنهاج.
تأليف شهاب الدين أحمد بن حمدان بن أحمد الأذرعي الشافعي (ت 783هـ) ، وقد نقل عنه المصنف في عدة مواضع ويذكره باسم (شرح المنهاج) .
8-
الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد.
تأليف علي بن سليمان المرداوي الحنبلي (ت 885هـ) .
9-
جامع الرموز في شرح النقاية.
تأليف محمد القهستاني الحنفي (ت 953هـ) .
وقد نقل عنه في عدة مواضع باسم (شرح النقاية) أو (قال القهستاني) .
10-
ملتقى الأبحر.
تأليف إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحلبي الحنفي (ت 956هـ) .
11-
الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل.
تأليف شرف الدين موسى الحجاوي الحنبلي (ت 968هـ) .
12-
منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات.
تأليف تقي الدين محمد بن أحمد الفتوحي الحنبلي، الشهير بابن النجار (ت 972هـ) أكثر المصنف النقل عنه وإن لم يشر إليه باسمه ولا باسم مؤلفه في أكثر من المواضع.
13-
تنوير الأبصار وجامع البحار.
تأليف شمس الدين محمد بن عبد الله التمرتاشي الحنفي (ت 1004هـ) .
وهو أكثر كتاب نقل عنه أقوال المذهب الحنفي.
14-
شرح منتهى الإرادات.
تأليف منصور بن يونس البهوتي الحنبلي (ت 1051هـ) .
((وصف النسخ الخطية))
اجتمع لدي ثلاث نسخ لتحقيق هذا الكتاب، وكانت أول نسخة عثرت عليها في دار الكتب المصرية بالقاهرة، ولما قرأتها وتصفحتها رأيت أنه من المناسب إخراج هذا الكتاب الفقهي المهم، لاسيما وأن ابن العماد الحنبلي قد اشتهر عنه أنه أديب ومؤرخ، ولم يعرف بأنه فقيه، ففي إظهار كتابه هذا وتحقيقه إبراز لشخصية ابن العماد كفقيه من خلال تصنيفه لكتابه هذا [معطية الأمان من حنث الأيمان] .
ثم بدأت رحلة البحث والتنقيب عن نسخ أخرى للكتاب، وخاصة وأنه عند رجوعي لترجمة ابن العماد في كتاب (الأعلام) وجدت أن الزركلي قد نسب إليه عدة مصنفات وقال:"منها معطية الأمان من حنث الأيمان بخطه عندي"، فانصب جهدي على الحصول على هذه النسخة، لكن كيف الطريق إليها وقد تبعثرت مكتبة الزركلي بعد وفاته، فبعضها في جامعة الملك سعود بالرياض، وبعضها في القاهرة، والبعض الآخر في بيروت، وبعد سؤال المختصين في تلك الأماكن لم أجد إجابة شافية، ولم أتمكن من الوقوف عليها.
ولكن الله تعالى وفقني وهداني إليها في وقت كنت فيه أبحث عن كتاب آخر غيرها، فلم أشعر إلا وبطاقتها أمامي برقمها وعدد أوراقها، وذلك في قسم المخطوطات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وبعد اطلاعي عليها، رأيت ختم مكتبة الزركلي قد كتب على غلافها الخارجي، وكذا توقيعه عليها، فحمدت الله حمدا كثيرا على هذا العون والتوفيق.
ثم حصلت على نسخة ثالثة ضمن كتب المجاميع في دار الكتب المصرية بالقاهرة، فاجتمع لدي ثلاث نسخ للكتاب، إحداها نسخة المؤلف، وإليك وصفا شاملا للنسخ الثلاث:
(النسخة الأولى)
نسخة المؤلف:
هذه النسخة من مخطوطات مكتبة خير الدين الزركلي، وقد وضع على غلافها ختم مكتبته هكذا "من كتب خير الدين الزركلي" وتوقيعه بخط يده بالحبر الأزرق، كما كتب على أعلى الغلاف "بخط المؤلف صاحب شذرات الذهب" وهذا وصف شامل لها:
مكان الحفظ: قسم المخطوطات/ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض/ تحت رقم (8425- خ) .
الناسخ: المصنف ابن العماد، كما أثبت ذلك على غلافها، وكما هو مدون في آخرها بلفظ:"وكان الفراغ من نسخها على يد مؤلفها الحقير أبي الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد الحنبلي، غفر الله له، ولمن دعا له بخير".
تاريخ النسخ: الثلاثاء: 19/شوال/1076هـ.
نوع الخط: خط نسخ دقيق جميل واضح، وقد اشتهر عن المصنف حسن الخط وجودة الضبط.
عدد الأوراق: أربعون ورقة.
عدد الأسطر: واحد وعشرون سطرا.
عدد الكلمات: بمعدل إحدى عشرة كلمة في السطر الواحد.
عنوان الكتاب: أثبت على الغلاف بالخط الأحمر هكذا: "كتاب معطية الأمان من حنث الأيمان، تأليف الفقير إلى الله تعالى أبي الفلاح عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد غفر الله تعالى له ولمن دعا له أو أمن، آمين".
التمليك: على الغلاف ختم مكتبة الزركلي، وأسفل الختم توقيعه.
أوصاف أخرى: كتبت أسفل التوقيع عبارة "مائة وثلاثة وستون"، وفي أعلى العنوان كتب بقلم الرصاص "بخط المؤلف صاحب شذرات الذهب". وتحت عنوان الكتاب بيت شعر:
إن تجد عيبا فسد الخللا
…
جل من لا عيب فيه وعلا
وكتبت عناوين أبواب هذه النسخة وفصولها بالقلم الأحمر، وهي نسخة جيدة امتازت بحسن الخط وجودته، وندرة الأخطاء الإملائية واللغوية.
وقد اتخذت هذه النسخة أصلا نظرا لأنها بخط المؤلف وقلمه.
((النسخة الثانية)) نسخة (أ)
وهي أولى النسختين المحفوظتين في دار الكتب المصرية بالقاهرة، وهذه النسخة تحت رقم (295/12) مجاميع، ضمن مجموع يشتمل على اثنتي عشرة رسالة، ومجموع أوراقه (43ورقة) وكتابنا هذا هو الرسالة الثانية عشرة من بين رسائل المجموع.
وهذا وصف شامل للنسخة:
مكان الحفظ: دار الكتب المصرية بالقاهرة، تحت رقم (295/12) مجاميع1، رقم الفيلم (5308ف) .
الناسخ: محمد بن أحمد المحيوي الحنبلي.
تاريخ النسخ: لا يوجد تاريخ لنسخ هذا المجموع، لكن يترجح لدي أن النسخة كتبت في عصر المؤلف كما سأبينه بعد قليل إن شاء الله تعالى.
نوع الخط: خط معتاد لا بأس به.
عدد الأوراق: إحدى وسبعون لوحة من لوحة رقم (352) إلى (422) .
عدد الأسطر: خمسة عشر سطرا في الصفحة الواحدة.
وعدد الكلمات: بمعدل إحدى عشر كلمة في السطر الواحد.
عنوان الكتاب: كتب على غلاف هذه النسخة: "معطية الأمان من حنث الأيمان، تأليف شيخنا العلامة أبي الفلاح عبد الحي بن أحمد ابن العماد، كان الله له، وختم بالصالحات أعماله".
1 فهرس المجاميع الخطية بدار الكتب المصرية: 1/332.
ملاحظات عامة: هذه النسخة يظهر لي – والله أعلم – أنها منقولة من نسخة أخرى للمؤلف غير النسخة التي اعتمدت عليها في التحقيق كما سأوضح ذلك بعد قليل إن شاء الله تعالى، كما أنها قد كتبت في حياة المصنف بدليل قول الناسخ في آخرها:"قاله مؤلفه أبقاه الله تعالى ونفعني به".
وقد رمزت لهذه النسخة بحرف (أ) .
((النسخة الثالثة)) نسخة (ب)
هذه النسخة الثانية المحفوظة في دار الكتب المصرية بالقاهرة تحت رقم (19952- ب) 1، وهي ضمن مجلد يحتوي على هذا الكتاب، ورسالة أخرى للمؤلف بعنوان (أسباب الخلاص بسورة الإخلاص) .
وهذا وصف شامل للنسخة:
مكان الحفظ: دار الكتب المصرية بالقاهرة، تحت رقم (19952- ب) ، رقم الفيلم (23788) .
الناسخ: محمد بن خليفة بن حسن القرط.
تاريخ النسخ: الخميس: 21/11/1261هـ.
نوع الخط: خط معتاد مقروء.
1 فهرس مخطوطات دار الكتب المصرية: 3/78.
عدد الأسطر: ثلاثة عشر سطرا في الصفحة الواحدة.
عدد الكلمات: بمعدل إحدى عشر كلمة في السطر الواحد.
عنوان الكتاب: كتب على غلاف هذه النسخة: "هذه رسالة في اختلاف الأئمة الأربعة في الطلاق، تأليف الإمام الشيخ عبد الحي بن أحمد ابن العماد الحنبلي الخلوتي، سماها: معطية الأمان من حنث الأيمان، ويليها أسباب الخلاص بسورة الإخلاص، له أيضا رضي الله عنه".
وهذه النسخة كثيرة الأخطاء اللغوية والنحوية، كما أنها كثيرة السقط، وقد سقط منها ورقة واحدة بكاملها هي الورقة رقم (9) ، انظر حاشية رقم (5) ص (80) من هذا الكتاب.
وهذه النسخة يظهر لي أنها منقولة من النسخة التي قبلها (أ) لأنهما قد اتفقتا في الألفاظ وفي الزيادات وغير ذلك.
وقد رمزت لهذه النسخة بحرف (ب) .
((ملاحظات عامة على النسخ))
سبق أن ذكرت في مقدمة هذا المبحث أنني اعتمدت في التحقيق على نسخة المؤلف وهي مكتوبة بخط يده كما أسلفت.
إلا أنه بعد نسخ الكتاب ومقابلته ترجح لدي أن للمؤلف نسخة أخرى لكتابه هذا غير النسخة التي ذكرتها والتي اعتمدت عليها في التحقيق، والذي دعاني إلى ترجيح وجود نسخة أخرى الأمور الآتية:
أولا: أن النسختين (أ) ، (ب) تتفقان في أغلب الزيادات التي وردت فيهما على الأصل، وتتفقان في الترتيب وفي وجود الأخطاء غالبا.
فالنسختان (أ) ، (ب) جاءتا بزيادات تصل في بعض الأحيان إلى ما يزيد على ورقة كاملة ذات وجهين، وهذه الزيادات لا توجد في نسخة المؤلف التي بين أيدينا البتة، مما يدل على أن موردهما واحد هو نسخة أخرى للمؤلف.
ثانيا: ورد في آخر نسخة (أ) قول الناسخ: "ومن خطه نقلت"، ولو كان نقل من نسخة المؤلف التي بين أيدينا لما أورد تلك الزيادات وتلك الاختلافات عن هذه النسخة، مما يقطع ويؤكد أنه نقل عن نسخة أخرى للمؤلف.
ثالثا: أن هذه الزيادات الواردة في نسختي (أ) ، (ب) كلها منقولة من مؤلفات سابقة على المصنف، ومن نفس المصادر التي كان ينقل منها في معظم مباحث الكتاب، وليست من مصادر كتبت بعد وفاته.
رابعا: أن طريقة النقل والأسلوب متحدة ما بين أصل الكتاب وتلك الزيادات فهو نفس الأسلوب الذي كان ينتهجه ابن العماد من أول الكتاب إلى آخره.
((منهج تحقيق الكتاب))
سلكت في تحقيق هذا الكتاب المنهج التالي:
أولا: لما كانت إحدى النسخ الثلاث المتوفرة لدي هي نسخة المؤلف وبخط يده، جعلت هذا النسخة أصلا واعتمدت عليه في النسخ والتحقيق.
ثانيا: نسخت نص الكتاب حسب قواعد الإملاء والخط الحديثة.
ثالثا: يوجد في نسخة المؤلف بعض الأخطاء الإملائية – وهي نادرة - فأثبت اللفظة الصحيحة في المتن مع الإشارة في الحاشية إلى الخطأ الذي وقع في نسخة المصنف.
رابعا: قد تتفق النسخ الثلاث في الخطأ فأثبت الصحيح في المتن، وأشير في الحاشية إلى الخطأ الواقع في تلك النسخ.
خامسا: أثبت في الحواشي الفروق الواقعة بين الأصل والنسختين الأخريين.
سادسا: التزمت بتحقيق الزيادات الواردة في نسختي (أ) ، (ب) عن الأصل، فأثبت تلك الزيادات بكاملها في الحواشي، ثم أشرت إلى المصادر التي نقل منها المصنف تلك الزيادات، وأثبت أرقام صفحاتها، وأضيف إليها بعض المصادر الأخرى.
سابعا: رقمت الآيات القرآنية الكريمة التي استدل بها المصنف، فذكرت في الحاشية رقم الآية واسم السورة.
ثامنا: خرجت الأحاديث النبوية الشريفة الواردة في الكتاب، فإذا أشار المصنف إلى موارد الحديث من كتب السنة، خرجته بما ذكره وأضيف إليها مصادر أخرى يكون الحديث قد ورد فيها ولم يذكرها المصنف، مع الإشارة إلى درجة الحديث إن لم يتطرق إليها المصنف.
تاسعا: وثقت المسائل الفقهية من مصادرها الأصيلة، فإذا نسب المصنف القول لأحد الأئمة الأربعة، وثقت قول الإمام من كتبه المعتمدة في المذهب وبينت القول الصحيح في تلك المسألة إن كان ما ذكره المصنف غير ما هو معتمد في المذهب.
عاشرا: وثقت أقوال الصحابة والتابعين من مظانها كالمصنفات والسنن وكتب شروح الأحاديث والخلاف وغيرها.
حادي عشر: إذا نقل المصنف مسألة أو عبارة، وأشار إلى المصدر الذي نقل منه، وثقت هذا النقل من نفس المصدر الذي أخذ منه بالإشارة إلى رقم الجزء والصفحة التي نقل منها.
ثاني عشر: وثقت المسائل التي نقلها المصنف من مصادر لا تزال مخطوطة بالإشارة إلى رقم الجزء واللوحة، ثم أضيف بجانب هذا المخطوط مصدرا آخر من المصادر المطبوعة يكون قد أشار للمسألة، ليكون معضدا لذلك النقل وليسهل على القارئ الرجوع إلى المصدر المطبوع.
ثالث عشر: شرحت الألفاظ والكلمات الغريبة التي تحتاج إلى بيان وتوضيح.
رابع عشر: ترجمت للأعلام غير المشهورين وأثبت مصادر الترجمة عقبها.
خامس عشر: ضبطت الكلمات والعبارات التي تحتاج إلى ضبط بالشكل وأثبت عليها الحركة المناسبة لها.
سادس عشر: وضعت علامة (/) للدلالة على نهاية كل لوحة من النسخ الثلاث.
سابع عشر: وضعت فهارس عامة في نهاية الكتاب فجاءت على النحو التالي:
1-
فهرس الآيات القرآنية الكريمة مرتبة حسب ورودها في المصحف الشريف.
2-
فهرس الأحاديث النبوية الشريفة مرتبة على أوائل الحروف الهجائية.
3-
فهرس الآثار.
4-
فهرس الأعلام.
5-
فهرس للكتب الواردة في متن الكتاب.
6-
فهرس للمصادر والمراجع المعتمد عليها في الدراسة والتحقيق.
7-
فهرس عام لموضوعات الكتاب في القسمين الدراسي والتحقيقي.