الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد المؤلف
الحمد لله ولا نعبد إلا إيّاه، وصلى الله وسلم على نبيه ورسوله محمد الذي اختاره لأداء رسالته واجتباه، وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين.
وبعد، فهذا هو الكتاب السادس (1) من سلسلتنا التاريخية (معارك الإسلام الفاصلة) نضعه بين أيدى القراء الكرام، آملين أن نكون قد وُفّقنا في إخراجه، ونسأله تعالى أن يجعل كل أعمالنا خالية ومبرّأة من شوائب السمعة والرياء وخالصة لوجهه تعالى، إنه مقلب القلوب وهو على كل شيء قدير.
- 1 -
يتضمن هذا الكتاب تفاصيل أطول معركة خاضها المسلمون في العهد النبوى، وهي معركة خيبر التي بانتصار المسلمين فيها تم اقتلاع جذور الوجود اليهودى الدخيل في منطقة خيبر التي هي آخر وأقوى معقل للوجود الأجنبي في جزيرة العرب.
وامتدادًا لاستسلام يهود خيبر (وعددهم عشرة آلاف مقاتل) للمسلمين، استسلمت للمسلمين بقايا جيوب المقاومة اليهودية في (فدك)
(1) سبق للمؤلف أن أصدر من هذه السلسلة التاريخية كتبًا أربعة وهي: 1 - غزوة بدر الكبرى، 2 - غزوة أحد، 3 - غزوة الأحزاب، 4 - غزوة بني قريظة، والكتاب الخامس من هذه السلسلة هو (صلح الحديبية).
و (وادي القرى) و (تيماء) وكل مناطق الشمال.
وبذلك انتهت آخر مرحلة من مراحل الوجود اليهودى العابث الزنيم، الذي ظل يعبث بسكان جزيرة العرب أكثر من ألفى سنة. وبالقضاء على الكيان اليهودى العابث في خيبر، بدأ سكان الجزيرة (في ظل الإسلام الوارف) يتذوقون حلاوة الأمن والاستقرار، وأخذت أقاليم الجزيرة العربية تلفها (بسرعة) أجنحة دولة الإسلام الفتية، فبعد أقل من تسعة أشهر مضت على سقوط خيبر سقط في أيدى المسلمين أعظم معقل للشرك والوثنية وهي مكة المكرمة، ولم تمض سنتان على تطهير المسلمين خيبر من سلطان اليهود حتى دانت كل نواحى الجزيرة العربية بدين الإسلام.
- 2 -
كان النبي صلى الله عليه وسلم منذ هاجر من مكة إلى المدينة، ومنذ دانت يثرب بالإسلام وخضعت لحكمه والتزمت بتعاليمه - وهو يعامل اليهود الموجودين في المنطقة معاملة اللين، وينتهج إزاءهم سياسة الصفح والتسامح كلما قاموا بنقض حلف أو خالفوا نصوص معاهدة، أو حتى لجأوا إلى تدبير مؤامرة تستهدف حياته صلى الله عليه وسلم أو هدم أركان النظام الإسلامي الوليد.
فقد كان يستبعد في معاملاته التأديبية (لهؤلاء اليهود عنصر الشدة والعنف) حتى أن كل العقوبات التي أنزلها بهم جزاء تآمرهم وغدرهم ونكثهم للعهود، لم يصل منها شيء إلى سفك الدم وإزهاق الأرواح.
فكان النفي من المدينة مع مصادرة بعض الممتلكات، هو أقصى عقوبة ينزلها النبي صلى الله عليه وسلم بهؤلاء اليهود، بالرغم من إدانتهم بما يبيح قتلهم، وبالرغم من قدرة النبي صلى الله عليه وسلم على إبادتهم.
لأن الهدف من العقوبة (كما هي روح الإسلام في التسامح) ليس الانتقام وإشفاء الغليل بالولوغ في الدم، وإنما الهدف دفع الخطر وحسم مادة الشر واستئصال أسباب القلق والمشاغبة، ليعيش المجتمع الجديد في جوّ من الهدوء والاطمئنان بعيدًا عن حياة الدس والفوضى والأحقاد والضغائن .. حياة ما قبل الإسلام حيث اليهود لهم اليد الطولى في تغذيتها وتصعيدها، لأن كيان هؤلاء اليهود الدخلاء لا يقوم إلا على انتشار
الأمراض الاجتماعية الفتاكة التي عملوا (في غفلة من الزمن) على تعميقها في مختلف قطاعات المجتمع العربي الجاهلى الوثنى.
وما دام أن حسم شر هؤلاء اليهود ودفع خطرهم يمكن تحقيقه بنفيهم وإبعادهم عن يثرب وأهلها، فقد استبدل النبي صلى الله عليه وسلم عقوبة هؤلاء اليهود المستحقين للقتل بنفيهم من المدينة ليذهبوا أحرارًا إلى حيث شاءوا من بلاد الله خارج الجزيرة أو داخلها.
- 3 -
وآخر من عفا عنهم النبي صلى الله عليه وسلم واكتفى بنفيهم من المدينة - بعد أن ثبتت إدانتهم بنكث العهد ومحاولة اغتياله - هم يهود بني النضير، الذين حاولوا الغدر به حين شرعوا في عملية اغتياله وهو في ديارهم آمنًا في ظل حلف قائم بينه وبينهم (1).
لقد اختار يهود بني النضير (عند نفيهم من المدينة) مدينة خيبر، فأقاموا بها وجعلوا منها وطنًا لهم بدلا من المدينة. لأن خيبر بها أعظم قوة حربية لليهود في بلاد العرب.
لقد كان من المفروض أن يرعوى هؤلاء اليهود فيجنحوا للسلم ويقدروا روح التسامح التي عاملهم بها النبي صلى الله عليه وسلم بالرغم من ثبوت شروعهم في جريمة اغتياله وهو في ديارهم آمنًا وفي حالة عهد وتحالف معهم، حيث كف عن دمائهم (مع قدرته على سفكها) وسمح لهم عند نفيهم من المدينة أن يحملوا معهم كل ما يقدرون علي حمله من الأموال، فحملوا أغلاها، وقد حملوا معهم إلى خيبر شيئًا عظيمًا من الذهب والفضة، لأن يهود بني النضير يعتبرون من أغنى الفئات اليهودية في جزيرة العرب.
ولكن طبيعة اليهود (هي .. هي) لا تتغير (غدر، وفتك عند المقدرة، وهدوء واستكانة عند العجز)، طبيعة لا أخلاقية ذميمة تلازمهم في كل عصر وزمان.
(1) انظر تفاصيل محاولة هؤلاء اليهود اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم بكاملها في كتابنا (غزوة الأحزاب).
ولهذا فإنه لم يكد يستقر بهم المقام في (خيبر) ويشعروا بأنهم على شيء من القوة والمنعة حتى شرعوا في تحويل خيبر إلى قاعدة رئيسية للعدوان والتآمر على المسلمين.
وكان من أخطر نتائج هذا التآمر (غزوة الأحزاب الرهيبة) التي تعرض لها النبي وأصحابه في المدينة، وعانوا من محنها وأهوالها ما لم يعانوا مثله في أية مرحلة من مراحل صراعهم مع أعداء الإسلام كما فصلناه في كتابينا (غزوة بني قريظة وغزوة الأحزاب).
- 4 -
لقد كانت هذه الغزوة الرهيبة (القرشية الغطفانية في مظهرها واليهودية في جوهرها) بمثابة درس قاس وعاه المسلمون، واتضح لهم على ضوئه أن العنصر اليهودى، خبيث كالسرطان، لا يفيد معه أي علاج غير الاستئصال، وأنك إن لم تستأصله وتجتثه بسرعة اجتثَّ الحياة واستأصلها من جسدك.
واتضح للقيادة الإسلامية في المدينة على أثر هذا الدرس القاسى الذي استفادته من غزوة الأحزاب الرهيبة، أن مقابلة غدر اليهود وخيانتهم وتآمرهم ونكثهم باللين والتسامح بقصد إصلاحهم وترويض نفوسهم الشريرة، وإعطائهم الفرصة ليعودوا إلى جادة الصواب ويتبعوا الحق الذي عرفوه فجحدوه، إنما هو بمثابة مسكنات، لا تجدى في القضاء على هذا السرطان (الوجود اليهودى) وإنما تمنحه الفرصة ليغتال الحياة والعافية (ببطء) في الجسد الذي يكون فيه.
- 5 -
وعلى أساس هذه النظرة الواقعية الجديدة التي أوجدتها (لدى القيادة الإسلامية في المدينة) كوارث وبلايا حملة الأحزاب الباغية، التي كادت تعصف بالكيان الإِسلامي كله وتقتلعه من الجذور، والتي جاءت من خيبر قبل أن تجئ من مكة وصحارى نجد. وعلى أساس هذه النظرة عدل النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم عن سياسة اللين التي كان ينتهجها إزاء تصرفات هذا العنصر المخرب الهدام.
فالتزم (في معاملة هؤلاء اليهود الذين اتضح من تصرفاتهم أنهم لن يرضوا بأقل من الإِطاحة به وقطع تيار دعوته) التزم في معاملتهم سياسة الحزم والشدة والعنف، لا رغبة في الانتقام وشفاء الغليل، فالنبي صلى الله عليه وسلم كما دلت تصرفاته الحكيمة بعيدًا كل البعد عن هذه الروح، وإنما كان باعث هذه السياسة الحازمة الجديدة التي انتهجها مع هؤلاء اليهود (بعد زلزلة الأحزاب) هو الرغبة الشريفة في أن يسود المنطقة جوّ من الطمأنينة والأمن والاستقرار .. دلت التجارب العملية المتكررة على أنه لا يمكن توفيره للناس ما بقى لليهود سلطان أو نفوذ في جزيرة العرب كلها.
- 6 -
وأول نتيجة لالتزام هذه السياسة الصادمة الجديدة إزاء تكرار غدر اليهود وتآمرهم، إنزال المسلمين (في السنة الرابعة من الهجرة) تلك العقوبة الصارمة بيهود بني قريظة في المدينة حيث تم إعدام حوالي ثمانمائة منهم جزاء ارتكابهم -ضد المسلمين- تلك الجرائم الخسيسة البشعة التي حوت معاني الغدر والخيانة والنكث والتآمر، والتي أقدموا عليها في أحرج ظرف يمر به المسلمون، بقصد المشاركة في القضاء عليهم ومحو كيانهم من الوجود .. حيث انقلبوا على المسلمين وناصبوهم العداء بل وأعلنوا عليهم الحرب، وهم في أحرج موقف يواجهون فيه ساعة مصيرهم، وعقربها يهتز زاحفًا نحو الصفر ليعلن نهايتهم على أيدى قوات الأحزاب الضاربة المحيطة بالمدينة من كل جانب .. لولا المعجزة التي جاءت من عند الله بدحرهم وتشتيت شملهم.
فقد كان بين يهود بني قريظة والمسلمين معاهدة حلف عسكرى (بالإِضافة إلى معاهدة عدم الاعتداء) تنص بأن يلتزم الفريقان معًا بواجب الدفاع عن يثرب ضد أي عدوان خارجى ضد أي منهما (1).
غير أن يهود بني قريظة عندما أطبقت جيوش الأحزاب الضاربة على المسلمين في المدينة نقضوا تلك المعاهدة غدرًا وخيانة، مستغلين وقوع
(1) انظر كامل بنود هذه المعاهدة في كتابنا (غزوة أحد) ص 34 وفي كتاب: الوثائق السياسية للدكتور محمد حميد الله.
المسلمين في ذلك المأزق الحرج.
ولم يكتف بنو قريظة بنقض العهد وإلغاء الحلف الذي بينهم وبين المسلمين، بل سارعوا إلى وضع أيديهم في أيدى الغزاة، الأمر الذي ضاعف من محنة المسلمين وزاد من كربهم، حيث جعلهم تصرّف بني قريظة هذا بين شقّى الرحا .. جيوش الأحزاب من الإمام ويهود بني قريظة (حلفاء الأمس) من الخلف بضواحى المدينة. وكم هو فظيع أن ترى حليفك، قد انحاز إلى أعدائك الغزاة وشهر السلاح ليضربك به من الخلف في الوقت الذي تتوقع فيه أن يكون واقفًا بهذا السلاح إلى جانبك لصد العدوان عليك كحليف يزن كلمته التي أعطاها بميزان الشرف، ولكنهم اليهود وكفى.
ومن هنا (وعلى قدر بشاعة الجريمة التي ارتكبها يهود بني قريظة) جاء العقاب صارمًا رادعًا كأعنف ما يكون .. ثمانمائة مقاتل من يهود بني قريظة أعدمهم النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة واحدة بعد محاكمة نزيهة عادلة (1).
- 7 -
لقد كانت محاكمة يهود بني قريظة وما نتج عنها من عقوبة حازمة صارمة، نقطة التحوّل الأولى في سياسة قيادة المسلمين في المدينة من اللين إلى الشدة في معاملة اليهود الغادرين.
إذ تكوّن لدى المسلمين (على ضوء التجارب المريرة المتلاحقة) اقتناع كامل بأن انتهاج سياسة اللين والعفو والتسامح إزاء ما يرتكبه اليهود من جرائم الغدر والنكث والخيانة والتآمر، لم ولن تغيِّر من طبيعة الدس والتخريب والتآمر السابحة في دماء هؤلاء اليهود، شيئًا، بل أطمعتهم ووسَّعت من دائرة الأحلام التي كانت تراود كبار زعمائهم بالعودة إلى يثرب وبسط ظل سلطانهم الأسود الدخيل عليها من جديد.
ولم يعد هناك شك لدى قيادة المسلمين العليا في المدينة - بعد الذي حدث في غزوة الأحزاب المزلزلة - أن خيبر (بعد أن استوطنها المنفيون من يهود بني النضير) أصبحت القاعدة الرئيسية للعدوان على المسلمين، وأن
(1) انظر رد المؤلف لشبهات الطاعنين المنتقدين لهذه المحاكمة في كتابه الرابع (غزوة بني قريظة) الفصل الرابع.
هؤلاء اليهود لن يكفوا عن السعي -بكل الوسائل- للقضاء على المسلمين مهما بلغ المسلمون في التسامح والعفو.
لذلك صار من البدهي - بل من المحتم على المسلمين والحال هذه - أن تكون خطوتهم التالية (بعد تصفية الوجود اليهودى في يثرب) غزو اليهود في خيبر لهدم سلطانهم، وذلك كعمل حربى وقائى لا بد من القيام به، لضرب قواعد العدوان ونسف أوكار الكيد والتآمر، والتي إن لم يضربها المسلمون ويدمِّروها سيظل كيانهم معرضا للخطر الدائم في أية لحظة من قبل هذه القواعد اليهودية التي نسجت في أوكارها بخيبر خيوط مشروع حرب الأحزاب العدوانية الشاملة ضد المسلمين، والتي لا يستبعد أن يحوك اليهود في ظلماتها، (إذا ما تركوا وشأنهم أحرارًا) مؤامرة حرب أحزاب شاملة ثانية ضد المسلمين قد تكون أعظم وأخطر من حرب الأحزاب الأولى (1).
- 8 -
وعلى ضوء التقييم الصحيح للأحداث وربط الأسباب بالمسببات وعلى ضوء التحليل الدقيق لبواعث عدوان الأحزاب المخيف على المسلمين، اتضح للقيادة العليا في المدينة أن قوات الأحزاب الوثنية التي تمكن المسلمون (بأعجوبة) من دحرها، وقوات بني قريظة التي أنزل المسلمون بها ذلك العقاب الصارم الرادع .. اتضح للمسلمين أن كل هذه القوات لا تمثل في الواقع إلا ذنب الأفعى، وأن الذي يمثل رأس هذه الأفعى على الحقيقة هو العناصر اليهودية التي كانت لا تزال قابعة في أوكارها بخيبر.
لذا فإن نجاح القيادة الإسلامية في المدينة في صد العدوان الوثنى الرهيب أمام الخندق، وتمكنها من إبادة عناصر الغدر والخيانة من يهود بني قريظة إنما هو فقط بمثابة قطع ذنب الأفعى لا غير.
ذلك أن كل ما لاقاه المسلمون على أيدى الأحزاب الوثنية وعصابات
(1) وفعلا حاول يهود خيبر السعي لدى أعراب نجد لشن حرب أحزاب جديدة ضد المسلمين حينما قرروا إيفاد بعثة برئاسة رأسهم وسيدهم (أسير بن زارم) إلى ديار غطفان لإقناعهم بالمشاركة في غزو جديد ضد المسلمين في المدينة، كما فصلناه في كتابنا الخامس "صلح الحديبية".
الغدر القرظية من أهوال وويلات وزلازل جعلت المدينة بإسلامها ودمائها وأعراضها وأموالها في مهب العاصفة .. ما كان ليحدث لولا خيبر التي انبعثت منها وحدها شرارة كل تلك الأهوال والمصائب التي حاقت بالمسلمين في المدينة.
وحيث أن قطع ذنب الأفعى مع الإِبقاء على رأسها لا يعني شيئًا لمن يريد حماية نفسه من خطر هذه الأفعى القاتلة، فإن إتباعه الرأس الذنب أمر لا بد له من الإِقدام عليه.
وعلى أساس هذا المنطق السليم قرر النبي صلى الله عليه وسلم القيام بغزو خيبر ليتبع ذنب الأفعى رأسها، فنسف آخر وأخطر معقل لليهود الدخلاء في جزيرة العرب باحتلاله منطقة خيبر في أوائل السنة السابعة من الهجرة.
ثم تداعت بعد سقوط خيبر بقية الأوكار اليهودية في فدك وتيماء ووادي القرى، فوقعت جميعها في أيدى المسلمين.
وبذلك تخلصت جزيرة العرب من داء أخطر غدة سرطان كانت تفتك طيلة قرون عديدة بكيانات الشعوب التي كان يواطنها هؤلاء اليهود الدخلاء.
ولعل في الدور الرئيسى الذي قامت به العقيدة الإسلامية في مجال الانتصارات الساحقة التي حققها في خيبر ألف وأربعمائة من المسلمين ينقصهم كل شيء إلَّا الإيمان على أربعة عشر ألف مقاتل من اليهود وأحلافهم الذين لا ينقصهم أيّ شيء يحتاجونه لكسب الحرب سوى الإيمان .. لعل في تفهم المسلمين -والعرب خاصة- لدور العقيدة الرئيسى هذا حافزًا يحفزهم على العودة إلى ربهم والتمسك بالعقيدة الإسلامية الصادقة .. هذا التمسك الذي بدونه يستحيل عليهم بلوغ ما يصبون إليه ويتوقون من عزة وكرامة واستقرار وانتصار.
نسأل الله تعالى أن يلهمنا جميعًا الرشد ويجنبنا مزالق الانحراف لنسير على
صراطه المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم بهدايته وتوفيقه من خيار هذه الأمة، إنه سميع مجيب.
محمد أحمد باشميل
جدة .. المملكة العربية السعودية
1389 هـ - 1969 م