الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مدى قوة المسلمين:
وكانت قوة المسلمين (كما تقدم) تبلغ ألفًا وأربعمائة مقاتل كلهم حضر الحديبية، وكان ضمن هذه القوة مائتا فارس.
وهذا أكبر عدد من الفرسان، يتوفر لدى المسلمين في جيش يغزون به في تاريخهم حتى ذلك اليوم.
أما وسائل النقل الأخرى كالجمال، فلم يذكر أحد من المؤرخين (فيما بلغني) كم كان عددها لدى الجيش الغازى.
سلاح الاستكشاف:
وقبل أن يتحرك النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه من المدينة كوّن وحدة للاستكشاف والاستطلاع كلها من الفرسان بقيادة أحد قادة الحرس النبوى (عبّاد بن بشر الأنصاري) وقد كانت مهمة هذه الموحدة أن تنطلق أمام الجيش النبوى لارتياد المسالك والطرق وكشفها أمام الجيش الزاحف للتأكد من خلوّها من كمائن الأعداء وجواسيسهم وللتعرف على أخبارهم.
أدلاء الجيش:
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما كانوا يجهلون المسالك والطرق المؤدية إلى خيبر ولا يعرفون شيئًا عن طبيعة البلاد التي سيمر بها الجيش، فقد استعانوا بأدلاء خبيرين بتلك الأرض ومسالكها ليدلوا الجيش حتى يصل إلى خيبر.
وكان من هؤلاء الأدلاء الذين اختارهم النبي القائد صلى الله عليه وسلم حسيل بن خارجة وعبد الله بن نعيم، وكلاهما من قبيلة أشجع النجدية التي يرتاد رجالها دائمًا في الجاهلية منطقة خيبر.
طريق الجيش إلى خيبر:
تقع خيبر (كما قلنا) شمال شرقي المدينة، أما الطريق التي سلكها النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فقد ذكر المؤرخون (1) خرج بجيشه من المدينة فسلك ثنية
(1) انظر سيرة ابن هشام ج 2 ص 330 والسيرة الحلبية ج 2 ص 158 ومغازى الواقدي (تحقيق الدكتور مارسدن جونس) ج 2 ص 638 وما بعدها.
الوداع (1) ثم أخذ على الزغابة (2) ثم على نقمى (3) ثم سلك المستناخ ثم على عصر (4) حتى انتهى إلى الصهباء (5) قال الواقدي: صلي صلى الله عليه وسلم بالصهباء العصر ثم دعا بالأطعمة فلم يؤت إلا بالسويق والتمر فأكل صلى الله عليه وسلم وأكلوا معه ثم قام إلى المغرب فصلى بالناس ولم يتوضأ ثم صلى العشاء بالناس.
وفي الصهباء (وهي أقرب منزل نزله النبي بجيشه من خيبر) قرر أن يكون هجومه على خيبر من ناحيتها الشمالية، ليحول بين اليهود وبين الفرار إلى الشام.
فقد استدعى الأدلاء فجاءه حسيل بن خارجة الأشجعي وعبد الله بن نعيم الأشجعي، فأخبرهما بخطته الرامية إلى مهاجة خيبر من الشمال قائلًا: امض أمامنا حتى نأخذ صدور الأودية حتى نأتى خيبر من بينها وبين الشام وبين حلفائهم من غطفان، فقال حسيل: أنا أسلك بك، فانتهى به الدليل (حسيل) إلى موضع له طرق متعددة كلها تؤدى إلى خيبر، فقال: يا رسول الله إن لها طرقًا يؤتى منها كلها، فطلب الرسول صلى الله عليه وسلم من الدليل (حسيل) أن يسمى هذه الطرق فوصفها وسماها، فاختار الرسول صلى الله عليه وسلم سلوك طريق منها اسمها (مرحب) فاجتازها حتى انتهت به إلى خيبر من ناحيتها الشمالية.
وقد سلك على حياض والسرير (6) فاتبع صدور الأودية حتى هبط على
(1) ثنية الوداع ممر رئيسى يقع شمال المدينة.
(2)
زغابة (بضم أوله) موقع على بعد أميال من المدينة ناحية الشمال، بين الجرف والغابة.
(3)
نقمى (بفتح أوله) قال ياقوت في معجمه: موضع إلى جانب أحد. . يقع في الطرف الغربي للجبل.
(4)
عصر (بكسر أوله وسكون ثانيه) جبل بين المدينة ووادي الفرع، قال ابن إسحاق: بني النبي صلى الله عليه وسلم يعمر مسجدًا وهو في طريقه إلى خيبر والفرع (بضم أوله وسكون ثانيه) قال: ياقوت: قرية من نواحى المدينة بينها وبين المدينة ثمانية برد.
(5)
الصهباء (بفتح أوله وسكون ثانيه) قال في معجم البلدان، موضع بينه وبين خيبر، روحة، له ذكر في الأخبار.
(6)
السرير: الوادي الأدنى من خيبر، كذا قال السمهودى في وفاء الوفاء.