الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
استمرار القتال حتى المساء:
إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أن يستمر في مقاتلة أهل حصن ناعم حتى يخيّم الليل، ليتمكن من تغيير مقر قيادته في الليل، فقال للحباب بن المنذر: نقاتهلم اليوم.
وعملًا بمشورة الحباب بن المنذر، استدعى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي المشهور محمد بن مسلمة الأنصاري قائد حرس النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يبحث عن موقع أصلح من الموقع الذي عسكر فيه ذلك اليوم ليتحوّل إليه قائلًا: انظر لنا منزلًا بعيدًا من حصونهم بريئًا من الوباء نأمن فيه بياتهم.
فامتثل محمد بن مسلمة لأمر النبي القائد صلى الله عليه وسلم، فانطلق يرتاد المواقعٍ مفتشًا عن مكان يطابق الوصف الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم ليكون معسكرًا جديدًا للجيش، وبعد بحث دقيق وجد ابن مسلمة المكان المناسب الصالح لأن يعسكر فيه الجيش كما يريد النبي صلى الله عليه وسلم وهو وادي الرجيع (1).
فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو إمام حصن ناعم يقاتل، فقال: يا رسول الله، وجدت لك منزلًا، وذكر له وادي الرجيع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم على بركة الله .. إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم ظل يقاتل يومه ذلك إلى الليل، يقاتل أهل النطاة (التي فيها يقع حصن ناعم). يقاتل من أسفلها، وحشدت اليهود يومئذ، فقال الحباب: لو تحولت يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: إذا أمسينا إن شاء الله تحوّلنا.
واشتدّ رمى اليهود حتى جعلت نبالهم تخالط عسكر المسلمين وتجاوزه، وجعل المسلمون يلقطون نبلهم ثم يردونها عليهم.
تحوّل المسلمين إلى وادي الرجيع:
وفي مساء ذلك اليوم (اليوم الأول للقتال) تحوّل النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه إلى وادي الرجيع الذي اختاره له محمد بن مسلمة الأنصاري (2).
(1) الرجيع واد بالقرب من خيبر، وهو غير الرجيع الذي غدر فيه الهزليون المشركون بالسبعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذاك ماء يقع بين مكة والطائف، بينه وبين المدينة عشرين ليلة.
(2)
انظر ترجمته في كتابنا (غزوة أحد).