الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الناشر
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، وألقى إليه معانيه، ليبيّن للناس ما نزل إليهم، ويفسّره تفسيرًا، وأرسله إلى الناس كافّة ليعلّمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم، ويبشّرهم بظهور دينه تبشيرًا، ففتح به أعينًا عميًّا وآذانًا صمًّا وقلوبًا غلفًا، وطهَّر به النفوس تطهيرًا، اللهم فصلِّ وسلّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الذين حملوا لواء الكتاب والسنّة وسعوا لنشر علومهما سعيًّا مشكورًا، وعلى من تبعهم بإحسان ما يجزى به عباده الصالحين، وفجّر لهم ينابيع الرحمة والرضوان تفجيرًا.
أمّا بعد فإن كتاب صحيح مسلم لصاحبه الإمام الهمام، أحد أفذاذ الأنام أبي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري (204 - 261 هـ) هو "ثاني اثنين" من بين كتب السنّة، في الصحّة وعلوّ المرتبة، وله من الدّرجة السّابقة المرموقة ما يعرفه الجميع، ولا يحتاج إلى بيان.
وإن ممّا شرف الله به مكتبة دار السلام بالرياض أنه وفقها للقيام بخدمة الكتاب والسنّة وما إليهما من المعاني والعلوم، خدمة متواضعة، تتمثّل في شرح المتون والترجمة والتحقيق، والاختصار والتلخيص، والنشر والتوزيع، وغير ذلك.
وها نحن اليوم نقدّم الكتاب "بُغية المسلم في شرح صحيح مسلم" شرحًا متوسطًا في أربعة أجزاء وهذا أولها بين أيدي قرائنا الكرام، حيث قام بهذه الخدمة الجليلة فضيلة الشيخ/ صفي الرَّحمن المباركفوري - حفظه الله - أمير جماعة أهل الحديث في الهند، ولا يخفى على الإخوة الكرام مكانته العلمية وأعماله القيمة في مجال الدعوة إلى الله وتدريس العلوم الشرعية وتأليف الكتب القيمة أشهرها "الرحيق المختوم" في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وممّا قامت به دار السلام في إخراج هذا المشروع أنّها جمعت أولًا عددًا من النسخ المطبوعة حتى يتم اختيار أفضل النسخ وأوثقها.
وقد تبيّن بعد الفحص والدراسة أنّ ثلاث نسخ منها هي أشمل وأدقّ من غيرها، وهي:
1 -
النسخة الهندية المطبوعة في أصح المطابع، بدهلي/ الهند، سنة 1349 هـ - 1930 م، والتي طبعت مصوّرة مرّة أخرى في أصح المطابع بكراتشي/ باكستان سنة 1375 هـ - 1956 م،
وهذه الطبعة مأخوذة من الطّبعات الهندية السابقة، وقد ذكر القائم بنشر هذه الطبعة أنّه كلّف عددًا من أهل العلم بالمراجعة والتصحيح. ونظرًا لهذه الميزة جعلنا هذه الطبعة بمنزلة الأصل.
2 -
النسخة المطبوعة في إستنبول في المطبعة العامرة سنة 1334 هـ. والمكتوب على غلافها "طبعة مصحّحة ومقابلة على عدّة مخطوطات ونسخ معتمدة"، وقد ضبطت على حواشيها فوارق هذه النسخ ضبطًا دقيقًا متقنًا.
3 -
نسخة محمد فؤاد عبد الباقي، وهي أكثر النسخ تداولًا بين أهل العلم اليوم ولها من الميزات ما يمتاز به عن غيرها. ولا يحتاج إلى البيان.
عملنا في هذه الطبعة:
* وكان أول عملنا في هذه الطبعة مقابلة هذه النسخ الثلاث مع إثبات ما هو الأوفق بالسياق من السند والمتن. وإذا أخذنا زيادة من إحدى النسخ على الأصل فقد جعلناها بين معقوفتين [].
* احتفظنا بأرقام محمد فؤاد عبد الباقي كما هي، وأضفنا إليها رقمًا ثالثًا، وهو الرقم المسلسل لأحاديث الكتاب من البداية إلى النهاية، بما فيه أحاديث المقدّمة التي يبلغ عددها اثنين وتسعين حديثًا. وقد اخترنا في هذا التسلسل لكل طريق رقمًا مستقلًّا ووضعنا هذه الأرقام في أول كلّ حديث بين معقوفتين، ويليها رقما محمد فؤاد عبد الباقي، وأولهما رقم أحاديث كلّ كتاب، وقد وضعناه بخط بارز، وثانيهما الرقم المسلسل لأحاديث صحيح مسلم حسب ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي، فإنّه اكتفى فيه بترقيم أصل كلّ حديث وأوّله، ولم يضع لطرقه رقمًا آخر. وقد وضعنا هذا الرقم بين القوسين حسب ما هو في نسخته. ثم إنّنا زدنا في هذا الخصوص شيئًا آخر، وهو أن كلّ حديث مضى فيما سبق أشرنا إليه بقولنا في نهاية الحديث [راجع رقم كذا] وإذا كان آتيًا فيما بعد مكررًا قلنا [انظر رقم كذا] والإحالة في هاتين الصورتين إلى رقمنا المسلسل.
* أخذنا الآياتِ القرآنية من برنامج الحاسب الآلي للمصحف الشريف.
* خرجنا الآياتِ باسم السورة ورقم الآية ووضعنا التخريج بين معقوفتين.
* وضعنا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين علامتي التنصيص.
* أبرزنا حرف (ح) حاء التحويل.
* وضعنا بخط بارز عناوين الكتب من عمل الشارح على الجانب الأيسر مع الترقيم الجديد حيث احتفظنا على ترتيب الإمام النووي للكتب ووضعناها على الجانب الأيسر في
السطر عند بداية كلّ كتاب.
* وضعنا عناوين الكتب اليمنى وتراجم الأبواب بين المعقوفتين، لأنّها من عمل الشيخ / صفي الرَّحمن، وليس من المؤلف.
* ذكرنا في رأس الصفحة على الناحية اليمنى اسم الكتاب مع رقمه وأرقام الأبواب التي وضعها الشيخ / صفي الرَّحمن، وعلى الناحية اليسرى اسم الكتاب للنووي وأرقام الأحاديث من عمل الأستاذ/ محمد فؤاد عبد الباقي تسهيلًا للقارىء والباحث.
* الكلمات التي يجوز فيها أكثر من وجه في الاعراب، أو يجوز في بعض حروفها أكثر من حركة وضعنا عليها تلك الحركات والأوجه كلها.
* ثم وضعنا متن الصحيح في أعلى الصفحة وشرحه في أسفل الصفحة واستعمل الشيخ في الشرح أرقام الأحاديث الداخلية لكل كتاب من عمل الأستاذ / محمد فؤاد عبد الباقي.
* وفي آخر الجزء الرابع وضعنا فهرسًا مفصلًا لأطراف الأحاديث والآثار - عدا فهرس الكتب والأبواب - وضعنا فيه الأطراف، ثم اسم الراوي، ثم رقم الحديث أو الأثر.
وبذلك كله نرجو أن تكون طبعتنا هذه أقرب إلى الصواب وأنفع للطلاب والدارسين، ولا ننسى أن ننبه على أنَّ هذا جهد البشر، وهو عرضة للخطأ والنسيان، فليس من الغريب أن يزيغ منه البصر، أو يتقدّم أو يتأخّر، فنرجو من يطلع على خطأ أو زلل أن يصحّحه وينبّهنا عليه حتى نصحّحه في الطبعة القادمة بإذن الله.
وأخيرًا أشكر إخوتي الأفاضل الذين قاموا ببذل جهودهم لتنفيذ ما ذكر، حتى استطعنا إخراج الكتاب في صورته المتقّنة، وهم أصحاب الفضيلة المحترمون القارئ الشيخ/ محمد إقبال من باكستان، والشيخ الحافظ عبد المتين من باكستان، والشيخ شكيل أحمد من الهند، حفظهم الله، فجزاهم الله خيرًا، وقدّر لهم المزيد من السعادة والتوفيق.
ولا أنسى تسجيل شكري وتقديري لفضيلة الشيخ صفي الرَّحمن المباركفوري حيث تحمل على كاهله هذا العمل النافع لأمة الإسلام، وأتمه خلال ثلاث سنوات تقريبًا. فجزاه الله خيرًا عنا وعن جميع المسلمين وبارك في حياته ونفع بعلمه كلّ من أراد فهم كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
والله سبحانه وتعالى نسأل، أن يوفقنا جميعًا لما يحبه ويرضاه، وجعل هذا العمل في ميزان حسناتنا يوم نلقاه، وصلّى الله تعالى وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المدير المسئول
عبد المالك مجاهد