الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دور أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها:
- ترجمتها وفضلها رضي الله عنها:
هي بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي1، كانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند خنيس بن حذافة السهمي، فلما توفي عنها "بأحد" خطبها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن كان عمر عرضها على أبي بكر ثم على عثمان، فلم يردا عليه بالقبول إلا لكون النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، ولما شكى عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان من أبي بكر وعثمان، وقال له:"يتزوج حفصة مَن هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان مَن هي خير من حفصة" 2، وقد تزوج عثمان رضي الله عنه أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم حفصة سنة ثلاث من الهجرة "3هـ"، وكان مولدها رضي الله عنها قبل البعثة بخمس سنين.
ورُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد طلق حفصة رضي الله عنها ثم راجعها3 لتحافظ على مكانتها أُمًّا للمؤمنين.
توفيت حفصة سنة إحدى وأربعين عام الجماعة "41هـ"4.
- مروياتها وتلاميذها رضي الله عنها:
روت حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث، مسندها في كتاب بقي بن مخلد بلغ ستين حديثًا5، اتفق لها الشيخان على أربعة أحاديث، وانفرد مسلم بستة أحاديث، ومجموع مروياتها في الكتب الستة ثمانية وعشرون حديثًا "28"6.
1 انظر ترجمتها في سير أعلام النبلاء "2/ 227"، الإصابة "4/ 264".
2 صحيح البخاري "3/ 368" كتاب النكاح، باب عرض الرجل ابنته أو أخته على أهل الخير - حديث "5222" عن ابن عمر.
3 سنن أبي داود "2/ 294" كتاب الطلاق، باب في المراجعة.
4 سير أعلام النبلاء "2/ 292".
5 جوامع السيرة، ابن حزم "ص14"، تلقيح الفهوم، ابن الجوزي "365".
6 تحفة الأشراف، المزي "11/ 278 - 292".
- محتوى مروياتها:
روت في الطهارة في وجوب الغسل على كل محتلم يوم الجمعة، وجعل اليد اليمنى للطعام والشراب. وفي أبواب الصلاة، روت في الركعتين الخفيفتين إذا نودي بالصبح، وهي من فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الصوم روت في: لا صيام لمن لم يجمع الصيام قبل الفجر، وصوم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام من كل شهر، وفي القبلة للصائم، وفيمن يصبح جنبًا ثم يتم صومه، وفي صيام الإثنين والخميس، وصيام عاشوراء وغيرها.
كما روت في المناسك: في الدواب التي لا جناح على مَن قتلهن، كما روت في الزينة في لبس الديباج للرجل، وفي الشمائل: في فراش النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الآداب: فيما يفعل الرجل إذا أراد النوم، وفي الطب: في رقية النملة، وفي تعبير الرؤيا، وفي الفتن: في قصة ابن الصائد وخروج الدجال من غضبة يغضبها، وهذا أشهر ما روت.
ويلاحظ غلبة السُّنَّة الفعلية في وصف أعمال النبي صلى الله عليه وسلم التي اشتركت في نقلها إلى الناس مع بقية أمهات المؤمنين، مع تفاوت في الرواية بينهن -كثرة وقلة- إلا أنها كسائر أمهات المؤمنين تختص برواية بعض الأحاديث التي لم تروها بقية أمهات المؤمنين؛ كروايتها في الرقية من النَّمِلَة، وقصة ابن صائد، وخروج الدجال من غضبة يغضبها، والدواب التي لا جناح في قتلهن.
وهكذا شرف الله أمهات المؤمنين كل واحدة بأحاديث ترويها ويلتصق اسمها بها؛ لتبين للعالم نور الحكمة الذي ينبع من حجرات هؤلاء السيدات، رضوان الله عليهن جميعًا.