الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإمام الشافعي "150-204ه
ـ" 1:
هو: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب
…
إلخ، فيجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.
لم يظهر في علماء الإسلام مثله في فقه الكتاب والسنة، ودقة الاستنباط، وإقامة الحجة، وقوة البرهان والدليل، فكان مرجع أهل العلم في زمانه؛ حيث رحلوا إليه من كل حَدَب وصوب، ووفدوا إليه من كل فج عميق؛ لينهلوا من علمه، ويغترفوا من فقهه.
وتواترت أخباره بين علماء عصره، وبلغ في الفقه والاستنباط وقوة الحجة درجة تدعو إلى الدهشة والإكبار حتى نال -بكل جدارة- لقب "ناصر السُّنَّة"، وحتى قال الإمام أحمد بن حنبل: لولا الشافعي ما عرفنا فقه الحديث.
رحل إلى مالك بن أنس في المدينة ولازمه وأخذ عنه الفقه والعلم، كما رحل إلى العراق ثلاث مرات2 -حيث أبي حنيفة- فأخذ الفقه والعلم، فاجتمع له
1 راجع ترجمته في: تهذيب الكمال "24/ 355- 381"، سير أعلام النبلاء "10/ 5- 99"، التاريخ الكبير "1/ 42"، التاريخ الصغير "2/ 302"، الجرح والتعديل "7/ 201"، حلية الأولياء "9/ 63- 161"، الانتقاء "ص65- 121"، تاريخ بغداد "2/ 56- 73"، طبقات الفقهاء للشيرازي "ص48 - 50"، طبقات الحنابلة "1/ 280"، ترتيب المدارك "2/ 382"، الأنساب "7/ 251- 254"، تاريخ ابن عساكر "14/ 395 - 418"، "15/ 1- 25"، صفة الصفوة "2/ 95"، تهذيب الأسماء واللغات "1/ 44- 67"، وفيات الأعيان "4/ 163-169"، تذكرة الحفاظ "1/ 361-363"، الكاشف "3/ 17"، الوافي بالوفيات "2/ 171-181"، مرآة الجنان "2/ 13 - 28"، البداية والنهاية "10/ 251- 254"، الديباج المذهب "2/ 156- 161"، تهذيب التهذيب "9/ 25"، النجوم الزاهرة "2/ 176، 177"، طبقات الحفاظ "ص152"، حسن المحاضرة "1/ 303، 304"، طبقات المفسرين "2/ 98"، مفتاح السعادة 2/ 88 - 94"، طبقات الشافعية لابن هداية الله "11- 14"، شذرات الذهب "2/ 9- 11"، مناقب الشافعي للشيرازي.
2 دخل الشافعي بغداد ثلاث مرات: الأولى في شبابه سنة "184هـ"، وقيل: قبلها في خلافة هارون الرشيد، والثانية سنة "195هـ" ومكث سنتين، والثالثة سنة "198هـ" فأقام بها شهرًا ثم خرج إلى مصر؛ حيث دخلها سنة "199هـ" وأقام بها حتى مات رحمة الله عليه.
علم أهل الرأي وعلم أهل الحديث، وتصرف في ذلك حتى أصَّل الأصول وقعَّد القواعد، وأذعن له الموافق والمخالف، واشتهر أمره، وعلا ذكره، وارتفع قدره.
كان -رحمه الله تعالى- ذا فصاحة وبلاغة وبيان وحسن أدب. قال الإمام داود بن علي الظاهري: قال لي إسحاق بن راهويه: ذهبت أنا وأحمد بن حنبل إلى الشافعي بمكة فسألته عن أشياء، فوجدته فصيحًا حسن الأدب، فلما فارقناه أعلمني جماعة من أهل الفهم بالقرآن أنه كان أعلم الناس في زمانه بمعاني القرآن، وأنه قد أُوتي فيه فهمًا، فلو كنت عرفته للزمته. قال داود: ورأيته يتأسف على ما فاته منه.
وقال يحيى بن سعيد القطان: إني لأدعو للشافعي في الصلاة وغيرها منذ أربع سنين لما أظهر من القول بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم1.
وقال الإمام أحمد بن حنبل: ما صليت صلاة منذ أربعين سنة إلا وأنا أدعو فيها للشافعي2.
وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: لولا الشافعي ما عرفت كيف أرد على أحد، وبه عرفت ما عرفت، وهو الذي علمني القياس رحمه الله فقد كان صاحب سُنة وأثر وفضل وخير مع لسان فصيح طويل وعقل صحيح رصين3.
وقال أيضًا: قال لي أبي: الزم هذا الشيخ -يعني محمد بن إدريس الشافعي- فما رأيت أبصر بأصول العلم، أو قال: أصول الفقه منه4.
وقال إسحاق بن راهويه: لقيني أحمد بن حنبل بمكة فقال لي: تعالَ حتى أريك رجلًا لم ترَ عيناك مثله، فأراني الشافعي5.
1 الانتقاء في فضل الأئمة الثلاثة الفقهاء "ص72".
2 المصدر السابق "ص76".
3 المصدر السابق "ص73"
4 المصدر السابق "ص73".
5 المصدر السابق "ص74".
وقال إسحاق أيضًا: محمد بن إدريس الشافعي عندنا إمام1.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: يا أبة! أي رجل كان الشافعي؟ فإني أسمعك تكثر الدعاء الدعاء له، فقال: يا بني! كان الشافعي رحمه الله كالشمس للدنيا وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من عوض أو خلف؟ 2
وقال الإمام أحمد بن حنبل: ما أحد من أصحاب الحديث حمل محبرة إلا وللشافعي عليه مِنَّة3.
وقال هارون بن سعيد الأيلي الثقة الفاضل: ما رأيت مثل الشافعي قط، ولقد قدم علينا مصر فقالوا: قدم رجل من قريش فقيه، فجئناه وهو يصلي، فما رأينا أحسن وجهًا منه ولا أحسن صلاة فافتتنَّا به، فلما قضى صلاته تكلم فما رأينا أحسن منطقًا منه4.
وقال هارون أيضًا: لو أن الشافعي ناظر على أن هذا العمود الذي من الحجارة من خشب لأثبت ذلك؛ لقدرته على المناظرة5.
وكان إذا جاء سفيان بن عيينة شيء من التفسير والفتيا التفت إلى الشافعي وقال: سلوا هذا، ولما بلغه خبر موت الشافعي قال -أي ابن عيينة: إن مات محمد بن إدريس فقد مات أفضل أهل زمانه6.
وقد ولد -رحمه الله تعالى- بغزة سنة "105هـ" ومات ليلة الجمعة، ودفن بعد عصر ذاك اليوم الموافق آخر يوم من شهر رجب "204هـ" رضي الله عنه.
1 المصدر السابق "ص77".
2 المصدر السابق "ص74، 75".
3 المصدر السابق "ص76".
4 المصدر السابق "ص87، 88".
5 المصدر السابق "ص88".
6 المصدر السابق "ص70".