الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي
1:
هو: أبو عبد الله، المدني، الفقيه، إمام دار الهجرة، رأس المتقنين، وكبير المتثبتين حتى قال البخاري: أصح الأسانيد كلها: مالك، عن نافع، عن ابن عمر، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ومائة "179هـ"، وكان مولده سنة ثلاث وتسعين. وقال الواقدي: بلغ تسعين سنة.
وهبه الله تعالى علمًا وفقهًا، وامتن عليه كثرة الحفظ وسيلان الذهن، وأسبغ عليه جزيل نعمه، حتى بلغ إمام الأئمة وشيخ الإسلام وحجة الأمة، وإمام دار الهجرة، ضرب له العلماء أكباد الإبل من كل حَدَب وصوب؛ لينهلوا من فقهه وعلمه، ونال تقدير الأئمة والعلماء المعاصرين له واللاحقين به، وأثنوا عليه ثناء لم يحظَ به غيره.
روى الحميدي عن سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا:"يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالمًا أعلم من عالم المدينة".
قال ابن عبد البر معلقًا على هذا الحديث: "وهذا الحديث لا يرويه أحد
1 راجع ترجمته في: سير أعلام النبلاء "8/ 48 - 135"، تهذيب الكمال "27/ 91- 120"، تاريخ خليفة بن خياط "1/ 432"، "2/ 719"، طبقات خليفة "ص275"، الحلية "6/ 316"، أنساب العرب لابن حزم "1/ 435، 436"، الانتقاء لابن عبد البر "ص9 - 36"، ترتيب المدارك "1/ 102- 254"، تذكرة الحفاظ لابن عبد الهادي "49/ 2"، صفة الصفوة "2/ 177- 180"، تهذيب الأسماء واللغات "2/ 75- 79"، وفيات الأعيان "4/ 135 - 139"، تذكرة الحفاظ "1/ 207- 213"، العبر للذهبي "1/ 272"، مرآة الجنان لليافعي "1/ 373- 377"، البداية والنهاية "10/ 174- 175"، الديباج المذهب "1/ 55- 139"، تهذيب التهذيب "10/ 5"، النجوم الزاهرة "2/ 96- 97"، التاريخ الكبير "7/ 310"، التاريخ الصغير "2/ 220"، الطبقات الكبرى للشعراني "ص45"، شذرات الذهب "2/ 12- 15"، الكاشف "3/ 112"، تاريخ ابن معين "2/ 543- 546"، الأنساب "1/ 287"، اللباب "1/ 69"، مروج الذهب "3/ 350"، طبقات الحفاظ "ص89"، طبقات القراء "2/ 35"، الكامل لابن الأثير "5/ 532"، "6/ 50، 147، 226، 234، 436"، "9/ 257"، "11/ 292"، ثقات ابن حبان "7/ 459"، رجال البخاري للباجي "2/ 696"، الجمع بين رجال الصحيحين "2/ 480".
بهذا الإسناد وهم أئمة كلهم: سفيان بن عيينة إمام، وابن جريج مثله وأجل منه، وأبو الزبير حافظ متقن، وإن كان بعض الناس تكلم فيه، وأبو صالح السمان أحد ثقات التابعين"1.
وروى ابن عبد البر بسنده عن سفيان بن عيينة أنه قال: نرى هذا الحديث الذي يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مالك بن أنس. وفي رواية قال: أراه مالكًا، وأقام سفيان على ذلك زمانًا ثم رجع عنه بعد ذلك فقال: أراه عبد الله بن عبد العزيز العمري العابد، قال ابن عبد البر: ليس العمري هذا ممن يلحق في العلم والفقه بمالك بن أنس، وإن كان عابدًا شريفًا2.
وقال علي بن المديني: قال سفيان بن عيينة: رحم الله مالكًا ما كان أشد انتقاءه للرجال3.
وروى ابن عبد البر بسنده عن يحيى بن معين يقول: قال سفيان بن عيينة: وما نحن عند مالك بن أنس؟ إنما كنا نتتبع آثار مالك وننظر الشيخ إذا كان كتب عن مالك كتبنا عنه4.
وروى ابن عبد البر عن سفيان بن عيينة أنه ذكر مالك بن أنس رضي الله عنه فقال: كان لا يبلغ من الحديث إلا صحيحًا ولا يحدث إلا عن ثقات الناس وما أرى المدينة إلا ستخرب بعد موت مالك بن أنس5.
وروى ابن عبد البر بسنده عن الشافعي قوله: إذا جاء الحديث عن مالك فشُدَّ به يديك.
1 الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء، لابن عبد البر "ص19" طبع مطبعة المعاهد بمصر - الناشر مكتبة القدسي.
2 المصدر السابق "ص19، 21".
3 المصدر السابق "ص21".
4 المصدر السابق "ص21، 22".
5 المصدر السابق "ص21، 22".
وقوله: إذا جاءك الخبر فمالك النجم.
وقوله: إذا ذكر العلماء فمالك النجم، وما أحد أمن عليَّ من مالك بن أنس.
وقوله: مالك بن أنس معلمي، وعنه أخذت العلم.
وقوله: كان مالك بن أنس إذا شك في الحديث طرحه كله1.
وروى ابن عبد البر بسنده عن علي بن المديني، عن عبد الرحمن بن مهدي يقول: أخبرني وهيب بن خالد، وكان من أبصر الناس بالحديث والرجال، أنه قدم المدينة قال: فلم أرَ أحدًا إلا يعرف وينكر إلا مالكًا ويحيى بن سعيد الأنصاري. قال عبد الرحمن بن مهدي: لا أقدم على مالك في صحة الحديث أحدًا2.
وروى ابن عبد البر بسنده عن علي بن المديني قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما في القوم أصح حديثًا من مالك -يعني بالقوم: الثوري والأوزاعي وابن عيينة- قال: ومالك أحب إلَيَّ من معمر3.
وقال يحيى بن سعيد: سفيان وشعبة ليس لهما ثالث إلا مالك3.
وبنفس الإسناد عن يحيى بن سعيد القطان قال: "كان مالك بن أنس إمامًا في الحديث"3.
وروى ابن عبد البر بسنده عن عبد الله بن وهب قال: لولا أني أدركت مالكًا والليث بن سعد لضللتُ، وفي رواية قال أبو جعفر الأيلي: سمعت ابن وهب ما لا أحصي يقول: لولا أن الله أنقذني بمالك والليث لضللت.
وفي رواية قال هارون بن سعيد الأيلي: سمعتُ ابن وهب -وذكر اختلاف الأحاديث والروايات- فقال: لولا أن لقيتُ مالكًا لضللت4.
1 راجع هذه الروايات بأسانيدها في الانتقاء "ص23".
2 المصدر السابق "ص25".
3 المصدر السابق "ص26".
4 المصدر السابق "ص27، 28".
وقال عبد الرحمن بن مهدي: أئمة الناس في زمانهم أربعة: سفيان الثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام، وحماد بن زيد بالبصرة1.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: ما رأيت أحدًا أعقل من مالك بن أنس رضي الله عنه وأرضاه2.
وسأل أبو زرعة الدمشقي الإمام أحمد بن حنبل عن سفيان ومالك إذا اختلفا في الرواية، فقال: مالك أكبر في قلبي، فقال له: فمالك والأوزاعي إذا اختلفا، فقال: مالك أحب إلَيَّ وإن كان الأوزاعي من الأئمة3.
وأول ما حفظ أبو زرعة الرازي حفظ حديث مالك، ووعاه كله وكذا رأي4.
وقال ابن أبي مريم: قلت ليحيى بن معين: الليث أرفع عندك أو مالك؟ قال: مالك. قلت: أليس مالك أعلى أصحاب الزهري؟ قال: نعم، قلت: فعبيد الله أثبت في نافع أو مالك؟ قال: مالك أثبت الناس.
وقال يحيى بن معين: كان مالك من حجج الله على خلقه5.
وروى ابن عبد البر بسنده عن البخاري قوله: مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي، كنيته أبو عبد الله، كان إمامًا، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري6.
وروى ابن عبد البر بسنده عن أحمد بن شعيب النسائي قوله: أمناء الله عز وجل على علم رسوله عليه السلام: شعبة بن الحجاج، ومالك بن أنس، ويحيى بن
1 المصدر السابق "ص28".
2 المصدر السابق "ص29".
3 المصدر السابق "ص30".
4 المصدر السابق "ص32".
5 المصدر السابق "ص31".
6 المصدر السابق "ص31".
سعيد القطان، قال: والثوري إمام إلا أنه كان يروي عن الضعفاء، قال: وما أحد عندي بعد التابعين أنبل من مالك بن أنس، ولا أحد آمن على الحديث منه، ثم شعبة في الحديث، ثم يحيى بن سعيد القطان، ليس بعد التابعين آمن على الحديث من هؤلاء الثلاثة، ولا أقل رواية عن الضعفاء منهم1.
وقال أبو زرعة الرازي: أول شيء أخذ نفسي بحفظه من الحديث حديث مالك، فلما حفظته ووعيته طلبت حديث الثوري وشعبة وغيرهما، فلما تناهيت في حفظ الحديث نظرت في رأي مالك والثوري والأوزاعي وكتبت كتب الشافعي2.
وقال أبو داود السجستاني: رحم الله مالكًا كان إمامًا، رحم الله الشافعي كان إمامًا، رحم الله أبا حنيفة كان إمامًا3.
1 المصدر السابق "ص31".
2 الانتقاء لابن عبد البر "ص32".
3 المصدر السابق "ص32".