الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وزهران الواقعة إلى الشمال منها وحدة إدارية واحدة. ويقع مقر الإمارة الآن على بعد حوالى خمسة عشر ميلا إلى الجنوب من الظفر فى بَلْجُرشى (أو بَلْجُراشى) وهو اسم يشير إلى أربع وعشرين قرية صغيرة متناثرة فى واد عريض (يرتفع 1960 مترًا فوق سطحَ البحر) ويطلق على أربع من هذه القرى الصغيرة (وهى العواذا والصلمية والرقبة والغازى) اسم دار السوق لأنها متقاربة وتشكل مركزا إداريا وتسويقيا.
المصادر:
(1)
فؤاد حمزة، قلب جزيرة العرب، مكة، 1933.
(2)
عمر رضا كحالة، معجم قبائل العرب، دمشق، 1949.
(3)
M. F.Von Oppenheim: Die Beduinen، ii، Leipzig، 1943
(4)
Admiralty: A handbook of Arabia، London، 1916 - 7
د. عبد الرحمن الشيخ [ف. س. فيدال Wiedall]
غانا
ربما يعود انتشار الإسلام للمرة الأولى فى المنطقة التى تعرف الآن باسم جمهورية غانا (مستعمرة ساحل الذهب البريطانية سابقا) إلى أواخر القرن الثامن للهجرة (الرابع عشر للميلاد) وذلك عندما مد الديولا Dyula المسلمون -خاصة جماعات السُّوننكى والمالكنى الماهرة فى التجارة- نشاطهم من منطقة مالى إلى المراكز المختلفة للإنتاج الاقتصادى الأولى (مركز انتاج الواد الأولية) وأنشأ الديولا المسلمون لأنفسهم مستوطنات صغيرة على طول طرق التجارة المؤدية من مناجم الذهب فى الشمال إلى الأسواق الأعظم شأنا على نهر النيجر والتى تمثل النهاية الجنوبية لطرق القوافل عبر الصحراء الكبرى.
وكانت بجو Begho عند الحدود الغربية لغانا بالقرب من نسوركور Nsorkor الحالية هى مركز الديولا الذى حاز أهمية منذ وقت باكر إذ اتجه إليها فيما بعد عدد كبير من جماعات المسلمين فى كل من ساحل العاج وغانا
وذلك قبل انهيارها الذى يرجح أنه كان فى بواكير القرن الثامن عشر. لقد كانت "بجو" قبل انهيارها إحدى المراكز الرئيسية لنشاط المسلمين فى منطقة نهر الفولتا.
وكذلك كانت مدينة وا wa فى شمال غانا التى كانت مقرا أمير المؤمنين الدوالا منسا. الذى يقال إنه أمير المؤمنين الثانى والأربعون.
وأتى التأثير الإسلامى الثانى إلى غانا من الشمال الشرقى، فالتجار المسلمون من دول الحَوْصة (الهوسا) الذين كانوا نشطين فى تجارة الكولا قد مدوا نشاطهم إلى غانا منذ منتصف القرن التاسع للهجرة (الخامس عشر للميلاد) وفقا لما هو وارد فى حوليات كانو، وبازدياد هذه التجارة وتوسعها فى القرن الثامن عشر كون الحَوصْة مستقرات مهمة فى سالاجا Salaga ويندى Yendi وغيرهما.
ولم يبدأ الإسلام فى الانتشار خارج تجمعات الحَوْصة والديولا قبل أواخر القرن العاشر للهجرة (السادس عشر الميلادى)، ففى حوالى هذا التاريخ استطاع الشيخ إسماعيل حاكم بجو وابنه محمد الأبيض أن يحولوا الارستقراطية الحاكمة فى جنجا Gonja - وهم هن المالكنى - بمبارا malinke - Bambara إلى الإسلام، وكانوا (أى المالكنى - بمبارا) هم القوة الصاعدة فى شمال غانا. وللك هى الفترة التى شهدت قيام عمر الشيخ (توفى حوالى 949 هـ/ 1552 - 1553 م) بنشر الطريقة القادرية فى غريب أفريقيا (السودان الغربى).
وبعد تحول الجونجا إلى الإسلام ظل الإسلام لا يحقق تقدما ملحوظا فى غانا طوال قرن ونصف إلا أنه فى السنوات الأولى من القرن الثامن عشر اعتنق حاكم الداجومبا Dagomba الإسلام وأصبح اسمه محمد زنجينا Zanjina، وفى التاريخ نفسه تقريبًا تحول أيضا للإسلام زعيم دولة مامبروسى Mamprusi أتابيا Atabia (توفى 1154 هـ/ 1741 - 1742 م). لقد كان لكل من الدول الثلاث الرئيسية فى شمال غانا -إذن- حاكم مسلم فى
بواكير القرن الثامن عشر، وهذه الدول هى: جنجا Gonja وداجومبا Dagomba ومامبروسى إلّا أن أحدا منهم لم يُطور دولته إلى إمامة على نسق إمامتى فوتاتورو Futa-Toro وفوتا جالون Futajalon فى القرن الثامن عشر.
وفى أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر توغلت مجتمعات المسلمين أكثر صَوْب الجنوب، ففى كوماسى Kumasi عاصمة امبراطورية الأشانتى Ashant كان للمسلمين وجود فى مجلس الملك، وكانوا يتولون القضاء وسيطروا على قطاعات مهمة من اقتصاد دولة الأشانتى بالاتفاق مع ملكها الذى كان واعيا لتنامى روح الثورة لدى طبقة التجار من الأشانتى.
وتركت حركة عثمان دان فوديو الإسلامية الاصلاحية فى مطلع القرن التاسع عشر والتى أدت إلى تكوين إمارات الفولاتى فى شمال نيجيريا -تركت بعض التأثير على مجتمعات المسلمين فى شمال شرق غانا مثلما حدث فى يندى Yendi عاصمة الداجومبا، لكنْ رُبما كان لتركيز حركة عثمان بن فودى على عدم التعاون مع الحكام الوثنيين أثر فى تعويق انتشار الإسلام فى التوغل أكثر فأكثر نحو الجنوب. وفى النصف الثانى من القرن نفسه هبت موجة من التحول للإسلام فى الشمال الغربى، ويبدو أنها كانت نتيجة جهاد الحاج محمد كارنتو M.Karantac (فيما عرف بجمهورية الفولتا بعد ذلك) والذى كانت كتائبه تضم عناصر من الداجارى ديولا Gegari - Dyula من وا Wa.
وفى أواخر القرن خضعت منطقة وا Wa والجونجا الغربية لفترة غير طويلة لامبراطورية الماندنكا Mandinka بزعامة سامورى تورى Tore، بينما كان الزاباريما Zabarima وقوات محلية من ألفا كازارى Alfa Kazare والباباتو Babatu والهاماريا Hamaria، يكوّنون نواة دولة إسلامية وسط بحر من الجرونشى Grunshi الوثنيين. وقد فشل التحالف بين قوات سامورى المسلمة والباباتو وقوات مختار بن الحاج محمد كارانتو، بل والتحالف مع قوات
الأشانتى غير المسلمة فى مواجهة القوات البريطانية والفرنسية. ومع بداية هذا القرن الحالى قهرتهم القوات الاستعمارية: جماعةً إثر جماعة.
ولا توجد مدينة غانية الآن إلّا وفيها قطاع يسكنه المسلمون.
ولا يوجد إحصاء بعدد المسلمين فى غانا إلّا أنهم لا يقلون عن 10 % من السكان وربما أكثر، وغالبهم فى العاصمة أكرا التى قد تضم حوالى 75.000 مسلم من بين إجمالى عدد سكانها البالغ 338.000، وفى كوماسى يبلغ عددهم حوالى 60.000 من بين إجمالى عدد سكانها البالغ 221.000، ويتباين تقدير نسبة عدد السكان فى شمال غانا تباينا شديدا، ما بين 15 % إلى 50 %، وكثير من هذه التقديرات يعتمد على وجهة نظر الجماعات المسلمة.
وليست هناك دراسة مفصلة -حتى الآن- عن التنظيمات الإسلامية فى غانا. وللطريقتين القادرية والتجانية وجود قوى فى غانا إلى حوالى سنة 960 هـ/ 1550 م رغم أنها لم تنتشر على نطاق واسع إلّا فى بواكير القرن التاسع عشر، وكان ذلك -إلى حد كبير- بفضل دعاة من الحَوْصة (الهوسا)، وانتشرت التيجانية على نطاق واسع -وكان ذلك غالبا على حساب القادرية- فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر ولا يزال نجمها فى صعود. وربما يعود أصل الوِرْد التجّانى فى غانا فى جانب منه إلى الحاج عمر من سيجو Sego والذى وافته منيته سنة 1864 لكن لحقته بالتأكيد إضافات من منطقة سنغامبيا (السنغال وغمبيا) ومن العائدين من الحج. ومنذ سنة 1921 أصبح للأحمدية نشاط ملحوظ خاصة فى سالتبند saltpond فى الجنوب وفى كوماس ووا Wa. وفى سنة 1963 بلغ المنضمون إليها ما بين ثلاثين وأربعين ألفا، وفقا لما يقوله أتباعها. وللمسلمين فى غانا مجلس إسلامى وهو جناح من حزب ميثاق الشعوب الغانية الحاكم. وتم تأسيس جمعية المسلمين Muslim Association سنة 1932 كمنظمة ثقافية وتعليمية، وفى سنة 1956 أصبح حزب الجمعية الإسلامية معارضا لحزب ميثاق الشعوب الغانية لكن هذا الحزب (حزب الجمعية الإسلامية) وقد