الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتعرف أيضًا بالملوية وتتكون من قاعدة مربعة يبلغ طول ضلعها 11.20 م ويعلو هذه القاعدة الجزء اللولبى ويلتف حوله منحدر يجرى حوله فى اتجاه عكس عقرب الساعة إلى أن يتم ثلاث دورات كاملة (أما بعد أعمال الترميم والصيانة فقد أضيفت للمئذنة الدورة الرابعة مع القمة التى تعلوها).
العمارة فى عهد الدويلات المستقلة عن الخلافة العباسية:
العمارة فى عهد الأغالبة بتونس:
1 - جامع القيروان
(شكل 26):
يعد من المساجد الإسلامية الشهيرة التى أسست فى العصور الأولى (50 هـ/ 670 م) إلا أنه لم يتبق منه، باستثناء المئذنة فقط، أى جزء يعود تاريخه إلى ما قبل القرن 3 هـ/ 9 م، إذ ترجع أقدم أجزائه الحالية إلى زيادة اللَّه الأغلبى عندما أعاد بناءه فى عام 221 هـ/ 836 م.
(شكل 25) مسقط أفقى لجامع أبى دلف بسامرا.
وبالنسبة لأبعاد الجامع يلاحظ أن طول الجدار الشمالى يبلغ 65.60 م والجدار الجنوبى 70.28 م، والجدار الشرقى 121.80 م والجدار الغربى 120.50 م.
ويتكون حرم الجامع (أى المقدم) من ست عشرة بائكة تحصر فيما بينها
سبع عشرة رواقا (بلاطة) وتتكون كل بائكة من سبعة عقود تتجه عمودية على جدار القبلة ولكن دون أن تصل إليه بسبب وجود بائكة موازية ينتهى عندها امتداد البائكات العمودية، ويوجد خلف هذه البائكة الموازية رواق موازى لجدار القبلة يبلغ عرضه حوالى 6 م.
أما الأروقة العمودية فيبلغ عرض كل منه 3.30 م باستثناء الرواق الأوسط الذى يبلغ عرضه الآن 5.40 م وكان عرضه الأصلى يبلغ 6.60 م، أى أن عرض هذا الرواق قد قلّ نحو 1.20 م وذلك بسبب بناء البائكتين اللتين تحددان هذا الرواق واللتين تمتد على جانبيهما (الأيمن والأيسر) بقية البائكات القديمة ولكن دون وجود أى رباط من أى نوع بينهما حتى أن الحدارات (مكعبات من الحجر مستطيلة أو مربعة) التى تعلو أعمدة كل من هاتين البائكتين مستقلة بدلا من ربط كل زوج من الأعمدة معا بالحدارات كما هو الحال فى البائكات القديمة، كما أن عقود كل من هاتين البائكتين من نوع العقود حدوة الفرس المدببة فى حين أن عقود البائكات الأخرى من نوع العقود حدوة الفرس المستديرة، وليس هناك أى شك فى أن هذه الأعمال ترجع إلى عهد إبراهيم الثانى بن أحمد 261 - 289 هـ/ 875 - 902 م [والصواب أنه حكم فيما بين 242 - 249 هـ/ 856 - 863 م].
ومن أعمال أبى إبراهيم أحمد أيضًا بناء القبة المضلعة التى تعلو المنطقة المربعة التى تتقدم المحراب بنهاية الرواق الأوسط، وقد أقيمت هذه القبة على أربعة عقود منها ثلاثة عقود حرة والعقد الرابع ملتصق بالجدار، ويبلغ ارتفاع هذه العقود نحو 9.15 م، وينتهى المربع الناتج عن ذلك فى أعلاه بطنف (كورنيش) يبلغ ارتفاع حافته العليا عن مستوى الأرضية 10.83 م، ويعلو ذلك منطقة الانتقال المثمنة ويبلغ ارتفاعها 2.15 م، وهى تتكون من ثمانية عقود نصف دائرية ترتكز
أرجلها على صفوف من الأعمدة ترتكز على كوابيل صغيرة مندمجة فى الطنف المشار إليه سابقا ويلى ذلك الرقبة وهى تتكون من ثمانى نوافذ معقودة فيما بينها ست عشرة مضاهية مرتبة بواقع مضاهيتين بين كل نافذتين. والقبة يبلغ قطرها 5.80 م ويكسوها أربعة وعشرين ضلعا ينبثق كل منها من كابولى صغير وتحصر هذه الضلوع فيما بينها مناطق مقعرة يبلغ عمقها عند القاعدة 30 سم ثم تأخذ فى الصغر إلى أن تنتهى إلى لا شئ عند القمة، والتكوين كله فى غاية الروعة.
أما من الخارج فالقبة تبدو على شكل السنطاوى ويكسوها أربعة وعشرون ضلعا محدبا، وتستدق هذه الضلوع أى تتناقص وتأخذ فى الصغر تدريجيا إلى أن تنتهى إلى لا شئ عند القمة (القطب).
ومن أعمال أبى إبراهيم أيضًا كسوة المحراب بسلسلة من الحشوات الرخامية المحفورة الرائعة، وقد رتبت هذه الكسوة فى أربعة صفوف متتالية بكل صف منها سبع حنايا، ويبلغ الارتفاع الكلى لهذه الكسوة 2.72 م، كذلك يكسو وجه المحراب والجدار الذى يحيط به بلاطات خزفية منفذة بالبريق المعدنى (139 بلاطه) يبلغ مقاس كل منها 21 سم 2.
هذا وقد أمر أبو إبراهيم أحمد باستيراد كل من الحشوات الرخامية والبلاطات الخزفية من العراق، وتعد هذه الأخيرة -أى البلاطات الخزفية- أقدم أمثلة الخزف ذى البريق المعدنى المحددة التاريخ، ويرجع ذلك بطبيعة الحال إلى أن أعمال أبى إبراهيم أحمد بجامع القيروان تؤرخ بعام 248 هـ/ 862 - 863 م.
وكان يسقف أروقة الحرم (أى مقدم الجامع) بما فى ذلك الرواق الأوسط سقف مسطح بارتفاع متماثل، إلا أن سقف الرواق الأوسط صار أكثر ارتفاعا عقب أعمال الزيادة التى تمت فى عهد أبى إبراهيم الثانى.