الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمران
هذا الاسم لرجلين من التاريخ العبرانى. ذكر اسم الأول فى الكتاب المقدس ولم يأت فى القرآن الكريم، أما الثانى فجاء بالعكس إذ ذكر اسمه فى القرآن الكريم ولم يأت فى الكتاب المقدس.
والأول هو عمران أبو موسى وهارون عليهما السلام وأختهما مريم، وهو ابن قاهت بن لاوى وفقًا لأنساب الكتاب المقدس (سفر الخروج، الإصحاح السادس، آية 20). والأساطير التلمودية تشير إلى أن عمران كان له ثقله فى مصر. وفى رواية وردت عن الكسائى، أن عمران عين وزيرًا وحارسًا لفرعون، وترتب على هذا، وبتدبير إلهى محكم أن تربى موسى عليه السلام فى قصر الطاغية ونجا من حكم الإعدام الذى أصدره فرعون على المواليد الذكور من بنى إسرائيل.
وعمران الثانى كما ورد فى القرآن الكريم (سورة آل عمران آيات 31 - 35) سورة التحريم آية 12 هو أبو السيدة مريم العذراء أم المسيح عيسى عليه السلام.
المصادر:
بالإضافة إلى المصادر الواردة فى المادة انظر:
(1)
الطبرى: التفسير، القاهرة، 1321 هـ/ 1903 م، الجزء 16، ص 50.
(2)
الثعلبى: عرائس المجالس، القاهرة 1371 هـ/ 1951 م، ص 102، 119.
(3)
الكسائى: قصص الأنبياء، طبعة Zisenberg، 193 - 195، 201.
(4)
L. Grinzberg: The Legends of The Jews، li، 1910، 258 - 65، 7، 1925. 390 - 7
وائل البشير [ايزنبرج J.Eisenberg]
عمر بن الخطاب
هو الخليفة الراشد الثانى، الذى قام بدور كبير فى تأسيس الدولة الإسلامية بعد وفاة أبى بكر الصديق،
وقد وضع الوضّاعون فى سيرته أمورا غير حقيقية، لكن البحوث التاريخية المتأنية تقدم لنا كثيرا من الحقائق الأساسية عنه مما يمكننا من فهم شخصيته. لقد عادى عمر بن الخطاب الإسلام معاداة شديدة فى بداية الأمر، لكنه -بعد أن أسلم- تحول إلى الطرف النقيض فراح يدافع عن الإسلام بالشدة نفسها التى كان يعاديه بها من قبل.
وربما أثَّرت هذه الحقيقة فى الروايات المتعلقة بإسلامه وهو ما تقدمه لنا على أن ذلك تم فجأة عندما استمع عمر رضى اللَّه عنه -مصادفة- لبعض آيات من القرآن الكريم كانت تُتْلى فى بيت أخته فاطمة التى كانت قد أسلمت مع زوجها سعيد بن زيد، ونتج عن هذه الحادثة -التى تبدو عرضية- وهى إسلام عمر أن أصبح الإسلام بفضل عمر بعد ذلك ظاهرة عالمية لقد أسلم عمر -فيما تقول الروايات- وهو فى السادسة والعشرين من عمره، وكان ذلك قبل الهجرة بسنوات أربع، وربما لا يكون هذا هو عمره وقت إسلامه لكن المؤكد أنه كان فى ريعان شبابه، وكانت نصرته للإسلام ومؤازرته له ذات نفع كبير بسبب شخصيته القوية أكثر منها بسبب عشيرته، فهو ابن نفيل العدوى من بنى عدى بن كعب وهم من قريش الظواهر الذين لم يلعبوا دورا سياسيا بارزا فى مكة التى يسودها التجار والتى كانت التجارة هى عصب الحياة فيها، ومع أن الروايات تذكر أن إسلامه قد أعز الإسلام قبل الهجرة إلا أن دوره غير واضح فى ترتيب أمور الهجرة، ولم يتبلور دوره إلا فى المدينة المنورة حيث غدا بمثابة مستشار وقام بدور كبير فى تنظيم الدولة الدينية الناشئة، وظهر عمر كمستشار أكثر من ظهوره كجندى مقاتل، ورغم شهوده غزوة بدر وأُحد وغيرهما فلم تنسب الروايات إليه بطولات فذة أو أعمالا غير عادية كتلك التى نسبتها لعلى رضى اللَّه عنه وغيره من الصحابة، وقد نزل القرآن الكريم مؤيدا رأى عمر (أو مبادراته التشريعية) كالأمر بحجاب أمهات المؤمنين (الأحزاب، آية 53) وما يلفت النظر أن عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه ارتبط برباط من الصداقة العميقة مع أبى بكر الصديق فى المدينة المنوّرة، صداقة لم يتخللها أى نوع من الغيرة، رغم أن الرسول صلى اللَّه عليه وسلم
كان متزوجًا من ابنة عمر رضى اللَّه عنه (حفصة) ومن ابنة أبى بكر رضى اللَّه عنه (عائشة)، بل إن عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه كان له دور مهم فى تأييد أبى بكر الصديق فى تولى الخلافة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما ارتبط عمر بصداقة متينة أيضا مع أبى عبيدة بن الجراح الذى توفى بعد ذلك سنة 18 هـ/ 639 م، وقد انتقلت الخلافة إلى عمر بن الخطاب بعد وفاة أبى بكر وبدا هذا طبيعيا، فقد كان لابن الخطاب دور مهم فى أثناء حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وخليفته أبى بكر. وهنا يثور سؤال: هل عَهَدَ أبو بكر لعمر بن الخطاب بالخلافة من بعده؟ هذه مسألة ثار حولها نقاش بين علماء المسلمين، وعلى آية حال فقد تلقى عمر البيعة من كبار الصحابة وعامة المسلمين، بعد أن كان أمر توليه الخلافة قد استقر بالفعل، وواصل ابن الخطاب حركة الفتوحات الكبرى، وفى عهده لم يستطع بنو أمية أن يسيطروا على دفة الأمور، فقد كان ابن الخطاب محنكا حازما ولم يكن يسمح لأىٍّ مهما كان بتشكيل مركز من مراكز القوى، أو يؤسس دائرة نفوذ لنفسه، فقد عزل خالد بن الوليد بعد أن حقق أروع انتصار فى تاريخ الإسلام، مما يدل على عبقرية عمر السياسية ومدى قوة شخصيته، وقد عامل عمرو بن العاص بحذر وكياسة فسمح له بفتح مصر، لكنه جعل إلى جواره الصحابى الكبير الزبير ليكون رقيبا عليه، وكان حريصا على عدم تعيين كبار الصحابة (ولم يكن الزبير استثناء من القاعدة) خوفا من ازدياد نفوذهم مما يهدد بانقسام الدولة الإسلامية. ولقد كان ذلك من أمارات عبقريته السياسية. ولقد وضع عمر بن الخطاب أساس كل التنظيمات التى سارت عليها الدولة الإسلامية بعد ذلك: التنظيمات الخاصة بأهل الذمة، والدواوين، وبيت المال، وسجلات المقاتلين، ومبادئ التقاضى ونظام القضاء، كما وضع التاريخ الهجرى (1) وفضل عمر أن يسمَّى أمير المؤمنين وقيل إنه اتخذ هذا
(1) ويتهم كاتب المقال عمر بن الخطاب بأنه حرف آية كريمة فى القرآن الكريم أو حرّف تفسيرها ليفرض رأيه القاضى برجم الزانية، والحقيقة أن هذا الإجراء تمّ فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه كما هو معروف)، [المترجم]