الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نشاهد بقايا دار أخرى فى دير سانتا كاتالينا وهو عبارة عن فناء ما زال محتفظا بشكله الأصلى والذى يشبه مثيله فى دار الحرة والزخرفة ملونة بصفة أساسية.
كذلك توجد داران أخريتان بسيطتان للغاية يرجع تاريخهما إلى منتصف القرن التاسع الهجرى/ 15 م، وقد استمر هذا النظام فى الدور المورسكية فى القرن العاشر للهجرة/ 16 م.
ومن المبانى السكنية أيضًا قصر شنيل الذى رمم كثيرًا.
وتوجد بقايا برج ذى حجرة مربعة مزودة بدخلتين مجوفتين بكل منهما حوض ويمكن إرجاعه (بناءً على زخارفه الجصية) إلى القرن 8 هـ/ 14 م.
وتعكس هذه الدور الخاصة بعمارتها وزخارفها وحدة الفن فى غرناطة.
2 - الحمراء
-
الحمراء قبل القرن 7 هـ - 13 م:
ظهر اسم الحمراء فى نهاية القرن 3 هـ/ 9 م وكان يطلق على حصن صغير لجأ إليه العرب الفارون امام الفلاحين الثائرين [المولدين] الذين طوردوا أثناء الفتن التى شبت خاول عهد الأمير عبد اللَّه الأموى [275 - 300 هـ/ 888 - 912 م. وقد حدثت هذه الواقعة 276 هـ/ 889 م وسميت بوقعة المدينة].
وكان هذا الحصين مبنيا فى طرف هضبة السبيكة الغربى، وقد امتدت مبانى الحمراء فى عهد بنى نصر لتغطى الهضبة كلها.
ومما لا شك فيه أن هذا الحصين الذى بنى فى نهاية القرن 3 هـ/ 9 م قد هجر فى أواخر عصر الخلافة [الأموية بالأندلس] ثم أعيد بناؤه خلال النصف الأول من القرن 5 هـ/ 11 م وزيد فيه
فاتسعت أرجاؤه بلاشك على يد الوزير اليهودى صمويل ابن نجرلو فيما بين عامى 443 - 447 هـ/ 1052 - 1056 م، ثم قام الأمير عبد اللَّه أحد أمراء بنى زيرى بتحسينه متأثرا فى ذلك بنظام حصن بليوس المسيحى الذى استولى عليه.
وقد ذكر هذا الحصن عدة مرات فى أثناء الصراع بين الأمراء الأسبان والمرابطين والموحدين، وكانت مساحته صغيرة والدليل على ذلك أن جند ابن حموشق اضطروا لأن يعسكروا خارج أسواره، وتدل بعض الأسوار الممتدة المبنية بالدبش وبعض بقايا الأبراج الركنية المبنية بالآجر والأحجار المسطحة المجاورة لسور الحمراء الآن على أن الحصن الذى بنى قبل عصر بنى نصر كان فى غاية البساطة.
وعندما دخل محمد بن الأحمر غرناطة فى رمضان 635 هـ/ مايو 1238 م أقام فى قصبة بنى زيرى فى المدينة نفسها وبادر فى لحظته فأمر ببناء قصر الحمراء الحالى وبدأ العمل فيه بعد أشهر قلائل.
هذا ويختلف المبنى الجديد اختلافا بينا عن الحصين الأصلى [أى القديم] سواء فى أغراضه أو فى سعته. فالحمراء ليس مجرد حصن وقصر بل هو أكثر من ذلك: إنه مدينة ملكية ومقر الحكومة مثله فى ذلك مثل مدينة الزهراء ومدينة الزاهرة وقصبة الموحدين فى مراكش. وكانت توجد فى مقابل الحى التجارى للمدينة قصبة أخرى تم زيادة مساحتها لتسع حاجات الحكومة النصرية فقد احتوت بالإضافة إلى القصور الملكية على المصالح الحكومية كالمكاتب ودار الضرب وثكنات الحرس وكبار الموظفين وكل ما يحتاج إليه الخدم والأتباع وما يحتاجه أهل المدنية من المصانع والحوانيت والمسجد الكبير والحمامات، وكان المنظر الطبيعى الذى يضم المدينة والقصر