الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تم حله فى أواخر سنة 1957.
ويعد كتاب غُنحا عملا تاريخيا مهما جمعه مؤلفون من الجونجا Gonga فى منتصف القرن الثامن عشر، ولدى معهد الدراسات الإفريقية التابع لجامعة غانا مجموعات متنامية من المخطوطات العربية الغانية بالإضافة لبعض المخطوطات بلغة الحوصة (الهوسا) والداجبين Dagbane المامبرول Mamprule والجوان Guan.
ويوجد فى شمال غانا حوالى ثلاثين مسجدا قديما منها مساجد جامعة (تعقد فيها صلاة الجمعة وكثير من المبانى فى شمال غريب غانا تحمل بوضوح ملامح الطراز الإسلامى السودانى.
المصادر:
(1)
ابن حوقل: ترجمة de Slane فى JA 1842، ص 240.
(2)
الادريسى: ترجمته de goeje ص 9
(3)
D. F. Mccall: The Traditions of the Foundings of Sijilnasa and ghana
وهى ترجمة لـ Hist. of Soc: of Ghana (1، 19) 1/V
(4)
J. Spencer Trimingham: A History of Islam in West Afrca، Oxford 1962
د. عبد الرحمن الشيخ [كورنافين R. Cornevin]
غانة
مدينة من مدن السودان النيجيرى (السودان الغربى) فى العصور الوسطى، وقد تلاشت الآن من الوجود، وكان موقعها يماثل موقع مدينة كمبى صالح الحالية (15.40 شمالا و 8 غربا) إلى الشمال من باماكو بحوالى 200 ميل/ 330 كيلو متر وإلى غريب الشمال الغربى من نارا Nara بحوالى 95 كم/ 60 ميل، وإلى جنوب الجنوب الشرقى من تمبدرا Timbedra بحوالى 70 كم / 44 ميلا وتتبع كمبى صالح قسم عيون العتروس وهو أحد الأقسام الفرعية التابعة لتمبدرا فى جمهورية موريتانيا الإسلامية، وكانت غانة عاصمة لأول مملكة زنجية فى السودان النيجيرى
(غرب أفريقيا). وكان الفزارى (قبل 184 هـ/ 800 م) هو أول من تحدث عنها باعتبارها أرض الذهب، وذكرها -أيضًا اليعقوبى (256 هـ/ 870 م) كما ذكرها -على نحو خاص- ابن الفقيه الهمذانى الذى توفى حوالى 290 هـ/ 903 م والذى أورد عنها فى كتاب البلدان بعض التفاصيل الطريفة منها أن الذهب ينمو فى رمالها كما ينمو الجزر، وأن أهلها يعيشون على الذرة واللوبياء ويسمون الذرة بالدُّخن. أما أول من روى لنا عنها رواية شاهد عيان فهو ابن حوقل الذى كتب سنة 366 هـ/ 977 م كتاب "المسالك والممالك" وقال إن ملكها هو أغنى ملوك الأرض، وقد ذكر السَّعدى (المتوفى حوالى 1065 هـ/ 1655 م) أربعة وأربعين أميرا من عناصر بيضاء لا يعلم أصلها حكموا غانة منهم 22 قبل الهجرة و 22 بعدها، لكن ديلافوس Delafosse ذكر اعتمادا على المرويات التقليدية أن عددهم بالفعل هو أربعة وأربعون أميرا بعضهم قبل الهجرة، وأن السعدى أخطأ فترجم الكلمة التى تعنى (عدد) بكلمة (نصف)، ولا نعرف شيئًا عن هذه الفترة سوى أن السُّوننكى -وهم عناصر زنجية- قد عاشوا مع هؤلاء الأمراء البيض وإن كان مونى R.Mauny يشكك فى أمر هؤلاء الأمراء البيض فى هذه الفترة، وهو الأمر الذى كان الإدريسى 549 هـ/ 1154 م أول من أثبته، ففى حوالى 174 هـ/ 790 م طرد الملك الزنجى كايا ماغان سِسى Kaya Maghan Cisse أول ملك زنجى لغانة العناصر البيضاء فتراجعت إلى تاجانت Tagant وجورجول Gorgol وفوتا Futa. والواقع أننا لا نعرف فى غالب الأمر عن هذه المملكة شيئًا حتى الغزو البربرى الأول لها فى القرن الثالث للهجرة التاسع للميلاد، الذى أورد ابن أبى زرع فى كتابه "روض القرطاس"، وأورده كذلك ابن خلدون، وقد أدى الغزو البربرى إلى الحاق مملكة أوداغست Audaghost بمملكة غانة، وفى سنة 380 هـ/ 990 م عين ملك غانة حاكما زنجيا لأوداغست ليؤكد أن الرسوم على قوافلها يدفعها البربر التابعون له.
وظلت غانة طوال نصف قرن هى اقوى مالك السودان الغربى، وقد أورد لنا البكرى (460 هـ/ 1067 - 1068 م) معلومات طيبة عن هذه المملكة فذكر أن العاصمة تتكون من قسمين (مدينتين) أحدهما يسكنه المسلمون حيث القضاة والفقهاء، وكان به اثنا عشر مسجدا بها الأئمة والمؤذنون والمرتلون، وتعقد صلاة الجمعة فى المسجد الجامع بانتظام. أما القسم الثانى فعلى بعد ستة أميال وبه مقر الملك الذى يتكون من قلعة وعدد من الأكواخ وقد أحيط كل ذلك بسور، وغير بعيد عن مقر الملك مسجد يؤدى فيه المسلمون الذين يزورون الأمير صلواتهم، والمنازل هنا مشيدة بالحجارة وأخشاب أشجار الصمغ، ويطلق على القسم الذى به مقر الملك هذا اسم "غابة" نظرا لقربه من غاية شاسعة بها أكواخ السحرة ورعاة الأرباب المحليين، وبها أيضًا مقابر الملوك والسجون، ومع أن الناس هنا. وثنيون مثل حاكمهم إلّا أنهم فى الحقيقة -يعاملون المسلمين باحترام كبير، فالمترجمون منهم ومعظم وزراء الملك والقائم على خزينة البلاد منهم أيضا، وللمسلمين -وفقا لما يقوله البكرى- مزايا خاصة فى اللباس، ولا يسجد المسلمون للملك وإنما يكتفون بتحيته بالتصفيق له.
ولعبت غانة دورا تجاريا فى الغاية من الأهمية إذ كانت القوافل المغربية تصلها حاملة البضائع لا سيما الملح ونوع من الأخشاب يستخدم فى معالجة جلود القرب لتجعل المياه صالحة للشرب فترة طويلة، وكانت تأتيها القوافل أيضا من الصحراء الكبرى محملة بالملح، على أن الذهب كان هو السلعة الرئيسية وكان يجلب من مناجم ونجارا Wangara (إلى الأعلى من حوض السنغال وفالم Faleme) وكان يتم تبادله عن طريق المقايضة الصامتة. أما عن قوة جيش غانة فيقدرها البكرى كالتالى 200.000 مقاتل منهم 40.000 رام بالسهام، وهذا تقدير مبالغ فيه.
وقد استولى المرابطون على أوداجست فى عهد يحيى بن عمر المرابطى (446 هـ/ 1054 م)،