الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتضم المناطق الحضرية فى طرابلس وبنغازى (والتى تشكل نحو 10 % من مساحة ليبيا) حوالى 92 % من مجموع الشعب الليبى. ويوجد فى هذه المناطق الحضرية 14 مدينة من 15 مدينة ويبلغ تعداد المدينة عشرة آلاف نسمة على الأقل. وغطت هذه المناطق حوالى 86 % من الانتاج الزراعى فى ليبيا. وزاد تعداد طرابلس من حوالى 30.000 نسمة فى بداية القرن العشرين إلى حوالى 110.000 نسمة فى سنة 1931 م وإلى حوالى 240.000 نسمة فى سنة 1954 م، وبلغ نحو 820.000 نسمة فى سنة 1980 م. أما بنغازى فبلغ تعداد سكانها 400.000 نسمة فى سنة 1980 م ويتوقع أن يصل تعداد الشعب الليبى ما بين 5.5 و 7 مليون نسمة فى نهاية القرن العشرين، يعيش 67 - 74 % منهم فى مدن يصل تعداد المدينة الواحدة منها نحو 20.000 نسمة أو أكثر، مما يعنى أنه يتوقع زيادة تعداد السكان فى المدن الليبية من ثلاث إلى أربعة مرات فى نهاية القرن العشرين.
د. مصطفى محمود سليمان [كمبس، بروان G. Camps & KI. Brown]
الليث بن سعد
ابن عبد الرحمن الفَمهْى، أبو الحارث، مُحَدِثٌ ومُفْتٍ، ينسب إلى طبقة التابعين العظام. ولد وتوفى فى مصر ولد فى قَرْقَشَنْد المعروفة بقرقشنده (قلقشندة) فى محافظة القليوبية فى شهر شعبان سنة 94 هـ/ مايو 713 م -وتوفى فى القاهرة فى 14 شعبان سنة 175 هـ/ 16 ديسمبر 791 م. يقوم قبر "الإمام الليث" فى (إحدى جبانات القاهرة). ويصنف عالم مصر هذا بالإجماع فى طبقة (فقهاء الأمصار) الحجة فى مسائل العلم الدينى، فى السنوات الأولى للدولة الإسلامية، وهم: أبو حنيفة، وسفيان الثورى، وابن أبى ليلى [الكوفة]، وابن جُرَيْح [مكة]، ومالك [لمدينة] والأوزاعى [الشام] وأخيرًا، الليث بن سعد [مصر]. ويعد ابن حزم الظاهرى المعروف بمواقفه الانتقادية المتشددة للمذاهب الفقهية (المالكية بوجه خاص) كل هؤلاء بمثابة خلفاء لمالك عن جدارة من حيث المعرفة الواسعة، والذكاء،
والاستقامة (الأحكام فى أصول الأحكام، جـ 2، ص 138). وقد لقى الليث تقديرًا لا يستهان به من الإمام الشافعى الذى يرى أن دراسة الحديث النبوى الشريف ترتكز أساسا على هؤلاء الأئمة التقاة: مالك، وسفيان الثورى، والليث بن سعد.
ولا تتوافر عن أخبار حياة الليث العملية سوى شذرات متناثرة (انظر المقال المخصص له فى كتاب "تاريخ بغداد"، جـ 13، ص 3 - 14). وجمع فى تلقيه علم الحديث بين كل من المكيين (مع ابن شهاب، ونافع، وعطاء ابن رابح من بين آخرين)، والمدنيين (مع مالك). سافر الليث إلى بغداد فى شهر شوال سنة 161 هـ/ يوليو 778 م، وأحرز تدريسه للحديث فيها نجاحًا باهرًا، وحظى برعاية هارون الرشيد. ويقال إن تواضعه قد منعه من طلب التكريم وشغل المناصب فى الدولة. وعند عودته إلى مصر وقف نفسه على التدريس، وعلى إدارة ثروته الكبيرة على ما يبدو. كان دخله فى السنة خمسة وعشرين ألف دينار، وما وجبت فى ماله زكاة لسخائه. وكان الليث طوال حياته لطيف المعشر فاضلًا نبيلًا (بسبب ثروته دون شك). ووفق رواية رجل عرفه حق المعرفة لفترة تزيد على عشرين سنة، أنه لم يره البتة، وهو يتناول غداءه أو عشاءه إلا مع زمرة من أصحابه ومريديه. لقد عاش الليث عيشة فخيمة، وعرف كيف يستمتع بثروته. وإذا كان أسلوب حياة من هذا القبيل قد أتاح له قدرًا معينًا من الفراغ للمشاركة فى الحياة العامة، أو لجلسات الحديث اليومية، إلا أنه كان لا ينسجم مع الفترات الزمنية الطويلة المنضبطة للعمل إلا بشق الأنفس. أضف إلى ذلك، أن عمل الليث المكتوب يبدو أقل كثيرًا (انظر قائمة الكتت والمؤلفات) بالمقارنة إلى قائمة كتب مؤلفات مالك (93 - 179 هـ/ 711 - 795 م) الذى استطاع فى جو المدينة البسيط أن يحيا حياة علمية منتجة بدرجة أكثر إلى حد بعيد.