الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثالث
خاتمة في ذكر امور تتعلق باحوال العرب وفيها خمسة فصول
الفصل الأول في معرفة ديانات العرب
قبل الاسلام وعلومهم
.
اما دياناتهم فكانت متباينة مختلفة، فصنف منهم انكروا الخالق والبعث وقالوا بالطبع المحيي، والدهر المفني، وصنف اعترفوا بالخالق وانكروا البعث، وصنف عبدوا أصنام قوم نوح، اما انها هي بعينها، واما انها ليست بأسمائها فكان لكلب ود ولهذيلسواع ومدلج، ولقسم من اليمن يغوث ولذي كلاع نسر ولهمذان يعوق ولثقيف اللات ولقريش وبني كنانة العزى وللاوس والخزرج مناة وكان هبل على ظهر الكعبة وهي أعظم اصنامهم، واساف ونايلة على الصفا والمروة، وكان منهم من يميل إلى الصابئة، ويعتقد في أنواء المنازل العتقاد المنجمين في الكواكب السبعة السيارة، ويعتقدون انها فعالة بأنفسها ويوقولن مطرنا بنوء الكواكب ومنهم من يعبد الملائكة، ومنهم من يعبد الجن، وكان لهم أحكام يدينون بها جاءت الشريعة الاسلامية بابقاء بعضها وابطال بعض، فكانوا يحجون البيت، ويعتمرون، ويحرمون ويطوفون، ويسعون ويقفون المواقف، ويرمون الجمار ويغتسلون من الجنابة، ويديمون المضمضة والاستنشاق، وفرق الرأس والسواك والاستنجاء، وتقليم الاظفار، ونتف الابط، ولا ينكحون الامهات ولا البنات، فجاء الاسلام بابقاء ذلك على وجه مخصوص، وكانوا يعيبون المتزوج بأمرأة أبيه ويسمونه الضيزن، ويقطعون يد السارق اليمنى، وكانوا يجمعون بين الاختين، فجاءت الشريعة بمنع ذلك، وكانوا يعدون الظهار طلاقا، وتعتد المرأة عن الوفاة بحول،
وكانوا اذا لبس عليهم أمر ردوه إلى كهنتهم، وهم الذين لهم ابتاع من الجن يخدمونهم، وكانوا يعولون على عيافة الطير وزجره في حركاتهم ومقاصدهم، وهو أن يعتبر عند قصده بما يراه من الطير تارة باسمه، وتارة بطيرانه يمينا أو شمالا، وتارة بصوته ومقدار ما يصوت، وتارة مسقطه الذي يسقط فيه، وجاءت الشريعة بابطال ذلك.
أما علومهم: فمنها علم الانساب، والعلم بأنواء الكواكب، والترايخ، وتعبير الرؤيا، وكان عندهم علم القيافة، وأكثر ما كان في بني مدلج، وقد تقدمت الاشارة اليه في حرف الميم، وكان لهم معرفة بقص أثر الماشي في الرمل حتى يعلموا إلى اين ذهب، وهو ضرب من القيافة، إلى غير ذلك من العلوم التي درس أكثرها.