الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذي يستحق به الجزاء كأهل الغار الثلاثة، فإنهم لم يتوسلوا إلى الله بصلاح سلفهم وإنما توسلوا إلى الله بأعمالهم (1) اهـ.
ولماذا لا تعملون صالحاً كما عملوا .. وتتوسلون بأعمالكم الصالحة كما توسلوا
…
فتكتب لكم في صحائفكم وتتقربون بها إلى الله وتتوسلون كما فعل السلف الصالح ممن سبقكم
…
أمات سمعتم الشاعر يقول:
لسنا وإن أحسابنا كرمت
…
يوماً على الآباء نتكل
نبني كما كانت أوائلنا
…
تبني ونفعل مثلما فعلوا
و
قال شارح العقيدة الطحاوية: رحمه الله
.
(ولا مناسبة بين ذلك - أي صلاح المتوسل به - وبين استجابة الدعاء فكأن المتوسل يقول: لكون فلان من عبادك الصالحين أجب دعاي! وأي مناسبة في هذا
…
وأي ملازمة؟ وإنما هذا من الاعتداء في الدعاء وقد قال تعالى: (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية أنه لا يحب المعتدين) /55/الأعراف.
وهذا
…
ونحوه من الأدعية المبتدعة ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ولا عن التابعين ولا عن الأئمة رضي الله عنهم وإنما يوجد مثل هذا
…
في الحروز والهياكل - أي التمائم - التي يكتب بها الجهال والطرقية والدعاء من أفضل العبادات والعبادات مبناها على السنة والاتباع لا على الهوى والابتداع).
الوجه الثالث - الإقسام على الله جل وعلا بالمتوسل به
الأصل في القسم أو الحلف أن يكون بالله تعالى لأنه عبادة ومعلوم أن العبادة لا يجوز أن تصرف إلا لله عز وجل ولذا فإنه لا يجوز القسم أو الحلف بغيره سبحانه وقد ثبت في الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت] وفي لفظ: [من حلف بغير الله فقد أشرك] رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححوه. فإذا فهم هذا
…
فيتعين أن لا يجوز الحلف بمخلوق على مخلوق فكيف يجوز الحلف بالمخلوق على الخالق
…
!؟ كأن يقول
(1) راجع حديث أهل الغار في الصفحة 129 من هذا الكتاب.
مثلاً: اللهم إني أقسمت عليك بفلان أو أسألك بحق فلان أن تقضي حاجتي
…
قد يتأثر المخلوق إذا أقسمت عليه بعظيم أو مكرم لديه
…
فيتحول عن عزمه الذي كان عازماً على فعله
…
إلى مرادك الذي أقسمت عليه بأن يلتزم به
…
أما الله سبحانه فلا أحد يستطيع
أن يحول مراده أو يؤثر عليه تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً (وهو يجير ولا يجار عليه) /88/ المؤمنون. أي هو السيد العظيم الذي لا أعظم منه أحد الذي له الخلق والأمر ولا معقب لحكمه الذي لا يمانع ولا يخالف وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. فمن كان هذا شأنه كيف تقسم عليه بمخلوق؟ ألا إن شاء الله أعظم من ذلك وإن الله تعالى جده وتقدست أسماؤه وجلت صفاته هو الذي يقسم به على مخلوقاته لا أن يقسم عليه بمخلوقاته.
ألا ترى معي يا أخي المسلم أن الإقسام على الله بمخلوقاته ليس شركاً فحسب .. بل هو تقرب إلى الله بالشرك به
…
!!! والمفروض بالتقرب
…
أن يكون بشيء يرضي المتقرب منه
…
ولا يفكر عاقل بأن يتقرب إلى أحد بما يكره وإن هؤلاء الذين يقسمون على الله بمخلوقات يتقربون إلى ربهم بذلك
…
والله سبحانه لا يرضيه أن يشرك به عباده
…
فضلاً عن أن يتقربوا إليه بهذا الشرك وما أدري إذا كان هؤلاء يدرون ما يفعلون أو لا يدرون
…
!!!؟
(فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة * وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم)
ثم نسأل: إذا كان الحلف عبادة
…
هل المحلوف به أعظم أم المحلوف عليه أعظم
…
؟ سيقولون بل المحلوف به أعظم
…
فإذا كان المحلوف به أعظم فعندما نحلف على الله بأحد خلقه من يكون هنا المحلوف عليه
…
؟!!! سيقولون: المحلوق والمحلوف عليه هو الله الخالق. فنقول: أرأيتم كيف جعلتم المخلوق أعظم عندكم من الخالق
…
؟!!! نعوذ بالله من الشرك والكفر وسوء المنقلب في الدنيا والآخرة.
أرأيت يا أخي المسلم كيف يستولي الشيطان على هؤلاء فيريهم الحق باطلاً والباطل حقاً
…
؟ أرأيت يا أخي إلى أية هاوية يريد الشيطان أن يرديهم فيها.؟