الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أدلتهم القرآنية
الدليل الأول
قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون (35) المائدة
يقول الله تعالى آمراً عباده المؤمنين بتقواه وهي إن قرنت بطاعته كان المراد بها الإنكفاف عن المحارم وترك المنهيات (وابتغوا إليه الوسيلة) قال ابن عباس: الوسيلة هي القربة وكذا قال مجاهد وأبو وائل والحسن وقتادة والسدي وابن زيد وغيرهم وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه على أن الله سبحانه وتعالى يعلمنا ويوجهنا في تعيين نوعية الوسيلة والقربة إليه وهي: الإيمان به وتقواه وطاعته والجهاد في سبيله وهذا هو طريق الفلاح الموصل إليه تعالى والتمتع بالنظر إلى وجهه الكريم في فراديس جنته التي أعدها الله للمتقين فأين هنا حجة القوم في التوسل بذوات المخلوقين
…
!!؟
لو أن الخلاف بيننا قائم على إثبات التوسل أو إنكاره إطلاقاً بمعنى أنهم مثلاً أصل التوسل ولكن لسنا مختلفين على هذا
…
إنما اختلافنا على شرعية التوسل بذوات المخلوقين أو عدم شرعيته فهم يقولون بشرعيته ونحن نقول بعدم ذلك
…
فهل هذه الآية الكريمة أثبتت شرعية التوسل بذوات المخلوقين أم أنها أثبتت شرعية التوسل بالأعمال الصالحة من الإيمان والتقوى والجهاد في سبيل الله!؟
الجواب واضح ويقوله كل من قرأ هذه الآية الكريمة ويثبت أن الله تعالى أمر
بالتوسل إليه والتقرب منه بالإيمان والتقوى والجهاد في سبيله وليس فيها للتوسل بذوات المخلوقين أي تلميح فضلاً عن التصريح
…
وفي الحقيقة
…
أن هذه الآية حجة لنا
…
لا لهم. وقد سبق أن استشهدنا بها على شرعية التوسل بالأعمال الصالحة في أول الكتاب.
ومع ذلك نكون لهم من الشاكرين إذا تفضلوا ووضعوا إصبعهم مشيرين إلى موضع الشاهد منها الذي يؤيد مدعاهم ولمننا نجزم بأنهم لا يستطيعون لأنها خالية مما يدعون ولكن لماذا احتجوا بها؟ هذا ما لا أستطيع الإجابة عليه لأنني لست مسؤولاً عنه. ولما كانت هذه الآية لا تؤيد شرعية التوسل بذوات المخلوقين ولا تمت بأية صلة إلى الموضوع لذا فقط سقط الاحتجاج بها لما سقط بها الاستشهاد يضاف إلى ذلك أن الآية تصلح حجة لخصومهم عليهم. لا حجة لهم.
الدليل الثاني
قوله تعالى:
قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً (56) أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً (57).
إن هاتين الآيتين نزلتا في نفر من العرب كانوا يعبدون نفراً من الجن
…
! فأسلم الجنيون أما الإنس الذين كانوا يعبدونهم لم يعلموا بإسلامهم فأنزل الله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم مخبراً بذلك فقال عز من قائل (قل ادعوا الذين زعمتم من دونه) أي اعبدوهم ما شئتم (فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً) أي أن الشيء الذي تبغونه منهم من كشف الضر أو النفع فإنهم لا يملكونه
…
بل هو من خصائص الله تعالى لا سيما وإن (أولئك الذين يدعون) أي أن الذين يعبدونهم قد أسلموا
…
وإنهم يتنافسون فيما بينهم ويتسابقون في فعل الطاعات لله أيهم يكون اقرب من أخيه إلى الله بفعله هذه الطاعات ليفوز من الله بالرضى (يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً) أي أنهم يتقلبون بعبادتهم لله تعالى بين رجاء رحمته وخشية عذابه الذي يجب على الجميع أن يحذر منه أي: أيها الذين تعبدون أولئك الجن
…
انظروا كيف أنهم آمنوا بالله تعالى وأنقذوا أنفسهم من الشرك ويتسابقون في مرضاته تعالى بالعمل الصالح ويتوسلون به إليه سبحانه أفلا يدفعكم حالهم التي هم عليها إلى الفهم بأن هؤلاء ليسوا آلهة تعبد ولو كانوا كما تظنون لما عبدوا غيرهم أفلا تعبدون ما يعبدون .. ؟
استعملوا عقولكم فلعلها تدلكم على الحق لأن الإله الذي كنتم تعبدونه
…
أصبح يعبد غيره أفيكون هذا الذي يعبد غيره عابداً أم معبوداً
…
؟ لا بل هو عابد وليس معبوداً
…
فكيف تعبدونه؟ لا سيما وإنه يرجو رحمة ربه ويخاف عذابه ويحاذر أن يقع فيه هذا هو معنى الآية فأي استشهاد لكم فيها على دعواكم؟ وأي احتجاج بها على ما تذهبون إليه من القول بجواز التوسل بذوات المخلوقين
…
؟
يا ناس إن الآية واردة في موضوع الحض على أفراد الله العبادة لله وتوحيده وأنتم في موضوع التوسل بذوات المخلوقين فأين موضوع الآية من موضوعكم .. ؟ إذاً فالآية تبحث في موضوع مستقل عن موضوعكم فكيف تشهدون بها في بحث لا يمت لبحث الآية بصلة
…
؟
لعل وجود لفظة ((الوسيلة)) دفعكم إلى الظن بأن الآية لها علاقة ببحثكم
…
؟ المجرد وجود لفظة ((الوسيلة)) يفهم أن البحثين لهما صلة ببعض أما قرأتم الآية وتفسيرها
…
؟ أما أنعمتم النظر والفهم بمعانيها
…
؟ أهكذا تستشهدون
…
؟
كان أولى بكم مراجعة الموضوع ودرسه ثم افتراض ورود بعض الإشكالات بالدلالة الشرعية.
وإن رأيتم أن هذا الاحتجاج لا ينهض دليلاً لإثبات وجهة نظركم فيمكن الاستغناء عنه وهذا خير من إيراده بلا مراجعة أو درس فتكونون قد فتحتم للخصم باباً للرد عليكم وخسرتم دعواكم.
وعلى كل فإن استشهادكم هذا جاء في غير محله ولا علاقة له بالموضوع الذي ترغبون إثباته فسقط استدلالكم ولم تعد هذه الآية صالحة لأن تكون مستنداً لكم على صحة دعواكم فلا أدري إذا كنتم تريدون أن تفتشوا عن دليل آخر تثبتون دعواكم من جديد
…
فلا بأس وإننا لمنتظرون.
الدليل الثالث
قوله تعالى:
وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً (64) النساء
يقول تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله) أي فرضت طاعته على من أرسلته إليهم ولا يطيعه إلا من وفقته لذلك وقوله تعالى: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك
…
) الآية
…
يرشد تعالى العصاة والمذنبين والكفار والمنافقين ويحضهم أن يأتوا مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستغفروا الله عنده ويسألوا الرسول أن يستغفر لهم فإنهم إذا فعلوا ذلك تاب الله عليهم ورحمهم وغفرلهم ولهذا قال تعالى (
…
لوجدوا الله تواباً رحيماً) هذا هو معنى الآية الكريمة ولا يخفى على القارئ المسلم الكريم أن هذا خاص في حياته صلى الله عليه وسلم. وهذه الملاحظة يدركها من قوله تعالى: (واستغفر لهم الرسول) وبدهي أن لا يكون الاستغفار منه صلى الله عليه وسلم إلا في حال حياته
…
لأن الاستغفار وكل عمل للإنسان ينقطع بعد الموت لقوله صلى الله عليه وسلم: [إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث
…
صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له]. ولا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشمله هذا الحديث لأنه ولا ريب من بني آدم وقد قضى الله عليه الموت والتحق بالرفيق الأعلى ففهم من هذا
…
أن ما جاء في هذه الآية من مجيء المذنبين إلى مجلسه واستغفارهم فيه ثم سؤالهم رسول الله أن يستغفر لهم كل هذا خاص في حال حياته ولا علاقة في هذا الحكم لأحد بعد مماته صلى الله عليه وسلم -
لأن كل عمل من دعاء واستغفار وكلام وسمع وبصر وما يتعلق من صفات الأحياء ينقطع بالموت.
وقد جد للصحابة أمور مختلفة بعده كان من الضروري أن يأتوه ويستغفروا الله عنده ثم يسألوه أن يستغفر لهم
…
ولكن شيئاً من مثل هذا
…
لم يحصل ألبتة لعلمهم أنه توفي
…
ولم يعد باستطاعته أن يعمل شيئاً مما كان يستطيعه قبل الوفاة هذا معروف وبدهي عند كل إنسان ناهيك عن المسلمين الذين يقرأون في كتاب الله تعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) وقوله تعالى: (كل نفس ذائقة الموت) وما من أحد من المسلمين يشك في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي وإلا فمن هذا الذي نزور مسجده بالمدينة ثم نزور قبره ونسلم عليه؟ اللهم أجز عنا نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم ما هو أهله الأصل في إيراد الدليل والحجة في أي أمر ما هو إثبات صحة ذلك الأمر وإن الذين يقولون بالتوسل إلى الله بذوات المخلوقين أتوا بهذه الآية من جملة حججهم على شرعية التوسل الذين يقولون به.
على أننا إذا أنعمنا النظر في معنى الآية الكريمة لا نرى فيها لا تلميحاً ولا تصريحاُ لما ذهبوا إليه. لأن قصدهم منصرف إلى إثبات شرعية التوسل بذوات المخلوقين والآية تبحث بشأن آخر وهو: إن الله يصف فيها واقع حال المنافقين في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كانوا يصدون عن متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا احتاجوا إليه في أمر من الأمور يأتون إليه معتذرين ويحلفون: ما أردنا بذهابنا إلى غيرك إلا مداراة ومصانعة لا اعتقاداً منا بصحة احتكامنا إلى الطاغوت وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ألا يعنفهم ويكتفي بما ادعوا من ظاهر حالهم
…
ثم ينصحهم سراً بقول وكلام بليغ
…
هؤلاء هم الذين نزلت في حقهم هذه الآية فقال عز من قائل: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) أي ظلموها بنفاقهم وعدم متابعتك (جاءوك) أي جاءوك تائبين من نفاقهم (واستغفروا الله) أي دللوا على توبتهم من نفاقهم بأن جاءوك واستغفروا الله في مجلسك وأمامك (واستغفر لهم الرسول) أي سألوك أن
تستغفر لهم بالإضافة إلى استغفارهم إن فعلوا ذلك عن إيمان وإخلاص (لوجدوا الله تواباً رحيماً) أي وجدوه قابلاً لتوبتهم غافراً لذنوبهم رحيماً بهم فأي علاقة لمعنى هذه الآية بما استشهدوا واحتجوا بها على صحة وجواز التوسل إلى الله تعالى بذوات المخلوقين
…
؟!
أجل لا علاقة لما جاء في الآية بما أرادوا من الاحتجاج به ولذا يسقط الاحتجاج بالآية لأنهم احتجوا في غير موضع الاحتجاج وبما لا علاقة له به. فإن قالوا: وكيف لا علاقة باحتجاجنا بالآية والذي نقول به هو واقع الآية تماماً فهم استغفروا الله عنده ونحن نستغفر الله عنده هو سألوه أن يستغفر لهم ونحن نسأله أن يستغفر لنا فأي فارق بين الواقعين.
فنقول وبالله المستعان أن الفاروق ظاهر وكبير جداً ولا قياس بين الواقعين وإليكم البيان:
1 -
فقوله تعالى: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك) فـ/لو/ كما يقول النحويون: حرف امتناع لامتناع أي امتنع المجيء والاستغفار فامتنعت التوبة والرحمة وأننا نسأل: هل جاءوا؟ هل استغفروا الله في مجلس رسول الله
…
؟ هل سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستغفر الله لهم؟ ثم هل استغفر لهم بالفعل
…
؟ كل هذه الأسئلة لم تحدثنا الآية بأجوبة عنها بل قالت: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك) فـ/لو/ هنا لا تفيد أنهم جاءوا
…
وإذا لم يجيئوا إلى رسول فكيف يستغفرون الله في مجلسه؟ فقد امتنع المجيء فامتنع الاستغفار في مجلسه صلى الله عليه وسلم وإذا لم يستغفروا الله في مجلسه وامتنع بعدم مجيئهم فكيف يسألون الرسول أن يستغفر لهم وإذا لم يحضروا ويستغفروا الله في مجلسه ويسألوه أن يستغفر الله لهم فكيف يستغفر الرسول لهم
…
؟ إذاً
…
كل هذا قد امتنع فامتنعت التوبة من الله عليهم والرحمة منه تعالى بهم فكيف تقيسون واقعاً تفعلونه أنتم
…
على شيء تتخيلون وقوعه وفي الحقيقة: إنه لم يقع بدليل الآية التي بعدها وهي قوله تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً فإن الله تعالى ينفي
عنهم الإيمان حتى يحكموا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يثبت أنهم حكموا رسول الله
…
بل ثبت أنهم حكموا الطاغوت ومن يحكم الطاغوت ليس مؤمناً فقد ثبت عدم إيمانهم فكيف يأتون رسول الله ويستغفرون الله عنده إلى آخره إذا ثبت عدم مجيئهم إلى الرسول من ثبوت عدم إيمانهم .. وهكذا ثبت أنهم لم يجيئوا فكيف تقيسون مجيئكم إليه صلى الله عليه وسلم على عدم مجيء فبهذا تقيسون واقعاً على عدم واقع.
وبرغم ما تقدم من تحليل صحيح فإننا نقول أن هذه الآية أي قوله تعالى: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك تفيد أنهم لو جاءوه واستغفروا الله وسألوه رسول الله أن يستغفر لهم الله لغفر الله لهم ولرحمهم ما في ذلك شك إذاً تفيد الآية أن من فعل ذلك كان له تلك التوبة والرحمة ولكن متى
…
؟ يحصلون على ذلك ولكن إن فعلوا ذلك حال حياته فهل هو الآن حي حتى تذهبوا إليه وتكلموه أن يستغفر لكم الجواب: لا
…
لأنه ميت لا يتكلم ولا يستغفر وقد انقطع عمله بموته كما أخبرنا هو صلى الله عليه وسلم
…
إذاً كيف تقيسون حالة موته على حال حياته
…
؟ هل يستقيم قياس بينهما
…
؟ وإننا علمنا أن ذلك خاص في حياته من قوله تعالى: (واستغفر لهم الرسول) ولا يستغفر إلا إذا كان حياً ففهم أن الأمر خاص به حال حياته فما أظن أحداً يفهم من الآية ما فهمنا ولم يقل بقولكم من أحد من الصحابة ولا التابعين ولا القرون الخيرة ولا أي من العلماء الذي يسيرون على نهج النبوة.
وعلى افتراض أنه بالإمكان استغفار الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فليس في الآية ما يدل على دعواكم بجواز التوسل إلى الله بذوات المخلوقين فالآية تدل على التوسل بدعاء الرسول واستغفاره لهم لا على التوسل بذاته وشخصه صلى الله عليه وسلم مع العلم أن نزاعنا قائم على جواز التوسل بذوات المخلوقين أو عدم الجواز لا على استغفار الرسول لهم وجوازه أو عدم جوازه إذاً فليس في الآية حجة على شرعية التوسل بذوات المخلوقين وعلى هذا: يسقط أيضاً احتجاجكم بالآية وتبقى دعواكم بلا دليل وكل دعوى بلا دليل ساقطة ولا قيمة لها وهذا الافتراض الذي افترضناه انقطع بوفاته صلى الله عليه وسلم ولم يعد حكمه قائماً لانتفاء حياة الرسول
وإذا انتفت حياته انتفى دعاؤه.
وما أظن هذا إلا من البدهيات التي لا يختلف فيها اثنان ومن المسلمات التي لا تحتاج إلى نقاش ولا إلى أخذ ورد.
فما بالكم تتخذون من هذه الآية حجة لكم على جواز التوسل بذوات المخلوقين؟ فإن كنتم لا تزالون تقيسون مماته على حياته
…
!!! فهذا كما قلنا آنفاً قياس مع الفارق للتباين الحاصل بين واقعي الحياة والموت على أن إصراركم على اعتبار مماته وحياته سيان .. !! لا يقدم ولا يؤخر من الواقع شيئاً فلا عبرة ولا قيمة لإصراركم التافة.
وكل ما تقدم من بحث
…
يثبت أن احتجاجكم بالآية المتقدمة لا ينهض دليلاً على ادعائكم بجواز التوسل بذوات المخلوقين بل لا علاقة به البتة ولم يثبت ادعاؤكم بل سقط لأنه لا أساس له ولا مستند له فانهار لأنه ادعاء غير شرعي بل هو ابتداع ما أنزل الله به من سلطان. ونأمل أن تتوبوا إلى الله منه إنه هو التواب الرحيم.