الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 -
وعلى فرض أنهم كانوا يعلمون أنه سيبعث من العرب وهم ينتظرونه بفارغ الصبر فلما بعثه الله من العرب لماذا لم يؤمنوا به ويكونوا معه يحاربوا المشركين في صفه لينتقموا منهم ويثأروا لقتلاهم؟!!! بل سبقهم أخصامهم العرب وآمنوا به وقاتلوهم بل واستأصلوهم من جزيرة العرب إلى يومنا هذا؟ لأنهم ما كانوا يعلمون أنه سيبعث من العرب بل يظنون أنه سيبعث منهم ولكن الحديث المكذوب يقول في دعائهم اللهم إنا نسألك بحق محمد وهذا دليل على وضع الحديث.
كل هذه البلايا والألغام في متنه فكيف إذا تأكدت يا أخي أنه موضوع كذلك بالنسبة إلى سنده عندها تتفجر الألغام ويصبح أثراً بعد عين وإليك البيان:
الكلام على سند هذا الحديث
إن هذا الحديث رواه الحاكم في مستدركه وقال: أدت الضرورة إلى إخراجه وهذا مما أنكره عليه العلماء فإن عبد الملك بن هارون من أضعف الناس وهو عند أهل العلم بالرجال متروك بل كذاب وقد تقدم ذكر حال عبد الملك بن هارون في الصفحة /309/ وقال عنه ابن تيمية: عبد الملك ابن هارون بن عنترة من المعروفين بالكذب وقال السعدي: دجال كذاب وقال أبو حاتم: يضع الحديث وقال النسائي: متروك. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أحمد بنم حنبل ضعيف. وقال ابن عدي: له أحاديث لا يتابعه عليها أحد وقال الدارقطني: هو وأبوه ضعيفان وقال الحاكم في كتاب المدخل: عبد الملك بن هارون بن عنترة الشيباني روى عن أبيه أحاديث موضوعة وأخرجه أبو الفرج بن الجوزي في كتاب الموضوعات.
هذا هو راوي الحديث وهذه شهادات علماء الرجال فيه بالإضافة إلى متنه المتصدع المنهار فهل تقوم به حجة على دعوى القوم لقد صار الكذب والوضع والاختلاق شعارات الأحاديث التي يقدمها القوم حججاً!!! على صحة دعواهم والله لا أدري ما أقول ولكن أترك تقدير النظر إليهم إلى نظر القارئ الكريم وفي هذه القدر كفاية لقوم يعقلون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
22 -
حديث ((أنا فاعل))
روى الترمذي عن أنس بن مالك أنه قال: [سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة فقال: ((أنا فاعل))]
الحديث غير صحيح السند كما سيأتي بيانه ولكن على فرض صحته ليس للمحتج به على جواز التوسل بذوات المخلوقين أية حجة وذلك من وجوه:
الكلام على متن هذا الحديث
لا يدل متن هذا الحديث على صحة دعوى القوم وإن صح فهو دليل لنا إن هو من قبيل توسل العبد إلى ربه بدعاء أخيه المؤمن له ثم:
1 -
قو رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أنا فاعل)) لا بد أن يكون له علم من الله بإذنه بالشفاعة لأنس وهذا كقوله لعكاشة أنت منهم ولولا أن يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم مسبقاً أن عكاشة من جملة السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب لما قال له: أنت منهم.
2 -
لأن أنساً رضي الله عنه لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشفع له يوم القيامة كان حياً والرسول صلى الله عليه وسلم كان حياً أيضاً وقال له ((أنا فاعل)).
3 -
طلب أنس من الرسول أن يشفع له يوم القيامة يفيد أن أنساً يقصد أن يدعو له الله تعالى أن يشفعه به يوم القيامة أي يجعله في جملة الحد الذي يحده له فيشفع فيهم فإذا دعا الله له بذلك فإن دعاءه صلى الله عليه وسلم مستجاب فيكون أنس بذلك قد ضمن لنفسه شفاعته صلى الله عليه وسلم وهذا حرص من أنس على فوزه بالجنة بشفاعته صلى الله عليه وسلم.