الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 -
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أنا فاعل)) يحتمل أن يكون قد دعا له قبل أن يطلب منه ذلك فلما طلب منه قال ((أنا فاعل)) أي أنا فاعل ذلك قبل أن تطلب مني.
5 -
هل إذا طلب أحدنا الآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشفع له يقول له الرسول ((أنا فاعل)) كما قال لأنس
…
؟ فإن يمكن ذلك في ظنكم فما الفرق إذاً بين الحياة والموت وهل طلب أحد من الصحابة من الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ذلك؟ حتى نتأسى بفعله
…
وهكذا فقد ثبت في هذا النقاش أن عمل أنس لا غبار عليه ولا يفيد أنه توسل بذات رسول الله بل طلب إليه بأن يدعو له لأن يكون في جملة من يشفع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة فأية حجة للقوم في هذا الحديث على دعواهم؟ هذا على فرض صحة الحديث فكيف إذا كان الحديث هذا ضعيف السند؟ نعم وإنه لكذلك وإليك البيان:
الكلام على سند هذا الحديث
قال الترمذي بعد أن خرج هذا الحديث: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه لكن في سنده أبو الخطاب حرب بن ميمون ضعف ووثق فهو وإن وثقه بعض المحدثين لكن ضعفه آخرون منهم شيخ المحدثين البخاري وإمام جليل من أئمة هذا الفن وهو أبو زرعة وقال فيه / لين / وقال فيه الذهبي في ميزانه / صدوق يخطئ / وحسبك بذلك تضعيفاً للحديث وجرحاً له المخلوقين اللهم علمنا العلم الذي لا جهل معه.
23 -
خبر مرثية صفية عمة الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول الشيخ دحلان: وكذا من أدلة التوسل: مرثية صفية رضي الله عنها عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها رثته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بأبيات فيها قولها:
ألا يا رسول الله أنت رجاؤنا
…
وكنت بنا براً ولم تك جافياً
ففيها النداء بعد وفاته مع قولها [أنت رجاؤنا] وسمع تلك المرثية الصحابة رضي الله عنهم فلم ينكر عليها أحد قولها: يا رسول الله [أنت رجاؤنا].
الكلام على خبر هذه المرثية
1 -
قيل أن هذه القصيدة ليست لصفية رضي الله عنها ولم يذكرها ابن هشام في سيرته في جملة المراثي التي قيلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2 -
إن في هذا البيت الذي استشهدوا فيه تحريفاً عن أصله فقد ذكر الحافظ الهيثمي في كتابه: مجمع الزوائد ج9 ص39 في باب وداعه صلى الله عليه وسلم قال: روى الطبراني بإسناد حسن عن عروة بن الزبير قال: قالت صفية بنت عبد المطلب ترثي رسول الله:
ألا يا رسول الله أنت رجاؤنا
…
وكنت بنا براً ولم تك جافياً
هكذا رواية الطبراني ولكن الدحلان حرف بيت الشعر وذكره في كتابه: ((الدرر السنية في الرد على الوهابية)) حيث كتب [أنت رجاؤنا] بدلاً من [كنت رجاؤنا] ليدل هذا اللفظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء في الحياة وبعد الممات فصار مصداقاً لقوله تعالى: (فبدل اللذين ظلموا منهم قولاً غير الذين قيل لهم /262/) الشعراء.