الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الدكتور إبراهيم جعفر سقا
المدرس بكلية الدعوة وأصول الدين
الحمد لله كل شيء ومليكه وخالقه لا نعبد إلا إياه ولا نتوسل إليه إلا بما يحبه ويرضاه والصلاة والسلام على محمد وصحبه ومن والاه، وبعد:
فهذا الكتاب - التوصل إلى حقيقة التوسل - للأخ المفضل والعالم السلفي العامل بعلمه والداعية الشهم الذي أوذي في الله فما وهن أو جبن .. وجمع له الناس فازداد إيماناً وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل أقول: هذا الكتاب كان استجابة للحاجة الماسة إلى رد المسلمين إلى إيمانهم الصحيح بهذا الدين الذي يحملون اسمه ويجهلون في الغالب كنهه وحقيقته.
فلقد أحس المؤلف حفظه الله في حسرة بالغة وألم شديد أن علة العلل في العالم الإسلامي هجر كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والارتياح إلى البدع الضالة والعقائد الزائغة والأوضاع الفاسدة
…
فقام رعاه الله بمطالبة الاعتماد على الكتاب والسنة حتى يعبد الله كما يجب ويرضى وحتى تغدو هذه الأمة المستسلمة لأهوائها المتخاذلة أمام أعداء دينها أمة فتية ملتهبة حماسة وغيرة وحنقاً على الشرك وأهله وعلى الجاهلية وعاداتها ونظمها وتقاليدها.
- هذا الكتاب - باعتماده على القرآن والسنة يحدث صراعاً بين الإيمان والنفاق واليقين والشك والحق والباطل وبعدها يقوم في ناحية بعون الله ((فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى، وربطنا على قلوبهم إذا قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططاً))
ولعله مما يلفت النظر في هذا الكتاب أنه يثير في نفس قارئه المعاني الإيمانية بالأدلة الشرعية والحقائق الدينية والوقائع القرآنية والأمثلة المتضافرة بلا تمحل ولا اعتساف في مقدمة أو نتيجة
…
إنه يبدأ برسم صورة سريعة للتوسل وأقسامه من حيث المشروع والممنوع وأنواع كل منها .. ثم يعرض الصورة الإيمانية
للتوسل المشروع بشكل يحس القارئ فيه بمدى الحاجة الملحة إلى الهدى الإلهي الذي انبثق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
والخصيصة البارزة في هذا الكتاب دور أنه مع الحق حيثما دار وانتصاره للنواحي الشرعية وإهداره للجوانب الشخصية وهو لهذا لا يعد نموذجاً للبحث في التوسل فحسب .. بل نموذجاً كذلك في أبحاث الدين عامة. ولعل القارئ لم يكن ينتظر من رجل خدم الدعوة السلفية وأسسها في بلده أن يتحدث ويؤلف في التوسل وحده فلا ينسى الإلحاح على الجوانب الأخرى من العقيدة مع الاعتصام بحبل الله والثقة به مهما حزب الأمر وادلهم الخطب.
وأخيراً: فإن السمة الظاهرة في هذا الكتاب كله هي معرفة كيف يكون الأمر لو أدرك المسلمون العقيدة الصحيحة بحيث خالط الإيمان بالله ورسوله شغاف قلوبهم واستعذبوا التضحية في سبيل الله وجعلوا الحياة في كل جوانبها لا تقوم إلا عليه؟.
على أن هذا الكتاب في غير حاجة حقاً لتقدمة مقدم، فقد تقبله القراء بقبول حسن وحفوه بحفاوة لم يظفر به كتاب ظهر من أمثاله في هذه الأيام .. وقد كان للإخلاص العميق وابتغاء وجه الله الأثر الكبير سر نجاح الكتاب وشهرته ولا أبالغ إن قلت: إن قراءة هذا الكتاب يكاد يكون واجباً على كل مسلم يريد أن يعرف التوسل الذي يحبه الله ويرضاه.
وختاماً: أسأل الله تعالى أن يجعل لنصائح صاحب الفضيلة آذاناً صاغية وقلوباً واعية وأن يجزيه عن الإسلام وأمته خير الجزاء ويجعله من أولياء دينه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
((إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد))
د. إبراهيم جعفر سقا
المدرس بكلية الدعوة وأصول الدين
في الجامعة الإسلامية