الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكلام على سند هذا الحديث
تبين لك يا أخي القارئ المسلم الكريم: أن هذا الحديث ليس في صيغة متنه ما يفيد قيام أية حجة على صحة ما يجهد (القوم
…
) ويحاولون من إثبات جواز التوسل بذوات المخلوقين
…
!!!
وحتى لو صح هذا الحديث سنداً ليس في متنه حجة لهم بل هو ولا شك حجة عليهم كما أثبتنا ذلك آنفاً فكيف وإن سنده ضعيف
…
!!! فقد ذكر الحافظ ابن حجر الهيثمي في كتابه ((مجمع الزوائد)) إنه حديث ضعيف كما ثبت أن كافة طرقه ورواياته التي ورد فيها ضعيفة واهية وإليك البيان:
1 -
رواية البيهقي وهي عنده: فيها زياد بن زيد بن بادويه ومحمد بن نواس الكوفي. قال الذهبي: هذا حديث منكر بالمرة، ومحمد بن نواس وزياد، مجهولان لا تقبل روايتهما. وأضاف: وأخاف أن يكون موضوعاً أبي بكر بن عباس (1).
2 -
رواية أبي يعلى: وقد رواها ابن كثير في (السير - المطولة) ص344 - 346 وقال: هذا منقطع من هذا الوجه.
وقد أوضح الحافظ الذهبي في الجزء الأول من / تاريخ الإسلام الكبير / ص124 علة هذه الطريقة. فقال: أبو عبد الرحمن: اسمه عثمان بن عبد الرحمن الوقاص متفق على تركه وعلي
بن منصور فيه جهالة مع أن الحديث منقطع.
3 -
رواية ابن عدي: قال الذهبي: فيه سعيد، يقول: أخبرني سواد بن قارب - وبينهما انقطاع - وعباد ليس بثقة يأتي بطامات.
4 -
رواية محمد بن السائب الكلبي: قال ابن كثير في / السيرة المطولة /ج1 ص348 - 349: محمد بن السائب الكلبي متهم بالكذب ورمي بالرفض كما في التقريب.
5 -
رواية أبي بكر محمد بن جعفر بن سيل الخرائطي في كتابه الذي جمعه
(1) هو أحد رجال سند الحديث.
في هواتف الجان وهي عند ابن كثير في / السيرة المطولة / ص346 وفيها الشعر ما سوى: (وكن لي شفيعاً).
6 -
رواية الفضل بن عيسى القرشي: عن العلاء بن يزيد.
قال السيوطي في شرح / شواهد المغني / ج2 ص255: والعلاء ابن يزيد قال المديني: كان يضع الحديث. وقال البخاري وغيره منكر الحديث. وقال أبو حيان: روى نسخة موضوعة. وأورد له الذهبي في / الميزان / عدة مناكير.
7 -
رواية الحسن بن سفيان: في مسنده من طريق الحسن بن عمارة. قال السيوطي في شرح شواهد المغني ص255: والحسن بن عمارة ضعيف جداً (1) أرأيت يا أخي القارئ الكريم تهافت هذا الحديث وعدم صلاحه للاحتجاج به
…
لا متناً ولا سنداً
…
!!!؟
فبينما يريدون في إيراد متنه حجة لهم في إثبات وجهة نظرهم على صحة التوسل إلى الله بذوات المخلوقين إذا بهم بدافع من بلاهتهم واوافر من حمقهم ورعونتهم يعطون خصومهم - بإيرادهم هذا الحديث - سلاحاً صالحاً لتوجيهه ضدهم في الوقت الذي يشهرونه زاعمين نصرتهم به فالحديث لا يبحث في جواز التوسل بذوات المخلوقين لا في قليل أو كثير بل على العكس يثبت جواز توسل المؤمن بدعاء أخيه المؤمن له الذي يؤيده خصومهم ويدعون إليه.
وهكذا فإن حديثهم هذا كان حجة عليهم والفضل في ذلك يعود إليهم لأنهم هم الذين أعطوا خصومهم هذا السلاح.!!! فرجعوا بذلك مأزورين غير مأجورين ولا مشكورين لأنهم لا نية لهم ولا قصد ولكنهم ضربوا سهما فعاد إليهم مخترقاً مقاتلهم.
أما السند فلا أزيد يا أخي معرفة به بعد أن وضعت أما ناظريك صورة صحيحة عن مختلف طرقة ورواياته الضعيفة الواهنة
(1) هذه التخاريج من الروايات السبعة لهذا الحديث وافانا به فضيلة الأخ الكريم الشيخ إسماعيل الأنصاري جزاه الله خيراً.
الواهية وبعد أن علمت أن رجاله مجموعة من الرجال المتهمين بالضعف الشديد والنكارة وحتى الكذب
…
!!!؟
أسانيد كهذه الأسانيد الموصوفة بتلك الصفات نضع الحكم على الحديث الموصوف بها وأهليته للاحتجاج به من قبل القوم على صحة وجهة نظرهم بين يدي القارئ المسلم الكريم واثقين من حكمة العادل المنصف
…
17 -
حديث: اللهم رب جبرائيل وميكائيل
…
روى النووي في الأذكار: [أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يقول العبد بعد ركعتي الفجر ثلاثاً: اللهم رب جبرائيل ومكائيل وإسرافيل ومحمد صلى الله عليه وسلم أجرني من النار].
الكلام على متن هذا الحديث
هكذا يرويه الشيخ دحلان في كتابه: / الدرر السنية في الرد على الوهابية / ويعزيه بهذا اللفظ تماماً إلى النووي في كتابه / الأذكار / ويستدل الدحلان بهذا الحديث على جواز التوسل بذوات المخلوقين كما يعزي الحكم بجوار ذلك أيضاً إلى الشيخ ابن علان شارح / الأذكار / ويقول نقلاً عن ابن علان:
((خص هؤلاء بالذكر للتوسل بهم في الدعاء: وإلا فهو سبحانه رب جميع المخلوقات فافهم ذلك أنه من التوسل المشروع)) اهـ.
قلت: نحن لم نر في هذا الحديث عن صح أو لم يصح - ما يشير إلى بحث التوسل إطلاقاً مشروعاً أو ممنوعاً ولا أدري كيف أستدل به الدحلان على جواز التوسل؟
بفظ الحديث يدعو إلى الدعاء لأن يجيره الله من النار ونحن ندعوا به أيضاً ليجيرنا الله من النار إنه دعاء لا بأس به وليس فيه مانع من الدعاء به فكيف يورده علينا الدحلان حجة
…
ونحن متفقون على الدعاء به؟
يا ناس نحن مختلفون مع القوم في جواز التوسل إلى الله تعالى بذوات المخلوقين فأي توسل بذلك في لفظ هذا الحديث
…
؟ اللهم إلا إذا كان الدحلان يفهم من إضافة أسماء جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ومحمد صلوات الله عليهم وسلامه إلى الرب وأن هذه الإضافة تفيد التوسل بهم!!! فإذا كان الأمر كذلك فيكون فهم الدحلان فهماً جديداً وفريداً من نوعه لم يسبقه إليه أحد!!! وفريداً من نوعه لم يسبقه إليه أحد!! حتى ولا من أشد الغلاة في الدعوة إلى التوسل بذوات المخلوقين!!!
ولعلك يا أخي القارئ المسلم الكريم تقول: إن الدحلان يقول إنه نقل هذا الجواز عن ابن شارح الأذكار فكيف تقول إن الدحلان لم يسبقه أحد في هذا الفهم
…
؟ فنقول وبالله المستعان:
1 -
إن لفظ الحديث لا يفيد لا من قري ولا من بعيد أي معنى من معاني التوسل إنما يفيد - إن صح - بأن إضافة هذه الأسماء إلى اسم الرب سبحانه تشريف لهم وتكريم يمن قبل الله تعالى لا توسل بهم ..
وهذا ولا شك معروف عند الجميع وإنه من البدهيات المسلمات عند كل مسلم أما أن لفظ هذا الحديث يفيد التوسل بهم فعلى قائلي هذا القول الدليل فإن أثبتوا قولهم بالدليل من الكتاب والسنة فعلى الرأس وإلا فكلامهم مردود عليهم.
2 -
إن الله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن أنه: (رب الشعرى) و (رب العرش العظيم) و (ورب السموات والأرض) و (رب كل شيء) و (رب المشرقين ورب المغربين) فهل معنى هذا انه يجوز التوسل بكل هذه المخلوقات؟!!!
الظاهر أن الجماعة الذي يقولون بجواز التوسل بكل هذه المخلوقات بدأوا يلهثون من التعب في إيراد الأدلة التي لم تفدهم في شيء حتى وصلوا إلى حد الخلط فياليتهم يستريحون قليلاً من هذا العناء ويريحون عقولهم التي
أتعبوها في الكد وراء إيراد المعاني التي لا تليق بالألفاظ التي يوردنها على صحة دعواهم أو يسلمون للحق ويرفعون أيديهم علامة الاستسلام ولئن فعلوا فسيجدون الله تواباً رحيماً ولكن ما زالوا يكدون في ميدان الباطل رغم أنهم رأوا بأم أعينهم مصارع الباطل مصرعاً مصرعا ولم يتعظوا
…
3 -
أما قول الدحلان: أن النووي يروي في الأذكار: [أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يقول العبد بعد ركعتي الفجر: اللهم رب جبرائيل] الحديث فإن الدحلان يفتري على النووي فإن لفظ: [أن النبي أمر] ليس موجوداً في لفظ الحديث في الأذكار وإننا ننقل عن الأذكار هذا الحديث على الشكل الآتي: (روينا في كتاب ابن السني عن أبي المليح واسمه عامر بن أسامة عن أبيه رضي الله عنه أن صلى ركعتي الفجر وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى قريباً منه ركعتين خفيفتين ثم سمعه يقول وهو جالس: [((اللهم رب جبرائيل وإسرافيل وميكائيل ومحمد النبي صلى الله عليه وسلم أعوذ بك من النار ثلاث مرات].
هذا الذي رواه النووي في الأذكار ليس فيه [أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول العبد بعد ركعتي الفجر: اللهم رب جبرائيل
…
] الحديث ثم ليس فيه أيضاً قوله: [اللهم أجرني من النار] إنما قال: [أعوذ بك من النار] أرأيت يا أخي كيف يبدل الدحلان ويغير من لفظ الحديث؟ وهل التبديل والتغيير من صفات الأمة المحمدية؟ إنما هو من خلق غيرها من الأمم الذي وصفهم الله سبحانه في الفاتحة: بالمغضوب عليهم والضالين. اللهم لا تجعلنا منهم ولا تجعلنا نعمل مثل أعمالهم.
4 -
أما قول الدحلان: (قال العلامة ابن علان فيشرح الأذكار: خص هؤلاء بالذكر للتوسل بهم في قبول الدعاء وإلا فهو سبحانه رب جميع المخلوقات) إن هذه العبارة ليس لها ذكر أو أثر في شرح في الأذكار فهي من اختلاق الدحلان نفسه والدليل على لك أننا نضع يا أخي بين يديك عبارة ولفظ ابن علان وهو: (
…
إنما خصهم بالذكر وإن كان تعالى رب كل شيء بما تكرر في القرآن والسنة من نظائره من الإضافة إلى كل عظيم المرتبة وكبير الشأن