الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ، هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ، وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ، عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ، فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ، فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا
كَتَبَ اللهُ لَكُمْ، وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ، ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ، وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ، تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا، كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (1)
قَالَ الْبُخَارِيُّ ج6ص26: {العَاكِفُ} : المُقِيمُ.
وقَالَ الْبُخَارِيُّ ج4ص14: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الحُدُودُ: الطَّاعَةُ.
(1)[البقرة: 187]
(خ س د حم)، وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ:(كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَائِمًا فَحَضَرَ الْإِفْطَارُ فَنَامَ)(1)(حَرُمَ عَلَيْهِ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ وَالنِّسَاءُ)(2)(لَيْلَتَهُ وَيَوْمَهُ مِنْ الْغَدِ ، حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ)(3)(وَإِنَّ قَيْسَ بْنَ صِرْمَةَ الْأَنْصَارِيَّ رضي الله عنه كَانَ صَائِمًا ، فَلَمَّا حَضَرَ الْإِفْطَارُ أَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ لَهَا: أَعِنْدَكِ طَعَامٌ؟ ، قَالَتْ: لَا ، وَلَكِنْ أَنْطَلِقُ فَأَطْلُبُ لَكَ)(4)(فَخَرَجَتْ)(5)(- وَكَانَ يَوْمَهُ يَعْمَلُ فِي أَرْضِهِ -)(6)(فَوَضَعَ رَأسَهُ)(7)(فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ)(8)(فَنَامَ)(9)(فَجَاءَتْ امْرَأَتُهُ، فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: خَيْبَةً لَكَ)(10)(فَأَيْقَظَتْهُ ، فَلَمْ يَطْعَمْ شَيْئًا ، وَبَاتَ طَاوِيًا ، وَأَصْبَحَ صَائِمًا)(11)(فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ غُشِيَ عَلَيْهِ ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآية: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} (12) فَفَرِحُوا بِهَا فَرَحًا شَدِيدًا ، وَنَزَلَتْ:{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ} (13)) (14).
(1)(خ) 1816
(2)
(حم) 15833 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.
(3)
(س) 2168، (خ) 1816
(4)
(خ) 1816، (ت) 2968
(5)
(س) 2168
(6)
(د) 2314، (خ) 1816
(7)
(س) 2168
(8)
(خ) 1816، (ت) 2968
(9)
(س) 2168
(10)
(حم) 18634، (خ) 1816
(11)
(س) 2168، (خ) 1816
(12)
[البقرة: 187]
(13)
[البقرة: 187]
(14)
(خ) 1816، (ت) 2968، (س) 2168، (د) 2314
(د حم)، وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ:(" أُحِيلَ الصِّيَامُ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ (1) كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَيَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ) (2) وفي رواية:(لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَمَرَهُمْ بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ أُنْزِلَ رَمَضَانُ)(3)(فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ، أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ، وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ، فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ، وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (4)) (5)(وَكَانُوا قَوْمًا لَمْ يَتَعَوَّدُوا الصِّيَامَ ، وَكَانَ الصِّيَامُ عَلَيْهِمْ شَدِيدًا)(6)(فَكَانَ مَنْ شَاءَ أَنْ يَصُومَ صَامَ ، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يُفْطِرَ وَيُطْعِمَ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا أَجْزَأَهُ ذَلِكَ - وَهَذَا حَوْلٌ - ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ (7) وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (8) فَثَبَتَ الصِّيَامُ عَلَى مَنْ شَهِدَ الشَّهْرَ ، وَعَلَى الْمُسَافِرِ أَنْ يَقْضِيَ ، وَثَبَتَ الطَّعَامُ لِلشَّيْخِ الْكَبِيرِ وَالْعَجُوزِ اللَّذَيْنِ لَا يَسْتَطِيعَانِ الصَّوْمَ) (9)(وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَفْطَرَ فَنَامَ قَبْلَ أَنْ يَأكُلَ)(10)(حَرُمَ عَلَيْهِ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ وَالنِّسَاءُ حَتَّى يُفْطِرَ مِنْ الْغَدِ ، فَرَجَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ - وَقَدْ سَهِرَ عِنْدَهُ - فَوَجَدَ امْرَأَتَهُ قَدْ نَامَتْ فَأَرَادَهَا (11) فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ نِمْتُ، قَالَ: مَا نِمْتِ) (12)(فَظَنَّ أَنَّهَا تَعْتَلُّ (13) فَأَتَاهَا (14)) (15)(وَصَنَعَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ مِثْلَ ذَلِكَ)(16)(وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَأَرَادَ الطَّعَامَ ، فَقَالُوا: حَتَّى نُسَخِّنَ لَكَ شَيْئًا ، فَنَامَ ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآية: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ (17) إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ ، وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ، عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ (18) فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ ، فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ، وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ} (19)) (20)
(1) أَيْ: غُيِّرَ ثَلَاثَ تَغْيِيرَات. عون المعبود - (ج 2 / ص 30)
(2)
(د) 507
(3)
(د) 506
(4)
[البقرة/183، 184]
(5)
(د) 507
(6)
(د) 506
(7)
أَيْ: فَمَنْ كَانَ حَاضِرًا مُقِيمًا غَيْر مُسَافِر فَأَدْرَكَهُ الشَّهْر فَلْيَصُمْهُ ، وَالشُّهُود: الْحُضُور. عون المعبود (ج 2 / ص 30)
(8)
[البقرة/185]
(9)
(د) 507
(10)
(د) 506
(11)
أَيْ: أراد أن يجامعها.
(12)
(حم) 15833 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(13)
(تَعْتَلّ): مِنْ الِاعْتِلَال أَيْ: تَلَهَّى وَتُزَوِّر ، مِنْ تَزْوِير النِّسَاء. عون المعبود - (ج 2 / ص 30) (أَيْ: تختلق عذرا).
(14)
أَيْ: فَجَامَعَ أَمْرَأَته. عون المعبود - (ج 2 / ص 30)
(15)
(د) 506
(16)
(حم) 15833
(17)
أَخْرَجَ عَبْد الرَّزَّاق وَعَبْد بْن حُمَيْدٍ وَابْن الْمُنْذِر وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنه عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: الدُّخُول ، وَالتَّغَشِّي ، وَالْإِفْضَاء ، وَالْمُبَاشَرَة ، وَالرَّفَث ، وَاللَّمْس وَالْمَسّ ، وَالْمَسِيس: الْجِمَاع، وَالرَّفَث فِي الصِّيَام: الْجِمَاع، وَالرَّفَث فِي الْحَجّ: الْإِغْرَاء بِهِ. عون المعبود - (ج 2 / ص 30)
(18)
أَيْ: تُجَامِعُونَ النِّسَاء ، وَتَأكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ فِي الْوَقْت الَّذِي كَانَ حَرَامًا عَلَيْكُمْ ذَكَرَهُ الطَّبَرِيُّ.
وَفِي تَفْسِير اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ مُجَاهِد {تَخْتَانُونَ أَنْفُسكُمْ} قَالَ: تَظْلِمُونَ أَنْفُسكُمْ. عون المعبود (ج 5 / ص 185)
(19)
[البقرة/187]
(20)
(د) 506، (حم) 15833، 22177
(خ)، وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَ صَوْمُ رَمَضَانَ ، كَانُوا لَا يَقْرَبُونَ النِّسَاءَ رَمَضَانَ كُلَّهُ (1) وَكَانَ رِجَالٌ يَخُونُونَ أَنْفُسَهُمْ ، فَأَنْزَلَ اللهُ:{عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ ، فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} . (2)
(1) ظَاهِر سِيَاق الحَدِيث أَنَّ الْجِمَاع كَانَ مَمْنُوعًا فِي جَمِيع اللَّيْل وَالنَّهَار، بِخِلَافِ الْأَكْل وَالشُّرْب ، فَكَانَ مَأذُونًا فِيهِ لَيْلًا مَا لَمْ يَحْصُل النَّوْم، لَكِنْ بَقِيَّة الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي هَذَا الْمَعْنَى تَدُلّ عَلَى عَدَم الْفَرْق، فَيُحْمَل قَوْله " كَانُوا لَا يَقْرَبُونَ النِّسَاء " عَلَى الْغَالِب ، جَمْعًا بَيْن الْأَخْبَار. فتح الباري - (ج 12 / ص 347)
(2)
(خ) 4238
(د)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} ، قَالَ: كَانَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّوْا الْعَتَمَةَ (1) حَرُمَ عَلَيْهِمْ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ وَالنِّسَاءُ ، وَصَامُوا إِلَى الْقَابِلَةِ (2) فَاخْتَانَ (3) رَجُلٌ نَفْسَهُ فَجَامَعَ امْرَأَتَهُ وَقَدْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَلَمْ يُفْطِرْ (4) فَأَرَادَ اللهُ عز وجل أَنْ يَجْعَلَ ذَلِكَ يُسْرًا لِمَنْ بَقِيَ ، وَرُخْصَةً وَمَنْفَعَةً (5) فَقَالَ سُبْحَانَهُ:{عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ الْآية} ، وَكَانَ هَذَا (6) مِمَّا نَفَعَ اللهُ بِهِ النَّاسَ ، وَرَخَّصَ لَهُمْ وَيَسَّرَ. (7)
(1) أَيْ: الْعِشَاء. عون المعبود - (ج 5 / ص 185)
(2)
أَيْ: اللَّيْلَة الْمُسْتَقْبَلَة. عون المعبود - (ج 5 / ص 185)
(3)
(اخْتَانَ): اِفْتِعَال مِنْ الْخِيَانَة ، أَيْ: خَانَ ، يَعْنِي ظَلَمَ. عون المعبود (ج5ص185)
(4)
أَيْ: لَمْ يَأكُل هَذَا الرَّجُل شَبْعَان، وَلَمْ يَتَعَشَّ ، وَإِنْ كَانَ أَفْطَرَ وَقْت الْإِفْطَار. عون المعبود - (ج 5 / ص 185)
(5)
فَأَبَاحَ الْجِمَاع وَالطَّعَام وَالشَّرَاب فِي جَمِيع اللَّيْل. عون المعبود (ج5ص185)
(6)
أَيْ: قَوْله تَعَالَى: {عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسكُمْ .. إِلَى قَوْله وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّن لَكُمْ الْخَيْط الْأَبْيَض مِنْ الْخَيْط الْأَسْوَد مِنْ الْفَجْر} . عون المعبود - (ج 5 / ص 185)
(7)
(د) 2313