الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ
(خ م حم)، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ:(سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَوَّلِ مَا نَزَلَ مِنَ القُرْآنِ، قَالَ: {يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ} ، قُلْتُ: يَقُولُونَ: {اقْرَأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ، فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما عَنْ ذَلِكَ، وَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ الَّذِي قُلْتَ ، فَقَالَ جَابِرٌ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا)(1)(قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ (2):) (3)(جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ شَهْرًا ، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الْوَادِي (4) فَنُودِيتُ) (5)(فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا ، ثُمَّ نُودِيتُ ، فَنَظَرْتُ ، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا ، ثُمَّ نُودِيتُ ، فَرَفَعْتُ رَأسِي)(6)(فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ (7) قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ وفي رواية: (عَلَى عَرْشٍ)(8) بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) (9)(فَلَمَّا رَأَيْتُهُ)(10)(أَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ)(11)(حَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ)(12)(فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ: دَثِّرُونِي وفي رواية: (زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي)(13) وَصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا (14) قَالَ: فَدَثَّرُونِي وَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا) (15)(وَأُنْزِلَ عَلَيَّ: {يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (16) قُمْ فَأَنْذِرْ (17) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (18) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (19) وَالرُّجْزَ (20) فَاهْجُرْ}) (21)(قَالَ: ثُمَّ حَمِيَ الْوَحْيُ (22) وَتَتَابَعَ (23) ") (24)
(1)(خ) 4638 ، (م) 257 - (161)
(2)
(فَتْرَةِ الْوَحْيِ) أَيْ: اِحْتِبَاسِ الْوَحْيِ عَنْ النُّزُولِ. تحفة الأحوذي (ج8ص199)
(3)
(م) 161 ، (خ) 4641
(4)
أَيْ: صِرْت فِي بَاطِنه. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 289)
(5)
(م) 161 ، (خ) 4638
(6)
(م) 161
(7)
هُوَ جَبْرَائِيلُ ، حِين أَتَاهُ بِقَوْلِهِ:{اِقْرَأ بِاسْمِ رَبِّك الَّذِي خَلَقَ} ثُمَّ إِنَّهُ حَصَلَ بَعْدَ هَذَا فَتْرَةٌ ، ثُمَّ نَزَلَ الْمَلَكُ بَعْدَ هَذَا. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 199)
(8)
(م) 161
(9)
(خ) 3066
(10)
(حم) 15075
(11)
(م) 161
(12)
(خ) 3066
(13)
(خ) 4641 ، و (زَمِّلُونِي) أَيْ: لُفُّونِي، يُقَالُ: زَمَّلَهُ فِي ثَوْبِهِ إِذَا لَفَّهُ فِيهِ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 199)
(14)
فِيهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَبَّ عَلَى الْفَزِع الْمَاءُ لِيَسْكُنَ فَزَعه. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 289)
(15)
(خ) 4638 ، (م) 161
(16)
أَيْ: أَيُّهَا النَّبِيُّ الْمُتَدَثِّرُ ، وأُدْغِمَتْ التَّاءُ فِي الدَّالِ ، أَيْ: الْمُتَلَفِّفُ بِثِيَابِهِ عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَيْهِ ، وَإِنَّمَا سَمَّاهُ مُدَّثِّرًا لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم:" دَثَّرُونِي". تحفة (ج8ص199)
(17)
أَيْ: حَذِّرْ مِنَ الْعَذَابِ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِكَ. فتح الباري - (ح4)
(18)
أَيْ: عَظِّمْ رَبَّك عَمَّا يَقُولُهُ عَبَدَةُ الْأَوْثَانِ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 199)
(19)
(وَثِيَابك فَطَهِّرْ) أَيْ: مِنَ النَّجَاسَةِ، وَقِيلَ: الثِّيَابُ النَّفْسُ، وَتَطْهِيرُهَا اجْتِنَابُ النَّقَائِصِ. فتح الباري (ح4)
(20)
الرُّجْز هُنَا الْأَوْثَان، أَيْ: اُتْرُكْ الْأَوْثَانَ وَلَا تَقْرَبْهَا ، وَالْمَعْنَى: اُتْرُكْ كُلَّ مَا أَوْجَبَ لَك الْعَذَابَ مِنْ الْأَعْمَالِ وَالْأَقْوَالِ ، وَعَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ لَا يَلْزَمُ تَلَبُّسُهُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اِتَّقِ اللهَ وَلَا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} . تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 199)
(21)
(خ) 4640 ، (م) 161
(22)
أَيْ: اِسْتَمَرَّ نُزُوله. فتح الباري - (ج 14 / ص 130)
(23)
قال النووي: قَوْل " إِنَّ أَوَّل مَا أُنْزِلَ قَوْله تَعَالَى {يَا أَيّهَا الْمُدَّثِّر} " ضَعِيف بَلْ بَاطِل ، وَالصَّوَاب: أَنَّ أَوَّل مَا أَنْزَلَ عَلَى الْإِطْلَاق {اِقْرَأ بِاسْمِ رَبّك} كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي حَدِيث عَائِشَة رضي الله عنها وَأَمَّا {يَا أَيّهَا الْمُدَّثِّر} فَكَانَ نُزُولهَا بَعْد فَتْرَة الْوَحْي ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَنْ أَبِي سَلَمَة عَنْ جَابِر ، وَالدَّلَالَة صَرِيحَة فِيهِ فِي مَوَاضِع ، مِنْهَا قَوْله: (وَهُوَ يُحَدِّث عَنْ فَتْرَة الْوَحْي إِلَى أَنْ قَالَ: فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى: {يَا أَيّهَا الْمُدَّثِّر} .
وَمِنْهَا قَوْله صلى الله عليه وسلم: " فَإِذَا الْمَلَك الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءَ "، ثُمَّ قَالَ: فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى {يَا أَيّهَا الْمُدَّثِّر} .
وَمِنْهَا قَوْله: " ثُمَّ تَتَابَعَ الْوَحْي " يَعْنِي بَعْد فَتْرَته ، فَالصَّوَاب أَنَّ أَوَّل مَا نَزَلَ:{اِقْرَأ} وَأَنَّ أَوَّل مَا نَزَلَ بَعْد فَتْرَة الْوَحْي {يَا أَيّهَا الْمُدَّثِّر} .
وَأَمَّا قَوْل مَنْ قَالَ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ: أَوَّل مَا نَزَلَ الْفَاتِحَة ، فَبُطْلَانه أَظْهَر مِنْ أَنْ يُذْكَر وَالله أَعْلَم. شرح النووي (ج1ص289)
(24)
(خ) 4642 ، (م) 161