الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَثَالِبُ بَعْضِ الْأَمَاكِنِ وَالْقَبَائِلِ وَالْأَشْخَاص وَالْمَخْلُوقَات
(خ م حم)، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:(" قَامَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ)(1)(إِلَى الْعِرَاقَ)(2) وفي رواية: (وَأَشَارَ إِلَى الْمَشْرِقِ)(3)(فَقَالَ: رَأسُ الْكُفْرِ مِنْ هَهُنَا)(4) وفي رواية: (إِنَّ الْفِتْنَةَ (5) هَهُنَا ، إِنَّ الْفِتْنَةَ هَهُنَا) (6)(مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ (7) ") (8)
(1)(خ) 2937
(2)
(حم) 6302 وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
(3)
(خ) 4990
(4)
(م) 2905
(5)
أَيْ: الْبَلِيَّاتِ وَالْمِحَنِ الْمُوجِبَةِ لِضَعْفِ الدِّينِ. تحفة الأحوذي (6/ 54)
(6)
(خ) 3105
(7)
قَالَ فِي الْقَامُوسِ: قَرْنُ الشَّيْطَانِ وَقَرْنَاهُ: أُمَّتُهُ وَالْمُتَّبِعُونَ لِرَأيِهِ ، وَانْتِشَارُهُ وَتَسْلِيطُهُ. تحفة الأحوذي (ج6ص54)
(8)
(م) 2905
(خ ت حم)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا ، وَبَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا ")(1)(فَقَالَ رَجُلٌ: وَفِي عِرَاقِنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟)(2) وفي رواية: (وَفِي نَجْدِنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟)(3) وفي رواية: (وَفِي مَشْرِقِنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟)(4)(فَقَالَ: " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا ، وَبَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا ")(5)(فَقَالَ الرَّجُلُ: وَفِي عِرَاقِنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟)(6)(فَقَالَ: " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا ، وَبَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا ")(7)(فَقَالَ الرَّجُلٌ: وَفِي عِرَاقِنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟)(8)(قَالَ: " هُنَاكَ الزَّلَازِلُ (9) وَالْفِتَنُ (10)) (11)(وَمِنْ هُنَالِكَ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ ")(12)
الشرح (13)
(1)(ت) 2268 ، (خ) 990
(2)
يعقوب الفَسَوِيّ في " المعرفة "(2/ 746 - 748) ، والمخلص في " الفوائد المنتقاة "(7/ 2 - 3) ، والجرجاني في " الفوائد "(164/ 2) ، وأبو نعيم في " الحلية "(6/ 133)، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (1/ 120) وصححه الألباني في الصَّحِيحَة: 2246 ، وفي كتاب فضائل الشام ح8 ، وصحيح الترغيب والترهيب: 1204
(3)
(خ) 990
(4)
(حم) 5642 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن ، وقال الألباني في الصَّحِيحَة 2246: والمعنى واحد.
(5)
(ت) 2268 ، (خ) 990
(6)
الفسوي في " المعرفة "(2/ 746 - 748)
(7)
(خ) 6681
(8)
الفسوي في " المعرفة "(2/ 746 - 748)
(9)
أَيْ: الزَّلَازِلُ الْحِسِّيَّةُ أَوْ الْمَعْنَوِيَّةُ ، وَهِيَ تَزَلْزُلُ الْقُلُوبِ وَاضْطِرَابُ أَهْلِهَا. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 54)
(10)
أَيْ: الْبَلِيَّاتُ وَالْمِحَنُ الْمُوجِبَةُ لِضَعْفِ الدِّينِ ، وَقِلَّةِ الدِّيَانَةِ ، فَلَا يُنَاسِبُهُ دَعْوَةُ الْبَرَكَةِ لَهُ.
وَقَالَ الْمُهَلَّبُ: إِنَّمَا تَرَكَ صلى الله عليه وسلم الدُّعَاءَ لِأَهْلِ الْمَشْرِقِ لِيَضْعُفُوا عَنْ الشَّرِّ الَّذِي هُوَ مَوْضُوعٌ فِي جِهَتِهِمْ ، لِاسْتِيلَاءِ الشَّيْطَانِ بِالْفِتَنِ. تحفة الأحوذي (6/ 54)
(11)
(خ) 990
(12)
(حم) 5642 ، (خ) 990
(13)
أَيْ: يَخْرُجُ حِزْبُهُ ، وَأَهْلُ ، وَقْتِهِ وَزَمَانِهِ ، وَأَعْوَانُهُ.
وَقِيلَ: يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِالْقَرْنِ: قُوَّةَ الشَّيْطَانِ ، وَمَا يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى الْإِضْلَالِ ، وَكَانَ أَهْلُ الْمَشْرِقِ يَوْمَئِذٍ أَهْلَ كُفْرٍ ، فَأَخْبَرَ صلى الله عليه وسلم أَنَّ الْفِتْنَةَ تَكُونُ مِنْ تِلْكَ النَّاحِيَةِ ، فَكَانَ كَمَا أَخْبَرَ ، وَأَوَّلُ الْفِتَنِ كَانَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ، فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبًا لِلْفُرْقَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَذَلِكَ مِمَّا يُحِبُّهُ الشَّيْطَانُ وَيَفْرَحُ بِهِ ، وَكَذَلِكَ الْبِدَعُ ، نَشَأَتْ مِنْ تِلْكَ الْجِهَةِ -كَذَا فِي فَتْحِ الْبَارِي.
وَقَالَ الْعَيْنِيُّ: إِنَّمَا أَشَارَ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَشْرِقِ ، لِأَنَّ بِهِ حَدَثَتْ وَقْعَةُ صِفِّينَ ، ثُمَّ ظُهُورُ الْخَوَارِجِ فِي أَرْضِ نَجْدٍ وَالْعِرَاقِ ، وَمَا وَرَائِهَا مِنْ الْمَشْرِقِ، وَكَانَتْ الْفِتْنَةُ الْكُبْرَى الَّتِي كَانَتْ مِفْتَاحَ فَسَادِ ذَاتِ الْبَيْنِ: قَتْلَ عُثْمَانَ رضي الله عنه وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يُحَذِّرُ مِنْ ذَلِكَ ، وَيُعْلِمُ بِهِ قَبْلَ وُقُوعِهِ ، وَذَلِكَ مِنْ دَلَالَاتِ نُبُوَّتِهِ صلى الله عليه وسلم.تحفة الأحوذي (9/ 403)
وقال الألباني في الصَّحِيحَة: 2246: وإنما أَفضْتُ في تخريج هذا الحديث الصحيح وذِكْرِ طُرُقه وبعض ألفاظه ، لأن بعض المبتدعة المحاربين للسنة والمنحرفين عن التوحيد يطعنون في الإمام محمد بن عبد الوهاب مجدِّد دعوة التوحيد في الجزيرة العربية، ويحملون الحديث عليه باعتباره من بلاد (نجد) المعروفة اليوم بهذا الاسم، وجَهِلوا أو تجاهلوا أنها ليست هي المقصودة بهذا الحديث، وإنما هي (العراق) كما دل عليه أكثرُ طُرُقِ الحديث، وبذلك قال العلماء قديما ، كالإمام الخطابي ، وابن حجر العسقلاني ، وغيرهم.
وجهلوا أيضا أن كَوْنَ الرجل من بعض البلاد المذمومة ، لَا يستلزم أنه هو مذموم أيضا ، إذا كان صالحا في نفسه، والعكس بالعكس ، فكم في مكة والمدينة والشام من فاسق وفاجر، وفي العراق من عالم وصالح.
وما أحكَمَ قولَ سلمان الفارسي لأبي الدرداء حينما دعاه أن يهاجر من العراق إلى الشام: " أمَّا بعد، فإن الأرض لَا تُقَدِّسُ أحدًا، وإنما يقدِّسُ الإنسانَ عَمَلُه " وفي مقابل أولئك المبتدعة من أنكر هذا الحديث ، وحكم عليه بالوضع ، لما فيه من ذَمِّ العراق ، كما فعل الأستاذ صلاح الدين المنجد ، في مقدمته على " فضائل الشام ودمشق "، ورددتُ عليه في تخريجي لأحاديثه، وأثبتُّ أن الحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم العلمية، فانظر الحديث الثامن منه. أ. هـ
(د)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَنَسُ إِنَّ النَّاسَ يُمَصِّرُونَ أَمْصَارًا (1) وَإِنَّ مِصْرًا مِنْهَا يُقَالُ لَهُ: الْبَصْرَةُ، فَإِنْ أَنْتَ مَرَرْتَ بِهَا ، أَوْ دَخَلْتَهَا ، فَإِيَّاكَ وَسِبَاخَهَا (2) وَكَلَّاءَهَا (3) وَسُوقَهَا (4) وَبَابَ أُمَرَائِهَا (5) وَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا (6) فَإِنَّهُ يَكُونُ بِهَا خَسْفٌ ، وَقَذْفٌ (7) وَرَجْفٌ (8) وَقَوْمٌ (9) يَبِيتُونَ ، يُصْبِحُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ (10) "(11)
(1) أَيْ: يَتَّخِذُونَ بِلَادًا ، وَالتَّمْصِير: اتِّخَاذ الْمِصْر ، والمِصْر: البلد أو القطر. عون المعبود - (ج 9 / ص 345)
(2)
أَيْ: فَاحْذَرْ سِبَاخهَا ، وهِيَ الْأَرْض الَّتِي تَعْلُوهَا الْمُلُوحَة ، وَلَا تَكَاد تُنْبِت إِلَّا بَعْضَ الشَّجَر. عون المعبود (ج9ص345)
(3)
الْكَلَّاء بِالتَّشْدِيدِ وَالْمَدّ: الْمَوْضِع الَّذِي تُرْبَط فِيهِ السُّفُن ، وَمِنْهُ سُوقُ الْكَلَّاء بِالْبَصْرَةِ. عون المعبود (ج9ص 345)
(4)
إِمَّا لِحُصُولِ الْغَفْلَة فِي سُوقهَا ، أَوْ لِكَثْرَةِ اللَّغْو بِهَا ، أَوْ فَسَاد الْعُقُود وَنَحْوهَا. عون المعبود (ج9ص 345)
(5)
أَيْ: لِكَثْرَةِ الظُّلْم الْوَاقِع بِهَا. عون المعبود (ج9ص 345)
(6)
الضَّاحِيَة: الْمُرَاد بِهَا جِبَالهَا، وَهَذَا أَمْرٌ بِالْعُزْلَةِ، فَالْمَعْنَى: اِلْزَمْ نَوَاحِيهَا. عون المعبود - (ج 9 / ص 345)
(7)
أَيْ: رَمْيُ أَهْلهَا بِالْحِجَارَةِ ، بِأَنْ تُمْطِر عَلَيْهِمْ. عون المعبود (ج 9 / ص 345)
(8)
أَيْ: زَلْزَلَة شَدِيدَة.
(9)
أَيْ: فِيهَا قَوْم.
(10)
قَالَ الطِّيبِيُّ: الْمُرَاد بِهِ الْمَسْخ ، وَقِيلَ: فِي هَذَا إِشَارَة إِلَى أَنَّ بِهَا قَدَرِيَّة ، لِأَنَّ الْخَسْف وَالْمَسْخ إِنَّمَا يَكُون فِي هَذِهِ الْأُمَّة لِلْمُكَذِّبِينَ بِالْقَدَرِ. عون (ج9ص 345)
(11)
(د) 4307 ، انظر صحيح الجامع: 7859 ، والمشكاة: 5433
(خ ت)، وَعَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ (1) قَالَ:(كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ)(2)(يُصِيبُ الثَّوْبَ)(3)(فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ ، قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا ، يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ ، وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا (4) ") (5)
(1)(ابْن أَبِي نُعْم) بِضَمِّ النُّون وَسُكُون الْمُهْمَلَة ، هُوَ عَبْد الرَّحْمَن، وَاسْم أَبِيهِ لَا يُعْرَف، وَهُوَ كُوفِيّ عَابِد اِتَّفَقُوا عَلَى تَوْثِيقه. فتح الباري (ج 17 / ص 126)
(2)
(خ) 5648
(3)
(ت) 3770
(4)
الْمَعْنَى: أَنَّهُمَا مِمَّا أَكْرَمَنِي اللهُ وَحَبَانِي بِهِ، لِأَنَّ الْأَوْلَادَ يُشَمُّونَ وَيُقَبَّلُونَ ، فَكَأَنَّهُمْ مِنْ جُمْلَةِ الرَّيَاحِين ، وَقَوْله:" مِنْ الدُّنْيَا " أَيْ: نَصِيبِي مِنْ الرَّيْحَانِ الدُّنْيَوِيّ ، وَاَلَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ اِبْن عُمَرَ لَمْ يَقْصِدْ ذَلِكَ الرَّجُلَ بِعَيْنِهِ أَنَّهُ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ الْحُسَيْن ، بَلْ أَرَادَ التَّنْبِيهَ عَلَى جَفَاءِ أَهْل الْعِرَاق ، وَغَلَبَةِ الْجَهْلِ عَلَيْهِمْ بِالنِّسْبَةِ لِأَهْلِ الْحِجَاز. فتح الباري لابن حجر. (ج17ص 126)
(5)
(خ) 5648 ، (ت) 3770
(م)، وَعَنْ فُضَيْل بْنِ غَزْوانَ الضَّبِّيِّ (1) قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ ، مَا أَسْأَلَكُمْ عَنْ الصَّغِيرَةِ ، وَأَرْكَبَكُمْ لِلْكَبِيرَةِ سَمِعْتُ أَبِي عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ الْفِتْنَةَ تَجِيءُ مِنْ هَاهُنَا ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ ، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ " ، وَأَنْتُمْ يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ، وَإِنَّمَا قَتَلَ مُوسَى الَّذِي قَتَلَ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ خَطَأً ، فَقَالَ لَهُ اللهُ عز وجل:{وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنْ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} (2). (3)
(1) هو فُضَيْلُ بنُ غَزْوَانَ بنِ جَرِيْرٍ الضَّبِّيُّ ، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الضَّبِّيُّ، الكُوْفِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ البَجَلِيِّ، وَعِكْرِمَةَ، وَسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وَجَمَاعَةٍ ، حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ؛ مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ، وَجَرِيْرُ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ. وَتُوُفِّيَ: سَنَةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. سير أعلام النبلاء ط الرسالة (6/ 203)
(2)
[طه/40]
(3)
(م) 2905
(حم)، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " شَرُّ قَبِيلَتَيْنِ فِي الْعَرَبِ: نَجْرَانُ ، وَبَنُو تَغْلِبَ "(1)
(1)(حم) 19460، (ك) 6979، انظر الصَّحِيحَة: 2606 ، 3127
(خ م)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرِ بْنِ لُحَيٍّ)(1)(بْنِ قَمْعَةَ بْنِ خِنْدِفَ ، أَبَا بَنِي كَعْبٍ هَؤُلَاءِ)(2)(يَجُرُّ قُصْبَهُ (3) فِي النَّارِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ) (4) (وَبَحَّرَ الْبَحِيرَةَ) (5) (وَعَبَدَ الْأَصْنَامَ ") (6) (قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّب: الْبَحِيرَةَ: الَّتِي يُمْنَعُ دَرُّهَا (7) لِلطَّوَاغِيتِ (8) فلَا يَحْلُبُهَا أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ، وَأَمَّا السَّائِبَةُ: فَالَّتِي كَانُوا يُسَيِّبُونَهَا لِآلِهَتِهِمْ، فلَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا شَيْءٌ) (9) (وَالْوَصِيلَةُ: النَّاقَةُ الْبِكْرُ ، تُبَكِّرُ فِي أَوَّلِ نِتَاجِ الْإِبِلِ ، ثُمَّ تُثَنِّي بَعْدُ بِأُنْثَى ، وَكَانُوا يُسَيِّبُونَهَا لِطَوَاغِيتِهِمْ إِنْ وَصَلَتْ إِحْدَاهُمَا بِالْأُخْرَى لَيْسَ بَيْنَهُمَا ذَكَرٌ ، وَالْحَامِ: فَحْلُ الْإِبِلِ ، يَضْرِبُ الضِّرَابَ (10) الْمَعْدُودَ فَإِذَا قَضَى ضِرَابَهُ ، وَدَعُوهُ لِلطَّوَاغِيتِ ، وَأَعْفَوْهُ مِنْ الْحَمْلِ ، فَلَمْ يُحْمَلْ عَلَيْهِ شَيْءٌ ، وَسَمَّوْهُ: الْحَامِيَ ") (11)
(1)(خ) 3333 ، 4348
(2)
(م) 50 - (2856)
(3)
القُصْب: الأمعاء.
(4)
(خ) 3333 ، 4348 ، (م) 51 - (2856) ، (حم) 7696
(5)
(حم) 8773، صحيح الجامع: 3469 ، وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(6)
(حم) 4258، انظر الصحيحة: 1677
(7)
أَيْ: حليبها.
(8)
أَيْ: للأصنام.
(9)
(خ) 3333 ، (م) 51 - (2856)
(10)
الضِّرَاب: الجِماع.
(11)
(خ) 4347
(خ م ت حم)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَ:(" لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (1) قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الصَّفَا) (2)(وَوَضَعَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ ، فَرَفَعَ مِنْ صَوْتِهِ فَقَالَ:)(3)(يَا صَبَاحَاهْ ، يَا صَبَاحَاهْ ")(4)(فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ، قَالُوا: مَا لَكَ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ يُصَبِّحُكُمْ أَوْ يُمَسِّيكُمْ)(5)(أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا ، قَالَ: " فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ)(6)(- فَعَمَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَخَصَّ -)(7)(فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ ، فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنْ اللهِ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا)(8)(يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ)(9)(يَا بَنِي مُرَّةَ بن ِكَعْبٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ، يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ)(10)(لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللهِ شَيْئًا)(11)(يَا بَنِي هَاشِمٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ)(12)(لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنْ اللهِ شَيْئًا)(13)(يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ)(14)(لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنْ اللهِ شَيْئًا)(15)(فَجَعَلَ يَدْعُو بُطُونَ قُرَيْشٍ بَطْنًا بَطْنًا ، يَا بَنِي فُلَانٍ ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ النَّارِ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى فَاطِمَةَ)(16)(فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ ، يَا صَفِيَّةُ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ)(17)(يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ)(18)(سَلُونِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمْ)(19)(فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنْ اللهِ شَيْئًا ، غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا ، سَأَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا (20) ") (21)(فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:)(22)(تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ ، فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ، مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} إِلَى آخِرِهَا)(23).
(1)[الشعراء/214]
(2)
(م) 350 - (205)
(3)
(ت) 3186
(4)
(حم) 2544 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(5)
(خ) 4523
(6)
(خ) 4492 ، (م) 355 - (208)
(7)
(م) 348 - (204) ، (ت) 3185 ، (حم) 8711
(8)
(ت) 3185
(9)
(م) 348 - (204)
(10)
(م) 348 - (204)
(11)
(خ) 2602
(12)
(م) 348 - (204)
(13)
(حم) 9166 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(14)
(م) 348 - (204)
(15)
(م) 351 - (206) ، (ت) 3185
(16)
(حم) 8383 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(17)
(م) 350 - (205)
(18)
(خ) 2602 ، (م) 351 - (206)
(19)
(م) 350 - (205) ، (خ) 3336 ، (ت) 2310
(20)
البِلَالُ: الماءُ ، ومعنى الحديث: سَأصِلُهَا، شَبّه قَطِيعَتَهَا بالحَرارَةِ تُطْفَأُ بِالماءِ وهذِهِ تُبَرَّدُ بالصِّلَةِ.
(21)
(م) 348 - (204) ، (خ) 2602 ، (ت) 3185 ، (س) 3644
(22)
(خ) 1330
(23)
(خ) 4492 ، (م) 355 - (208) ، (ت) 3363 ، (حم) 2544
(حب ك)، وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنها قَالَتْ:(لَمَّا نَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}، أَقْبَلَتِ الْعَوْرَاءُ أُمُّ جَمِيلِ بِنْتُ حَرْبٍ (1) وَلَهَا وَلْوَلَةٌ ، وَفِي يَدِهَا فِهْرٌ (2) وَهِيَ تَقُولُ: مُذَمَّمًا (3) أَبَيْنَا، وَدِينَهُ قَلَيْنَا (4) وَأَمْرَهُ عَصَيْنَا - " وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ "، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه - فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ) (5)(إِنَّهَا امْرَأَةٌ بَذِيئَةٌ ، وَأَخَافُ أَنْ تُؤْذِيَكَ، فَلَوْ قُمْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي)(6)(وَقَرَأَ قُرْآنًا فَاعْتَصَمَ بِهِ ، كَمَا قَالَ تعالى: {وَإِذَا قَرَأتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} (7) " ، فَوَقَفَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، وَلَمْ تَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنِّي أُخْبِرْتُ أَنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِي، فَقَالَ: لَا وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا هَجَاكِ) (8)(وَمَا يَقُولُ الشِّعْرَ، قَالَتْ: أَنْتَ عِنْدِي مُصَدَّقٌ، وَانْصَرَفَتْ)(9)(وَهِيَ تَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي بِنْتُ سَيِّدِهَا)(10).
وفي رواية: (فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ تَرَكَ؟، قَالَ: " لَا، لَمْ يَزَلْ مَلَكٌ يَسْتُرُنِي عَنْهَا بِجَنَاحِهِ ")(11)
(1) اسمها: أروى بنت حرب بن أمية ، أخت أبي سفيان. صحيح السيرة ص142
(2)
الفِهر: حجرٌ مِلء الكف.
(3)
المُذَمَّم: يقصدون مذموما ، وهم بذلك يعرضون بالنبي صلى الله عليه وسلم.
(4)
قَلَينا: هجرنا.
(5)
(ك) 3376 ، صححه الألباني في صحيح السيرة ص138
(6)
(حب) 6511، صحيح موارد الظمآن: 1761، التعليقات الحسان: 6477
(7)
[الإسراء/45]
(8)
(ك) 3376
(9)
(حب) 6511
(10)
(ك) 3376
(11)
(حب) 6511
(حم)، وَعَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدِّيلِيِّ رضي الله عنه قَالَ:(" رَأَيْتُ رَسُولَ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ)(1)(فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي سُوقِ ذِي الْمَجَازِ)(2)(يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُوا ، وَيَدْخُلُ فِي فِجَاجِهَا ")(3)(وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ)(4)(فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَقُولُ شَيْئًا ، " وَهُوَ لَا يَسْكُتُ ، يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ ، قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُوا ")(5)(وَوَرَاءَهُ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ ، أَحْوَلُ ، ذُو غَدِيرَتَيْنِ)(6)(يَقُولُ: إِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ)(7)(يَأمُرُكُمْ أَنْ تَدَعُوا دِينَ آبَائِكُمْ)(8)(يَتْبَعُهُ حَيْثُ ذَهَبَ)(9)(فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ ، قَالُوا: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَهُوَ يَذْكُرُ النُّبُوَّةَ ، فَقُلْتُ: وَمَنْ هَذَا الَّذِي يُكَذِّبُهُ؟ ، قَالُوا: عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ)(10).
(1)(حم) 16065 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: صحيح.
(2)
(حم) 19026 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(3)
(حم) 16066 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(4)
(حم) 19026
(5)
(حم) 16066 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(6)
(حم) 16070 ، 16067
(7)
(حم) 16066
(8)
(حم) 16067
(9)
(حم) 19026
(10)
(حم) 16066 ، انظر صحيح السيرة: ص143
(حب)، وَعَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُحَارِبِيِّ رضي الله عنه قَالَ:" رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سُوقِ ذِي الْمَجَازِ ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ (1) وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُوا "، وَرَجُلٌ يَتْبَعُهُ يَرْمِيهِ بِالْحِجَارَةِ ، وَقَدْ أَدْمَى عُرْقُوبَيْهِ وَكَعْبَيْهِ ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، لَا تُطِيعُوهُ، فَإِنَّهُ كَذَّابٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ ، قِيلَ: هَذَا غُلامُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قُلْتُ: فَمَنْ هَذَا الَّذِي يَتْبَعُهُ يَرْمِيهِ بِالْحِجَارَةِ؟ ، قِيلَ: هَذَا عَبْدُ الْعُزَّى أَبُو لَهَبٍ. (2)
(1) الْحُلَّة: إِزَار وَرِدَاء مِنْ جِنْس وَاحِد. (فتح - ح30)
(2)
(حب) 6562 ، (خز) 159 ، (ش) 36565 ، صحيح موارد الظمآن: 1401
(حم هق)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:(" بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ إِلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ)(1)(لِيَقْبِضَ مَا كَانَ عِنْدَهُمْ مِمَّا جُمِعَ مِنَ الزَّكَاةِ)(2)(فَلَمَّا أَتَاهُمُ الْخَبَرُ فَرِحُوا ، وَخَرَجُوا لِيَتَلَقَّوْا رَسُولَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا حُدِّثَ الْوَلِيدُ أَنَّهُمْ خَرَجُوا يَتَلَقَّوْنَهُ)(3)(فَرِقَ (4) فَرَجَعَ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ) (5)(إِنَّ بَنِي الْمُصْطَلِقِ قَدْ مَنَعُوا)(6)(الزَّكَاةَ ، وَأَرَادُوا قَتْلِي)(7)(" فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا)(8)(وَضَرَبَ الْبَعْثَ إِلَى الْحَارِثِ (9)" ، وأَقْبَلَ الْحَارِثُ بِأَصْحَابِهِ ، حَتَّى إِذَا اسْتَقْبَلَ الْبَعْثُ وَفَصَلَ مِنَ الْمَدِينَةِ لَقِيَهُمُ الْحَارِثُ، فَقَالُوا: هَذَا الْحَارِثُ، فَلَمَّا غَشِيَهُمْ قَالَ لَهُمْ: إِلَى مَنْ بُعِثْتُمْ؟ ، قَالُوا: إِلَيْكَ، قَالَ: وَلِمَ؟ ، قَالُوا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ بَعَثَ إِلَيْكَ الْوَلِيدَ بن عُقْبَةَ، فَرَجَعَ فَزَعَمَ أَنَّكَ مَنَعْتَ الزَّكَاةَ وَأَرَدَتْ قَتْلَهُ، فَقَالَ: لَا وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُهُ بَتَّةً ، وَلَا أَتَانِي ، فَلَمَّا دَخَلَ الْحَارِثُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنَعْتَ الزَّكَاةَ وَأَرَدْتَ قَتْلَ رَسُولِي؟ " ، قَالَ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُهُ وَلَا أَتَانِي ، وَمَا أَقْبَلْتُ إِلَّا حِينَ احْتَبَسَ عَلَيَّ رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم) (10)(وَإِنَّا خَشِينَا أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا رَدَّهُ كِتَابٌ جَاءَهُ مِنْكَ لِغَضَبٍ غَضِبْتَهُ عَلَيْنَا وَإِنَّا نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ غَضَبِ اللهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ)(11)(فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل عُذْرَهُمْ فِي الْكِتَابِ ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بنبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ، أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ ، لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ ، وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ، وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ، أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ، فَضْلًا مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (12)) (13)
(1)(هق) 17754
(2)
(حم) 18482 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: حسن بشواهده.
(3)
(هق) 17754
(4)
أَيْ: خاف.
(5)
(حم) 18482
(6)
(هق) 17754
(7)
(حم) 18482
(8)
(هق) 17754
(9)
الحارث: اسم سيد بني المصطلق.
وتأمَّل مِنْ أين أخذ أبو بكر رضي الله عنه شرعية قتال مانع الزكاة. ع
(10)
(حم) 18482
(11)
(هق) 17754
(12)
[الحجرات/6 - 8]
(13)
(هق) 17754، انظر الصَّحِيحَة: 3088
(د)، وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخْعِيِّ قَالَ: أَرَادَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ (1) أَنْ يَسْتَعْمِلَ مَسْرُوقًا (2) فَقَالَ لَهُ عُمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ (3): أَتَسْتَعْمِلُ رَجُلًا مِنْ بَقَايَا قَتَلَةِ عُثْمَانَ؟ ، فَقَالَ لَهُ مَسْرُوقٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه - وَكَانَ فِي أَنْفُسِنَا مَوْثُوقَ الْحَدِيثِ - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَرَادَ قَتْلَ أَبِيكَ قَالَ (4): مَنْ لِلصِّبْيَةِ (5)؟ ، قَالَ:" النَّارُ " ، فَقَدْ رَضِيتُ لَكَ مَا رَضِيَ لَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. (6)
(1) هو: الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ بْن خَالِد الْفِهْرِيّ الْأَمِير الْمَشْهُور ، شَهِدَ فَتْح دِمَشْق ، وَتَغَلَّبَ عَلَيْهَا بَعْد مَوْت يَزِيد ، وَدَعَا إِلَى الْبَيْعَة ، وَعَسْكَرَ بِظَاهِرِهَا، فَالْتَقَاهُ مَرْوَان بِمَرْج رَاهِط سَنَة أَرْبَع وَسِتِّينَ فَقُتِلَ. عون المعبود - (ج 6 / ص 122)
(2)
أَيْ: يَجْعَلُهُ عَامِلًا.
(3)
أَيْ: اِبْن أَبِي مُعَيْط ، وَعُقْبَة هَذَا هُوَ الْأَشْقَى الَّذِي أَلْقَى سَلَا الْجَزُور عَلَى ظَهْر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الصَّلَاة.
(4)
أَيْ: قَالَ أَبُوك عُقْبَة بْن أَبِي مُعَيْط.
(5)
أَيْ: مَنْ يَكْفُل صِبْيَانِي وَيَتَصَدَّى لِتَرْبِيَتِهِمْ وَحِفْظهمْ وَأَنْتَ تَقْتُل كَافِلَهُمْ. عون المعبود - (ج 6 / ص 122)
(6)
(د) 2686 (ك) 2572 ، حسَّنه الألباني في الإرواء تحت حديث: 1214، واستدل العلماء بهذا الحديث وغيره على جواز قتل الصبر. ع
(حم)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ لَعِينٌ " - وَقَدْ تَرَكْتُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَلْبَسُ ثِيَابَهُ لِيَلْحَقَنِي ، فَلَمْ أَزَلْ مُشْفِقًا أَنْ يَكُونَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلَ - حَتَّى دَخَلَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ. (1)
(1)(حم) 6520، الصَّحِيحَة: 3240 ، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح
(يع)، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي الْعَاصِ ثَلَاثِينَ رَجُلًا ، اتَّخَذُوا مَالَ اللهِ دُوَلًا ، وَدِينَ اللهِ دَخَلًا (1) وَعِبَادَ اللهِ خَوَلًا (2) "(3)
(1) أَيْ: مكراً وخديعة.
(2)
أَيْ: عبيداً.
(3)
(يع) 1152، (ك) 8480 ، (حم) 11775، انظر الصَّحِيحَة: 744
(ك)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي أرِيتُ فِي مَنَامِي كَأَنَّ بَنِي الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِي كَمَا تَنْزُو الْقِرَدَةُ "(1)
(1)(ك) 8481، (يع) 6461، انظر الصَّحِيحَة: 3940
(م)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فِي ثَقِيفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ (1) "(2)
(1) قَالَ أَبُو عِيسَى: الْكَذَّابُ: الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ ، وَالْمُبِيرُ: الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ.
(2)
(م) 2545 ، (ت) 2220 ، انظر الصَّحِيحَة: 3538
(ت)، وَعَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: أَحْصَوْا مَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ صَبْرًا ، فَبَلَغَ مِائَةَ أَلْفٍ ، وَعِشْرِينَ أَلْفَ قَتِيلٍ. (1)
(1)(ت) 2221، وصححه الألباني في هداية الرواة: 5939
(طس)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، مَاءُ زَمْزَمَ ، فِيهِ طَعَامٌ مِنَ الطُّعْمِ ، وَشِفَاءٌ مِنَ السُّقْمِ، وَشَرُّ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، مَاءٌ بِوَادِي بَرَهوتٍ ، بِقُبَّةِ حَضْرَمَوْتَ ، كَرِجْلِ الْجَرَادِ مِنَ الْهوامِّ ، تُصْبِحُ تَدَفَّقُ ، وَتُمْسِي لَا بَلالَ بِهَا (1) "(2)
(1) أَيْ: لَا ماء بها.
(2)
(طس) 8129 ، (طب) ج11/ص 98ح11167 ، صَحِيح الْجَامِع: 3322 والصحيحة: 1056
(جة طص هب)، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(" لَدَغَتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَقْرَبٌ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْعَقْرَبَ)(1)(مَا تَدَعُ نَبِيًّا وَلَا غَيْرَهُ إِلَّا لَدَغَتْهُمْ)(2)(اقْتُلُوهَا فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ ")(3)
(1)(طص) 830 ، (جة) 1246 ، انظر الصَّحِيحَة: 548
(2)
(هب) 2576 ، (ش) 23553 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 5099
(3)
(جة) 1246 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 5098
(جة)، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْحَيَّةُ فَاسِقَةٌ ، وَالْعَقْرَبُ فَاسِقَةٌ ، وَالْفَأرَةُ فَاسِقَةٌ ، وَالْغُرَابُ فَاسِقٌ "، فَقِيلَ لِلْقَاسِمِ: أَيُؤْكَلُ الْغُرَابُ؟ ، قَالَ: مَنْ يَأكُلُهُ بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاسِقًا؟. (1)
(1)(جة) 3249 ، (حم) 25794 ، صحيح الجامع: 3204 ، والصحيحة: 1825
(خ م)، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" خَمْسٌ مِنْ الدَّوَابِّ كُلُّهَا فَوَاسِقُ (1)) (2)(يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ)(3)(وَفِي الصَّلَاةِ أَيْضًا:)(4)(الْحَيَّةُ ، وَالْغُرَابُ الْأَبْقَعُ (5) وَالْفَأرَةُ ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ (6) وَالْحِدَأَةُ (7)) (8)(وَالْعَقْرَبُ ")(9)
(1) وَصْفُ الْخَمْس بِالْفِسْقِ مِنْ جِهَة الْمَعْنَى ، يُشْعِر بِأَنَّ الْحُكْم الْمُرَتَّبَ عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ الْقَتْل ، مُعَلَّل بِمَا جُعِلَ وَصْفًا ، وَهُوَ الْفِسْق ، فَيَدْخُل فِيهِ كُلّ فَاسِق مِنْ الدَّوَابّ، وَزَعَمَ اِبْن الْأَعْرَابِيّ أَنَّهُ لَا يُعْرَف فِي كَلَام الْجَاهِلِيَّة وَلَا شِعْرهمْ فَاسِق، يَعْنِي بِالْمَعْنَى الشَّرْعِيّ ، وَأَمَّا الْمَعْنَى فِي وَصْف الدَّوَابِّ الْمَذْكُورَة بِالْفِسْقِ ، فَقِيلَ: لِخُرُوجِهَا عَنْ حُكْم غَيْرهَا مِنْ الْحَيَوَان فِي تَحْرِيم قَتْلِه.
وَقِيلَ: فِي حِلّ أَكْله لِقَوْلِهِ تَعَالَى {أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ} ، وَقَوْله:{وَلَا تَأكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اِسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ}
وَقِيلَ: لِخُرُوجِهَا عَنْ حُكْم غَيْرهَا ، بِالْإِيذَاءِ وَالْإِفْسَاد ، وَعَدَم الِانْتِفَاع، وَمِنْ ثَمَّ اِخْتَلَفَ أَهْل الْفَتْوَى ، فَمَنْ قَالَ بِالْأَوَّلِ ، أَلْحَق بِالْخَمْسِ كُلّ مَا جَازَ قَتْلُه لِلْحَلَالِ فِي الْحَرَم وَفِي الْحِلّ، وَمَنْ قَالَ بِالثَّانِي ، أَلْحَق مَا لَا يُؤْكَل ، إِلَّا مَا نُهِيَ عَنْ قَتْله وَهَذَا قَدْ يُجَامِع الْأَوَّل، وَمَنْ قَالَ بِالثَّالِثِ ، يَخُصّ الْإِلْحَاق بِمَا يَحْصُل مِنْهُ الْإِفْسَاد ، وَوَقَعَ فِي حَدِيث أَبِي سَعِيد عِنْد اِبْن مَاجَهْ: قِيلَ لَهُ: " لِمَ قِيلَ لِلْفَأرَةِ فُوَيْسِقَة؟ ، فَقَالَ: لِأَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اِسْتَيْقَظَ لَهَا وَقَدْ أَخَذَتْ الْفَتِيلَة لِتُحْرِق بِهَا الْبَيْت " فَهَذَا يُومِئ إِلَى أَنَّ سَبَب تَسْمِيَة الْخَمْس بِذَلِكَ ، لِكَوْنِ فِعْلهَا يُشْبِه فِعْل الْفُسَّاق، وَهُوَ يُرَجِّح الْقَوْل الْأَخِير، وَالله أَعْلَم. فتح الباري (ج 6 / ص 47)
(2)
(م) 71 - (1198) ، (خ) 1732
(3)
(م) 67 - (1198) ، (خ) 3136
(4)
(م) 75 - (1200)
(5)
" الْأَبْقَع " هُوَ الَّذِي فِي ظَهْره أَوْ بَطْنه بَيَاض، وَأَخَذَ بِهَذَا الْقَيْد بَعْض أَصْحَاب الْحَدِيث ، كَمَا حَكَاهُ اِبْن الْمُنْذِر وَغَيْره، ثُمَّ وَجَدْتُ اِبْن خُزَيْمَةَ قَدْ صَرَّحَ بِاخْتِيَارِهِ وَهُوَ قَضِيَّة حَمْلِ الْمُطْلَق عَلَى الْمُقَيَّد ، وَقَدْ اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى إِخْرَاج الْغُرَاب الصَّغِير الَّذِي يَأكُل الْحَبّ مِنْ ذَلِكَ ، وَيُقَال لَهُ: غُرَاب الزَّرْع ، وَيُقَال لَهُ: الزَّاغ، وَأَفْتَوْا بِجَوَازِ أَكْله، فَبَقِيَ مَا عَدَاهُ مِنْ الْغِرْبَان مُلْتَحِقًا بِالْأَبْقَعِ ، وَمِنْهَا الْغُدَاف عَلَى الصَّحِيح فِي " الرَّوْضَة " ، بِخِلَافِ تَصْحِيح الرَّافِعِيّ، وَسَمَّى اِبْن قُدَامَةَ الْغُدَاف غُرَابَ الْبَيْن، وَالْمَعْرُوف عِنْد أَهْل اللُّغَة أَنَّهُ الْأَبْقَع، قِيلَ: سُمِّيَ غُرَاب الْبَيْن لِأَنَّهُ بَانَ عَنْ نُوح لَمَّا أَرْسَلَهُ مِنْ السَّفِينَة لِيَكْشِف خَبَر الْأَرْض، فَلَقِيَ جِيفَة فَوَقَعَ عَلَيْهَا وَلَمْ يَرْجِع إِلَى نُوح، وَكَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة يَتَشَاءَمُونَ بِهِ ، فَكَانُوا إِذَا نَعَبَ مَرَّتَيْنِ قَالُوا: آذَنَ بِشَرٍّ، وَإِذَا نَعَبَ ثَلَاثًا قَالُوا: آذَنَ بِخَيْرٍ، فَأَبْطَلَ الْإِسْلَام ذَلِكَ، وَكَانَ اِبْن عَبَّاس إِذَا سَمِعَ الْغُرَاب قَالَ: اللهمَّ لَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُك ، وَلَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُك ، وَلَا إِلَه غَيْرك.
وَقَالَ صَاحِب الْهِدَايَة: الْمُرَاد بِالْغُرَابِ فِي الْحَدِيث: الْغُدَاف وَالْأَبْقَع ، لِأَنَّهُمَا يَأكُلَانِ الْجِيَف، وَأَمَّا غُرَاب الزَّرْع فَلَا ، وَكَذَا اِسْتَثْنَاهُ اِبْن قُدَامَةَ، وَمَا أَظُنّ فِيهِ خِلَافًا. فتح الباري (ج 6 / ص 47)
(6)
الْعَقُورُ: مَا يَعْقِرُ وَيُؤْذِي بِلَا سَبَبٍ ، مِنْ الْعَقْرِ ، وَهُوَ الْجَرْحُ.
(7)
مِنْ خَوَاصّ الْحِدَأَة أَنَّهَا تَقِف فِي الطَّيَرَان، وَيُقَال: إِنَّهَا لَا تَخْتَطِف إِلَّا مِنْ جِهَة الْيَمِين، وَقَدْ مَضَى لَهَا ذِكْر فِي الصَّلَاة قِصَّة صَاحِبَة الْوِشَاح. فتح (ج 6 / ص 47)
(8)
(م) 67 - (1198) ، (خ) 3136 ، (د) 1847
(9)
(خ) 1732 ، (م) 68 - (1198) ، (ت) 837 ، (س) 2882
تم بعون الله الجزء الرابع
ويليه الجزء الخامس
وهو كتاب التفسير
************** ************** **************