الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}
(1)
(ابن مندة)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: تَذَاكَرْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَمَا سَبَقُونَا بِهِ مِنَ الْخَيْرِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: إِنَّ أَمْرَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم كَانَ بَيِّنًا (2) لِمَنْ رَآهُ، وَالَّذِي لَا إِلَهُ غَيْرُهُ ، مَا آمَنَ مُؤْمِنٌ بِإِيمَانٍ قَطُّ أَفْضَلَ مِنْ إِيمَانٍ بِغَيْبٍ، ثُمَّ قَرَأَ أَرْبَعَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الْبَقَرَةِ:{الم ، ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ، وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ، أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} . (3)
(1)[البقرة: 2]
(2)
أي: واضحا جَلِيًّا.
(3)
(الإيمان لابن مندة) 209 ، (ك) 3303 ، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وقال الذهبي قي التلخيص: على شرط البخاري ومسلم.
(مش طب بز)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:(" أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقَالَ: هَلْ مِنْ مَاءٍ؟ ، هَلْ مِنْ مَاءٍ؟ ، قَالُوا: لَا ، قَالَ: هَلْ مِنْ شَنٍّ (1)؟ ، فَأُتِيَ بِالشَّنِّ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم) (2)(فَفَرَّقَ أَصَابِعَهُ، فَنَبَعَ الْمَاءُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَ بِلَالًا يَهْتِفُ بِالنَّاسِ: الْوُضُوءَ ، فَلَمَّا فَرَغَ وَصَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ ، قَعَدَ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ أَعْجَبُ الْخَلْقِ إِيمَانًا؟ " ، قَالُوا: الْمَلَائِكَةُ)(3)(قَالَ: " وَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ وَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ؟ ")(4)(قَالُوا: فَالنَّبِيُّونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟)(5)(قَالَ: " وَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)(6)(وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ؟ ")(7)(قَالُوا: فَنَحْنُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ: " وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟)(8)(وَأَنْتُمْ تَرَوْنَ مَا تَرَوْنَ؟)(9)(وَلَكِنَّ أَعْجَبَ الْخَلْقِ إِيمَانًا قَوْمٌ يَجِيئونَ مِنْ بَعْدِكُمْ، فَيَجِدُونَ كِتَابًا مِنَ الْوَحْيِ ، فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَتَّبِعُونَهُ ، فَهُمْ أَعْجَبُ الْخَلْقِ إيمَانًا ")(10)
(1) الشَّنّ: الْقِرْبَة البالية.
(2)
(طب) 12560
(3)
(مش) ج 5ص452ح2060
(4)
البيهقي في الدلائل: 2907
(5)
(طب) 12560
(6)
البيهقي في الدلائل: 2907
(7)
(طب) 12560
(8)
البيهقي في الدلائل: 2908
(9)
(طب) 12560
(10)
البزار في "مسنده "(3/ 318 - 319 - كشف الأستار)، الصَّحِيحَة: 3215
(طب)، وَعَنْ صَالِحِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو جُمُعَةَ الْأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ لِيُصَلِّيَ فِيهِ ، وَمَعَنَا يَوْمَئِذٍ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ خَرَجْنَا مَعَهُ لِنُشَيِّعَهُ، فَلَمَّا أَرَدْنَا الِانْصِرَافَ قَالَ: إِنَّ لَكُمْ عَلَيَّ جَائِزَةً وحَقًّا أَنْ أُحَدِّثَكُمْ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: هَاتِ يَرْحَمُكَ اللهُ، فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه عَاشِرَ عَشَرَةٍ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ مِنْ قَوْمٍ أَعْظَمُ مِنَّا أَجْرًا؟ ، آمَنَّا بِكَ وَاتَّبَعْنَاكَ ، قَالَ:" مَا يَمْنَعُكُمْ مِنْ ذَلِكَ وَرَسُولُ اللهِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ يَأتِيكُمُ الْوَحْيُ مِنَ السَّمَاءِ؟، بَلَى ، قَوْمٌ يَأتِيهِمْ كِتَابٌ بَيْنَ لَوْحَيْنِ ، فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَعْمَلُونَ بِمَا فِيهِ، أُولَئِكَ أَعْظَمُ مِنْكُمْ أَجْرًا، أُولَئِكَ أَعْظَمُ مِنْكُمْ أَجْرًا، أُولَئِكَ أَعْظَمُ مِنْكُمْ أَجْرًا "(1)
(1)(طب) 3540 ، خلق أفعال العباد للبخاري (ج1ص177ح171)، انظر الصَّحِيحَة: 3310
(حم)، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي ، وَطُوبَى ثُمَّ طُوبَى ثُمَّ طُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي "(1)
(1)(حم) 11691 ، 17426 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 3923 ، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3736 ، الصَّحِيحَة: 3432
(حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَدِدْتُ أَنِّي لَقِيتُ إِخْوَانِي "، فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَوَلَيْسَ نَحْنُ إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ:" أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَلَكِنْ إِخْوَانِي الَّذِينَ آمَنُوا بِي وَلَمْ يَرَوْنِي "(1)
(1)(حم) 12601 ، انظر الصَّحِيحَة: 2888
(ت ابن نصر)، وَعَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" يَأتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ (1) كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ (2)) (3) وفي رواية: (إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ (4) أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ (5)) (6)(لِلْمُتَمَسِّكِ فِيهِنَّ يَوْمَئِذٍ بِمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرُ خَمْسِينَ)(7)(رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ " ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلًا مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟ ، قَالَ: " بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ (8) ") (9)
(1) أَيْ: عَلَى حِفْظِ أَمْرِ دِينِهِ بِتَرْكِ دُنْيَاهُ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 46)
(2)
أَيْ: كَصَبْرِ الْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ فِي الشِّدَّةِ وَنِهَايَةِ الْمِحْنَةِ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 46)
(3)
(ت) 2260 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 8002 ، الصَّحِيحَة: 957
(4)
أَيْ: قُدَّامَكُمْ مِنْ الْأَزْمَانِ الْآتِيَةِ. تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 379)
(5)
قَالَ الطِّيبِيُّ: الْمَعْنَى كَمَا لَا يَقْدِرُ الْقَابِضُ عَلَى الْجَمْرِ أَنْ يَصْبِرَ لِإِحْرَاقِ يَدِهِ، كَذَلِكَ الْمُتَدَيِّنُ يَوْمَئِذٍ لَا يَقْدِرُ عَلَى ثَبَاتِهِ عَلَى دِينِهِ ، لِغَلَبَةِ الْعُصَاةِ وَالْمَعَاصِي ، وَانْتِشَارِ الْفِسْقِ ، وَضَعْفِ الْإِيمَانِ.
وَقَالَ الْقَارِي: مَعْنَى الْحَدِيثِ: كَمَا لَا يُمْكِنُ الْقَبْضُ عَلَى الْجَمْرَةِ إِلَّا بِصَبْرٍ شَدِيدٍ وَتَحَمُّلِ غَلَبَةِ الْمَشَقَّةِ ، كَذَلِكَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ ، لَا يُتَصَوَّرُ حِفْظُ دِينِهِ وَنُورِ إِيمَانِهِ إِلَّا بِصَبْرٍ عَظِيمٍ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 46)
(6)
(ت) 3058 ، (د) 4341
(7)
ابن نصر في " السنة "(ص 9)
(8)
الحديث يَدُلُّ عَلَى فَضْلِ هَؤُلَاءِ فِي الْأَجْرِ عَلَى الصَّحَابَةِ مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ، وَقَدْ جَاءَ أَمْثَالُ هَذَا أَحَادِيثُ أُخَرُ، وَتَوْجِيهُهُ كَمَا ذَكَرُوا أَنَّ الْفَضْلَ الْجُزْئِيَّ لَا يُنَافِي الْفَضْلَ الْكُلِّيَّ ، وَتَكَلَّمَ اِبْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فَقَالَ: يُمْكِنُ أَنْ يَجِيءَ بَعْدَ الصَّحَابَةِ مَنْ هُوَ فِي دَرَجَةِ بَعْضٍ مِنْهُمْ أَوْ أَفْضَلَ ، وَمُخْتَارُ الْعُلَمَاءِ خِلَافُهُ ، وقال الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ: لَيْسَ هَذَا عَلَى إِطْلَاقِهِ ، بَلْ هُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى قَاعِدَتَيْنِ: أَنَّ الْأَعْمَالَ تَشْرُفُ بِثَمَرَاتِهَا، وَالثَّانِيَةُ أَنَّ الْغَرِيبَ فِي آخِرِ الْإِسْلَامِ كَالْغَرِيبِ فِي أَوَّلِهِ وَبِالْعَكْسِ، لِقَوْلِهِ عليه السلام:" بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ "، يُرِيدُ الْمُنْفَرِدِينَ عَنْ أَهْلِ زَمَانِهِمْ ، إِذَا تَقَرَّرَ ذَلِكَ فَنَقُولُ: الْإِنْفَاقُ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ ، لِقَوْلِهِ عليه السلام لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رضي الله عنه:" لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ "، أَيْ: مُدَّ الْحِنْطَةِ ، لأَنَّ تِلْكَ النَّفَقَةِ أَثْمَرَتْ فِي فَتْحِ الْإِسْلَامِ وَإِعْلَاءِ كَلِمَةِ اللهِ مَا لَا يُثْمِرُ غَيْرُهَا، وَكَذَلِكَ الْجِهَادُ بِالنُّفُوسِ ، لَا يَصِلُ الْمُتَأَخِّرُونَ فِيهِ إِلَى فَضْلِ الْمُتَقَدِّمِينَ لِقِلَّةِ عَدَدِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَقِلَّةِ أَنْصَارِهِمْ ، فَكَانَ جِهَادُهُمْ أَفْضَلَ، وَلِأَنَّ بَذْلَ النَّفْسِ مَعَ النُّصْرَةِ وَرَجَاءَ الْحَيَاةِ لَيْسَ كَبَذْلِهَا مَعَ عَدَمِهَا، وَلِذَلِكَ قَالَ صلى الله عليه وسلم:" أَفْضَل الْجِهَاد كَلِمَة حَقّ عِنْد سُلْطَان جَائِر " ، فجَعَلَهُ أَفْضَل الْجِهَاد لِيَأسِهِ مِنْ حَيَاته وَأَمَّا النَّهْي عَنْ الْمُنْكَر بَيْن ظُهُور الْمُسْلِمِينَ وَإِظْهَار شَعَائِر الْإِسْلَام ، فَإِنَّ ذَلِكَ شَاقّ عَلَى الْمُتَأَخِّرِينَ لِعَدَمِ الْمُعِين ، وَكَثْرَة الْمُنْكَر فِيهِمْ ، كَالْمُنْكِرِ عَلَى السُّلْطَان الْجَائِر ، وَلِذَلِكَ قَالَ صلى الله عليه وسلم:" يَكُونُ الْقَابِضُ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ " ،
أَيْ: لَا يَسْتَطِيعُ دَوَامَ ذَلِكَ لِمَزِيدِ الْمَشَقَّةِ ، فَكَذَلِكَ الْمُتَأَخِّرُ فِي حِفْظِ دِينِهِ، وَأَمَّا الْمُتَقَدِّمُونَ فَلَيْسُوا كَذَلِكَ ، لِكَثْرَةِ الْمُعِينِ ، وَعَدَمِ الْمُنْكِرِ ". تحفة الأحوذي (ج 7 / ص 379)
(9)
(ت) 3058 ، (د) 4341 ، صَحِيح الْجَامِع: 2234 ، الصَّحِيحَة: 494 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3172