الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأسلوب التبليغي، إن أراد أن يكون له في الأمة أثر، وفي مجال الإصلاح تغيير، وفي إعداد الدعاة قدوة؛ فاحرص أخي الداعية المدرس على أن تسير على نهجها، وتأخذ بأحسنها، والله يتولى العاملين المخلصين؛ جعلنا الله تبارك وتعالى وإياكم جميعًا من العاملين المخلصين.
الفرق بين الخطبة والدرس
وأخيرًا ما الفرق بين الخطبة والدرس؟
والجواب: أنّ الحقيقة أن الدرس أصعب بكثير من الخُطبة، وذلك لأنّ الخُطبة منحصرة في موضوع واحد لا تتعداه، أو المفروض أن تكون الخطبة هكذا؛ وأدلة الخُطْبَةُ تُجمع وتُرتب وتنظم، وتُخْتَار بما يتناسب مع الخطبة، وما يؤيد وجهة النظر المرادة، ولا تتعدى الموضوع. أما الدرس فقد يتعدى موضوعه، فيستطرد المدرس بسبب ما يوجه إليه من أسئلة من هنا ومن هناك، حتى ينجح الدرس ويؤتي ثماره المرجوة.
فلابد أن يكون المدرس قديرًا على إدارة الكلام، وتركيز الأدلة، وإيضاح المعنى بوسائل الإيضاح المختلفة.
ثانيًا: فائدة الدرس للمستمع أكثر من فائدة الخطبة؛ حيث يستطيع مَن حضر الدرس أن يسأل المدرس ويستفسر عن كل ما يجول في خاطره، وبذلك تكون فائدة الدرس أعمق وأدق.
ثالثًا: قد يَضّطر الناس لسماع خطبة الجمعة مرغمين، وهم غير راضين عن الخطيب، حيث حتمت عليهم فرضية الجمعة أن يصلوها ويستمعوا إلى هذا الخطيب،
أما الدرس فلا يُقبل عليه إلا الراغب فيه المتيقن من فائدته، وإن كنتُ أنصح عامة المسلمين بضرورة الاهتمام باختيار الخطباء الذين يستمعون إليهم في يوم الجمعة، ويُصلون معهم؛ فإنّ خُطبة الجمعة هي الوجبة الغذائية الدسمة التي يأخذونها كل أسبوع، فلا يليق بمسلم أن يغفل الاهتمام باختيار خطيبه الذي يستمع إليه في يوم الجمعة، ويصلي في أقرب مسجد له أو في أقرب زاوية لمجرد أن يؤدي الجمعة ويسقط الفريضة.
فإن الخطبة لها مكانتها في الإسلام، حتى إن الله سبحانه وتعالى سماها ذكرًا، وأمر بالسعي إليها، فقال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} (الجمعة: 9) والذكر هو الخطبة، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:((إذا كان يوم الجمعة قامت الملائكة على أبواب المسجد -أو المساجد- يكتبون الداخل الأول فالأول؛ حتى إذا خرج الخطيب طوت الملائكة صحفها، وجلسوا يستمعون الذكر)) أي: الخطبة.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.