الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[تعليق على «التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه» للبكري]
* ص 85:
الكلامُ على بيت الفرزدق:
يُفلِّقْنَ هامًا لم تنله سيوفُنا
…
بأسيافنا هام الملوك القَماقم
(1)
أنكر البكري على القالي قوله: «إن الهام مؤنثة، لم يؤثر عن العرب فيها تذكير» .
واحتج البكري بأن القالي نفسه يروي للنابغة
(2)
:
بضربٍ يُزيل الهام عن سَكناته
…
وطعنٍ كإيزاغ المخاضِ الضوارب
ويروي لعنترة
(3)
:
والهامُ يَنْدُر في الصعيد كأنما
…
تلقى السيوفُ به رُؤوس الحنظل
ويروي لطُفيل
(4)
:
بضربٍ يزيل الهام عن سكناته
…
ويَنقَع من هام الرجال بمَشْرَب
أقول: أما البيت الأول فقد يقال: إن الهام فيه عبارة عن جمع هامة، وهي الطائر الذي كانت العرب تزعم أنه يخرج من رأس المقتول.
(1)
لم يرد البيت في «ديوان الفرزدق» .
(2)
«ديوانه» (ص 46).
(3)
«ديوانه» (ص 257).
(4)
«ديوانه» (ص 33).
وكلامُ القالي في الهام التي هي الرؤوس نفسها.
وكذا الهام الأول في بيت طفيل، وهو محل الحجة.
وأما بيت عنترة، ففي الحاشية عن الديوان أن البيت: والهامُ تندر
…
بها
…
* * * *
* ص 86: أنكر البكري على القالي روايته:
ليست إذا سَمِنَت بجابِئةٍ
…
عنها العيونُ كريهةَ المسِّ
(1)
وزعم أن الرواية: «ليست إذا رُمِقَتْ
…
»
قال: «وكيف تَجبَأ العيون عن الناعمة السمينة؟ ! »
وفي الحاشية نقلاً عن هامش الأصل كلام يردّ به على البكري.
نعم، عبارة البكري ظاهرها خطأ، ولكن روايته هي الصواب.
وكأنه لحظ هذا فقال:
«وبعد البيت:
وكأنما كُسِيَتْ قلائِدُها
…
وحشيَّة نظرتْ إلى الإنس»
ووجهُ الخطأ في رواية القالي
(2)
: أن مفهوم قوله:
(1)
في الأصل: «اللمس» ، والمثبت ما في مصدر النقل.
(2)
رواية القالي جيدة، وإنما المقصود أنها ليست مفرطة في السمن، كما قال الميمني في «السمط» . (الاصلاحي).
«ليست إذا سمنت بجابئةٍ .... » أنها إذا لم تسمن تجبأ عنها العين، فكأنها لا تُسْتَحسن إلا للسِّمَن فقط. وهذا عيب لا يناسب البيت بعده؛ فإن المناسب أن يجعلها مستحسنة على كل حال، سمِنَتْ أم لم تسمن.
* * * *
* «تنبيه» (ص 112):
نبَّه على وهم أبي عليّ في إدخاله في أبيات عروة بن الورد بيتًا لخصمه قيس بن زهير.
وقد وقع البكري في هذا السياق في مثل هذا الوهم، فنسب إلى قيس قوله:
«أتهزأ مِنِّي أن سمنتَ وقد ترى
…
بجسمي مسَّ الحق والحقُّ جاهد»
وقد نبّه في الحاشية أن صاحبي الحماسة، والأغاني، نسبا البيت لعروة. وهو الذي يُعيِّنه المعنى؛ فإن معناه: أتهزأُ منّي أن سمنتَ. أي لأنك سمنتَ، وقد ترى بجسمي مسَّ الحق، أي النَّحافة وعدم السِّمَن؛ لأن الحق يحملني على الجود بمالي، فلا يبقى لي مالٌ، فيقلُّ لذلك طعامي، فيضعف
(1)
جسمي فينحف.
يريد: أتهزأُ مني لأنك سمينٌ وأني غير سمين؟ !
وقد قدَّم البكري أن قيسًا كان أكولًا مِبطانًا، فكان عروة يعرض له بذلك في أشعاره.
(1)
كتب الشيخ فوقه: «فيُجهد» .