الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شكور. قلت: أما والله قد كنت طويل الحزن في الدنيا فتبسم وقال: أما والله لقد أعقبني ذلك فرحا طويلا وسرورا دائما ز فقلت: في أى الدرجات أنت؟ قال: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
(وقال) عبد الله بن المبارك: رأيت سفيان الثوري في النون فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: لقيت محمدا وحزبه. (قال) صخر بن راشد: رأيت عبد الله ابن المبارك في النوم بعد نوته فقلت: أليس قدمت؟ قال: فسفيان الثوري، قال: بخ بخ ذاك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (وقال) مسمع بن عاصم: رأيت عاصما الجحدرى في منامي بعد موته بسنتين فقلت: أليس قدمت؟ قال: بلى ز قلت: وأين أنت؟ قال: أنا والله في روضة من رياض الجنة أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى بكر بن عبد اله المزني فنتلقى أخباركم. قلت: أأجسامكم أم أرواحكم؟ قال: هيهات، بليت الأجسام، وإنما تتلاقى الأرواح (1).
وقد تقدم في بحث (عرض عمل الحي على الميت) عدة أحاديث صريحة في تلقى الأموات أخبار ذويها ممن يموت (2)، وتقدم حديث أم هانئ بنت أبي طالب وهو صريح في تزاور الأرواح (3).
(ز) ما يتعلق بالميت
من تحقق موته يتعلق به أمور: المذكور منها هنا 14 (1) يطلب ممن حضره أن يفعل به ما يؤدى إلى حسن منظره وهو تغميض عينيه وشد لحييه
(1) انظر ص 29 كتاب الروح.
(2)
انظر ص 231.
(3)
انظر رقم 328 ص 243
وتليين أعضائه ومنع انتفاخه. فإذا مات شخص تولى أرفق الناس به إغماض عينيه ودعا له (لحديث) شداد بن أوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا حضرتم موتاكم فأغمضوا البصر فإن البصر يتبع الروح وقولوا خيرا فإنه يؤمن على ما قال أهل البيت " أخرجه أحمد وابن ماجه والطبرانى في الأوسط والبراز والحاكم وقال صحيح الإسناد وفيه فزعة بن سويد، قال أبو حاتم: محله الصدق ليس بذاك القوى (1). {340}
(وقالت) أم سلمة: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فاغمضه فصيح ناس من أهله فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون. ثم قال: اللهم اغفر لبى سلمة وارفع درجته في المهديين واخفله في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين. اللهم أفسح له في قبره ونور له فيه. أخرجه مسلم وأبو داود (2). {341}
والإغماض إطباق الجفن الأعلى على الجفن الأسفل ويقول مغمضه: باسم الله
(1) انظر ص 66 ج 7 - الفتح الربانى. وص 229 ج 1 - ابن ماجه (تغميض الميت)(فإن البصر يتبع الروح) الروح يذكر ويؤنث. والمعنى أن الروح إذا خرجت من الجسد يتبعها البصر ناظرا أين تذهب؟ وفى الحديث دليل على أن الروح جسم لطيف متخلل فى البدن تذهب حياته بذهاب الروح و " قزعة " بفتحات (وسويد) بالتصغير.
(2)
انظر ص 222 ج 6 نووى " الجائر " وص 254 ج 8 - المنهل العذب " تغميض الميت "" وشق بصره " بفتح الشين ورفع بصر على المشهور أى أنه لما حضره الموت انفتحت عيناه وشخص بصره. ويجوز نصب بصر على المفعولية أى أن الموت شق البصر " فصيح " بشد الياء أى رفعوا اصواتهم بالبكاء عاليا. وفى رواية مسلم فصيح ناس من أهله (ولا تدعوا على أنفسكم إلا بخير) نحو اللهم أجرنا فى مصيبتنا واخلفنا خيرا منها واغفر لنا ورضنا بقضائك وقدرك. ولا تدعوا بشر كالويل والهلاك (واخلفه) أى كن خليفة له فى إصلاح من يعقبه من ذربته حال كونهم فى الباقين من الناس فالغابرهنا الباقى.
وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم يسر عليه أمره وسهل عليه ما بعده أسعده بلقائك واجعل ما خرج إليه خيرا مما خرج عنه (قال) بكر بن عبد الله المزني التابعي: إذا أغمضت الميت فقل باسم الله وعلى ملة رسول الله وإذا حملته فقل باسم الله ثم تسبح ما دمت تحمله أخرجه البيهقى بسند صحيح (1). {342}
(2)
ويسن شد لحيى الميت بعصابة عريضة تربط على رأسه لئلا يسترخي لحيه وينفتح فمه فيقبح منظره، وربما دخل إلى فيه شئ من الهوام أو الماء عند غسله.
(3)
ويسن تليين مفاصله فيمد ساعده إلى عضده ثم يرده ويرد ساقه إلى فخذه وفخذه إلي بطنه ويردهما ويلين أصابعه لأنه اسهل في الغسل ولأنها تبقى جافية فلا يمكن تكفينه وتخلع ثيابه لأن الثياب تحمى الجسم فيسرع إليه التغير ويوضع على سرير أو لوح حتى لا تصيبه نداوة الأرض فتغيره.
(4)
ويسن وضع حديدة على بطنه لئلا تنتفخ (قال) عبد الله بن آدم: مات مولى لأنس فقال أنس: ضعوا على بطنه حديدة أخرجه البيهقى (2). {343}
فإن لم يتيسر الحديد وضع على بطنه طين رطب ولا يجعل عليه مصحف ويستقبل به القبلة كالمحتضر. ويتولى هذه الأمور ارفق محارمه بأسهل ما يقدر عليه ويتولاها الرجل من الرجل والمرأة من المرأة فإن تولاه أجنبي أو محرم من النساء أو أجنبية أو محرم من الرجال جاز.
(5)
ويسن تغطية الميت بثوب يستره (لحديث) عائشة أن النبي صلى الله
(1) انظر ص 385 ج 3 بيهقى (ما يستحب من اغماض عينيه اذا مات)
(2)
انظر ص 385 ج 3 بيهقى (ما يستحب من وضع شئ على بطنه
…
)
عليه وسلم حين توفى سجى بثوب حبرة. أخرجه أحمد ومسلم والبيهقى وأبو داود (1). {344}
وعلى هذا اتفق العلماء (وحكمته) صبياني الميت من الانتشار وستر عورته عن الأعين ويلف طرف الثوب المسجى به تحت رأسه وطرفه الآخر تحت رجليه لئلا ينكشف منه شئ (2). (هذا) ويجوز تقبيل الميت إجماعا (لحديث) القاسم عن عائشة رضى الله عنه قالت: قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون وهو ميت حتى رأيت الدموع تسيل على وجهه. أخرجه أحمد وابن ماجه والترمذى وقال حسن صحيح (ورد) بأن في سنده عاصم بن عبيد الله بن عمر، وهو ضعيف تكلم فيه غير واحد (3). {345}
(وعن) عائشة أن أبا بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فوضع فاه بين عينيه ووضع يده على ساعدية وقال: يا نبياه يا صفياه. أخرجه الترمذى (4). {346}
وفيه بيان موضع التقييل وكيفيته.
(6)
يطلب ممن حضر عند الميت ألا يقول إلا خيرا كالذكر والاستغفار
(1) انظر ص 102 ج 7 - الفتح الربانى (تسجية الميت 9 وص 10 ج نووى وص 385 ج 3 بيهقى. وص 256 ج 8 - المنهل العذب (الميت يسجى). و (سجى) بضم فكسر أى غطى جميع بدنه (وحبرة) بكسر ففتح ثوب فيه أعلام.
(2)
انظر ص 10 ج 7 نووى مسلم
(3)
انظر ص 104 ج 7 - الفتح الربانى (تقبيل الميت). وص 229 ج 1 - ابن ماجه. وص 130 ج 2 تحفة الأحوذى.
(4)
ذكره ابن العربى فى شرح الترمذى بسنده الى الترمذى (انظر ص 208 ج 4 شرح ابن العربى).
وأن يدعو له بالمغفرة ولأهله بحسن العاقبة (قالت) أم سلمة رضى الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا حضرتم الميت أو المريض فقولوا خيرا، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون " قالت: فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إن ابا سلمة قد مات. فقال: قولي اللهم اغفر لي وأعقبني منه عقبى حسنة. قالت: فقلت فأعقبني الله عز وجل من هو خيرا لي منه محمدا صلى الله عليه وسلم. أخرجه أحمد ومسلم والأربعة والبيهقى وقال الترمذى حسن صحيح (1). {347}
وينبغي لأخل الميت أن يدعو له بالمغفرة ولأنفسهم بالصبر، وأن يكثروا من قول " إنَّا لِله وَإنَّا إليْهِ رَاجِعُونَ "
(قالت) أم سلمة رضى الله عنها: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد تصيبه مصيبه فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها، إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها. قالت: فلما توفى أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه أحمد ومسلم (2). {348}
(1) تقدم رقم 265 ص 200 (وإذا حضرتم الميت أو المريض) كذا بالشك فى رواية أحمد ومسلم وفى رواية الاربعة الميت بلا شك (وأعقبنى) من الإعقاب أى أبدلنى منه أى فى مقابلته عقبى حسنة أى بدلا صالحا.
(2)
انظر ص 68 ج 7 - الفتح الربانى (الشرح) وص 221 ج 6 نووى (الجنائز) و (أجرنى) يقال أجرنى بالقصر عند أكثر أهل اللغة وقد يمد أى أعطانى أجرا جزاؤ صبرى على المصيبة " وأخلف " بقطع الهمزة وكسر اللام. يقال لمن ذهب ماله أو ولده أو قريبه أو شئ يتوقع حصوله مثله: أخلف الله عليك. أى رد عليك مثله. فإن ذهب مالا يتوقع كموت والد أو عم أو خال قيل له: خلف الله عليك بغير الف أى كان الله خليفة منه عليك.
(وعن) ابن عباس في قوله تعالى: " الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156} أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ "(1). قال: أخبر الله عز وجل أن المؤمن إذا سلم لأمر لله ورجع واسترجع عند المصيبة كتب له ثلاث خصال من الخير: الصلاة من الله، والرحمة، وتحقيق سبيل الهدى (وقال) النبي صلى الله عليه وسلم: من اشترجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه، وجعل له خلفا يرضاه. أخرجه الطبرانى في الكبير وفيه على بن أبي طلحة ضعيف (2). {349}
(وعن) ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن للموت فزعا فإذا أتى أحدكم وفاة أخيه فليقل: إنا لله وإنا إليه راجعون. وإنا إلى ربنا لمنقلبون اللهم اكتبه في المحسنين واجعل كتابه في عليين. واخلف عقبه في الآخرين اللهم لا تحرمنا أجره ولا تقتنا بعده. أخرجه الطبرانى في الكبير وابن السني في عمل يوم وليلة، وفيه قيس بن الربيع السدى وفيه كلام (3). {350}
(وقال) الحسين بن على: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبه فيذكرها، وإن قدم فيحدث لها استرجاعا إلا أحدث الله له عند ذلك وأعطاه ثوابه يوم أصيب بها. أخرجه الطبرانى فأعقبني الأوسط وابن ماجه، وفيه هشام بن زياد وهو ضعيف. وقال ابن حبان: روى الموذوعات عن الشتات (4){351}
(1) البقرة: 156 و 157
(2)
انظر ص 330 ج 2 مجمع الزوائد (الاسترجاع).
(3)
انظر ص 331 منه.
(4)
انظر ص 331 ج 2 مجمع الزوائد (الاسترجاع وما يسترجع عنده) وص 250 ج 1 - ابن ماجه (الصبر على المصيبة) و (قدم) بضم الدال ضد حدث بضمها فهو قديم