المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

(28) ما قيل في اللبان: وقال: ورد فيه مرفوعا: بخروا - الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق - جـ ٧

[السبكي، محمود خطاب]

فهرس الكتاب

- ‌الجنائز

- ‌(أ) المرض:

- ‌(ب) التداوي

- ‌(ج) الطب النبوي:

- ‌العلاج بالأدوية الطبيعية

- ‌(د) بعض الأدوية والأغذية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌(هـ) العلاج بالأدوية الروحية الإلهية

- ‌(و) الآثار الموضوعة في المرض والطب

- ‌(جـ) الطاعون

- ‌(د) ما يطلب للمريض والمحتضر

- ‌(هـ) الموت

- ‌(11) ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌(12) عرض عمل الحي على الميت

- ‌(13) مكان الموت

- ‌(14) الآثار الموضوعة فكأني الموت

- ‌(و) الروح

- ‌(ز) ما يتعلق بالميت

- ‌(7) قضاء دين الميت

- ‌(8) المبادرة بتجهيز الميت

- ‌(9) البكاء على الميت

- ‌(10) ندب الميت

- ‌(11) النياحة والندب

- ‌(12) هل يعذب الميت بالنياحة عليه

- ‌(13) نعى الميت

- ‌(14) الإحداد على الميت

- ‌(15) تجهيز الميت

- ‌(أ) غسل الميت

- ‌(ب) تكفين الميت

- ‌الصلاة على الميت

- ‌(د) حمل الجنازة

- ‌(هـ) الدفن

- ‌(1) حكم الدفن:

- ‌(2) وقت الدفن:

- ‌(3) مكان الدفن:

- ‌(4) دفن النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌(5) ما يطلب في القبر:

- ‌(أ) يستحب توسيعه وتحسينه اتفاقا وكذا إعماقه عند غير المالكية

- ‌(ب) ويسن رفع القبر عن الأرض نحو شبر اتفاقا

- ‌(جـ) ويسن بناء القبر باللبن والقصب

- ‌(د) ويسن - عند الحنفيين ومالك وأحمد وبعض الشافعية -: تسنيم القبر

- ‌(هـ) ويسن -عبد النعمان ومحمد بن الحسن والشافعي وأحمد - رش الماء على القبر ليسكن ترابه

- ‌(6) من يتولى الدفن:

- ‌(7) كيفية الدفن:

- ‌(8) ما يطلب للدفن:

- ‌(أ) يستحب: عند الحنفيين ومالك وأحمد ستر فم القبر بثوب عند دفن المرأة دون الرجل

- ‌(ب) ويستحب لواضع الميت في القبر الدعاء له وإن كان مأثورا فما أحسنه

- ‌(جـ) ويلزم توجيه الميت إلى القبلة عند الجمهور

- ‌(د) ويستحب اتفاقا أن يوضع على شقه الأيمن وأن يوضع خده على لبنه أو حجر أو تراب أو نحوه

- ‌(هـ) ويستحب وضع شيء خلفه من لبن أو غيره يمنعه من الوقوع على قفاه

- ‌(و) ويستحب حل عقد الكفن بعد الدفن

- ‌(9) ما يطلب بعد الدفن:

- ‌(أ) يستحب سد القبر سدا محكما بطوب نيء ووضع البوص ونحوه فوق اللبن ليمنع نزول التراب على الميت

- ‌(ب) وبعد إهالة التراب على القبر يستحب - اتفاقا - لمن شهد الدفن أن يحثو على القبر ثلاث حثيات بيديه جميعا من قبل رأس الميت

- ‌(جـ) ويستحب - عند الحنفيين ومالك والشافعي - أن يقول في الحثية

- ‌(د) ويسن للمشيعين الانتظار بعد الدفن قدر بحر جمل وتفريق لحمه ليأتنس بهم الميت

- ‌(هـ) ويستحب الاستغفار للميت والدعاء له عند القبر بعد دفنه بالثبات

- ‌(و) يستحب - عند أكثر الشافعية والحنبلية وبعض الحنفيين والمالكيين - تلقين الميت المكلف بعد الدفن

الفصل: (28) ما قيل في اللبان: وقال: ورد فيه مرفوعا: بخروا

(28)

ما قيل في اللبان: وقال: ورد فيه مرفوعا: بخروا بيوتكم باللبان والصعتر ولا يصح. ويروى أن رجلا شكا إلى على النسيان فقال: عليك باللبان فإنه يشجع القلب ويذهب بالنسيان (1).

(29)

ما قبل في النرجس: وقال: فيه حديث لا يصح: عليكم بشم النرجسفإن في القلب حبة الجنون والجذام والبرص لا يقطعها إلا شم النرجس (2).

(جـ) الطاعون

هو مرض عام يفسد له الهواء وتفسد به الأمزجة والأبدان. سمى بذلك لعموم مصابه وسرعة قتله (وقال) ابن سينا: الطاعون مادة سمية تحدث ورما قتالا يحدث في المواضع الرخوة والمغابن من البدن (3). وأغلب ما يكون تحت الإبط أو خلف الأذن أو عند الرنبة (وسببه) دم رديء مائل إلى العفونة والفساد يستحيل إلى جوهر سمى يفسد العضو ويغير ما يليه ويؤدى إلى القلب كيفية رديئة فيحدث القيء والغثيان والخفقان (وقيل) سببه وخز الجن (ويؤيده) وقوعه غالبا في أعدل الفصول وفى اصح البلاد هواء وأطيبها ماء، لأنه لو كان بسبب فساد الهواء لدام في الأرض لأن الهواء يفسد تارة ويصح أخرى، وهذا يذهب أحيانا ويجئ أحيانا بلا انتظام ولا تجربة. فربما جاء سنة على سنة وربما أبطأ سنين؛ لأنه لو كان

(1) انظر ص 190 ج 3 زاد المعاد (حرف اللام).

(2)

انظر ص 194 منه (حرف النون).

(3)

ا (لمغابن) جمع مغبن كمسجد، الاباط والرفاع. وهى جمع رفع كقفل. اصل الفخذ وما حول الفرج وكل موضع يجتمع فيه الوسخ.

ص: 186

من فساد الهواء لعم الإنسان والحيوان والمشاهد أنه يصيب الكثير دون من بجانبهم مما هو في مثل مزاجهم. فلو كان كذلك لعم جميع البدن وهذا يختص بموضع منه. ولأن فساد الهواء يقتضي تغير الأخلاط وكثرة الأسقام. وهذا في الغالب يقتل بلا مرض. فدل على أنه من طعن الجن وقد دل على ذلك أحاديث (منها) حديث آبى موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فناء أمتي بالطعن والطاعون. قيل: يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال: وخز أعدائكم من الجن وفى كل شهادة. أخرجه أحمد من طريق زياد بن علاقة عن رجل عن آبى موسى. وأخرجه البزار والطبرانى من وجهين آخرين سميا فيهما المبهم يزيد بن الحارث. والحديث صحيح. صححه ابن خزيمة والحاكم (1){239}

وهو رحمة وشهادة للمؤمن الصابر المقيم بمكانة موقنا بأنه لن يصيبه إلا ما قدر له. ورجز على الكافر (قالت) عائشة: سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فقال: إنه كان عذابا ببعثه الله على من يشاء وإن الله جعله رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد. أخرجه أحمد والبخاري، وأبو داود الطيالسى (2). {240}

ومفهومه يقتضي أن من اتصف بالصفات المذكورة ووقع به الطاعون، ثم لم يمت منه أنه يحصل له ثواب الشهيد (ويؤيده) حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن اكثر شهداء أمتي لصحاب الفرش ورب قتيل

(1) انظر ص 139 ج 10 فتح البارى (ما يذكر فى الطاعون) و (علاقة) بكسر المهملة وفتح اللام مجففة.

(2)

انظر ص 149 ج 10 فتح البارى (أجر الصابر على الطاعون).

ص: 187

بين الصفين الله أعلم بنيته. اخرجه أحمد بسند رجاله موثقون. وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعيف (1). {241}

هذا ويطلب ممن سمع بالطاعون في جهة ألا ينتقل إليها وإذا وقع بمكان فلا يفر منه أحد من أهله (لحديث) أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها. أخرجه مالك وأحمد والشيخان والترمذى وقال: حسن صحيح (2). {242}

وظاهر النهى التحريم وبه قال الجمهور (ويؤيده) حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الفار من الطاعون كالفار من الزحف والصابر فيه كالصابر في الزحف. أخرجه أحمد وابن خزيمة (3). {243}

(وقال) قوم: النهى هنا للتنزيه. فيجوز الإقدام على بلد الطاعون والخروج منه لمن قوى إيمانه وصح يقينه. وتمسكوا (أ) بحديث ابن عمر رضى الله عنهما قال: جئت عمر حين قدم من الشام فوجدته قائلا في خبائه فانتظرته في ظل الخباء فسمعته يقول حين تضور: اللهم اغفر لي رجوعي من

(1) انظر ص 302 ج 5 مجمع الزوائد (رب قتيل بين صفين الله أعلم بنيته).

(2)

انظر ص 140 ج 10 فتح البارى (ما يذكر فى الطاعون) وص 205 ج 14 نووى (الطاعون) وص 160 ج 2 تحفة الأحوذى (الفرار من الطاعون).

(3)

انظر ص 235 ج 8 - المنهل العذب (الخروج من الطاعون) وأخرجه أحمد والبزار والطبرانى فى الأوسط بسند رجاله ثقات عن جابر بن عبد الله بلفظ: الفار منه كالفار من الرزحف ومن صبر فيه كان له أجر شهيد. أنظر ص 315 ج 2 مجمع الزوائد (فى الطاعون والثابت فيه)

ص: 188

سرغ. أخرجه ابن آبى شيبه بسند جيد وإسحاق بن راهوية (1).

(ب) وبحديث هشام بن عروة عن أبيه أن الزبير بن العوام خرج غازيا نحو مصر فكتب إليه أمراء مصر أن الطاعون قد وقع فقال: أنما خرجنا للطعن والطاعون. فدخلها فلقى طعنا في جبهته ثم سلم. اخرجه ابن خزيمة بسند صحيح (2). {245}

وإنما ندم عمر رضى الله عنه على رجوعه لأنه خرج لأمر مهم من أمور المسلمين وقد كان يمكنه الإقامة بقرب مكان الطاعون إلى أن يرتفع ثم يدخله ويقضى ما جاء لأجله وبرجوعه قد فاتت هذه المهمة فندم لذلك.

(وقال) قوم: النهى عن دخول مكان الطاعون والخروج منه لضعيف الإيمان الذي ربما ظن أن هلاك القادم إنما حصل بقدومه وسلامة الفار لفراره أما قوى الإيمان فيجوز له الدخول في بلد الطاعون والخروج منه لأنه لا يتسرب إليه ذلك الظن (وقال) الخطابى: النهى عن الدخول في بلد الطاعون تأديب وتعليم. والنهى عن الخروج تفويض وتسليم. (قال) ابن مسعود: الطاعون فتنة على المقيم والفار. أما الفار فيقول فررت فنجوت. وأما المقيم فيقول أقمت فمت. وإنما فر من لم يأت أجله وأقام من حضر أجله (3). . (وهذا) إذا كان الخروج فرارا من الطاعون كما في حديث عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليها. وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا

(1) انظر ص 144 ج 10 فتح البارى (ما يذكر فى الطاعون)(وقائل) من القيلولة. (وتضور) التوى. و (سرغ) بفتح فسكون موضع بالشام

(2)

انظر ص 145 ج 10 فتح البارى: (ما يذكر فى الطاعون).

(3)

انظر ص 207 ج 14 نووى مسلم (الطاعون).

ص: 189

فرارا منه - يعنى الطاعون. أخرجه أحمد والشيخان وأبو داود (1). {246}

أما إذا كان الخروج لحاجة أخرى فلا يشمله النهى كمن تهيا للرحيل من مكان إلى آخر ولم يكن طاعون ثم وقع وهو مستعد للانتقال. أما من عرضت له حاجة فأراد الخروج إليها مع قصد الفرار من الطاعون ففيه خلاف. فمن منع نظر إلى قصد الفرار. ومن أجاز نظر إلى عروض الحاجة للخروج.

(فائدتان): (الأولى) حكمة النهى عن الدخول في مكان الطاعون ما فيه من الإلقاء بالنفس إلى التهلكة كم أراد دخول دار فرأى بها حريقا تعذر إطفاؤه فعدل عن دخولها لئلا يهلك. فيحتمل أن النهى سد لذريعة لئلا يعتقد من يدخل الرض آلتي بها الطاعون - أنه لو دخلها وطعن - العدوى المنهي عنه (وقيل) إنما نهى عن الانتقال إلى مكان الطاعون لأن الانتقال بغير المزاج ويضعف القوى فإذا ضعفت القوى وتغير المزاج كان تأثير الهواء الموبوء أسرع.

وأما النهى عن الخروج فرارا من الطاعون فلحكم (منها) أن مثل هذا الداء إذا وقع بأرض اضعف الأبدان وأثر فيها. وقد ثبت أن الانتقال يضعف الأبدان أيضا فتتفاقم البلية فلذا نهى عن الخروج (ومنها) أن الطاعون في الغالب يكون عاما فيعمم سببه من بالمكان فلا يفيده الفرار. لأن المفسدة إذا تعينت كان الفرار عبثا فلا يليق بالعاقل (ومنها) أن الأقوياء لو توافقوا على الخروج لضاع من عجز عنه بمرض أو غيره لفقد من يتعهده حيا وميتا. وفيه أيضا كسر قلوب الضعفاء (2).

(1) انظر ص 143 ج 10 فتح البارى (ما يذكر فى الطاعون) وص 210 ج 14 نووى (الطاعون) وص 234 ج 8 - المنهل العذب (الخروج من الطاعون).

(2)

انظر ص 147 ج 10 فتح البارى (الطاعون).

ص: 190

(الثانية) قد ورد في فضل الطاعون أحاديث آخر (منها) حديث آبى مسيب مولى رسول اله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتانى جبرائيل عليه السلام بالحمى والطاعون فأمسكت الحمى بالمدينة أرسلت الطاعون إلى الشام. فالطاعون شهادة لأمتي ورحمة لهم ورجس على الكافر " أخرجه أحمد بسند رجاله ثقات والطبرانى في الكبير (1). {247}

(وحديث) آبى قلابة أن الطاعون وقع الشام فقال عمرو بن العاص: إن هذا لرجز قد وقع فتفرقوا عنه في الشعاب والأدوية. فبلغ ذلك معاذا فلم يصدقه بالذي قال. فقال: بل هو شهادة ورحمة ودعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم اللهم أعط معاذا وأهله تصيبهم من رحمتك. قال أبو قلابة: فعرفت الشهادة وعرفت الرحمة ولم أدر ما دعوة نبيكم حتى أنبئت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا هو ذات ليلة يصلى إذ قال في دعائه ك فحمى إذا أو طاعونا. ثلاث مرات. فلما اصبح قال له إنسان من أهله: يا رسول الله، لقد سمعتك تدعو بدعاء. قال: وسمعته؟ قال: نعم. قال: إنى سالت ربى عز وجل ألا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها. فسالت الله ألا يسلط عليهم عدوا يبيدهم فأعطانيها. وسألته ألا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم باس بعض فأبى على. فقلت: حمى إذا أو طاعونا. حمى إذا أو طاعونا، يعنى ثلاث مرات. اخرجه أحمد وأبو قلابة لم يدرك معاذ بن جبل. (2){248}

(وحديث) عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون. قلت ك يا رسول الله، هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال:

(1) انظر ص 310 ج 2 مجمع الزوائد (الطاعون).

(2)

انظر ص 311 ج 2 مجمع الزوائد (الطاعون) والسنة بفتحتين القحط والشدة

ص: 191