الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال تعالى: " أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتاً {25} أَحْيَاء وَأَمْوَاتاً "(1) أي جامعة للأحياء على ظهرها بالمساكن، والأموات في بطنها بالقبور. وقال تعالى:" ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ "(2) أي أكرمه بدفنه.
(2) وقت الدفن:
ليس للدفن وقت محدود، بل يجوز في أي وقت ليلا أو نهارا بلا كراهة عند الأئمة الأربعة والجمهور (لقول) عمرو بن دينار: أخبرني جابر بن عبد الله أنه رأى ناس نارا في المقبرة فأتوها فإذا النبي صلى الله عليه وسلم في القبر وإذا هو يقول: ناولوني صاحبكم فإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر " أخرجه أبو داود والبيهقى والحاكم بسند على شرط الشيخين (3). {639}
(وقالت) عائشة رضى الله عنها: " إن أبا بكر لم يتوف حتى أمسى من ليلة
= (وحاصل) القصة ما روى ابن عباس وابن مسعود قالا: كان لا يولد لآدم ولد إلا ولد معه جارية فكان يزوج غلام هذا البطن جارية البطن الآخر حتى ولد له ابنان: قابيل - وكان صاحب زرع - وهابيل - وكان صاحب ضرع - وكان قابيل أكبرهما وكانت له أخت أحسن من أخت هابيل. وهابيل طلب أن ينكح أخت قابيل فأبى عليه وقال هى أختى ولدت معى وهى أحسن من أختك وأنا أحق أن اتزوجها فامره أبوه أن يزوجها هابيل. وإنهما قربا قربنانا الى الله أيهما أحق بالجارية فقرب هابيل جذعة (ناقة لها رابع سنين) سمينة وقرب قابيل حزمة سنبل فوجد فيها سنبلة عظيمة ففركها فأكلها فنزلت النار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل فغضب وقال: لأقتلنك حتى لا تنكح أختى فقال هابيل: إنما يتقبل الله من المتقين .. أخرجه ابن جرير انظر ص 121 ج 6 تفسير الطبرى (وقال) عبد الله بن عمرو: أيم الله إن كان المقتول لأشد الرجلين ولكن منعه التحرج أن يبسط يده إلى أخته. انظر ص 120 منه
(1)
المرسلات: 25 و 26
(2)
عبس: 21
(3)
انظر ص 325 ج 8 - المنهل العذب المورود (الدفن بالليل وص 31 ج 4 بيهقى والمراد بالنار سراج منير فى المقبرة. و (الرجل) هو عبد الله ذو البجادين تثنية بجاد وهو كساء مخطط. والمراد (بالذكر) القرآن لقوله فى حديث ابن عباس: يرحمك الله إن كنت لأواها تلاء للقرآن. أخرجه الترمذى. انظر ص 157 ج 2 تحفة الأحوذى
الثلاثاء ودفن قبل أيصبح ". أخرجه البخاري (1). (وقال) ابن عباس: " مات إنسان كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فمات بالليل فدفنوه ليلا فلما أصبح أعلموه فقال: ما منعكم أن تعلموني؟ قالوا: كان الليل وكانت الظلمة فكرهنا أن نشق عليك. فأتى قبره فصلى عليه " أخرجه البخاري وابن ماجة (2). {640}
فقد اقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على الدفن ليلا، وإنما أنكر عليهم عدم إعلامه بموت الرجل. ولذا قال الجمهور: لا يكره الدفن ليلا.
(وقال) الحسن البصري وسعيد بن المسيب: يكره الدفن ليلا.
(وقال) ابن حزم: لا يجوز إلا لضرورة (لحديث) جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال: " توفى رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من بنى عذرة فقبر ليلا، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبر الرجل ليلا حتى يصلى عليه إلا أن يضطروا إلى ذلك ". أخرجه أحمد، ونحوه لمسلم وأبى داود (3).
(وعن) جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تضطروا ط. أخرجه ابن ماجة (4). {642}
(وأجاب) الجمهور بأن النهى عن الدفن ليلا يحتمل: (أ) أن يكون لرغبة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة على كل ميت. ومن قبر ليلا قد
(1) هو بعض حديث تقدم تاما رقم 454 ص 333 (تجنب المغالاة فى الكفن).
(2)
انظر ص 75 ج 3 فتح البارى (الإذن بالجنازة) وص 240 ج 1 - ابن ماجه (الصلاة على القبر).
(3)
انظر ص 67 ج 8 - الفتح البارى (الدفن ليلا) وص 10 ج 7 نووى (تسجية الميت وتحسين كفنه) وص 307 ج 8 - المنهل العذب المورود (الكفن) (ويصلى عليه 9 مبنى للمفعول يعنى أن الدفن نهارا يحضره كثير من الناس فيصلون عليه بخلاف الدفن ليلا ويصح كسر اللام مبنيا للفاعل والمعنى حتى يصلى عليه النبى صلى الله عليه وسلم لأنه كان حريصا على ذلك
(4)
انظر ص 239 ج 1 - ابن ماجه (الأوقات التى لا يصلى فها على الميت ولا يدفن)