الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غده كغدة البعير. المقيم بها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف. أخرجه أحمد والطبرانى في الأوسط (1). {249}
(د) ما يطلب للمريض والمحتضر
يتعلق بالمريض أربعة فروع (1) يستحب لأهل المريض ومن يخدمه الرفق به واحتمالهم الصبر على ما يشق من أمره. وكذا من قرب موته بسبب حد أو قصاص ونحوهما. ويستحب للأجنبي أن يوصيهم بذلك (لحديث) عمران بن حصين أن امرأة من جهينة أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهى حبلى من الزنا فقالت: يا رسول الله، أصبت حدا فأقمه على. فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليها فقال: أحسن إليها فإذا وضعت فأتني بها. ففعل فامر بها النبي صلى الله عليه وسلمفشدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت. ثم صلى عليها. أخرجه مسلم والأربعة (2). {250}
(2)
ينبغي ألا يكره المريض على تناول الدواء وغيره من الطعام (لحديث) عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب فإن الله يطعمهم ويسقيهم. اخرجه ابن ماجه والحاكم والطبرانى والبيهقى والترمذى بسند رجاله ثقات وحسنه الترمذى (ورد) بأن في مسنده بكر بن يونس وهو ضعيف (3). {251}
(1) انظر ص 314 ج 2 مجمع الزوائد (فى الطاعون والثابت فيه والفار منه)
(2)
انظر ص 204 ج 11 نووى (حد الزنا) وص 259 ج 4 عون المعبود (المرأة التى امر النبى صلى الله عليه وسلم برجمها) وص 325 ج 2 تحفة الأحوذى وص 61 ج 2 - ابن ماجه (الرجم).
(3)
انظر ص 178 ج 2 - ابن ماجه (لا تكرهوا المريض على الطعام) و (يطعمهم ويسقيهم) أى يمدهم بما يقع موقع الطعام والشراب أو يرزقهم صبرا على الم الجوع والعطش فإن الحياة كالقوة حقيقة من الله تعالى لا من الطعام والشراب ولا من جهة الصحة (وقال) القاضى عياض أى يحفظ قواهم ويمدهم بما يفيد فائدة الطعام والشراب فى حفظ الروح وتقويم البدن (ونظيره) ما فى حديث ابن عمر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إنى لست مثلكم إنى أطعم وأسقى. اخرجه الشيخان وأبو داود (انظر ص 146 ج 4 فتح البارى)(الوصال) وإن كان ما بين الإطعامين والطعامين بونا بعيدا (وقيل) معناه أنه يظهر قلب المريض من ريب الذنب وإذا طهره من عليه باليقين فأشبعه وأراواه فذلك طعامه وسقياه. ألا ترى أنه يمكث اليام الكثيرة لا يذوق شيئا ومعه قوته ولو كان ذلك فى ايام الصحة لضعف وعجز عن مقاساته والصبر على الجوع (قال) الموفق ما أعظم فوائد هذه الحكمة النبوية وأجودها للأطباء وذلك أن المريض إذا عاف الطعام والشراب فذلك لاشتغال معدته بمجاهدة مادة المرض أو سقوط شهوته وكيفما كان فلا يجوز حينئذ إعطاؤه الغذاء فى هذه الحال (انظر ص 178 ج 2 سند ابن ماجه)
(3)
ينبغي للمريض أن يحرص على تحسين خلقه وأن يجتنب المخاصمة والمنازعة في أمور الدنيا وأن يستحضر أن هذا آخر أوقاته في دار الأعمال فيختمها بخير وأن يستحل زوجه وأولاده وسائر أهله وخدمة وجيرانه وأصدقاءه وكل من كانت بينه وبينه معاملة أو مصاحبة، وأن يرضيهم. وأن يتعاهد نفسه بقراءة القرآن والذكر وحكايات الصالحين وأحوالهم عند الموت وأن يحافظ على الصلوات واجتناب النجاسة وغيرها من وظائف الدين. وألا يقبل قول من يجد له عن ذلك فإن هذا مما يبتلى به وهذا المخذل هو الصديق الجاهل والعدو الخفى وأن يوصى أهله بالصبر وترك النوح عليه وترك ما جرت به العادة من البدع في الجنائز، وأن يتعهدوه بالدعاء له (1).
(4)
يستحب وعظ المريض بعد عاقيته وتذكيره الوفاء بما عاهد الله عليه
(1) انظر ص 118 ج 5 مجموع النووى (فروع خمسة)
من التوبة وغيرها من الخير وينبغي له المحافظة على ذلك. قال الله تعالى " وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً "(1)
والوفاء بالوعد من صفات المؤمنين المفلحين. قال الله تعالى فيهم " وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ "(2) هذا والمحتضر من حضرته الوفاة وقرب موته وقد دلت الأحاديث الصحيحة أنه كان صالحا ذكرا كان أم أنثى شاهد حال احتضاره ملائكة الرحمة ورأى مكانه من الجنة، وإن كان فاجرا تحضره ملائكة العذاب ويرى مكانه من النار (قال) عطاء بن السائب: سمعت عبد الرحمن بن آبى ليلى يقول: حدثني فلا بن فلان أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " فأكب القوم يبكون قال " ما يبكيكم؟ فقالوا إنا نكره الموت قال " ليس ذلك ولكنه إذا حضر " فأَمَّا إنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحُ وَرْيحاَنُ وَجَنَّةُ نَعيِم " فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله والله للقائه أحب " وَأمْا إنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذَّبِينَ الضَّالَّينَ فَنُزلُ مِنْ حَمِيمِ وتَصْلِيةُ جَحِيمِ " فإذا بشر بذلك يكره لقاء الله والله للقائه أكره " أخرجه أحمد والطبرانى بسند رجاله رجال الصحيحين (3).
{252}
(1) الاسراء: 34.
(2)
المؤمنون: 8
(3)
انظر ص 33 ج 7 - الفتح الربانى (ذكر الموت والاستعداد له) وص 320 ج 2 مجمع الزوائد (فيمن أحب لقاء الله) و (فلان) يريد اسم الصحابى وجهالته لا تضر (وحضر) بضم فكسر أى دنا موته. و (المقربين) هم الذين تحلوا بالأوامر والكمالات وتخلوا عن المحرمات والمكروهات وتركوا بعض المباحات (فروح) بفتح فسكون. أى راحة ورحمة وفرح (وريحان) بفتح فسكون. أى رزق فى الجنة (وجنة نعيم) أى فيها من أنواع النعيم مالا عين رأت وولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر والمعنى أن الملائكة تبشرهم بما ذكر عند الموت .. وأما إن كان المحتضر من المكذبين بالحق والبعث (الضالين) عن الهدى فهم اصحاب الشمال (فى) له (نزل) أى منزل (من حميم) وهو الماء الذى تناهت حرارته يصهر به ما فى بطونهم والجلود (وتصليه جحيم) معطوف على نزل أى أنه يصلى نارا حامية تغمره من جميع جهاته فوق ماذاقه من الم الحميم والبشرى تكون فى الخير حقيقة وفى الشر تهكما.
والمعنى أن حب الموت وكراهته إنما يكون عند النزع في حالة عدم قبول التوبة فإن كان إنسان يشاهد حينئذ ما هو صائر إليه وما أعد له من نعيم مقيم وعذاب اليم. فأهل السعادة والصلاح يحبون حينئذ الموت ولقاؤ الله لينتقلوا إلى ما أعد لهم ويرضى عنهم ربهم فيجزل لهم العطاء ويعمهم بالكرامة. وأهل الشقاء والمعاصي يكرهون الموت حينئذ لما رأوا من سوء المنقلب ويبعدهم الله عن رحمته ومحل كرامته. وليس المعنى أن سبب حب الله لقاء الصالحين حبهم ذلك. ولا أن سبب كراهته تعالى لقاء الطالحين كراهتهم لذلك. بل المراد رضاة تعالى عن الأولين وسخطه على الآخرين. ثم يتعلق بالمحتضر أربعة أمور:
(1)
يسن توجيهه إلى القبلة مضطجعا على شقه الأيمن (لحديث) أبى قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة سال عن البراء بن معرور فقالوا: توفى وأوصى بثلث ماله لك. وأن يوجه للقبلة لما احتضر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أصاب الفطرة وقد رددت ثلث ماله على ولده. ثم ذهب فصلى عليه وقال: اللهم اغفر له وارحمه وأدخله وقد فعلت. أخرجه البيهقى والحاكم وقال صحيح (1). {253}
(وعن) سلمى أم آبى رافع أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم عند موتها استقبلت القبلة ثم توسدت يمينها. أخرجه أحمد (2){254}
(1) انظر ص 384 ج 3 سنن البيهقى (ما يستحب من توجهه نحو القبلة)(وقد فعلت) بتاء الخطاب لله تعالى إخبارا من النبى صلى الله عليه وسلم أنه استجاب دعاء المبراء ويحتمل أنه مبنى للمفعول أى نفذت وصيته.
(2)
انظر ص 67 ج 7 - الفتح الربانى (الشرح).
(لهذا) قال الحنفيون ومالك والجمهور: يسن إضجاع المحتضر على جنبه الأيمن مستقبل القبلة كالموضوع في اللحد. وهو الصحيح عند السادي. فإن لم يمكن لضيق المكان ونحوه، أضجع على جنبه الأيسر مستقبل القبلي. فإن لم يمكن فعلى قفاه وجعلت رجلاه إلى القبلة.
وعن السادي: أنه يوضع المحتضر على قفاه إلى القبلة ويرفع رأسه قليلا ليصير وجهه إلى القبلة وعليه عمل الناس والأولى القول الأول.
(2)
تلقين المحتضر: يسن تذكير من حضرته الوفاة كلمة التوحيد أو الشهادة من غير أمر بأن يقال أمامه: لا اله إلا الله محمد رسول الله لتكون آخر كلامه من الدنيا فينجو من النار (روى) كثير بن مرة عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان آخر كلامه لا اله إلا الله دخل الجنة. أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم وقال صحيح الإسناد (ورد) بان في سنده صالح ابن آبى عريب وفيه مقال (1). {255}
لكن يقويه حديث عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من مات ويعلم أن لا اله إلا الله دخل الجنة. اخرجه أحمد ومسلم (2). {256}
(وحديث) زاذان آبى عمر قال: حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من لقن عند الموت لا اله إلا الله دخل الجنة. اخرجه أحمد بسند جيد (3). {257}
(1) انظر ص 56 ج 7 - الفتح الرابنى (ما جاء فى المحتضر) وص 251 ج 8 - المنهل العذب المورود (التلقين وفى رواية أحمد وجبت له الجنة. أى لابد من دخولها إما معجلا معافى. واما مؤخرا بعد عقابه.
(2)
انظر ص 52 ج 1 - الفتح الربانى (ما جاء فى نعيم الموحدين وثوابهم) وص 218 ج 7 نووى. (من مات على التوحيد دخل الجنة).
(3)
انظر ص 58 ج 7 - الفتح الربانى (ما جاء فى المحتضر).
(وحديث) ابن آبى طلحة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لقنوا موتاكم شهادة أن لا اله إلا الله. فمن قالها عند موته وجبت له الجنة قالوا: يا رسول الله فمن قالها في صحته؟ قال: تلك أوجب وأوجب ثم قال: والذي للنبي بيده لو جيء بالسموات والأرض ومن فيهن وما بينهن وما تحتهن فوضعن في كفه الميزان ووضعت شهادة أن لا اله إلا الله في الكفة الأخرى لرجحت بهن. أخرجه الطبرانى بسند رجاله ثقات إلا أن ابن آبى طلحة لم يسمع من ابن عباس (1){258}
(وحديث) آبى سعيد الخدرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لقنوا موتاكم قول لا اله إلا الله. أخرجه السبعة إلا البخاري (2){259}
والمراد من قرب موته (لما) في حديث آبى ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من عبد قال: لا اله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة. اخرجه مسلم (3){260}
يحتمل أن يكون هذا خاصا بمن كان آخر نطقه وخاتمه لفظه لا اله إلا الله وإن كان قبل ذلك مخلطا فيكون سببا لرحمة الله إياه ونجاته رأسا من النار وتحريمها عليه. بخلاف من لم يكن ذلك آخر كلامه من الموحدين المخلصين (4)
(وهذا) التلقين سنة عند الجمهور (وقال) جماعة بوجوبه لظاهر الأمر. يلفن لا اله إلا الله بلا إكثار ولا موالاة لئلا يضجر لضيق حالة وشدة كربه
(1)(انظر ص 323 ج 2 مجمع الزوائد 0 تلقين الميت).
(2)
انظر ص 54 ج 7 - الفتح الربانى (ما جاء فى المحتضر) وص 252 ج 8 - المنهل العذب المورود (التلقين) وص 219 ج 6 نووى (الجنائز) وص 127 ج 2 تحفة الآحوزى (ما جاء فى تلقين المريض 9 وص 228 ج 1 - ابن ماجه (ما جاء فى تلقين الميت لا اله الا الله)
(3)
انظر ص 94 ج 2 نووى (من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة).
(4)
انظر ص 220 ج 1 نووى مسلم (من مات على التوحيد دخل الجنة).
فيكره ذلك بقلبه أو يتكلم بما لا يليق. وإذا قالها مرة لا يكرر عليه إلا أن يتكلم بكلان آخر فيعاد التلقين ليكون آخر كلامه. وقيل يكرها ثلاثا بلا زيادة (وقال) جماعة: يلقن الشهادتين: لا اله إلا الله محمد رسول الله. لأن المقصود تذكر التوحيد. وذلك يتوقف على الشهادتين وللجمهور أنه موحد ويلزم قول لا اله إلا الله الاعتراف بالشهادة الأخرى. فينبغي الاختصار على لا اله إلا الله، لظاهر الحديث. وأن لا يلح في ذلك ولا يقول له: قل لا اله إلا الله خشية أن يضجر فيقول: لا أقول ولكن يقولها أمامه معرضا له ليفطن فيقولها وينبغي ألا يلقنه من يتهمه لكونه وارثا أو عدوا أو حاسدا أو نحوهم (1).
(فائدة) هذا التلقين خاص بالمسلم أما الكافر المحتضر فيعرض عليه الإسلام (لحديث) أنس أن غلاما يهوديا كان يضع كي صلى الله عليه وسلم: يا فلان، قل لا اله إلا الله، فنظر إلى أبيه فسكت أبوه. فأعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى أبيه فقال أبوه: أطع ابا القاسم فقال الغلام: اشهد أن لا اله إلا الله وأنك رسول اله فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد لله الذي أخرجه بى من النار. أخرجه أحمد بسند جيد (2). {261}
(1) انظر ص 115 ج 5 مجموع النووى.
(2)
انظر ص 57 ج 7 - الفتح الربانى (ما جاء فى المحتضر) والغلام فى الأصل الولد الصغير ويطلق على الرجل مجازا باعتبار ما كان وهو المراد هنا لقوله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذى أخرجه بى من النار فلو كان صغيرا ما قال ذلك، لأن الصغير رفع عنه القلم ويحتمل أن يراد به الصغير. أو اختاره جماعة منهم الحافظ ابن حجر واستدلوا بالحديث على صحة إسلام الصبى الذى يعقل الإسلام وعلى أنه يعذب إذا عقل الكفر ومات عليه
(وقال) صفوان بن عسال المرادى: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على غلام من اليهود وهو مريض فقال: أتشهد أن لا اله إلا الله؟ قال: نعم. قال: أتشهد أن محمدا رسول الله؟ قال: نعم. ثم قبض فوليه النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون فغسلوه ودفنوه أخرجه الطبرانى في الكبير بسند حسن (1). {262}
(3)
يستحب حضور الصالحين ومن ترجى بركتهم عند المحتضر والدعاء له بالمغفرة والتخفيف عنه (لحديث) ابن عباس رضى الله عنهما قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض بناته وهى تجود بنفسها فوقع عليها فلم يرفع رأسه حتى قبضت قال فرفع رأسه وقال: الحمد لله المؤمن بخير تنزع نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله عز وجل أخرجه أحمد والنسائي بسند جيد (2). {263}
(ولحديث) آبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كنا نؤذنه لمن حضر من موتانا فيأتيه قبل أن يموت فيحضره ويستغفر له وينتظر موته. قال: فكان ذلك ربما حبسه الحبس الطويل فشق عليه. قال: فقلنا ارفق برسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يؤذنه بالميت حتى يموت. قال: فكنا إذا مات منا الميت آذناه به فجاء في أهله فاستغفر له وصلى عليه. ثم إن بدا له أن يشهده انتظر شهوده وإن بدا له أن
(1) انظر ص 323 ج 2 مجمع الزوائد (تلقين الميت).
(2)
انظر ص 59 ج 7 - الفتح الربانى (ما جاء فى المحتضر) و (تجود بنفسها أى تخرج روحها والظاهر أنها بنت إحدى بنات النبى صلى الله عليه وسلم ففى رواية النسائى عن ابن عباس قال: لما حضرت بنت لرسول الله صلى الله عليه وسلم صغيرة فأخذها فضمها إلى صدره ثم وضع يدع عليها فقضت وهى بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحديث) ومعلوم أن بناته صلى الله عليه وسلم من صلبه توفن وهن متزوجات. و (يحمد الله) أى على خروجه من الدنيا وهى سجن المؤمن لاسيما إذا بشر بما أعده الله له من النعيم ورأى منزلته فى الجنة.
ينصرف انصرف. قال: فكنا على ذلك طبقة أخرى. قال: فقلنا ارفق برسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم أن نحمل موتانا إلى بيته ولا نشخصه ولا نعنيه. قال: ففعلنا ذلك فكان الأمر. أخرجه أحمد بسند جيد (1){264}
(ولحديث) أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا حضرتم الميت أو المريض فقولوا خيرا. فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون. قالت: فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقلت: يا رسول الله، إن ابا سلمة قد مات. فقال: قولي: اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة.
قالت: فقلت فأعقبني الله عز وجل من هو خير لي منه محمدا صلى الله عليه وسلم اخرجه أحمد ومسلم والربعة والبيهقى وقال الترمذى حسن صحيح (2). {265}
(4)
قرا يس - يسن قراءة يس عند المحتضر ليخقق عنه بها (لحديث) معقل بن يسار رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يس قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله تعالى والدار الآخرة إلا غفر له واقرءوها على موتاكم. اخرجه أحمد وابن حبان والحاكم وصححاه والأربعة إلا الترمذى بسند حسن (3). {266}
(1) انظر ص 60 ج 7 - الفتح الربانى (ما جاء فى المحتضر) و (لا نشخصه) أى لا نكلفه الشخوص والحضور إلى أهل الميت فى منزلهم (ولا نعنيه) بشد النون الثانية أى لا ندخل عليه العنت والمشقة.
(2)
انظر ص 64 ج 7 - الفتح الربانى (قراءة يس عند المحتضر) وص 222 ج 6 نووى (ما يقال عند المريض والميت) وص 250 ج 8 - المنهل العذب المورود (ما يستحب أن يقال عند الميت) وص 228 ج 1 - ابن ماجه (ما يقال عند المريض اذا حضر) وص 127 ج 2 تحفة الأحوذى (ما جاء فى تلقين المريض عند الموت والدعاء له) وص 384 ج 3 بيهقى (ما يستحب من الكلام عنده)
(3)
انظر ص 63 ج 7 - الفتح الربانى (قراءة يس عند المحتضر) وص 257 ج 8 المنهل العذب (القراءة عند الميت) وص 228 ج 1 - ابن ماجه (فيما يقال عند المريض إذا حضر)(والحديث) أعله ابن القطان بالاضطراب وبأن فى سنده أبا عثمان سعد ابن عثمان السكنى عن أبيه وهما مجهولان. وقال الدار قطنى: وهذا حديث ضعيف الإسناد مجهول المتن. ولا يصح فى الباب حديث.
أراد بقوله موتاكم من حضرته المنية لا أن الميت يقرأ عليه. وعبر عن المحتضر بالميت مجازا، لأنه صار في حكم الأموات (ويؤيده) قول صفوان بن عمر الضبى: حدثني المشيخة أنهم حضروا غضيف بن الحارث الثمالى حين اشتد سوقه فقال: هل منكم أحد يقرا يس؟ فقرأها صالح بن شريح السكونى فلما بلغ أربعين منها قبض. قال: فكان المشيخة يقولون: إذا قرئت عند الميت خفف عنه بها. قال صفوان: وقرأها عيسى بن المعتمر عن ابن معبد. أخرجه أحمد وفى سنده مبهم (1). {267}
(وحديث) آبى الدرداء وأبى ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من ميت تقرأ عنده يس إلا هون الله عليه. اخرجه ابن أبى الدنيا والديلمى في مسند الفردوس (2). {268}
وحكمه قراءتها عند المحتضر أنها مشتملة على أصول العقائد فيتقوى بسماعها التصديق والإيمان وجميع المسائل المعنبرة من كيفية الدعوة وأحوال الأمم وإثبات القدر وأن أفعال العباد مستندة إلى الله تعالى وإثبات التوحيد ونفى التعدد
(1) انظر ص 62 ج 7 الفتح الربانى (قراءة يس عند المحتضر). (المشيخة) بفتح فسكون ففتح جمع شيخ وهو من تقدم فى السن. (والسوق) بفتح فسكون النزع كأن روحه تساق لتخرج من يدنه (فلما بلغ اربعين) أى اربعين آية من السورة وهى قوله تعالى: لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر " الاية.
(2)
انظر ص 258 ج 8 - المنهل العذب المورود (الشرح 9
وأمارات الساعة وبيان الإعادة والحشر والحساب والجزاء والمرجع. (1)
(وقال) الشعبي: كانت الأنصار يستحبون أن تقرأ عند الميت سورة البقرة وكانوا يستحبون أن يلقنوا العبد محاسن عمله عند موته لكي يحسن ظنه بربه (وقال) بعضهم: يحسن جمع أربعين حديثا في الرجاء تقرأ على المريض فيشتد حسن ظنه بالله. فإنه إذا امتزج خوف العبد بالرجاء عند الموت فهو محمود. (روى) أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال: كيف تجدك؟ قال: أرجو الله وأخاف ذنوبي. فقال صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجوه وأمنه مما يخاف. أخرجه ابن ماجه والترمذى بسند جيد (2). {269}
هذا وجملة ما يطلب للمحتضر: أنه يستحب أن بلى المريض أرفق أهله به وأعلمهم بسياسته وأتقاهم لربه، ليذكره الله تعالى والتوبة من المعاصي والخروج من المظالم والوصية. وإذا رآه منزولا به تعهد بل حلقه بتقطير ماء أو شراب فيه. ويندى شفتيه بقطنة. ويستقبل به القبلة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير المجالس ما استقبل به القبلة. أخرجه الطبرانى أني عن ابن عمر. (3){270}
(1) وقال المناوى: يس مشتملة على أحوال البعث والقيامة وأحوال الأمم وبيان خاتمهم وإثبات القدر وأن افعال العباد مستندة إليه تعالى، وإثبات التوحيد ونفى الضد والند، وأمارات الساعة وبيان الإعادة والحشر والحضور فى العرضات والحساب والجزاء والمرجع والمىل بعد الحساب وغير ذلك. فبقراءتها عنده يتجدد له ذكر تلك الأحوال ويتبه الى امهات اصول الدين ويتذكر ما اشرف عليه من أحوال البرزخ والقيامة (أنظر ص 67 ج 2 فيض القدير شرح الجامع الصغير).
(2)
انظر ص 293 ج 2 - ابن ماجه (ذكر الموت والاستعداد له) وص 128 ج 2 تحفة الأحوذى.
(3)
انظر ص 395 ج 1 كشف الخفاء رقم 1261 (والحديث) أخرجه ابو يعلى والطبرانى فى الأوسط عن ابى عمر بسند فيه حمزة متروك. ورواه ابن عدى والطبرانى فى الكبير عن ابن عباس بلفظ: إن لكل شئ شرفا وأن شرف المجالس ما استقبل به القبلة. وفيه أبو المقدام هشام بن زياد متروك. قال ابن حبان موضوع وتمامه بص 169 ج 1 كشف الخفاء رقم 505
ويلقنه قول لا اله إلا الله (قال) الحسن: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: آي الأعمال افضل؟ قال: أن تموت يوم تموت ولسانك رطب من ذكر الله. رواه سعيد بن منصور (1). {271}
ويكون ذلك في لطف ومداراه ولا يكرر عليه ولا يضجره إلا أن يتكلم أن فيعيد تلقينه لتكون لا اله إلا الله آخر كلامه (وروى) عن عبد الله بن المبارك أنه لما حضره الموت جعل رجل يلقنه لا اله إلا الله فأكثر عليه.
فقال له عبد الله: إذا قلت مرة فآنا على ذلك ما لم أتكلم (2)(وعن) معاذ بن جبل أنه لما حضرته الوفاة قال: أجلسوني فلما أجلسوه قال: لكمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أخبؤها ولولا ما حضرنى من الموت ما أخبرتكم بها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كان آخر قوله عند الموت لا اله أتخبؤها الله وحده لا شريك له، إلا هدمت ما كان قبلها من الخطايا والذنوب. فلقنوهم موتاكم. فقيل: يا رسول الله فكيف هي للأحياء؟ قال هي أهدم وأهدم. أخرجه سعيد بن منصور (3){272}
(قال) أحمد: ويقرءون عند المحتضر ليخفف عنه يقرءون يس وفاتحة الكتاب (4).
(1) انظر ص 304 ج 2 مغنى ابن قدامة (ما يستحب عند المريض والمحتضر).
(2)
انظر ص 128 ج 2 تحفة الأحوذى.
(3)
انظر ص 305 ج 2 مغنى ابن قدامة (ما يفعل عند المحتضر وبه)
(4)
انظر ص 305 ج 2 مغنى ابن قدامة (ما يفعل عند المحتضر وبه)