الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال: عندك ذريرة (1)؟ قلت نعم. قال ضعيها وقولي اللهم مصغر الكبير ومكبر الصغير صغر ما بى. ذكر هذه الروايات السفارينى (2){151}
(د) بعض الأدوية والأغذية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم
علمت الكثير من الطب المكارة ونذكر هنا خمسة وخمسين دواء مرتبة على حروف الهجاء:
(1)
إذخر: هو بكسر فسكون فكسر نبت بالحجاز طيب الرائحة وله منافع: بفتح السدد وأفواه العروق وبدر البول والحميص ويفتت الحصى ويحلل الأورام الصلبة في المعدة والكبد والكليتين شربا وضمادا. واصله يقوى عمود الأسنان والمعدة ويسكن الغثيان ويعقل البطن (3)
(2)
الأرز: بفتح فسكون هو الصنوبر وحبه حار رطب وفيه إنضاج وتليين وتحليل وهو عسر الهضم وفيه تغذية كثيرة وهو جيد للسعال ولتنقية رطوبات الرئة ويولد مغصا. وترياقه حب الرمان المز (4)
(3)
الأرز: بضم فسكون وهو أغذى الحبوب بعد الحفظة وأحمدها خلطا يشد البطن شدا ويقوى المعدة ويدبغها وله تأثير في خصب البدن وكثرة التغذية وتصفية اللون (5).
(1)(البثرة) بضم فسكون خراج صغير جمعها بثور وبثر كغرف. و (الذريرة) بفتح فكسر ويقال الذرور، نوع من الطيب ودواء هندى يتخذ من فتات قصب الطيب وهو حار يابس ينفع من ورم المعدة.
(2)
انظر ص 21 ج 2 غذاء الألباب (بط الجرح وقطع العضو خوف السريان)
(3)
انظر ص 157 ج 3 زاد المعاد
(4)
انظر ص 157 ج 3 زاد المعاد
(5)
انظر ص 157 ج 3 زاد المعاد
(4)
الباذنجان: وهو أبيض واسود والصحيح أنه حار وهو مولد للسوداء والبواسير والسدد والسرطان والجذام ويفسد اللون ويسوده ويضر بنتن الفم والأبيض منه المستطيل عار من ذلك (1)
(5)
البسر: بضم فسكون وهو من النخلة كالعنقود من العنب وهو حار يابس ويبسه أكثر من حره يجفف الرطوبة ويدبغ المعدة ويحبس البطن وينفع اللثة والفم وأنفعه ما كان هشا وحلوا وكثرة أكله وأكل البلح يحدث السدد في الأحشاء (2)
(6)
البصل: هو حار وفيه رطوبة فضلية ينفع من تغير المياه ويدفع ريح السموم وبفتق ويقوى المعدة ويهيج الباه ويحسن اللون ويقطع البلغم ويجلو المعدة وهو بالملح يقلع الثآليل (3) وإذا شمه من شرب دواء مسهلا منعه من القيء والغثيان وأذهب رائحة ذلك الدواء وإذا تسعط بمائه تقي الرأس ويقطر في الأذن لثقل السمع والطنين والقيح والماء الحادث في الأذنين وينفع من الماء النازل من العينين اكتحالا. يكتحل ببذرة مع العسل لبياض العين. والمطبوخ منه كثير الغذاء ينفع من اليرقان والسعال وخشونة الصدر ويدر البول ويلين الطبع وينفع ماؤه مع الملح من عضه الكلب غير الكلب. وإذا احتمل فتح أفواه البواسير.
(وأما) ضرره فإنه يورث الشقيقة ويصدع الرأس ويولد أرياحا وبظلم البصر وكثرة أكله تورث النسيان ويفسد العقل ويغير رائحة الفم والنكهة ويؤذى الجليس والملائكة وإمانته طبخا تذهب بهذه المضرات منه (4). (روى) معدان بن آبى طلحة اليعمرى أن عمر بن الخطاب قام يوم الجمعة خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " يأيها الناس إنكم تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين هذا الثوم
(1) انظر ص 159 ج 3 زاد المعاد
(2)
انظر ص 158 ج 3 منه.
(3)
(الثأليل) جمع ثؤلول بضم فسكون وهو بثر - بفتح فكسر - صغير صلب وهو الخراج الصغير.
(4)
انظر ص 151 ج 3 زاد المعاد.
وهذا البصل ولقد كنت أرى الرجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجد ريحه منه فيؤخذ بيده حتى يخرج بع إلى البقيع فمن كان آكلها لابد فليمتهما طبخا " أخرجه ابن ماجه (1). {152}
(وعن) معاوية بن قرة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن هاتين الشجرتين، وقال: من أكلهما فلا يقربن مسجدنا وقال: إن كنتم لابد آكلوها فاميتوهما طبخا قال يعنى البصل والثوم " أخرجه أبو داود وسكت عليه (2){153}
(7)
البطيخ: روى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل البطيخ بالرطب فيقول نكسر حر هذا ببرد هذا وبرد هذا بحر هذا " أخرجه النسائي والترمذى مختصرا وقال حسن غريب وأبو داود وهذا لفظه وأخرجه ابن ماجه مختصرا عن سهل بن سعد (3){154}
الباء في الحديث بمعنى مع، آي كان يأكل أحدهما مع الآخر ويقول: إن حر الرطب بكسر ببرد البطيخ. وقد تبين أنس كيفية أكل النبي صلى الله عليه وسلم لهما قال: " كان يأخذ الرطب بيمينه والبطيخ بيساره فيأكل الرطب بالبطيخ وكان أحب الفاكهة إليه " أخرجه أبو نعيم في الطب والطبرانى في الأوسط وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو متروك (4){155}
(1) انظر ص 169 ج 2 ابن ماجه (أكل الثوم والبصل).
(2)
انظر ص 425 ج 3 - عون المعبود (أكل الثوم).
(3)
انظر ص 56 ج 3 تحفة الأحوذى (أكل البطيخ بالرطب) وص 427 ج 3 عون المعبود (الجمع بين اللونين عند الأكل) وص 164 ج 2 - ابن ماجه (القثاء والرطب يجمعان).
(4)
انظر ص 455 ج 9 فتح البارى (جمع اللونين أو الطعامين بمرة) وص 38 ج 5 مجمع الزوائد (البطيخ والرطب)
(قال) ابن القيم: وفى البطيخ عدة أحاديث لا يصح منها شئ غير هذا الحديث يعنى حديث عائشة
(وعن) حميد عن أنس قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرطب والخربز " أخرجه النسائي بسند صحيح (1){156}
والجربز بكسر فسكون فكسر نوع من البطيخ الأصفر وفى هذا رد على من زعم أن المراد بالبطيخ في الحديث الأخضر. وعلل بأن في الأصفر حرارة كما في الرطب (والجواب) أن في الأصفر بالنسبة للرطب برودة وإن كان فيه لحلاوته طرف حرارة (2) وعليه فالمراد بالبطيخ ما يشمل الأخضر والأصفر وهو بارد رطب وفيه جلاء وهو أسرع انحدارا عن المعدة. وإذا كان آكله محرورا انتفع به جدا وإن كان مبرودا دفع ضرره بيسر من الزنجبيل ونحوه وينبغي أكله قبل الطعام فإنه يغسل البطن غسلا ويذهب بالداء أصلا ويتبع بالأكل (3)
(8)
البلح: (روى) هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كلوا البلح بالتمر كلوا الخلق بالجديد فإن الشيطان يغضب ويقول بقى ابن آدم حتى أكل الخلق بالجديد " أخرجه ابن ماجه والبراز وفيه أبو زكريا يحيى بن محمد ضعفه ابن معين وغيره وقال ابن عدى أحاديثه مستقيمة سوى أربعة أحاديث عد هذا منها وقال النسائي: حديث منكر (4){157}
(1) انظر 157 ج 3 زاد المعاد. وص 455 ج 9 فتح البارى
(2)
انظر ص 455 ج 9 فتح البارى (جمع اللونين أو الطعامين بمرة) وص 38 ج 5 مجمع الزوائد (البطيخ والرطب)
(3)
انظر ص 157 ج 3 زاد المعاد
(4)
انظر ص 164 ج 2 - ابن ماجه (أكل البلح بالتمر) والخلق بفتحتين القديم والحديث المنكر ما رواه الضعيف مخالفا للثقات أو ما تفرد به الضعيف.
(والباء) بمعنى مع، آي كلوا هذا مع هذا. وإنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأكل البلح مع التمر ولم يأمر بأكل اليسر مع التمر لأن البلح بارد يابس والتمر حار رطب ففي كل منهما إصلاح للآخر وليس كذلك ولا ينبغي من جهة الطب الجمع بين حارين أو باردين (وفى الحديث) دليل على الجواز صناعة الطب وعلى مراعاة التدبير الذي يلزم في دفع كيفيات الأغذية والأدوية ويبوسة وهو ينفع الفم واللثة والمعدة ورديء للصدر والرئة بالخشونة آلتي فيه بطئ في المعدة يسير التغذية وهو للنخلة كالحصرم لشجرة العنب وهما يولدان رياحا ونفخا ولا سيما إذا شرب عليهما الماء. ويدفع ضررهما بالتمر أو بالعسل والزبد (1).
(9)
البيض: بيض الدجاج أفضل من غيره والحديث افضل من العتيق وهو معتدل يميل إلى البرودة قليلا. (ومه)(2) حار رطب يولد دما صحيحا محمودا ويغذى غذاء يسيرا وهو مسكن للألم مملس للحلق وقصبة الرئة نافع للحلق والسعال وحروق الرئة والكلى والمثانة مذهب للخشونة لاسيما إذا أخذ بدهن اللوز والحلو ومنضج لما في الصدر ملين له سهل لخشونة الحلق (وبياضه) إذا قطر في العين الورامة ورما حارا برده وسكن الوجع وإذا لطخ به حرق النار لم يدعه ينتفط. وإذا لطخ به الوجع منع الاحتراق العارض من الشمس وهو وإن لم يكن من الأدوية المطلقة فإن له مدخلا في تقوية القلب جدا وهو أوفق ما يتلافى به عادية الأمراض المحللة لجوهر الروح (3)
(1) انظر ص 157 زاد المعاد
(2)
(المح) بالضم خالص كل شئ وصفره البيض كالمحة.
(3)
انظر ص 158 زاد المعاد
(10)
التمر: ما جف من ثمر النخل وهو فاكهة وغذاء ودواء وحلوى وهو من أهم أقوات العرب (روى) هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بيت لا تمر فيه جياع أهله " أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجه والترمذى وقال حسن غريب (1){158}
كان التمر قوتهم فإذا خلا منه البيت جاه أهله (وفى الحديث) بيان فضيلة التمر وجواز الادخار للعيال والحث عليه. وفيه حث على القناعة في بلاد كثر فيها التمر والمعنى أن من قنع به لا يجوع (وثبت) أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل التمر بالزبد وأكله بالخبز وأكله مفردا (روى) سليم بن عامر عن أبني بسر السلميين قالا: " دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقدمنا له زبدا وتمرا وكان يحب الزبد والتمر " أخرجه أبو داود وابن ماجه (2){159}
(وقال) عبد الله بن سلام: " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ كسرة من خبز شعير ثم أخذ تمرة فوضعها عليها ثم قال هذه إدام هذه " أخرجه أبو يعلى وفيه يحيى بن العلا وهو ضعيف. وأخرجه أبو داود عن يوسف بن عبد الله بن سلام ولم يقل مرسلا. فدل على أن له رواية على أن مرسل الصحابي حجة إجماعا وليس في سند أبى داود يحيى بن العلا (3){160}
(وقال) زيد بن ثابت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الخبز
(1) انظر ص 230 ج 13 نووى (ادخار التمر) وص 426 ج 3 عون المعبود (التمر) وص 164 ج 2 - ابن ماجه (التمر) وص 85 ج 3 تحفة الأحوذى (استحباب التمر)
(2)
انظر ص 428 ج 3 عون المعبود (الجمع بين الونين عند الأكل) وص 165 ج 2 - ابن ماجه (التمر بالزبد) " وابنا يسر هما عطية وعبد الله (والزبد) بضم فسكون ما يستخرج بالمخض من لبن البقر والغنم. وما يستخرج من لبن الإبل يسمى جنابا
(3)
انظر ص 40 ج 5 مجمع الزوائد (أكل الخبز بالتمر) وص 426 ج 3 عون المعبود (التمر).
بالتمر ويقول هذا إدام هذا " أخرجه الطبرانى في الصغير وفيه محمد بن كثير ابن مروان وهو ضعيف (1){161}
لما كان التمر طعاما مستقلا لم يعرف أنه إدام أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه من الإدام.
(هذا) والتمر مقو للكبد ملين للطبع يزيد في الباه ولا سيما مع حب الصنوبر ويبرئ من خشونة الحلق ومن لم يعتده كأهل البلاد الباردة يورث لهم السدد ويؤذى السنان ويهيج الصداع ويدفع ضرره باللوز والخشخاش وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن وأكله على الريق يقتل الدود فإنه مع حرارته فيه قوة ترباقية فإذا أديم استعماله على الريق خفف مادة الدود وأضعفه وقلله أو قتله (2).
(11)
التين: لم يكن التين بأرض الحجاز وقد اقسم الله به في القرآن. والصحيح أن المقسم به هو التين المعروف وهو حار رطب او يابس وأجوده الأبيض الناضج القشر يجلو رمل الكلى والمانة وهو أغذى من جميع الفواكه وينفع خشونة الحلق والصدر وقصبة الرئة ويغسل الكبد والطحال وينفى الخلط البلغمى من المعدة ويغذو البدن غذاء جيدا إلا أنه يولد القمل إذا أكثر منه جدا ويابسه ينفع العصب وهو مع الجوز واللوز مجمود ومن منافعه أنه يسكن العطش الناشئ عن البلغم المالح وينفع السعال المزمن ويدر البول ويفتح سدد الكبد والطحال وأكله على الريق ينقح مجارى الغذاء وأكله مع الأغذية الغليظة رديء جدا.
والتوت البيض قريب منه لكنه أقل تغذية وأضر بالمعدة (3).
(1) انظر ص 40 ج 5 مجمع الزوائد (أكل الخبز بالتمر)
(2)
انظر ص 159 ج 3 زاد المعاد (والخشخاش) بفتح فسكون نبات معروف
(3)
انظر ص 159 ج 3 زاد المعاد (والخشخاش) بفتح فسكون نبات معروف
(12)
الثريد: وهو مركب من خبز ولحم. فالخبز أفضل الأقوات واللحم سيد الإدام فإذا اجتمعا ففيهما الكفاية. واختلف أيهما أفضل والصواب أن الحاجة إلى الخبز أكثر واللحم أجل وأفضل وهو طعام أهل الجنة قال الله تعالى لمن طلب البقل والقثاء والفوم والعدس والبصل" أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ"(1)
وكثير من السلف على أن الفوم الحنطة. وعليه فالآية نص على أن اللحم خير من الحنطة (2).
(13)
الثلج: (روى) أبو هريرة حديثا في دعاء الاستفتاح، فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" اللهم اغسلنى بالثلج والماء والبرد " أخرجه السبعة إلا الترمذى (3). {162}
(دل الحديث) على أن الداء يداوى بضده فإن في الخطايا من الحرارة والحريق ما يضاده الثلج والبرد والماء البارد. ولا يقال إن الماء الحار ابلغ في إزالة الوسخ لأن في الماء البارد من تصلب الجسم وتقويته ما ليس في الحار. والخطايا توجب أثرين: التدنيس والإرخاء فالمطلوب تداويها بما ينظف القلب ويصلبه. فذكر الماء البارد والثلج والبرد إشارة إلى هذين الأمرين (وبعد) فالثلج بارد على الأصح فإنه يتولد في الفواكه الباردة وفى الخل وأما تعطيشة فنهييجه الحرارة لا لحرراته في نفسه وهو يضر المعدة والعصب وإذا كان وجع الأسنان من حرارة مفرطة سكنها (4)
(1) يشير الى الآية (واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير) 61 البقرة.
(2)
انظر ص 60 ج 3 زاد المعاد.
(3)
انظر ص 156 ج 3 فتح البارى (ما يقول بعد التكبير) وص 96 ج 5 نووى (ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة) وص 193 ج 5 - المنهل العذب (السكتة عند الافتتاح).
(4)
انظر ص 159 و 160 ج 3 زاد المعاد
(14)
الثوم: هو بضم فسكون قريب من البصل (روى) شريك بن حنبل عن على رضى الله عنه قال: نهى عن أكل الثوم إلا مطبوخا. أخرجه أبو داود والترمذى وقال: ليس إسناده بذاك القوى. فإن فيه أبا إسحاق السبيعى مدلس اختلط أخيرا (1). {163}
(والثوم) حار يابس يسخن ويجفف بالغا وهو نافع للمبرودين ولمن مزاجه بلغمى ولمن أشرف على الوقوع في الفالج ومفتح للسدد ومحلل للرياح الغليظة هاضم للطعام قاطع للعطش مطلق للبطن مدر للبول، يقوم في لسع الهوام وجميع الأورام الباردة مقام الترياق. وإذا دق وعمل منه ضماد على نهش الحيات أو لسع العقارب نفعها وجذب السموم منها ويسخن البدن ويزيد في حرارته ويقطع البلغم ويحلل النفخ ويصفى الحلق ويحفظ صحة أكثر الأبدان وينفع من تغير المياه والسعال المزمن ويؤكل نيئا ومطبوخا ومشويا وينفع من وجع الصدر من البرد ويخرج العلق من الحلق وإذا دق مع الخل والملح والعسل ثم وضع على الضرس المتآكل فتته وأسقطه وعلى الضرس الوجع سكن وجعه، وإن دق منه مقدار درهمين وأخذ مع ماء العسل أخرج البلغم والدود، وإذا طلى العسل نفع من البهق
(ومن مضارة) أنه يصدع ويضر الدماغ والعينين ويضعف البصر والباه ويهيج الصفراء ويجفف رائحة الفم. ويذهب رائحة الثوم أن يمضغ عليه ورق السذاب (2).
(1) انظر ص 425 ج 3 عون المعبود وص 84 ج 3 تحفة الأحوذى (أكل الثوم وتهى بصيغة المجهول أى نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن أكله الا مطبوخا
(2)
الذاب بفتح السين بقل معروف
(15)
الجبن: هو بضم فسكون وبضمتين ما يتخذ من اللبن جامدا (روى) الشعبي عن ابن عمر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجبنة في تبوك فدعا بسكين فسمى وقطع. أخرجه أبو داود، وفيه إبراهيم بن عيينة. قال أبو داود: صالح وقال أبو حاتم الرازى: شيخ يأتي بالمناكير (1){164}
(والرطب) من الجبن غير المملوح جيد للمعدة هين السلوك في الأمعاء يلين البطن تليينا معتدلا. والمملوح اقل غذاء من الرطب وهو رديء للمعدة مؤذ للأمعاء والعتيق يعقل البطن وكذا المشوى وينفع القروح ويمنع الإسهال وهو بارد رطب فإن استعمل مشويا كان أصلح لمزاجه فإن النار تصلحه وتعدله وتلطف جوهره وتطيب طعمه ورائحته والعتيق المالح حار يابس والملح منه يهزل ويولد حصاة الكلى والمثانة وهو رديء للمعدة (2).
(16)
الجمار: هو بضم فشد كرمان قلب النخلة وهو بارد يابس ينفع من نفث الدم واستطلاق البطن وغلبة المرة الصفراء وثائرة الدم ويغذو غذاء يسيرا وهو بطئ الهضم وشجرته كلها منافع ولذا مثلها النبي صلى الله عليه وسلم بالرجل المسلم لكثرة خيره ومنافعه (3).
(17)
الحرير: (قال) أنس رضى الله عنه: رخص النبي صلى الله عليه وسلم للزبير وعبد الرحمن بن عوف في لبس الحرير لحكة بهما. أخرجه أحمد والشيخان وكذا الترمذى بلفظ: إن عبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام شكيا القمل
(1) انظر ص 424 ج 3 عون المعبود (أكل الجبن)
(2)
انظر ص 160 ج 3 زاد المعاد
(3)
انظر ص 160 ج 3 زاد المعاد
إلى النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة لهما فرخص لهما في قمص الحرير وقال: حسن صحيح (1). {165}
(دل) الحديث على أن الحرير ينفع للحكة والقمل والجرب ونحوها. وهو كثر المنافع يقوى القلب وينفع من كثير من أمراضه ومن غلبة المرة السوداء والأدواء الناشئة عنها ويقوى البصر إذا اكتحل به. والخام منه حار يابس أو رطب أو معتدل فملبوسه معتدل الحرارة قال الرازى: الإريسم (الحرير) اسخن من الكتان وأبرد من القطن وأقل حرارة منه ولذا صار نافعا من الحكة فإنها لا تكون إلا عن حرارة ويبس وخشونة فلذلك رخص النبي صلى الله عليه وسلم في لباسه لمداواة الحكة، وثيابه ابعد عن تولد القمل فيها فإن مزاجها مخالف لمزاج ما يتولبد منه القمل (2)
(18)
الحلبة: (قال) ابن القيم: يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عاد سعد بن آبى وقاص بمكة فقال: " ادعوا له طبيبا فدعى الحارث بن كلدة فنظر إليه فقال: ليس عليه بأس فاتخذوا له فريقه وهى الحلبة مع تمر عجوة رطبة يطبخان فيحساهما ففعل ذلك فبرئ (والحلبة) حارة يابسة وإذا طبخت بالماء لينت الحلق والصدر والبطن وتسكن السعال والخشونة والربو وعسر النفس وتزيد في الباه وهى جيدة للريح والبلغم والبواسير وتنفع من أمراض الرئة وتستعمل لهذه الأدواء
(1) انظر ص 52 ج 14 نووى مسلم (اباحة لبس الحرير لحكة) وص 229 ج 10 فتح البارى (ما يرخص للرجال من الحرير للحكة) وص 40 ج 3 تحفة الأحوذى (لبس الحرير فى الحرب). (والحكة) بكسر فشد، نوع من الجرب وذكرت مثالا لاقيدا (وفى الحديث) دليل لجواز لبس الحرير للرجال للضرورة، وتقدم بيانه بصفحة 136 ج 6 دين خالص طبعة ثانية (لبس الحرير لضرورة).
(2)
انظر ص 88 ج 3 زاد المعاد (علاج الجسم وما يولد القمل).
مع السمن والفانيذ (1) و (دقيقها) إذا خلط بالنظرون والخل وضمد به حلل ورم الطحال وقد تجلس المرأة في الماء الذي طبخت فيه الحلبة فتنتفع به من وجع الرحم العارض من ورم فيه. وإذا شرب ماؤها نفع من المغص العارض من الرياح.
وإذا أكلت مطبوخة بالتمر أو العسل أو التين على الريق حللت البلغم اللزج العارض في الصدر والمعدة ونفعت من السعال المتطاول منه وهى نافعة من الحصر مطلقة المبطن. ومنافعها كثيرة قال بعض الأطباء: لو علم الناس منافعها لاشتروها مطلقة للبطن. ومنافعها كثيرة قال بعض الأطباء: لو علم الناس منافعها لاشتروها بوزنها ذهبا (2)
(19)
الخبز: (روى) ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " وددت لو أن عندنا خبزة بيضاء من يره سمراء ملبقة بسمن ولبن نأكلها فسمع بذلك رجل من الأنصار فجاء به إليه صلى الله عليه وسلم في آي شئ كان هذا السمن؟ قال في عكة ضب فأبى أن يأكله " أخرجه ابن ماجه وأبو داود وقال: هذا حديث منكر (3).
هذا وأحمد الخبز أجوده اختمارا وعجنا وأجوده ما اتخذ من الحنطة الحديثة
(1) الفانيذ نوع من الحلوى يعمل من النشا والسكر معرب يانيذ
(2)
انظر ص 162 ج 3 زاد المعاد
(3)
انظر ص 166 ج 2 - ابن ماجه (الخبز الملبق بالسمن) وص 423 ج 3 عون المعبود (الجمع بين لونين من الطعام). و (برة سوداء) اى حنطة فيها سواد خفى وقيل السمراء بيان لبرة. و (ملبقة) بشد الباء الموحدة المفتوحة أى مخلوطة خلطا شديدا بسمن ولبن. و (العكة) بالضم آنية السمن. والمعنى أنه كان فى وعاء من جلد ضب (فابى أن يأكله) لنفرة طبعة صلى الله عليه وسلم عن الضب لا لنجاسة جلده وإلا لأمره بطرحه ونهاه عن تناوله. (والمنكر 9 ما رواه من فحش غلطة أو كثرت غفلته أو ظهر فسقه وكان منكرا لأنه مخالف لما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم من الزهد والرغبة عن الدنيا ولذاتها. كيف وقد أخرج مخرج التمنى.
وأكثر أنواعه تغذية خبز السميد (1) وهو أبطؤها هضما لقلة نخالته. واحمد أوقات أكله آخر اليوم الذي خبز فيه. واللين منه أكثر تليينا وغذاء وترطيبا أسرع انحدارا. واليابس بخلافه. وخبز البر حار قريب من الاعتدال في الرطوبة واليبوسة. واليبس يغلب على ما جففته النار منه. والرطوبة على ضده. وخبز القطائف يولد خلطا عظيما. والفتيت بطئ الهضم والمعمول باللبن مسدد كثير الغذاء بطئ الانحدار. وخبز الشعير بارد يابس وهو اقل غذاء من خبزا الحنطة (2).
(20)
الخل: (روى) جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم سال أهله الأدم فقالوا: ما عندنا إلا خل فجعل يأكل به ويقوم نعم الأدم الخل نعم الأدم الخل. أخرجه مسلم وكذا ابن ماجه مختصرا (3){167}
(دل) الحديث على فضيلة أخل وأنه أدم فاضل جيد. قال محمد بن زاذان: حدثتنى أم سعد قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة وأنا عندها فقال: " هل من غذاء؟ قالت عندنا خبز وتمر وخل فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم الإدام الخل اللهم بارك في الخل فإنه إدام الأنبياء قبلي ولم يفتقر بيت فيه خل " أخرجه ابن ماجه (4){168}
(والغرض) من الحديث بيان أن الخل صالح لأن يؤدم به. وهو إدام حسن. ولم يرد ترجيحه على غيره من اللبن واللحم والعسل والمرق (هذا)
(1) السميد، على وزن فعيل بالدال المهملة وبالمعجمة افصح وهو لباب الدقيق
(2)
انظر ص 163 ج 3 زاد المعاد
(3)
انظر ص 6 ج 14 نووى (فضيلة الخل) وص 163 ج 2 (الائتدام بالخل). والأدم بضمتين جمع ادام بكسر الهمزة ما يؤتدم به.
(4)
انظر ص 163 ج 2 - ابن ماجه
والخل يابس تغلب عليه البرودة وهو قوى مجفف يمنع من أنصباب المواد ويلطف الطبيعة. وخل الخمر ينفع المعدة الملتهبة ويقمع الصفراء ويدفع ضرر الأدوية القتالة ويحلل اللبن والدم إذا جمدا في الجوف وينفع الطحال ويدبغ المعدة ويعقل البطن ويقطع العطش ويمنع الورم أن يحدث ويعين على الهضم ويضاد البلغم ويلطف الأغذية الغليظة ويرق الدم وإذا شرب بالملح نفع من أكل الفطر القتال (1) وإذا احتسى قطع العلق المتعلق بأصل الحنك وإذا تمضمض به مسخنا نفع من وجع الأسنان وقوى اللثة وهو مشه للكل مطيب للمعدة صالح للشباب وفى الصيف لسكان البلاد الحارة (2).
(21)
الخلال: هو ككتاب العود يحلل به الأسنان. وهو نافع اللثة والأسنان حافظ لصحتها نافع من تغير النكهة. وأجوده ما اتخذ من عيدان الأخلة وخشب الزيتون والتخلل بالقصب والآس والريحان مضر (3).
(22)
الدهن: هو بضم فسكون ما يدهن به من زيت ونحوه (قال) أنس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب زيات. أخرجه الترمذى في الشمائل (4). {169}
(وعن) زيد بن اسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة "
(1)(الفطر) بضم فسكون أو بضمتين نوع من الكمأة قتال.
(2)
انظر ص 163 ج 3 زاد المعاد
(3)
انظر ص 164 ج 3 زاد المعاد
(4)
انظر ص 44 - الشمائل (ترجل النبى صلى الله عليه وسلم والدهن بالفتح استعمال الدهن بالضم. والقناع ككتاب خرقة توضع على الرأس حين استعمال الدهن لتقى العمامة منه.
أخرجه ابن ماجه والترمذى وقال: حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الرازق عن معمر (1){170}
(هذا) والدهن يسدد مسام البدن ويمنع ما يتحلل منه وإذا استعمل بعد الاغتسال بالماء الحار حسن البدن ورطبه وإن دهن به الشعر حستنه وطوله ونفع من الحصبة ودفع أكثر الآفات عنه. وهو في البلاد الحارة من أكد أسباب حفظ الصحة وإصلاح البدن وهو كالضروري لأهلها. وأما البلاد الباردة فلا يحتاج إليه أهلها. والإلحاح به في الرأس خطر بالبصر، وانفع الأدهان البسيطة الزيت ثم السمن ثم الشيرج. وأما المركبة فمنها بارد رطب كدهن البنفسج ينفع من الصداع الحار وينوم أصحاب السهر ويرطب الدماغ وينفع من الشقاق (2)، وغلبة اليبس والجفاف ويطلى به الجرب والحكة اليابسة فينفعها ويسهل حركة المفاصل ويصلح لأصحاب الأمزجة الحارة في زمن الصيف (ودهن) البان (3) حار رطب ومن منافعه أنه يجلو السنان ويكسبها بهجة وينقيها من الصدى ومن مسح به وجهه لم يصبه حصا وإذا دهن به حقوه ومذاكيره وما والاها نفع من برد الكليتين وتقطير البول.
(23)
الذباب: (روى) أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فإن في إحدى جناحيه
(1) انظر ص 163 ج 2 - ابن ماجه (الزيت) وص 199 ج 3 تحفة الأحوذى أى اجعلوا الزيت إداما للخبز فلا يرد أن الزيت مائع لا يؤكل
(2)
(الشقاق) بالضم تشقق يصيب رسغ الدابة.
(3)
(الشقاق) بالضم تشقق يصيب رسغ الدابة.
داء وفى الآخر شفاء " أخرجه البخاري وأبو داود وزاد بسند حسن: وأنه يتقى بجناحه الذي فيه الداء فليغمسه كله (1){171}
(وعن) أبى سعيد الخدرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " في أحد جناحي الذباب سم وفى الآخر شفاء فإذا وقع في الطعام فامقلوه فيه فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء " أخرجه ابن ماجه (2){172}
(وفى الحديث) أمران (فقهي) وهو أن ميتة مالا دم له سائل كالذباب طاهرة (وطبي) وهو أن غمس الذباب في الماء والطعام شفاء لما أنزله من الداء وقد تقدم الكلام فيهما في بحث الأنجاس (3)(وفى الحديث) طلب غمس الذباب كله في الماء والطعام ليقابل المادة السمية المادة النافعة فيزول ضررها، وهذا أمر لا يهتدي إليه كبار الأطباء وأئمتهم بل هو خارج من مشكاة النبوة. ومع هذا فالطبيب العالم الموفق يخضع لهذا العلاج ويقر لمن جاء به بأنه أكمل الخلق على الإطلاق وأنه مؤيد بوحي ألهى خارج عن قوى البشرية، وقد ذكر كثير من الأطباء أنه إذا ذلك بالذابا الورم الذي يخرج في شعر العين بعد قطع رءوس الذباب أبرأ هـ (4).
(24)
الذهب: (روى) عبد الرحمن بن طرفه عن عر فجة بن اسعد قال
(1) انظر ص 195 ج 10 فتح البارى (اذا وقع الذباب فى الإناء) وص 430 ج 3 عون المعبود (الذباب يقع فى الطعام)
(2)
انظر ص 185 ج 2 - ابن ماجه (الذباب يقع فى الإناء) وامقلوه أى اغمسوه ليخرج الشفاء منه كما خرج الداء.
(3)
انظر ص 360 ج 1 - الدين الخاص طبعة ثانية. وص 428 منه طبعة ثالثة
(4)
انظر ص 10 ج ج 3 زاد المعاد (ارشاده صلى الله عليه وسلم الى دفع مضرات السموم).
" أصيب أنفى يوم الكلاب في الجاهلية فاتخذت أنفا من ورق فانتن على فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتخذ أنفا من ذهب " أخرجه الثلاثة بسند جيد وحسنة الترمذى (1){173}
(هذا) والذهب زينة الدنيا ومفرح النفوس وسر الله في أرضه وفيه حرارة لطيفة تدخل في سائر المعجونات اللطيفة وهو أعدل المعادن أشرفها. وبرادته إذا خلطت بالأدوية نفعت من ضعف القلب والرجفان العارض من السوداء وينفع من حديث النفس والحزن والغم والفزع والعشق ويسمن البدن ويقويه ويحسن اللون وينفع من الجذام وجميع الأمراض السوداوية ويدخل في أدوية داء الثعلب وداء الحية شربا وطلاء ويجلو العين ويقويها وينفع من كثير من أمراضها ويقوى جميع الأعضاء وإمساكه في الفم يزيل البخر، ومن كان به مرض يحتاج إلى الكي وكوى به لم ينتقط موضعه ويبرا سريعا. وله خاصية في تقوية النفوس لذا أبيح في الحرب والسلاح منه ما أبيح (2).
(25)
الرطب: بضم ففتح هو ما أنضج من ثمر النخل (قال) عبد الله ابن جعفر: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الرطب بالقثاء " أخرجه السبعة إلا النسائي (3). {174}
(1) انظر ص 148 ج 3 عون المعبود (ربط الأسنان بالذهب) وص 65 ج 3 تحفة الأحوذى. (والكلاب) بضم الكاف وتخفيف اللام موضع بين الكوفة والبصرة على سبع ليال من اليمامة. كان فيه يومان من ايام العرب المشهورة.
(2)
انظر ص 164 و 165 زاد المعاد
(3)
انظر ص 455 ج 9 فتح البارى (جمع اللونين أو الطعامين بمرة) وص 227 ج 13 نووى (أكل القثاء بالرطب) وص 427 ج 3 عون المعبود. وص 96 ج 3 تحفة الأحوذى وص 164 ج 2 ابن ماجه (والقثاء بكسر القاف وضمها لغة
(الباء) بمعنى مع، آي يأكل القثاء مع الرطب (وكيفيته) ما في حديث عبد الله بن جعفر قال:" رأيت في يمين النبي صلى الله عليه وسلم قثاء وفى شماله رطبا وهو يأكل من ذا مرة ومن ذا مرة " أخرجه الطبرانى في الأوسط وفى سنده ضعف (1). {175}
وفى بعض الروايات زيادة: قال يكسر حر هذا برد هذا (وفيه) جواز أكلهما معا والتوسع في الأطعمة.
(وقال) أنس: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلى، فإن لم تكن فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء " أخرجه أبو داود وابن ماجه والحاكم والدار عمتي وقال: إسناده صحيح ن والترمذى وقال حسن غريب (2). {176}
(والرطب) حار رطب يقوى المعدة الباردة ويزيد في الباه ويخصب البدن ويغذو غذاء كثيرا، وهو من أعظم الفاكهة موافقة لأهل البلاد الحارة وأنفعها للبدن، ومن لم يعتده يسرع التعفن في جسده ويتولد عنده دم ليس بمحمود، ويحدث في إكثار صداع وسوداء ويؤذى أسنانه. (وفى) فطر النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم عليه أو على التمر أو الماء، تدبير لطيف جدا، فإن الصوم يخلى المعدة من الغذاء فلا تجد الكبد فيها ما تجذبه وترسله إلى القوى والأعضاء، والحلو أسرع شئ وصولا إلى الكبد وأحبه إليها ولا سيما إن كان رطبا فيشتد قبولها له فتنتفع به في والقوى، فإن لم يكن فالتمر بحلاوته وتغذيته
(1) انظر ص 455 ج 9 فتح البارى (جمع اللونين أو الطعامين بمرة)
(2)
انظر ص 79 ج 10 - المنهل العذب (ما يفطر عليه) وص 432 ج 1 مستدرك وص 240. الدار قطنى - وص 37 ج 2 تحفة الأحوذى (ما يستحب عليه الإفطار).
فإن لم يكن فحسوات المساء تطفئ لهيب المعدة وحرارة الصوم فتنتبه بعده للطعام وتأخذه بشهوة (1).
(26)
الرمان: (قال) على رضى الله عنه: كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ المعدة. ذكره حرب وغيره (2). (وحلو) الرمان حار رطب جيد للمعدة مقو لهابما فيه من قبض لطيف نافع للحلق والصدر والرئة جيد السعال. وماؤه ملين للبطن يغذو البدن غذاء فاضلا يسيرا سريع التحلل لرقته ولطافته ويولد حرارة يسيره في المعدة وريحا. ولذا يعين على الباه ولا يصلح للمحمومين، وله خاصية عجيبة، إذا أكل بالخبز يمنع من الفساد في المعدة.
(وحامضة) بارد يابس قابض لطيف ينفع المعدة الملتهبة وبدر البول أكثر من غيره من الرزمان ويسكن الصفراء ويقطع الإسهال ويمنع القيء ويلطف الفضول ويطفئ حرارة الكبد ويقوى الأعضاء، نافع من الخفقان الصفراوي والآلام العارضة للقلب وفم المعدة ويقويها ويدفع الفضول عنها ويطفئ المرة الصفراء وإذا استخرج ماؤه بشحمه وطبخ بيسير من العسل حتى يصير كالمرهم واكتحل به قطع الصفرة من العين ونقاها من الرطوبات الغليظة وإذا لطخ على اللثة نفع من الأكله العارضة لها وإن استخرج ماؤهما بشحمهما أطلق البطن وأحدر الرطوبات العفنة المرية ونفع من حميات الغب المتطاولة (وأما الرمان) المز فمتوسط طبعا وفعلا بعد النوعين وهو أميل إلى لطافة الحامض قليلا (وحب) الرمان مع العسل طلاء للداحس والحروق الخبيثة وأقماعه للجراحات (3).
(1) انظر ص 165 ج 3 زاد المعاد.
(2)
انظر ص 166 منه
(3)
انظر ص 166 ج 3 زاد المعاد (والعنب) يكسر الغين وشد الياء من الحمى ما تأخذ يوما وتدع يوما
(27)
الزبد: هو بضم فسكون ما يستخرج بالمخض من لبن البقر والغنم وهو حار رطب فيه منافع كثيرة. منها الإنضاج والتحليل وإبراء الورام تكون إلى جانب الأذنين والحالبين وأورام الفم وسائر الأورام آلتي تعرض في أبدان النساء والصبيان. وإذا لعق منه نفع من نفث الدم الذي يكون من الرئة وأنضج الأورام العارضة فيها وهو ملين للطبيعة والعصب والأورام الصلبة العارضة من المرة السوداء والبلغم. وإذا طلى على منابت أسنان الطفل كان معينا على طلوعها وهو نافع من السعال الناشئ من البرد واليبس ويذهب القوبى والخشونة آلتي في البدن ويلين الطبيعة ولكنه يسقط شهوة الطعام، ويذهب بوخامة الحلو كالعسل والتمر (1).
(28)
الزبيب: هو ما جف من العنب، وهو حار رطب وحبه بارد يابس. الحلو منه حار والحامض قابض بارد والأبيض أشد قبضا من غيره، وله قوة منضجة هاضمة قابضة محلله باعتدال وهو يقوى المعدة ويلين البطن وهو أكثر غذاء من العنب وأقل غذاء من التين اليابس ويقوى الكبد والطحال، وينفع من وجع الحلق والصدر والرئة والكلى والمثانة، وأعد له أن يؤكل بغير حبه وهو يغذى غذاء صالحا ولا يسدد كما يفعل التمر، وفيه نفع للحفظ.
(قال) الزهري: من أحب أن يحفظ الحديث فليأكل الزبيب (2).
(29)
الزنجبيل: هو حار رطب مسخن معين على هضم الطعام ملين للبطن تليينا معتدلا نافع من ظلمة البصر الناشئة عن الرطوبة أكلا واكتحالا معين على الجماع محلل للرياح الغليظة الحادثة في الأمعاء والمعدة، وعلى الجملة فهو صالح
(1) انظر ص 166 ج 3 زاد المعاد
(2)
انظر ص 167 ج 3 زاد المعاد
للكبد والمعدة الباردتى المزاج وإذا أخذ منه مع السكر وزن درهمين بالماء الحار اسهل فضولا لزجة لعابية ويقع في المعجونات آلتي تحلل البلغم. والمزى منه جار يابس يسخن المعدة والكبد وينشف البلغم الغالب على البدن ويزيد في الحفظ ويوافق برد الكبد والمعدة ويزيل بلتها الحادثة عن أكل الفاكهة مطيب للنكهة دافع ضرر الأطعمة الغليظة الباردة (1) وإن خلط برطوبة كبد المعز وجفف وسحق واكتحل به أزال الغشاوة وظلمة البصر (2).
(30)
الزيت: هو حار رطب وهو بحسب زيتونه (فالمعتصر) من النضيج أعدله وأجوده ومن الفج (3) فيه برودة ويبوسة (ومن) الزيتون الأحمر متوسط بين الزيتين ومن الأسود يسخن ويرطب باعتدال وينفع من السموم ويطلق البطن ويخرج الدود.
(والعتيق) منه اشد تسخينا وتحليلا وما استخرج منه بالماء أقل حرارة والطف وابلغ في النفع وأكل أصنافه ملينة للبشرة مبطئة المشيب وماء الزيتون المالح يمنع من تنفط حرق النار ويشد اللثة وورقه ينفع من الحمرة والنملة والقروح الوسخة ومنافعة كثيرة (4).
(31)
السفرجل: هو ثمر معروف (روى) عبد الملك الزبيرى عن طلحة قال: " دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وبيده سفرجلة فقال: دونكها يا طلحة فإنها تجم الفؤاد " أخرجه ابن ماجه. وعبد الملك مجهول. وأخرجه النسائي من طريق آخر عن أبى ذر قال: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
(1) انظر ص 168 ج 3 زاد المعاد
(2)
انظر ص 390 ج 3 قاموس (الزنجبيل).
(3)
(الفج) بكسر الفاء غير النضيج.
(4)
انظر ص 167 ج 3 زاد المعاد.
وهو في جماعة من أصحابه وبيده سفرجلة يقلبها فلما جلست إليه دحا بها إلى ثم قال: دونكما أبا ذر فإنها تشد القلب وتطيب النفس وتذهب بطلخاء الصدر " (1){177}
(والسفرجلة) بارد يابس قابض جيد للمعدة. والحلو منه اقل بردا ويبسا وأميل إلى الأعتدال. والحامض أشد قبضا ويبسا وبردا. وكله يسكن العطش والقيء ويدر البول ويعقل الطبع وينفع من قرحة الأمعاء ونفث الدم والهيضة (2)
وينفع من الغثيان ويمنع من تصاعد البخرة إذا استعمل بعد الطعام وهو قبل الطعام يقبض وبعده يلين الطبع والإكثار منه مضر بالعصب مولد للقولنج (3) ويطفئ المرة الصفراء المتولدة في المعدة وإن شوى كان اقل لخشونته وأخف وإذا قور وسطه ونزع حبه وجعل فيه العسل وطين جرمه بالعجين وأودع الرماد الحار نفع حسنا وأجوده ما أكل مشويا أو مطبوخا بالعسل (وحبه) ينفع من خشونة الحلق وقصبة الرئة وكثير من الأمراض (ودهنه) يمنع العرق ويقوى المعدة والمربى منه تقوى المعدة والكبد وتشد القلب وتطيب النفس (4).
(32)
السلق: هو بكسر فسكون نبات معروف وهو حار يابس أو رطب وفيه برودة مطلقة وتحليل وتفتيح وينفع من دار الثعلب والكلف والثآليل إذا
(1) انظر ص 170 ج 2 - ابن ماجه (اكل الثمار) وص 168 ج 3 زاد المعاد. (ونجم) بضم فكسر أى تريح الفؤاد وتكمل صلاحه ونشاطه. و (دحابها)(أى رفعها الى. و 0 طلخاء الصدر) ما يغشاه كالغيم للسماء.
(2)
نفث الدم: خروجه بشدة. و (الهيضة) القئ.
(3)
(القولنج) بضم القاف وقد تفتح وفتح اللام وقد تكسر وسكون النون: مرض معوى مؤلم يعسر معه خروج الريح.
(4)
انظر ص 168 ج 3 زاد المعاد
طلى بمائه ويقتل القمل ويفتح سدد الكبد والطحال ويعقل البطن. والإكثار منه يولد القبض والنفخ (1).
(33)
السمك: (قال) جابر بن عبد الله: " بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلثمائه راكب أميرنا أبو عبيدة بن الجراح نرصد غير قريش فاقمنا بالساحل نصف شهر فأصابنا جوع شديد حتى أكلنا الخبط فالقى لنا البحر حوتا ميتا لم نر مثله يقال له العنبر فأكلنا منه نصف شهر وادهنا من ودكه حتى ثابت إلينا أجسامنا فأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه وأخذ رجلا وبمبرأ قمرا تحته (الحديث) أخرجه البخاري. وفى رواية قمر الراكب تحته فأخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول قال أبو عبيدة: كلوا فلما قدمنا المدينة ذكرنا ذلك كي صلى الله عليه وسلم فقال: " كذبوا رزقا أخرجه الله. أطعمونا إن كان معكم فآتاه بعضهم فأكله " (2){178}
(والسمك) أصناف، وأجوده مالذ طبعه وطب ريحه وتوسط مقداره وكان رقيق القشر ولم يكن صلب اللحم ولا يابس ويتغذى بالنبات لا الأقذار وأصلح أماكنه نهر جيد الماء والسمك البحري فاضل محمود لطيف أتطرى منه بارد رطب عسر الهضم يولد بلغما كثيرا والمالح أجوده ما كان قريب العهد بالتملح وهو حار يابس وإذا أكل طربا لين البطن وإذا ملح وأكل صفى قصبة الرئة وجود الصوت (وماء) المالح إذا جلس فيه من كانت به قرحة الأمعاء في
(1) اانظر ص 170 ج 3 زاد المعاد
(2)
انظر ص 58 ج 8 فتح البارى (غزوة سيف البحر. و (الحبط) بفتحتين ورق الشجر. و (العنبر) سمكة كبيرة طولها خمسون ذراعا. وقد روى أنه كان على صورة البعير (والودك) بفتحتين الشحم و (ثابت) أى رجعت أجسامنا الى ما كانت عليه من القوة والسمن (فآتاه) بالمد أى أعطاه.
ابتداء العلة وافقه بجذبه المواد إلى ظاهر البدن. وإذا احتقن به أبرأ من عرق النسا وأجود السمك ما قرب من مؤخرة أتطرى السمين منه يخضب البدن لحمه وودكه (1)
(34)
السمن: تقدم حديث: ألبان البقر شفاء وسمنها دواء ولحمها داء (2)(وقال) على رضى الله عنه: " لم يستشف الناس أن أفضل من السمن " أخرجه ابن السنى (3){179}
(والسمن) حار رطب فيه جلاء يسير ولطافة وتفشية للأورام الحادثة من الأبدان الناعمة وهو أقوى من الزبد في الإنضاج والتليين ويبرئ الأورام الحادثة في الأذن والأرنبة وإذا دلك به موضع الأسنان نبتت سريعا وإذا خلط مع عسل ولوز مرجلا ما في الصدر والرئة وسمن البقر والمعز إذا شرب مع العسل نفع من شرب السم القاتل ومن لدغ الحيات والعقارب (4).
(35)
السواك: (عن) عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " أخرجه أحمد والنسائي والدرامى والحاكم وصححه النووى وذكره البخاري معلقا (5). {180}
(وصح) أن النبي صلى الله عليه وسلم استاك عند موته، والأفضل كون الاستياك بالأراك والزيتون وينبغي القصد فيه فإن بالغ فيه فربما اذهب طلاوة
(1) انظر ص 170 ج 3 زاد المعاد
(2)
انظر رقم 150 ص 87 ج 7 - الدين الخالص.
(3)
انظر ص 170 ج 3 زاد المعاد.
(4)
انظر ص 170 ج 3 زاد المعاد.
(5)
انظر ص 290 ج 1 - الفتح الربانى (ابواب السواك) وص 5 ج 1 نسائى وص 174 ج 1 درامى وص 113 ج 4 فتح البارى (السواك للصائم)
الأسنان وصقالها وهيأها لقبول الأبخرة المتصاعدة من المعدة والأوساخ، ومتى استعمل باعتدال جلا الأسنان وأطلق اللسان ومنع الحفر وطيب النكهة ونقى الدماغ وشهى الطعام. وأجود ما استعمل مبلولا بماء الورد (وفى السواك) منافع أخرى: يشد اللثة ويقطع البلغم ويجلو البصر ويصحح المعدة ويصفى الصوت ويعين على هضم الطعام وينشط للقراءة والذكر والصلاة ويطرد النوم ويكثر الحسنات ويستحب كل وقت وبتأكيد في مواضع تقدم بيانها (1).
(36)
الشحم: (قال) عبد الله بن مغفل: " دلى جراب من شحم فأتيته فالتزمته ثم قلت: لا أعطى من هذا أحدا اليوم شيئا فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم إلى " أخرجه أبو داود والطيالسى وزاد: هو لك (2). {181}
وأجود الشحم شحم حيوان سمين. وهو حار رطب اقل رطوبة من السمن ولذا لو أذيب الشحم والسمن كان الشحم أسرع جمودا، وهو ينفع من خشونة الحلق ويرخى ويعفن، ويدفع ضرره بالليمون المملوح والزنجبيل. وشحم المعز أقبض الشحوم وينفع من قروح الأمعاء ويحتقن به للسحج والزحير (3).
(37)
الصبر: هو بفتح فكسر (4) دواء مر (قالت) أم سلمة: " دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفى أبو سلمة وقد جعلت على صبرا،
(1) انظر ص 201 ج 1 - الدين الخالص طبعة ثالثة.
(2)
انظر ص 18 ج 3 عون المعبود (إباحة الطعام فى أرض العدو) وص 160 ج 6 فتح البارى.
(3)
(السحج) كالمنع تسريح لين على فروة راس. (والزجير) استطلاق البطن بشدة. انظر ص 171 ج 3 زاد المعاد.
(4)
وتسكن الباء للتخفيف مع فتح الصاد وكسرها ففيه ثلاث لغات.
فقال: ما هذا يا أم سلمة؟ فقلت: غنما هو صبر يا رسول الله ليس فيه طيب قال: إنه يشب الوجه فلا تجمليه إلا بالليل وتنزعه بالنهار " (الحديث) أخرجه أبو داود (1). {182}
(والصبر) الهندى ينفى الفضول الصفراوية آلتي في الدماغ وأعصاب البصر وإذا طلى على الجبهة والصدغ بدهن الورد نفع من الصداع وينفع من قروح الأنف والفم ويسهل السوداء (والصبر) الفارسى يذكى العقل ويمد الفؤاد وينقى الفضول الصفراوية والبلغمية من المعدة إذا شرب منه ملعقتان بماء، ويرد الشهوة الباطلة وإذا شرب في البرد خيف أن يسهل دما (2).
(38)
الضفدع: بكسر فكسر فكسر (روى) عبد الرحمن بن عثمان أن طبيبا ذكر ضفدعا في دواء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى عن قتله وقال خبيثة من الخبائث. أخرجه أحمد والنسائي وصححه الحاكم (3). {183}
(قال) ابن القيم: من أكل من دم الضفدع أو جرمه ورم بدنه وقذف المنى حتى يموت، ولذا ترك الأطباء استعماله خوفا من ضرره (4). وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أتتداوى به
(39)
الطلح: قال تعالى: " وَطَلْحِ مَنْضُودِ "(5)(الطلح) شجر ذو شوك نضد مكان كل شوكة ثمرة. فثمرة قد نضد بعضه إلى بعض فهو مثل الموز (وهو) حار رطب أجوده النضيج الحلو ينفع من خشونة الصدر والرئة
(1) انظر ص 261 ج 2 عون المعبود (ما تجتنبه المعتدة)
(2)
انظر ص 172 ج 3 زاد المعاد
(3)
انظر ص 202 ج 2 سنن النسائى (الضفادع).
(4)
انظر ص 173 ج 3 زاد المعاد
(5)
الواقعة: 29
والسمال وقروح الكليتين والمثانة ويدر البول ويحرك الشهوة للجماع ويلين البطن ويؤكل قبل الطعام ويضر المعدة ويزيد في الصفراء والبلغم ودفع ضرره بالسكر أو العسل (1)
(40)
الطلع: قال تعالى: " وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ "(2)
طلع النخل ما يبدو من ثمرته في أول ظهوره والنضيد الذي قد نضد بعضه على بعض ما دام في قشرة فإذا انفتح فليس بنضيد وطلع النخل ينفع من الماء ودقيقه إذا تحملت به المرأة قبل الجماع أعان على الحبل إعانة بالغة وهو متوسط في البرودة واليبوسة يقوى المعدة ويجففها ويسكن ثائرة الدم ولا يحتمله إلا أصحاب الأمزجة الحازة وهو يعقل البطن ويقوى الأحشاء والإكثار منه يضر بالمعدة والصدر وربما أورث الفولنج وإصلاحه بالسمن أو السكر أو العسل (3).
(41)
الطيب: (روى) أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " حبب إلى من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة " أخرجه النسائي والبيهقى والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم (4){184}
(الطيب) غذاء الروح به تزيد القوى كما تزيد بالغذاء والشراب. والمقصود أن الطيب كان من أحب الأشياء كي صلى الله عليه وسلم وله تأثير في حفظ الصحة ودفع كثير من الآلام وأسبابها بسبب قوة الطبيعة به (5).
(42)
العدس: بارد يابس فيه قوتان متضادتان يعقل الطبيعة ويطلقها.
(1) انظر ص 174 ج 3 زاد المعاد
(2)
سورة ص: 10 (والباسقات) الطوال.
(3)
انظر ص 174 ج 3 زاد المعاد
(4)
انظر ص 370 ج 3 مناوى الجامع الصغير رقم 3669.
(5)
انظر ص 173 ج 3 زاد المعاد
وقشرة حار يابس حريف مطلق للبطن وترياقة في قشرة، ولذا كان صحاحه أنفع من مطحونة وأخف على المعدة واقل ضررا فإن لبه بطئ الهضم - لبرودته ويبوسته - مولد للسوداء مضر بالأعصاب والبصر. وينبغي أن يتجنبه أصحاب السوداء. وإكثارهم منه يولد لهم أدواء رديثة كالوسواس والجذام والحمى ويقلل ضرره السلق وإكثار الدهن وليجتنب خلط الحلاوة به فإنه يورث سددا كبدية وإدمانه يظلم البصر لشدة تجفيفه ويعسر البول ويوجب الأورام الباردة والرياح الغليظة وأجوده الأبيض السمين السريع النضاج (1).
(43)
العنب: هو من افضل الفواكه وأكثرها نفعا. يؤكل رطبا ويابسا وهو فاكهة وقوت وأدم شراب ودواء وطبعه حار رطب. وجيده الكبار المائى والبيض أحمد من الأسود إذا تساويا في الحلاوة، والمتروك بعد قطفه يومين أو ثلاثة أحمد من المقطوف في يومه فإنه منفخ مطلق للبطن. والمعلق حتى بضمر قشرة جيد للغذاء مقو للبدن وغذاؤه كغذاء التين والزبيب، وإذا ألقى عجمه كان أكثر تليينا للطبيعة، والإكثار منه مصدع للرأس ودفع مضرته بالرمان المز. والعنب يسهل الطبع ويسمن، وجيده يغذو غذءا حسنا (2).
(44)
العنبر: هو من افخر الطيب بعد المسك، وقد اختلف في عنصره فقيل هو نبات ينبت في قمر البحر فيبتلمه بعض دوابه فإذا ثملت منه قذفته رجيعا فيقذفه البحر إلى ساحله، وقيل: طل ينزل من السماء في جزائر البحر فتلقيه الأمواج إلى الساحل. ومزاجه حار يابس مقو للقلب والدماغ والحواس
(1) انظر ص 176 ج 3 زاد المعاد
(2)
انظر ص 174 منه.
وأعضاء البدن، نافع من الفالج والمراض البلغمية وأوجاع المعدة الباردة والرياح الغليظة ومن السدد إذا شرب أو طلى به وإذا تبخر به نفع من الزكام والصداع والشقيقة الباردة (وهو) ألوان، فمنه الأبيض والأشهب والأحمر والأصفر والأخضر والأسود، وأجوده الأشهب، ثم الأزرق ثم الأصفر، وأردؤه الأسود.
(45)
الفضة: هي من الأدوية المفرحة النافعة من الهم والغم والحزن وضعف القلب وخفقانه وتدخل في المعاجين وتجتذب بخاصيتها ما يتولد في القلب من الأخلاط الفاسدة خصوصا إذا أضيفت إلى العسل المصفى والزعفران ومزاجها يميل إلى اليبوسة والبرودة ويتولد عنها من الحرارة والرطوبة ما يتولد (1).
(46)
القثاء: بكسر القاف وتضم وهو بارد رطب مطفئ لحرارة المعدة الملتهبة بطئ الفساد فيها نافع من وجع المثانة وبذرة يدر البول وورقة إذا اتخذ ضمادا نفع من عضه الكلب وهو بطئ الانحدار عن المعدة برده مضر ببعضها ينبغي أن يستعمل معه ما يصلحه ويكسر برودته ورطوبته كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم إذ أكله بالرطب فإذا أكل بتمر أو زبيب أو عسل عدله (2).
(47)
قصب السكر: هو حار رطب ينفع من السعال ويحلو الرطوبة والمثانة وقصبة الرئة وهو أشد تليينا من السكر ويعين على القيء ويدر البول ويزيد في الباه وينفع من خشونة الصدر والحلق إذا شوى ويولد رياحا تدفع بقشر وغسله بماء حار، وأجود السكر الأبيض الشفاف وعتيقه ألطف من جديده وإذا طبخ ونزعت رغوته سكن العطش والسعال وهو يضر المعدة آلتي تتولد فيها الصفراء لاستحالته إليها ودفع ضرره بماء الليمون أو النارنج أو الرمان (3).
(1) انظر ص 175 ج 3 زاد المعاد
(2)
انظر ص 178 ج 3 زاد المعاد
(3)
انظر ص 179 منه.
(48)
السكرات: هو حار يابس مصدع وإذا طبخ واكل أو شرب ماؤه نفع من البواسير الباردة وإن سحق بذرة وعجن بقطران وبخرت به الأضراس آلتي فيها الدود نثرها وأخرجها ويسكن الوجع العارض فيها، وإذا بخرت المقعدة ببذرة حفت البواسير وفيه مع ذلك فساد الأسنان واللثة ويصدع ويظلم البصر وينتن النكهة وفيه إدرار للبول والحيض وتحريك الباه وهو بطئ الهضم (1).
(49)
السكرم: هو بفتح فسكون شجرة العنب وهى باردة يابسة إذا دقت وضمد بها من الصداع سكنته ومن الأورام الحارة والتهاب المعدة (وعصارة) قضبانه إذا شربت سكنت القيء وعقلت البطن وكذا إذا مضغت قلوبها الرطبة
(وعصارة) ورقها تنفع من قروح الأمعاء ونفث الدم وقيئه ووجع المعدة (وصمغه) إذا شرب أخرج الحصاة وإذا لطخ به أبرأ القوبى والجرب. وينبغي غسل العضو قبل الاستعمال بالماء والنطرون. وإذا تمسح به مع الزيت حلق الشعر (ورماد) قضبانه إذا تضد به مع الخل ودهن الورد نفع من الورم العارض في الطحال (2).
(50)
اللبان: (قال) على رضى الله عنه لرجل شكا إليه النسيان: عليك باللبان فإنه يشجع القلب ويذهب بالنسيان (3)(وعن) ابن عباس أن شربه مع السكر على الريق جيد للبول والنسيان (4)(وعن) أنس أنه شكا إليه رجل النسيان، فقال: عليك بالكندر (5) وانقعه من الليل فإذا أصبحت فخذ منه شربة على الريق فإنه جيد النسيان (ولهذا) سبب ظاهر فإن النسيان إذا كان لسوء مزاج بارد رطب يغلب على الدماغ فلا يحفظ ما ينطبع فيه، نفع منه اللبان وأما إذا كان النسيان لغلبة شئ عارض أمكن زواله سريعا بالمرطبات.
(1) انظر ص 185 ج 3 زاد المعاد
(2)
انظر ص 184 ج 3 منه
(3)
انظر ص 190 منه. و (الكندر) بضم فسكون فضم، نوع من اللبان نافع لقطع البلغم جدا - قاموس.
(4)
انظر ص 190 منه. و (الكندر) بضم فسكون فضم، نوع من اللبان نافع لقطع البلغم جدا - قاموس.
(5)
انظر ص 190 منه. و (الكندر) بضم فسكون فضم، نوع من اللبان نافع لقطع البلغم جدا - قاموس.
(هذا) واللبان ينفع من قذف الدم ونزفه ووجع المعدة واستطلاق البطن ويهضم الطعام ويطرد الرياح ويجلو قروح العين ويقوى المعدة الضعيفة ويسخنها ويجفف البلغم وينشف رطوبة الصدر ويجلو ظلمة البصر ويمنع القروح الخبيثة من الانتشار، وإذا مضغ وحده أو مع الصعتر الفارسى جلب البلغم، ونفع من اعتقال اللسان ويزيد في الذهن ويذكيه. وإذا بخر به ماء نفع من الوباء وطيب رائحة الهواء (1).
(51)
ماء زمزم: هو سيد المياه وأشرفها وأجلها قدرا وأحبها إلى النفوس (وفى) حديث أبى ذر أنه أقام بين الكعبة وأستارها ثلاثين ما بين يوم وليلة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: من كان يطعمك؟ قلت: ما كان لي من طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما أجد على كبدى سخفة جوع، فقال: إنها مباركة وإنها طعام طعم (الحديث) أخرجه مسلم وزاده غيره: وشفاء سقم (2). {185}
(وقال) محمد بن حبيب الجارودى: ثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبى نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ماء زمزم لما شرب له فإن شربته تستشفى به شفاك الله وإن شربته مستعيذا أعاذك الله وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه " قال: وكان ابن عباس إذا شرب ماء زمزم قال: اللهم أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. أخرجه الحاكم وقال حديث صحيح الإسناد إن سلم من الجارودى (3). {186}
(1) انظر ص 190 ج 3 زاد المعاد.
(2)
انظر ص 88 ج 3 تيسير الوصول (أبو ذر الغفارى). و (عكن) بضم ففتح جمع عكنة كغرفة وهى طيات البطن (وسخفة الجوع) بفتح فسكون رقته وهزاله و (طعام طعم) أى مثبع.
(3)
انظر ص 473 ج 1 مستدرك.
(وعن) عبد الله بن المبارك أنه لما حج أتى زمزم فقال: اللهم إن ابن آبى الموالى حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر رضى الله عنه عن نبيك صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ماء زمزم لما شرب له فآني اشربه لظمإ يوم القيامة " وابن أبى الموالى ثقة فالحديث حسن (1). {187}
(قال) ابن القيم: وقد صححه بعضهم وجعله بعضهم موضوعا، وكلا القولين فيه مجازفة. (وقد) جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورا عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله (2) وشاهدت من يتغذى به الأيام قريبا من نصف شهر أو أكثر ولا يجد جوعا ويطوف مرارا مع الناس كأحدهم وأخبرني أنه ربما بقى عليه أربعين يوما وله قوة يصوم ويطوف مرارا (3).
(52)
المسك: هو أطيب أنواع الطيب أشرفها وهو حار يابس يسر النفس ويقوى الأعضاء الباطنة شربا وشما، والظاهرة إذا وضع عليها نافع للشيوخ والمبرودين لا سيما زمن الشتاء، جيد للخفقان والغشى وضعف القوة بإنعاشه للحرارة الغريزية ويجلو بياض العين وينشف رطوبتها ويبطل عمل السموم وينفع من نهش الأفاعي ومنافعه كثيرة (4).
(53)
الملح: (روى) انس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيد إدامكم الملح أخرجه ابن ماجه وفيه عيسى بن آبى عيسى الخياط (5){188}
وسيد الشيء ما يصلحه وغالب الإدام إنما يصلح بالملح وهو يصلح كل شئ يخالطه حتى الذهب والفضة ففيه قوة تزيد الذهب صفرة والفضة بياضا وفيه جلاء
(1) انظر ص 191 ج 3 زاد المعاد.
(2)
برا من المرض يبرأ من بابى نفع وتعب وبرؤبرءا من باب قرب لغة.
(3)
انظر ص 192 منه.
(4)
انظر ص 192 منه.
(5)
انظر ص 163 ج 2 - ابن ماجه (الملح).
وتحليل وإذهاب للرطوبات الغليظة وتنشيف لها وتقوية للبدان ومنع من عفونتها وفسادها ونفع من الجرب المتقرح. وإذا اكتحل به قلع اللحم الزائد من العين ويمنع القروح الخبيثة من الانتشار وإذا دلك به بطون أصحاب الاستسقاء نفعهم وينفى الأسنان ويدفع عنها العفونة ويشد اللثة ويقويها ومنافعه كثيرة (1).
(54)
النبق: بفتح فكسر واحدة نبقة مثل كلم وكلمة وهو ثمر السدر في حديث المعراج عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر " أخرجه البخاري (2). {189}
والنبق رطبه رطب بارد ويابسه بارد وهو يعقل البطن وينفع من الإسهال ويدبغ المعدة ويسكن الصفراء، ويغذو البدن ويشهى الطعام ويولد بلغما وهو بطئ الهضم وسويقه يقوى الحشا ويصلح الأمزجة الصفراوية وتدفع مضرته بالشهد (3).
(55)
الهنديا: هي بكسر الهاء وفتح الدال وقد تكسر مقصورة وتمد، بقلة معروفة معتدلة نافعة للمعدة والكبد والطحال أكلا وللسعة العقرب ضمادا بأصولها وهى قابضة مبردة جيدة للمعدة وإذا طبخت وأكلت بخل عقلت البطن وإذا ضمد بها سكنت الالتهاب العارض في المعدة وتنفع من النقرس ومن أورام العين الحارة وتقوى المعدة وتفتح السدد العارضة في الكبد وتنفع من أوجاعها حارها وباردها وتفتح سدد الطحال والعروق الأحشاء وتنقى مجارى الكلى وأنفعها للكبد أمرها المعتصر ينفع من اليرقان السددى وإذا دق ورقها
(1) انظر ص 193 ج 3 زاد المعاد.
(2)
انظر ص 149 ج 7 فتح البارى (المعراج) وتقدم الحديث تاما بهامش ص 147 ج 5 - الدين الخالص الطبعة الأولى.
(3)
انظر ص 194 ج 3 زاد المعاد.
ووضع على الورام الحارة بردها وحللها وجلا ما في المعدة وأطفأ حرارة الدم والصفراء، واصلح ما أكلت غير مغسولة ولا منقوضة، لأنها متى غسلت أو نقصت فارقتها قوتها. وفيها مع ذلك قوة ترياقية تنفع من جميع السموم وإذا اكتحل بمائها نفع من العشاء ويدخل ورقها في الترياق وإذا اعتصر ماؤها وصب عليه الزيت نفع من الأدوية القتالة كلها (1).
(56)
اليقطين: هو في اللغة كل ما لا ساق له كالبطيخ والقثاء والخيار والمراد به هنا الدباء والقرع (روى) أنس بن مالك أن خياطا دعا النبي صلى الله عليه وسلم قال لطعام صنعه قال أنس: فذهبت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام فقرب النبي صلى الله عليه وسلم خبزا من شعير ومرقا فيه دباء وقديد فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي الصحفة فلم أزل أحب الدباء منذ يومئذ. أخرجه الشيخان (2). {190}
(وقالت) عائشة: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة "، إذا طبختم قدرا فأكثروا فيها من الدباء فإنها تشد قلب الحزين " ذكره في الغيلانيات (3). {190}
(هذا) واليقطين بارد رطب يغذو غذاء يسيرا وهو سريع الانحدار إن لم يفسد قهل الهضم تولد منه خلط محمود مجانس لما يصحبه فإن أكل بالخردل تولد منه خلط حريف وبالملح خلط مالح ومع القابض قابض وإن طبخ بالسفرجل
(1) انظر ص 194 ج 3 زاد المعاد.
(2)
انظر ص 421 ج 9 فتح البارى (تتبع حوالى القصعة) وص 233 ج 13 نووى (جواز أكل المرق واليقطين). والصحفة بفتح فسكون القصعة. وتتبع الدباء من حواليها يحتمل أنه من حوالى ناحيته منها أو من جميع جوانبها. والنهى عن ذلك خشية أن يتقذرة جليسه والنبى صلى الله عليه وسلم لا يتقذره أحد بل يتبركون بىثاره صلى الله عليه وسلم
(3)
انظر ص 195 ج 3 زاد المعاد.