الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(هـ) ويستحب الاستغفار للميت والدعاء له عند القبر بعد دفنه بالثبات
. فيقول - مستقبلا وجهه - اللهم هذا عبدك وأنت أعلم به منا ولا نعلم منه إلا خيرا وقد أجلسته لتسأله. اللهم فثبته بالقول الثابت في الآخرة كما ثبته في الدنيا. اللهم ارحمه وألحقه بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولا تضلنا بعده ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله ولسائر المسلمين (1). (قال) عثمان بن عفان رضى الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دفن الميت وقف عليه وقال: " استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ". أخرجه أبو داود والحاكم وصححه والبيهقى بسند حسن (2). {686}
(وكان) على رضى الله عنه إذا فرغ من دفن الميت قال: اللهم هذا عبدك نزل بك وأنت خير منزول به فاغفر له ووسع مدخله. أخرجه أبو الحسن رزين بن معاوية (3).
(و) يستحب - عند أكثر الشافعية والحنبلية وبعض الحنفيين والمالكيين - تلقين الميت المكلف بعد الدفن
بأن يقوم إنسان عند بعثتي ويقول: يا فلان بن فلانة ويا عبد الله بن أمة الله اذكر العهد الذي خرجت عليه من الدنيا - شهادة أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وإن محمد عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأنك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا
(1) انظر بحث (ما يقال عند الدفن والتلقين) من (شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور) للسيوطى فن الحديث رقم 79 بدار الكتب المصرية
(2)
انظر ص 73 ج 9 - المنهل العذب المورود (الاستغفار عند القبر للميت) وص 56 ج 4 بيهقى (ما يقال بعد الدفن).
(3)
انظر ص 304 ج 3 تيسير الوصول (نقل الميت).
وبالقرآن إماما وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانا. فهذا التلقين عندهم مستحب (1)
(لظاهر) حديث أبي سعيد الخدرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لقنوا موتاكم قول لا اله إلا الله " أخرجه البيهقى والسبعة إلا البخاري (2). {687}
(قال) الأى: لا يبعد حمله على التلقين بعد الدفن (3) لما فيه من حمل لفظ الحديث على ظاهرة والأصل عدم التأويل (وقال) ابن الحاج والقرطبي وغيرهما من المالكية: يندب التلقين بعد الدفن ويستأنس له بما قال أبو أمامه وهو في النزع إذا أنا مت فاصنعوا بي كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على راس قبره ثم ليقل: يا فلان ابن فلانه فإنه يسمعه ولا يجيب، ثم يقول: يا فلان ابن فلانة فإنه يستوي قاعدا، ثم يقول يا فلان ابن فلانه، فإنه يقول: أرشدنا رحمك الله ولمن لا تشعرون فليقل: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا: شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأنك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن أماما، فإن منكرا ونطيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول: انطلق بنا ما نقعد عند من لقن حجته، فيكون الله حجيجه دونهما ". قال رجل: يا رسول الله فإن لم يعرف أمه؟ قال: " فينسبه إلى حواء يا فلان ابن حواء ". أخرجه الطبرانى في الكبير. قال في التلخيص: سنده صالح. وقال الهيثمى: وفى سنده جماعة لم أعرفهم (4).
(فهذا) الحديث وإن كان ضعيفا فيستأنس به وقد اتفق العلماء على المسامحة في أحاديث الفضائل والترغيب والترهيب. وقد تقوى بشواهد كحديث " أسالوا له التثبيت " ووصية عمرو بن العاص وهما صحيحان، ولم يزل أهل
(1) انظر ص 303 ج 5 مجموع النووى.
(2)
انظر رقم 259 ص 197 (تلقين المحتضر)
(3)
انظر ص 62 ج 3 أبى مسلم (الجنائز)
(4)
انظر ص 45 ج 3 مجمع الزوائد (تلقين الميت بعد دفنه)
الشام على العمل بهذا في زمن من يقتدي به وإلى الآن (1). (وقال) الكمال بن الهمام: وأما التلقين بعد الموت فقيل يفعل لحقيقة: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله. ونسب إلى أهل السنة والجماعة، وقيل: لا يؤمر به ولا ينهى عنه ولا شك أن اللفظ لا يجوز إخراجه عن حقيقته إلا بدليل (2). (وقال) بعض الحنبلية ك لا يستحب التلقين بعد الدفن بل يكره وهو مشهور مذهب المالكية لأنه لم يعرف لدى السلف الصالح بل هو مبتدع حدث بالشام (قال) الأثرم: قلت لأبى عبد الله (بعنى الإمام أحمد) فهذا الذي يصنعون إذا دفن الميت يقف الرجل ويقول: يا فلان ابن فلانة اذكر ما فارقت عليه: شهادة أن لا اله إلا الله. فقال: ما رأيت أحدا فعل هذا إلا أهل الشام حين مات أبو المغيرة جاء إنسان فقال ذاك وكان أبو المغيرة يروى فيه عن أبي بكر بن أبي مريم عن أشياخه أنهم كانوا يفعلونه (3). وأجابوا (أ) عن حديث " لقنوا موتاكم قول لا إله إلا الله " بأن التلقين حقيقة في المحتضر مجاز في الميت. ولذا قال ابن حبان وغيره: المراد بالميت من حضرة الموت. (ويؤيده) حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " افتحوا على صبيانكم أول كلمة بلا إله إلا الله. ولقنوهم عند الموت لا إله إلا الله ". أخرجه البيهقى في شعب الإيمان (4). {688}
(وحديث) زاذان أبي عمر قال: حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من لقن عند الموت لا إله إلا الله دخل الجنة. أخرجه أحمد بسند جيد (5). {689}
(ويؤيده) أيضا ما رواه ابن حبان في الحديث بزيادة: فإنه من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة يوما من الدهر وإن أصابه ما أصابه قبل ذلك.
(1) انظر ص 304 ج 5 مجموع النووى.
(2)
انظر ص 446 ج 1 فتح القدير لابن الهمام.
(3)
انظر ص 280 ج 2 مغنى ابن قدامة.
(4)
انظر ص 253 ج 8 - المنهل العذب المورود (الشرح).
(5)
انظر رقم 257 ص 196 (تلقين المحتضر)
(وقال) النووي: لقنوا موتاكم أي من حضره الموت، والمراد ذكروه لا إله إلا الله لتكون آخر كلامه كما في الحديث. فإن من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة (1)
(ب) وعن حديث أبي أمامه بأنه ضعيف. ضعفه الحافظ بن حجر والعراقي والنووي وابن الصلاح. وقال في الهدى: لا يصح رفعه (أقول): والأمر في هذا واسع فلا ينهى عن التلقين بعد الدفن ولا يؤمر به، فإن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال.
تم الجزء السابع، ويليه إن شاء الله تعالى الجزء الثامن وأوله:" محظورات القبر"
(1) انظر ص 219 ج 6 نووى مسلم.