الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أليس ما أرسلتم به إلى مساجد أمريكا نكسة أخلاقية، وردة حضارية؟!!
أما نحن فإنا نربأ بأنفسنا عن وهدة هذه النكسة، وهذه الردّة، ونقصر قولنا معكم على كشف زيفكم وبهتانكم!!
* * *
مقاصد هذه الأسئلة
1 -
في أثناء كلامي السابق وصفت مرسلي هذه الأسئلة بأنهم قوم خصمون، لا يسألون للعلم، وإنما للتشكيك، والطعن، وبأنهم يشككون، مبشرون مُلبِّسون. ..
فمقصدهم بعيد عن كل غرض معرفيّ أو علمي، وإنما هو زرع للشقاق، وقتل للوفاق، وتمزيق للوحدة الإنسانية، ونقض للمبدأ الإسلامي في معاملة المخالفين:
دعوهم وما يدينون به، ونقض لمظلة الإخاء الإنساني التي نشرها الإسلام على بني الإنسان.
فقصدهم العام الكلي إنما هو: تشكيك المسلم في دينه، بمنهج القارئ
للإسلام، الآخذ من بعض حقائقه، بالنظرة الجزئية، ماء يساعده - بزعمه - على زرع الشك، وبث الفتنة بالأسلوب الاستشراقي.
والفرق بين الاستشراق والتبشير هو أن الاستشراق يصوغ طعونه وافتراءاته في صورة (البحث) ، ثم ادعاؤه أن بحثه قائم على أساس (الطابع العلمي) ، بينما التبشير بقي، في دعوته، في حدود مظاهر (العقلية العامة) .
* * *
- فزعمكم أن القرآن متناقض.
- وأنه يدعو إلى الفسق.
- وأن تشريعه ظالم.
- وزعمكم أن محمدا يستحيل أن يكون نبيا.
إلى آخر ما قدتم، ول سأتناوله بالردّ والتفنيد، ما هو إلا بعض ما قاله أسلاف لكم ظالمون إبان حركة الاستشرق في منتصف القرن التاسع عشر، والتي كان هدفها الكلي - تمكينا للاستعمار - إنكار المقومات التاريخية، والثقافية، والروحية في ماضي أمة الإسلام، والاستخفاف بها. ..
كل ذلك في صورة البحث، على أساس أسلوب الجدل في الكتابة، أو الإلقاء عن طريق المحاضرة، أو الإذاعة.
لقد كان ذلك، من الاستشرق والتبشير، دعامة للاستعمار، فكلاهما دعوة إلى توهين القيم الإسلامية، والغض من اللغة العربية، وتقطع أواصر الصلاة بين الشعوب العربية، وكذا الشعوب الإسلامية، والتنديد والانتقاص من حال الشعوب الإسلامية الحاضرة، والازدراء بها.
فهناك دعوتهم إلى أن القرآن:
- كتاب مسيحي يهودي، أخذه محمد من الكتاب المقدس!
- وأن الإسلام دين مادي، لا روحية فيه.
- وأنه دين يدعو إلى العدوان، ويحرض أتباعه على العنف.
- وأنه يدعو إلى الحيوانية والملذات.
ومن دعوتهم:
أن الفلسفة العربية إنما هي فكر يوناني إغريقي كتب بحروف عربية.
وأن اللغة العربية الفصحى لم تعد صالحة اليوم، وعلى أهلها أن يستخدم كل إقليم لهجته المحلية، والعامية، وعلى الجميع استعمال الحروف اللاتينية، بدلا من العربية!!
وكان من دعوتهم، لتمزيق الوحدة:
- إحياء الفرعونية في مصر، والآشورية في العراق، والبربرية في شمال أفريقيا، والفينيقية في سواحل فلسطين ولبنان.
وكان من هذه الدعوة:
- ازدراء حال المسلمين الحاضرة.
وادعاء أن السبب في تأخرهم إنما هو الإسلام نفسه. ..
هل ترونكم أتيتم بجديد؟
إن ما أتيتم به إنما هو: ترديد مملول لحقد قرون الاستعمار!
وما هو إلا انتكاسة فكرية، وخلقية، ونسج على منوال الظلم، والأمل الذي أثبت الزمن خسرانه.
وانقضاء زمانه!!
* * *