الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السؤال الثاني عشر:
لو كان الإسلام دين حق لما رأينا في علمائه: الضعف، والعجز.
والنفاق
.
* * *
الجواب
1 -
يكفينا ما سبق في جواب السؤال الرابع من بطلان الاستشهاد بتأخر المسلمين إن صح - بطلان دينهم.
ولكن أنبه هنا عل خطأين منهجيين في سؤالكم: الأول خطأ
التعميم، فما من شك في أن إطلاق حكم كلى بناء على واقع جزئي خطأ في العلم والفكر وبناء عليه يكون الاستنتاج المبني عليه خطأ لقيامه على مقدماته فاسدة، ويكون كلاما فارغا من المعنى.
وما من شك في وجود علماء معاصرين وسابقين
كان لهم فضل الشجاعة في إعلان كلمة الحق.
وأما من تشيرون إليهم فلم يكن العلماء هم الصغار أو الضعفاء أو المنافقين ولكن كانت الأحداث والطغيان، والاستبداد أكبر منهم.
2 -
ولو أخذنا بمنطقكم لوجب أن تحكموا على المسيحيين بمثل ما حكمتم على الإسلام، بل أشد، لما كان من رجال دينها، وعلى كل مستوى، ولمئات السنين وكان من أقل فعلهم ممالأة الملوك واستنادهم بأنهم تولوا حكم الناس بأمر مباشر من اللَّه.
وكان (فلمر) المنظر الإنجليزي يدعي هذا الأمر الإلهي، حتى
ذهب إلى أن الخلق يخلقون عبيدا بالطبع لحكامهم!!
يحدثنا (وليم جمس) الفيلسوف، وعالم النفس الأمريكي، في كتابه
(إرادة الاعتقاد) فيقول: صدر أمر من البابا (إنوسنت) الثامن 1485 بقتل جماعة دينية تسمى (. . .) نسبة إلى مؤسسها (. . .) خرجت على تقاليد الكنيسة، وغفر الخطايا الكنسية لكل من يحمل السلاح ضدهم، وبرأهم من كل الآثام والذنوب، وأعفاه من كل يمين
وعهد، وأباح له تملك كل ما يجمع من مال، ولو عن طريق غير مشروع فلم تكن هناك مدينة لم يقتل فيها من هذه الجماعة أحد.
فمنهم من أحرق حيا وكان منهم من هو في سن الثمانين.
ومنهم من شنق، ومنهم من قطعت أحشاؤه، ومنهم من
أخرجت أمعاؤه ووضع فيها قط، ومنهم من دفن حيا، ومنهم من غلت يداه إلى عنقه، وترك على الثلوج ليموت جوعا وبردا، ومنهم من طعن بالسيف، وملئت جروحه بالزئبق، ثم ترك ليموت من الألم، ومنهم من قطع لسانه؛ لأنه وجد يسبح بحمد اللَّه، ومنهم من أدخل الكبريت بالقوة في لحمه، وفي أنفه، وتحت أظافره، وغطى به سائر جسده ثم أشعلت فيه النار.
ومنهم من ملي فمه بالبارود ثم أشعل فيه النار، وشق جسد امرأة من الرجلين إلى الصدر، ثم تركت على قارعة الطريق.
ووضعت حربة في أسفل أخرى ثم حملت عليها.
وفي سنة 1630 (عصر التنوير) نقص عدد هذه الجماعة مرارًا بسبب الاضطهاد المستمر ونزل من خمسة وعشرين ألفا إلى ما لا يزيد على أربعة آلاف وفي عام 1686 (عصر التنوير) خير دوق
(سافيو) ثلاثة آلاف الباقية منهم يين ترك دينهم وبين الهجرة من البلاد.
ولما رفضوا هذا وذاك كان عليهم أن يستعدوا لمهاجمة الجيوش الفرنسية. . . ولم يبق منهم إلا ثمانون رجلا ولما استسلموا أرسلوا جميعا إلى (سويسرا) ..
هذا وقد تجاوزت - أدبا - عن الفساد الأخلاقي لرجال دينهم حتى أعلى مستوى: مكتفيا بهذا المثل.
في إحدى كنائس (جريلي) بولاية (كولورادوا) .
بعد أن انتهت الخدمة الدينية انتقل الجميع إلى ساحة الرقص اللاصقة لمكان الصلاة، وأخذ كل فتى بيد فتاة، وبدأ الرقص على نغمات (الجراموفون) وقام (الأب) باختيار أغنية مشجعة أمريكية مشهورة هي (. . .)
وهي حوار يكرر فيها هذا المقطع بين فتى وفتاة عائدين من سهرتهما، وقد احتجزها الفتى في داره، وكلما أرادت الخروج ذكر لها هذا المقطع!!
الآن ما تقولون؟
أيجوز - في المنطق - أن نحكم على دين المسيح بالبطلان لفساد أهله؟
أما نحن فنقول: لا.
لقد جاء المسيح بالدين الخالص والخلق الكامل المثالي.
فحجتكم على الإسلام بأهله أو أحد منهم حجة داحضة.
3 -
وخطأ منهجي آخر، سبق أن ذكرته لكم في جواب سؤالكم الرابع ألا وهو: أنكم جعلتم ما هو موضوع للتفكير، جعلتموه مصدرا للتفكير، بمعنى أن ضعف المسلمين، أو ضعف علمائهم ليس مصدرا يستقي منه الأحكام، بل هو موضوع للتفكير، فيقال: لماذا ضعفوا؟
فإذا كان الإسلام يكره الضعف ويكره الرذائل فمن
الحق أن نبحث عن العلة الصحيحة لوقوعهم فيما نهاهم عنه إسلامهم!!