الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السؤال الثامن: الإسلام حط من شأن المرأة في قضايا كثيرة: فهي تعامل كشيء مملول منه، وأنها مواطن من الدرجة الثانية
.
والدلائل كثيرة، منها:
* قول نبيكم: الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة.
* يرث الرجل ضعف المرأة.
* شهادة الرجل بشهادة امرأتين..
* الحجاب، وقيود كثيرة من زوجها، وليس على الرجل قيود، والرجل
يذهب إلى الشاطئ، ويلبس المايوه، وامرأته عنده خادمة، تلبس الحجاب
في الحر الشديد، وتنتظر (السيد) حتى يخرج من البحر.
وقد شاهدنا ذلك على شواطئ كندا.
أقوال كثيرة من نبيكم تهين المرأة.
منها: لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. وقوله: من الفأل الحسن: المركب الحسن والمرأة الصالحة والدار الفسيحة!
أين الأحاديث التي تدين، وتهين الرجل؟
فهل هذا دين عدل ومنطق؟
الرجل يتزوج من أربع، والمرأة غير مسموح لها!
الرجل المسلم يتزوج غير المسلمة، ولا يسمح للمرأة المسلمة أن تتزوج
بغير المسلم؟
إذا نشزت المرأة تضرب، وإذا نشز الرجل لا يضرب إ!
* * *
جواب السؤال الثامن
1 -
أقول: (مسألة المرأة في الإسلام) من المسائل التي لغط بها كثيرون ممن يهاجمون الإسلام.
ولصاحب هذه السطور كتاب في بيان وجه الحق في هذه المسألة بعوان:
(المرأة في الإسلام، مكانها ومكانتها) في حوال مائة وخمسين صفحة يجيب فيها
على أساس الحقائق النظرية، والأمور الواقعية عن كل ما يثيره اللاغطون في موضوع المرأة.
وعند الأخ حامد نبوي - في بروكلن - نسخة منه، وهو منكم قريب، لمن شاء أن يستبين.
وكان حريا لي أن أحيلكم إلى هذا الكتاب، ثم نكف عن سؤالكم.
ولكن ليتمكن المريد من الاطلاع على الحق والحقائق أوجز الجواب.
وفي حديث نبينا: طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس.
2 -
في إنجيل متى ص: 15) : وإذا امرأة كنعانية، صرخت إليه، ارحمني يا سيد، يا بن داود، ابنتي مجنونة، فلم يجبها بكلمة، وطلب إليه تلاميذه أن يصرفها، فأجاب:
أرسل إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة.
فأتت وسجدت له قائلة أعني.
فأجاب: ليس حسنا أن يؤخذ خبز النبيين ويطرح للكلاب.
فقال: نعم يا سيد والكلاب أيضا تأكل من الفتات الذي يسقط من موائد أربابها. . . ".
ها هنا امرأة تستغيثه فيأبى لأنها من غير جنسه.
فتسجد له، فيجيبها: إنها من الكلاب، وما الكلاب إلا كل الشعوب غير الإسرائيلية.
وهذا معنى تؤكده الأناجيل كلها.
فهل هناك، إهانة (للإنسان) كله رجالًا ونساء أشد من ذلك.
3 -
وفي سفر التكوين ص: 3 ما خلاصته أن الحية أغوت حواء، وأن حواء (المرأة) أغوت آدم، والنتيجة: لعن اللَّه الحية، وحكم بالتعب على المرأة، وباشتياقها إلى الرجل، وسيادة الرجل عليها.
وكذلك حكم على الأرض باللعنة"
هذه مكانة المرأة في كتابكم المقدس.
وهذه الكائنات غير المكلفة تلعن بسببها، الحية والأرض.
قايسوا هذه القصة بما في القرآن الكريم وقد ذكرت في ثلاثة مواضع في سورة البقرة والأعراف وطه وليس فيها أن حواء هي التي أغوت آدم، وبذلك برأ المرأة.
وهذا المعنى تشير إليه الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس ص 11، وكذلك في تيموثاوس الأولى ص 2. فأين هذه المنزلة من منزلة المرأة في الإسلام.
وفي هذه النصوص المقدسة عندكم دلالة على انقسام هذا النوع الإنساني إلى ذكر وأنثى إلى رجل وامرأة.
وهو اعتراف (ديني) تؤيده حقائق الواقع، وبدهيات العلم.
فكل دعوى
تزعم المساواة المطلقة وعدم الفوارق بينهما تكون من لغو الكلام الذي لا ثقل له في ميزان دين أو علم أو واقع؟
لقد ترجمت قصة الشجرة سر الجنس الكامن في طبائع الأحياء جميعها، بين الإرادة والإغواء، والمطاردة والانقياد ويؤكد (العلم) ذلك بما
في الخلايا الجسدية التي يتركب منها كيان الذكر والأنثى عامة، والرجل والمرأة خاصة، آفة عصرنا أنه مولع بمخالفة القديم، كل القديم، على هدى وعلى غير هدى.
4 -
يمتاز الرجل بالخصميتين، وتمتاز المرأة بالمبايض، ولكل من هذه الميزة وظيفة على جانب كبير من الأهمية.
خصيتا الرجل تولد الخلايا الذكرية، ومبايض المرأة تولد الخلايا الأنثوية.
وهذه وتلك تفرزان في دم الرجل والمرأة مواد معينة، تختلف في
الرجل عنها في المرأة، مواد الرجل تطبع فيه خصائص ذكرية، مثل الجرأة والقوة..
بينما مبايض المرأة تفرز خصائص أنثوية.
هذه المواد توجد الفوارق بين الرجل والمرأة، فوارق لا حيلة للرجل ولا للمرأة فيها، ولا للمجتمع، بل ولا للعلم فالعلم لا
يوجد معدوما في الواقع أوفي العقل، وإنما يصف الواقع، أو يفسره.
فكل دعوى تزعم المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة إنها خيال يصوره الهوى، والبعد عن العلم.
5 -
ومفارقة أخرى في المقياس، تلك هي جعل حال المرأة الغريبة هي مقياس التقدم مع مخالفتها للعلم، وللدين، حتى دينهم، وهي حلقة من حلقات تشويه الإسلام، بقصد حماية الاستعمار في البلاد الإسلامية.
تلك الحملة الفكرية التي عمدت إلى تشويه كل قيم الإسلام فالزكاة ما هي إلا تطهير للمال النجس.
والجهاد ما هو إلا اسم للعدوان، وعدم ولاية المسلم للكافر ما هي إلا رفض للتعاون الإنساني.
وفكرة العودة إلى القرآن عند الاختلاف ما هي إلا ردّة إلى الجهالة والبدائية. وفكرة قوامة الرجل في بيته ما هي إلا فكرة التفوق الجنسي، واستبقاء لرذيلة الرق.
حتى فكرة التوحيد هي عند (رينان) الفرنسي مهانة للإنسان بالاستعلاء الإلهي، الذي لم يتواضع فيه الإله وينزل للبشر ويتشبه بهم!!
وهكذا يستطع صاحب الهوى بأن
يعيب الشمس بضيائها والقمر بنوره والماء الفرات بعذوبته. . .!!
6 -
فالحقيقة أن كل خلية من خلايا جسم المرأة والرجل تحمل طابع كل منهما.
إن الرغبة في المساواة المطلقة لا يمكن إحلالها محل الواقع.
وواقع القانون الفسيولجي.
وما يترتب عليه من الفوارق السيكولجية شواهد بالفوارق بين ذكورة الرجل وأنوثة المرأة.
ومن اللجاجة الفارغة الزعم بأن الرجل والمرأة نوع واحد.
كما آثرت (وثيقة المرأة) ، وطالبت بإلغاء كلمتي (. . .) التي تعنى الذكر والأنثى واستعمال كلمة (. . .) التي تعني النوعين معا.
وزعمت تلك الوثيقة أن الفوارق وهمية!
وهو زعم يكذبه العلم؛ لأن طبيعة الخلقة تأبى أن تنشئ جنسين
مختلفين لتكون لها صفات الجنس الواحد، ولو كانت الصفات والخصائص واحدة لا نعدمت الاثنينية، ولكان الجنسان شيئا واحدا، ولما كان للفظ الرجل ولفظ المرأة معنى، وللزم أن نسميهما باسم واحد لا دلالة فيه على ذكورة ولا أنوثة، ولو استطعنا ذلك بالمكابرة في شأن الإنسان فما لنا من حيلة في شأن الكائنات الحية من النبات والحيوانات، وما شأن الإنسان في الذكورة والأنوثة إلَّا كشأن سائر الكائنات الحية!
إن هذا الاختلاف الذي خلقه اللَّه لم يخلق ليلغيه الإنسان، أو ليكون في قدرته إلغاؤه.
إنما خلق للاعتراف به، وتوجيه وجهته الملائمة.
وفي ذلك صلاح الإنسان وصلاح الحياة.
إن المرأة يزودها اللَّه بالعطف، والحنان، والرقة، والرفق بالطفولة، والصبر عليها، والقدرة على فهمها، والسهر على رعايتها في أطوارها الأولى، بل وباللذة في ألم الحمل والولادة، والرعاية. . إنها لم تزود بكل ذلك لتهجر البيت، وتزاحم الرجال في المصنع والسوق. ..
إن الأمة لن تخسر شيئا إذا فقدت المرأة المهندسة أو المحامية ولكن الأمة سوف
تخسر كل شيء إذا فقدت المرأة الأم،