الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحرية الفكرية قرونا طوالا، كان من ثمارها هذه الثروة الفقهية الواسعة، التي بهرت علماء القانون من الغربيين، حتى قال عميد كلية الحقوق الألماني: إنه سوف يكون سعيدا إذا ما وصل القانون عندهم، بعد ألفي سنة، إلى ما وصل إليه الفقه الإسلامي!!
أين هذه الشهادة، من عالم متخصص، من عيبكم مالا يعاب؟
الفرق بين القولين فرق ما بين حكم العالم، وتحريف الجاهل!!
44 -
وبعد، فما لكم وهذا (الاجتهاد الفقهي) وآثاره الطبة في الفكر وفي العمل - واتخاذه عيبا يعيب به من لا يفقه.
وأين من اختلافكم في طبيعة معبودكم، المسيح.
هل هو ذو طبيعة واحدة إلهية، أم هو ذو طبيعتين إلهية وإنسانية، وأدى ذلك إلى مذهبين لا يلتقيان على ود، وكنيستين لا يجتمعان على عقيدة؟!!
وأين هذا الاجتهاد الفقهي من اختلافكم على (كتابكم) ؟
فالعبرانيون ينكرون التوراة التي عند السامريين، والسامريون ينكرون التوراة التي عند العبرانيين، وهذه وتلك إنما كتب بعد السبي البابلي الذي كان سنة 586 أي بعد موت موسى بما يقارب ستة قرون!!
أما كتب الأنبياء من بعد موسى، والملحقة الآن بالتوراة فإن السامريين يرفضونها كلها، ولم يقبلوا إلا ما نسب إلى موسى.
والنصارى يقدّسون التوراة العبرانية وكذلك أسفار الأنبياء.
فما شأن الأناجيل
؟
وهل هو إنجيل واحد؟ لا، بل أناجيل عدة كتبها كاتبون!
وأقدم نسخ الأناجيل مترجم عن نسخة لم تعرف، ومترجمها لم يعرف.
وأول (فن) الترجمة: أن تعرف النسخة المترجمة، وأن يعرف المترجم، ومدى قدرته على اللغتين. . إلى آخر هذا.
وكله غير معروف. وهذا كله حقائق تاريخيه، لا ينكرها منكم أحد.
لقد حفظ تاريخ الكتاب المقدس أناجيل عدة، ولا سيما زمان اعتراف الرومان بالنصرانية
مذهبا رسميا للدولة.
ولكن المجامع الكنسية اختارت هذه الأربعة اختيارا لم يقم على الأسس العلمية، بل كان عشوائيا بأسلوب القرعة!! وبناء على هذه القرعة غير
العلمية اعتبروا باقي الأناجيل (أبو كريفا) وهي لفظة معناها: الكتب المزيفة.
وتبلغ هذه الأناجيل المرفوضة خمسة وسبعين.
منها إحدى عشرة رسالة تنسب إلى بطرس.
فخبرونا عن الأسس العلمية في قبول ما قبل، ورفض ما رفض!
فلسنا نعلم، ولا أحد يعلم أيها الصحيح وأيها الباطل، وأيها الناسخ وأيها المنسوخ.
إن (قياس) الارتداد عن الإسلام على النسخ وعلى تنوع آراء العلماء قياس باطل لجملة هذه الفوارق التي ذكرتها، ولا يقيس، مع وجود الفارق، إلا من لا يعلمون وحسبكم مسألة الاختلاف في معبودكم وكتبكم ردًّا عليكم، وخلانا ذم!!