الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 - هذا عرض موجز للجهد الفكري الإنساني للتعرف على المقياس الذي نحتكم إليه في التقدم والتأخر، أو الخير والشر، ومنه نتبين ما يأتي:
أنه مع هذه الحيرة هناك قدر جامع وقاسم مشترك يكاد يشملها كلها ألا وهو: قصد الخير للإنسان من حيث هو إنسان.
- وأن القليل من هذه المذاهب ينزع إلى إطلاق شهوات الإنسان.
- وأن القليل منها من اعتبر (المنفعة) هي مقياس الخلق.
* * *
11 -
والعارف بتاريخ النهضة الأوربية يعلم أنها قامت على مفاهيم عصر التنوير، يعبر عنها خمس كلمات: الفرد - العقل - الطبيعة - التقدم - السعادة.
ومن ثم نرى أن القيم الأخلاقية التي هي فطرة في الإنسان، والتي تجعل الإنسان إنسانا - نراها قد استبعدت من برامج هذه النهضة.
وكان من نتائج ذلك تلك الآثام التي ارتكبها الغرب الناهض في حق الإنسانية، إذْ كانت هذه المآسي تحقق له: اللذة، والمنفعة.
وهما معيار التقدم والرقي، وليذهب الآخرون إلى الفناء، اللذة
والمنفعة من غير تقيد بقيم الأخلاق، فما الأخلاق، عندهم، إلا حيلة لتقييد حق الإنسان في اللذة والمنفعة، فكل ما يحقق هذين فهو أخلاقي وحسن.
* * *
12 - فماذا عن الإسلام
؟
جاء الإسلام ليصحح (الرؤية) رؤية الإنسان لنفسه ورؤيته للحياة، ورؤيته للكون كله؛ لينتهي الإنسان بكل رؤياته إلى الحقيقة الكبرى: إلى اللَّه فكل ما لا ينتهي بالإنسان إلى هذه الحقيقة، التي هي أحق الحق، فإنه بالإنسان خُسْر، وضياع.
بهذا المنهج الإسلامي يصير الإنسان إنسانا عالميا، وأمته كذلك، وأيضا أمة الخير والحق، والجمال، وقد وصفها القرآن بقوله:
(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)
وبذلك كان مقياس التقدم: إنسانيا عاما، لا ذاتيا، ولا قوميا.
وبهذا المقياس نشرت أمة الإسلام في ربوع