المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثالث: دراسة موجزة لمؤلفاته في أصول الدين - أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة

[محمد بن عبد الرحمن الخميس]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌تمهيد

-

- ‌الباب الأول: في ترجمة الإمام أبي حنيفة وبيان منهجه في تقرير أصول الدين

-

- ‌الفصل الأول: ترجمة الإمام أبي حنيفة

- ‌المبحث الأول: حياته الشخصية

- ‌المبحث الثاني: حياته العلمية

- ‌المبحث الثالث: دراسة موجزة لمؤلفاته في أصول الدين

-

- ‌الفصل الثاني: منهجه في تقرير أصول الدين

- ‌المبحث الأول: مصادر العقيدة عند الإمام أبي حنيفة

- ‌المبحث الثاني: موقفه من علم الكلام

- ‌المبحث الثالث: موقفه من الفرق الكلامية

-

- ‌الباب الثاني: بيان اعتقاده في التوحيد

-

- ‌الفصل الأول: توحيد الربوبية

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: معنى توحيد الربوبية وخصائصه

- ‌المبحث الثاني: مناظرة الإمام أبي حنيفة للملاحدة في إنكارهم الخالق ونقده لطريقة المتكلمين في تقرير الربوبية

- ‌المبحث الثالث: منهج الإمام أبي حنيفة في تقرير الربوبية

-

- ‌الفصل الثاني: توحيد الألوهية

- ‌المبحث الأول: تقرير توحيد الألوهية عند السلف

- ‌المطلب الأول: معنى توحيد الألوهية وخصائصه

- ‌المطلب الثاني: في "المراد بالعبادة

- ‌المطلب الثالث: ما يناقض توحيد الألوهية

- ‌المبحث الثاني: عقيدة الإمام أبي حنيفة في التوسل إلى الله

-

- ‌الفصل الثالث: توحيد الأسماء والصفات

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: تقرير توحيد الأسماء والصفات إجمالا عند الإمام أبي حنيفة

- ‌المبحث الثاني: ذكر جملة من الصفات الذاتية وكلام أبي حنيفة عنها

- ‌المبحث الثالث: ذكر جملة من الصفات الفعلية وكلام الإمام أبي حنيفة عنها

-

- ‌الباب الثالث: اعتقاده في الإيمان

- ‌الفصل الأول: مسمى الإيمان عند الإمام أبي حنيفة وهل يدخل فيه العمل

- ‌الفصل الثاني: زيادة الإيمان ونقصانه

- ‌الفصل الثالث: الاستثناء في الإيمان

- ‌الفصل الرابع: علاقة الإسلام بالإيمان

- ‌الفصل الخامس: حكم مرتكب الكبيرة

- ‌الباب الرابع: اعتقاده في بقية أصول الدين

- ‌ تمهيد

-

- ‌الفصل الأول: النبوات

- ‌المبحث الأول: الفرق بين النبي والرسول

- ‌المبحث الثاني: آيات الأنبياء

- ‌المبحث الثالث: عصمة الأنبياء

- ‌المبحث الرابع: من خصائص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

-

- ‌الفصل الثاني: اليوم الآخر

- ‌المبحث الأول: أشراط الساعة

- ‌المبحث الثاني: فتنة القبر

- ‌المبحث الثالث: البعث

- ‌المبحث الرابع: أحوال اليوم الآخر

- ‌الفصل الثالث: القدر

- ‌توطئة

- ‌المبحث الأول: كراهية الخوض في القدر عند الإمام أبي حنيفة

- ‌المبحث الثاني: مراتب القدر

- ‌المبحث الثالث: أفعال العباد

- ‌المبحث الرابع: الطوائف المنحرفة في القدر ورد الإمام أبي حنيفة عليها

- ‌الفصل الرابع: الصحابة

- ‌المبحث الأول: الإمام أبو حنيفة يحب جميع الصحابة ويتولاهم

- ‌المبحث الثاني: قول الإمام أبي حنيفة في المفاضلة بين عثمان وعلي رضي الله عنهما

- ‌المبحث الثالث: قول الإمام أبي حنيفة فيمن يتنقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسبهم

- ‌الفصل الخامس: الإمامة

- ‌المبحث الأول: الإمامة في قريش

- ‌المبحث الثاني: إمامة الخلفاء الراشدين

- ‌المبحث الثالث: الخروج على الإمام الجائر

-

- ‌الباب الخامس: المقارنة بين عقيدة الإمام أبي حنيفة وأتباعه

-

- ‌الفصل الأول: المقارنة بين عقيدة الإمام أبي حنيفة وأبي منصور الماتريدي وأتباعه الماتريدية

- ‌المبحث الأول: المقارنة بين الإمام أبي حنيفة وأبي منصور الماتريدي أتباعه في المنهج

- ‌المبحث الثاني: المقارنة في مسائل أصول الدين

- ‌الفصل الثاني: مدى التزام الحنفية بعقيدة الإمام أبي حنيفة في التوحيد

- ‌مصادر ومراجع

الفصل: ‌المبحث الثالث: دراسة موجزة لمؤلفاته في أصول الدين

‌المبحث الثالث: دراسة موجزة لمؤلفاته في أصول الدين

ينسب إلى الإمام أبي حنيفة الكتب التالية:

1-

الفقه الأكبر برواية حماد بن أبي حنيفة.

2-

الفقه الأكبر برواية أبي مطيع البلخي، ويسمى بالفقه الأبسط.

3-

العالم والمتعلم برواية أبي مقاتل السمرقندي.

4-

رسالة الإمام أبي حنيفة إلى عثمان البتي برواية أبي يوسف.

5-

الوصية برواية أبي يوسف.

وإليك التعريف بكل كتاب، مع بيان نسبته 1 إلى مؤلفه لنستخرج

1 ممن تكلم في نسبة هذه الكتب إلى الإمام أبي حنيفة من الكتّاب المعاصرين كارل بروكلمان، فقد نفى نسبة هذه الكتب كلها إلى أبي حنيفة، وتبعه على ذلك فؤاد سزكين، حيث يرى أن هذه الكتب من عمل تلامذة الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى سوى رسالته إلى عثمان البتي، فإنها من عمل يده، أما أرنذجان ونسنك فقد نفى صحة كتاب الفقه الأكبر وصحح نسبة الفقه الأبسط إليه، وتابعه محمد أبو زهرة في التشكيك في نسبة الفقه الأكبر إلى الإمام أبي حنيفة، أما أحمد أمين فيرى أن الفقه الأكبر الذي بين أيدينا أساسه صحيح النسبة إلى أبي حنيفة وأنه زيد عليه.

انظر تاريخ الأدب العربي لبروكلمان 3/237؛ وتاريخ التراث لفؤاد سزكين 2/31-32؛ وعقيدة الإسلام ص116، 123، وكتاب "أبو حنيفة وآراؤه =

ص: 115

منه النتيجة، وهل هي صحيحة النسبة إلى أبي حنيفة، أمن هي باطلة غير صحيحة:

1-

الفقة الأكبر برواية حماد بن أبي حنيفة

وهي رسالة تشتمل على أصول الدين، كمسائل الصفات والإيمان والقدر والنبوة والمعاد، بعبارة سهلة وجيزة، من غير أدلة تفصيلية إلا في موضعين:

الأول في صفة الكلام؛ حيث استدل بقوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} "سورة النساء: الآية164".

والثاني في بيان أن صفاته ليست مثل صفات المخلوقين، فاستدل بقوله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} "سورة الشورى: الآية11".

ونالت هذه الرسالة شهرة واسعة، وتصدى لشرحها غير واحد من أهل العلم، حتى بلغ عدد شروحها خمسة عشر شرحا 1، لا زال كثير منها مخطوطا ما عدا شرحي علي القاري والمغيساوي فهما مطبوعان.

من ذكر هذا المؤلف من المصنفين:

1-

ابن النديم في الفهرست ص256.

2-

البغدادي في الفرق بين الفرق ص220، وأصول الدين ص308.

3-

أبو المظفر الإسفراييني في كتاب التبصير في الدين ص113-114.

= الفقهية" لأبي زهرة ص186، 187؛ وضحى الإسلام لأحمد أمين 2/198.

1 انظر أسماء هذه الشروح في كشف الظنون 2/1287؛ وشرح الإحياء للزبيدي 2/3؛ تاريخ الأدب العربي 3/237؛ وتاريخ التراث 2/31.

ص: 116

4-

علي بن محمد البزدوي في كتاب أصول البزدوي كما في كشف الأسرار في شرح أصول البزدوي 1/7، 8.

5-

ابن تيمية في مجموع الفتاوى 5/46.

6-

ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص138.

7-

الذهبي في المشتبه 1/137.

8-

ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية ص3.

9-

إسماعيل البغدادي في هداية العارفين 2/495.

10-

الحاجي خليفة في كشف الظنون 2/1287.

11-

محمود شكري الألوسي في غاية الأماني 1/448.

دراسة إسناد هذا المؤلف:

وقفت على إسناد هذا المؤلف في نسخة خطية محفوظة ضمن المجموعة رقم 234 بمكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت بالمدينة المنورة، وهي من رواية نصر بن يحيى، عن ابن مقاتل، عن عصام بن يوسف، عن حماد بن أبي حنيفة، عن أبيه. وإليك التعريف بهم.

1-

نصر بن يحيى: هو نصر بن يحيى البلخي، تفقه على أبي سليمان الجوزجاني، وروى عنه أبو غياث البلخي. مات سنة 268هـ 1.

2-

محمد بن مقاتل: هو محمد بن مقاتل الرازي كان من أصحاب الرأي مقدما في الفقه، روى عن سفيان بن عيينة ووكيع وسلم بن الفضل، وروى عنه محمد بن أيوب وحمد بن حكيم الترمذي والحسين بن أحمد.

1 انظر الجواهر المضية 3/546؛ والفوائد البهية ص221، ولم يذكر فيه جرح أو توثيق ولم أقف له على ترجمة عند غيرهما.

ص: 117

قال عنه الذهبي في المغني: "ضعيف"، وفي الميزان:"تكلم فيه ولم يترك". مات سنة 248هـ 1.

3-

عصام بن يوسف: هو عصام بن يوسف البلخي 2، روى عن سفيان وشعبة، وحدث عنه عبد الصمد بن سليمان وغيره، قال عنه ابن سعد:"كان عندهم ضعيفا في الحديث"، وقال ابن عدي في الكامل:"روى عن الثوري وعن غيره أحاديث لا يتابع عليها"، وقال الخليلي:"هو صدوق". مات سنة 215هـ 3.

4-

حماد بن أبي حنيفة: هو حماد بن أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، قال عنه ابن خلكان:"إنه كان على مذهب أبيه وإنه كان صالحا خيرا"، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولم يذكر فيه جرحا، وذكره ابن عدي في الكامل، فقال عنه:"لا أعلم له رواية مستوية". وقال عنه الذهبي في الميزان: "ضعفه ابن عدي وغيره من قبل حفظه" مات سنة 176هـ 4.

1 انظر المغني في الضعفاء 2/635؛ وميزان الاعتدال 5/388.

2 نسبة إلى بلخ مدينة مشهور بخراسان وأشهرها ذكرا وأكثرها خيرا وبينها وبين ترمذ اثنا عشر فرسخا، ويقال لنهر جيحون نهر بلخ، انظر معجم البلدان 1/479-480؛ ومراصد الاطلاع 1/217.

3 الكامل لابن عدي 5/2008؛ وميزان الاعتدال 3/67؛ ولسان الميزان 4/168.

4 الجرح والتعديل 3/149؛ والكامل لابن عدي 2/669؛ وتاريخ بغداد 6/243؛ ووفيات الأعيان 2/205؛ وميزان الاعتدال 1/590؛ ولسان الميزان 2/346.

ص: 118

2-

الفقه الأكبر 1 برواية أبي مطيع البلخي

وهو رسالة يجيب فيها الإمام أبو حنيفة، عن أسئلة تلميذه مطيع البلخي، وهي مغايرة تماما لرواية حماد بن أبي حنيفة، حيث إن هذه الرسالة عبارة عن أجوبة مفصلة لأسئلة أبي مطيع، بخلاف رواية حماد بن أبي حنيفة فهي عبارة عن عرض مجمل وسهل لمسائل أصول الدين، والآراء التي تحتويها هذه الرسالة لا تختلف غالبا عن الآراء الموجودة في رسائله الأخرى المنسوبة إليه، غير أنه أسهب في مسائل القضاء والقدر وبعض مسائل الإيمان، ويظهر ـ والله اعلم ـ أنها ليست من تأليف الإمام مباشرة، بل من تأليف تلميذه أبي مطيع البلخي، جمع فيها أمالي الإمام وأقواله.

لذا يقول الذهبي عن أبي مطيع البلخي: "صاحب كتاب الفقه الأكبر" 2، فهذه إشارة منه إلى أن الكتاب ليس من تأليف الإمام رحمه الله تعالى، وإنما هو من تأليف أبي مطيع البلخي.

1 وهو المطبوع باسم الفقه الأبسط، تمييزا له عن الفقه الأكبر برواية حماد بن أبي حنيفة. ولم يعرف باسم الفقه الأبسط إلا عند بعض الحنفية المتأخرين كالبياضي في إشارات المرام ص28؛ والزبيدي في إتحاف السادة المتقين 2/14؛ وقد نقل منه ابن تيمية في الحموية ضمن مجموع الفتاوى 5/46؛ وابن قدامة في العلو ص116؛ وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص73.

والذهبي في العلو ص101؛ وسموه الفقه الأكبر، هذا وقد نشره محمد زاهد الكوثري في القاهرة سنة 1368هـ وطبع في الهند مع شرح محمد بن محمود الحنفي السمرقندي سنة 1321هـ وله كذلك شرح آخر بعنوان نظم الدرر في شرح الفقه الأكبر تأليف عبيد الله المفتي طبع سنة 1405هـ.

2 العلو ص101.

ص: 119

وكذا قال اللكنوي: "أبو مطيع البلخي صاحب أبي حنيفة، وصاحب كتاب الفقه الأكبر"1.

دراسة إسناد هذا المؤلف:

وقفت على إسناد هذا المؤلف في نسخة خطية محفوظة بدار الكتب ضمن المجموعة 64-215 وهي من رواية 2 الشيخ أبي بكر الكاساني 3، عن العلاء السمرقندي، عن أبي المعين النسفي، عن أبي عبد الله الحسين بن علي المعروف بالفضل، عن أبي مالك نصران بن نصر الختلي 4، عن أبي الحسن علي بن أحمد الفارس، عن نصر بن يحيى، عن أبي مطيع الحكم بن عبد الله البلخي، عن الإمام أبي حنيفة.

وإليك التعريف برجال إسناد هذه النسخة:

1-

أبو بكر الكاساني: هو أبو بكر بن مسعود بن أحمد علاء الدين الكاساني، صاحب كتاب بدائع الصنائع، تفقه على علاء الدين محمد السمرقندي، وتزوج ابنته فاطمة الفقيهة، من أجل أنه شرح كتاب التحفة للسمرقندي، وسماه البدائع، فجعله مهرا لابنته، وله من التصانيف كتاب السلطان المبين في أصول الدين. مات سنة 587هـ 5.

1 الفوائد البهية ص68.

2 هذا الإسناد وقفت عليه بواسطة كلام الكوثري في مقدمته، كتاب العالم والمتعلم ص6، وذكره شارح الفقه الأكبر عبيد الله المفتي في نظم الدرر ص87-88.

3 نسبة إلى كاسان مدينة كبيرة في أول بلاد تركستان وراء نهر سيحون والشاش لها قلعة حصينة على بابها وادي أخسيكت. انظر مراصد الاطلاع 3/1143.

4 في النسخة المحفوظة في مكتبة حكمت عارف: يروي نصران بن نصر الختلي عن الحسن بن علي بن الحسين الغزال عن علي بن أحمد الفارس.

5 تاج التراجم ص84، 85. وانظر ترجمته في الجواهر المضية 14/25-28؛ والفوائد البهية ص53؛ وطبقات الفقهاء لطاش كبري زاده ص102، 103، ولم يذكروا فيه جرحا أو تعديلا.

ص: 120

2-

العلاء السمرقندي: هو محمد بن أحمد بن أبي أحمد علاء الدين السمرقندي، تفقه على أبي المعين ميمون المكحولي، وعلى أبي اليسر البزدوي، وتفقه عليه أبو بكر بن مسعود الكاساني وغيره، ولم أقف على تاريخ وفاته 1.

3-

أبو المعين النسفي: هو ميمون بن محمد بن محمد معتمد بن مكحول بن أبي الفضل أبو المعين النسفي المكحولي، صاحب كتاب تبصرة الأدلة، والتمهيد لقواعد التوحيد. مات سنة 508هـ 2.

4-

أبو عبد الله الحسين بن علي: هو الحسين بن علي الألمعي الكاشغري 3 الواعظ. قال عنه الذهبي: "متهم بالكذب"، وقال السمعاني:"شيخ فاضل واعظ ولكن أكثر رواياته وأحاديثه مناكير واسمه الحسين، غير أنه عرف بالفضل، صنّف التصانيف الكثيرة في الحديث، لعلها تربو على المائة والعشرين مصنفا وعامتها مناكير، روى الحديث عن أبي عبد الله محمد بن علي الصوري ومحمد بن محمد الغيلان، وحدث عنه محمد بن محمود الشجاعي. مات بعد سنة 484هـ"4.

1 تاج التراجم ص60؛ والجواهر المضية 3/18؛ والفوائد البهية ص158؛ وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده ص95، وجميعهم لم يذكروا فيه جرحا أو توثيقا.

2 تاج التراجم ص78؛ والجواهر المضية 3/527؛ والفوائد البهية ص216؛ وجميعهم لم يذكروا فيه جرحا أو توثيقا.

3 نسبة إلى كاشغر بالتقاء الساكنين والشين والعين المعجمتين والراء المهملة قرى ورساتيق يسافر إليها من سمرقند وهي في وسط بلاد الترك. مراصد الاطلاع 3/1143.

4 الأنساب 11/22؛ واللباب في تهذيب الأنساب 3/76؛ والميزان 1/544؛ ولسان الميزان 2/305، 306.

ص: 121

5-

أبو مالك نصران بن نصر الختلي: ذكره الذهبي في المشتبه، وقال عنه:"أبو مالك نصران بن نصر الختلي، روى الفقه الأكبر عن علي بن الحسين الغزّال وعنه أبو عبد الله الحسين الكاشغري".

6-

أبو الحسن علي بن أحمد الفارس: لم أقف على ترجمته.

7-

نصر بن يحيى: تقدم التعريف به في ص117.

8-

أبو مطيع البلخي: هو الحكم بن عبد الله بن مسلم أبو مطيع البلخي الخراساني 1، صاحب أبي حنيفة رحمه الله تعالى، روى عن هشام بن حسان وابن عون، وروى عنه أحمد بن منيع وخلاد بن أسلم الصفار. مات سنة 199هـ.

قال عنه ابن معين: "ليس بشيء". وقال أحمد بن حنبل: "لا ينبغي أن يروى عنه شيء"، وقال أبو داود:"تركوا حديثه وكان جهميا"، وقال أبو حاتم:"كان مرجئا ضعيف الحديث، وضعفه البخاري والنسائي"، وقال ابن حبان:"كان من رؤساء المرجئة ممن يبغض السنن ومنتحليها"، وقال ابن عدي:"هو بيِّن الضعف عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وقال الذهبي، وابن حجر: "كان ابن المبارك يعظّمه ويجلّه لدينه وعلمه" 2.

قلت: فقوله لدينه أي لعبادته وزهده، وأما قوله:"لعلمه" فالظاهر أنه يعني فقهه، وإلا فأهل العلم متفقون على أنه لا يحتج به في الرواية لكونه

1 نسبة إلى خراسان وهي بلاد واسعة وأول حدودها مما يلي العراق وآخر حدودها مما يلي الهند ومن أمهات مدنها نيسابور وهرات وبلخ وطالقان ونسا وسرخس.

2 انظر تاريخ ابن معين 4/356؛ والضعفاء والمتروكين للنسائي ص259؛ والمجروحين لابن حبان 1/250؛ والجرح والتعديل 3/122؛ والكامل لابن عدي 2/631؛ والميزان 1/574؛ واللسان 2/334.

ص: 122

متهما، بل كذبه أبو حاتم، وتتابع أهل العلم على تضعيفه، فمثله لا يعتمد عليه، لذا لم أعرج على كتابه إلا حيث خالف بدعته في التجهم والإرجاء، أو أجد شاهدا لكلامه في سائر كتب أبي حنيفة، أو بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة على مذهب أبي حنيفة وصاحبيه للطحاوي فأورده استئناسا واستشهادا.

3-

العالم والمتعلم

وهو رسالة يجيب فيها الإمام عن أسئلة المتعلم أبي مقاتل حفص بن سلم السمرقندي.

بدأها بالإشارة إلى أهمية العلم والعمل، وأن العمل تبعٌ للعلم، وأن العلم مع العمل اليسير أنفع من الجهل مع العمل الكثير.

ثم بين أهمية معرفة علم الكلام وشرح العدل والجور، ثم أشار إلى بعض آراء الفرق في نزع الإيمان عن الزاني.

ثم فرق بين الشريعة والدين، وأن الدين هو التوحيد، والتوحيد واحد أوصى الله أنبياءه بالدعوة إليه، ثم شرح مذهبه في الإيمان، وهل له ارتباط بالعمل.

وتنفرد هذه الرسالة عن الرسائل الأخرى المنسوبة للإمام في أمور لا تتفق مع ما ثبت عنه في قضايا الاعتقاد منها:

"أ" تعظيمه لعلم الكلام، وبيان ضرورة معرفته 1.

1 هذا خلاف ما استقر عليه في آخر أمره حيث كان ينهى عن تعلم الكلام =

ص: 123

"ب" استعماله القياس في قضايا العقيدة 1.

"ج" قوله بالإرجاء الحقيقي حيث قال، يعني أبا حنيفة:"من آمن بقلبه ولم يتكلم بلسانه فهو مؤمن عند الله"2.

"د" قوله: "أصل الإرجاء من قبل الملائكة"3.

ويظهر ـ والله أعلم ـ أن هذه الرسالة ليست من تأليف الإمام، بل من تأليف تلميذه أبي مقاتل حفص بن سلم السمرقندي. لذا قال عنه السليماني كما في اللسان في ترجمة أبي مقاتل:"صاحب كتاب العالم والمتعلم في عداد من يضع الحديث". وأقره الحافظ ابن حجر 4، وهي إشارة إلى أن كتاب العالم والمتعلم ليس للإمام أبي حنيفة، وإنما هو من تأليف أبي مقاتل. ثم إن كتاب العالم والمتعلم، ككتب المسائل التي هي أجوبة عن أسئلة التلاميذ لشيوخهم في مسألة من مسائل العلم، يكتبها التلاميذ، وتنسب له الأسئلة، مثل أسئلة الآجري لأبي داود، وأسئلة البرقاني للدارقطني، ومسائل أبي داود للإمام أحمد، فكما أنه لا يجوز أن تنسب تلك الكتب إلى الشيوخ، فنقول مثلا:"إن مسائل أبي داود" هي من تأليف الإمام أحمد، فكذلك لا يجوز أن تنسب الأجوبة الواردة في العالم والمتعلم للإمام أبي حنيفة، ولا سيما أن مؤلف كتاب العالم والمتعلم هو أبو مقاتل السمرقندي وضاع وكذاب عند المحدثين وبالتالي يجب أن نكون على حذر مما في هذا الكتاب، فلا يقبل ما فيه إلا إذا وافق

= والخصومات في الدين. انظر تفصيل ذلك في الفصل الثاني من الباب الأول من هذه الرسالة.

1 انظر ص15، 18.

2 انظر ص10، 13، 22.

3 انظر ص22.

4 لسان الميزان 2/323.

ص: 124

ما في المصادر الأخرى التي تحكي عقيدة الإمام أبي حنيفة.

من ذكر هذا المؤلف من المصنفين:

1-

ابن النديم في الفهرست ص256.

2-

على بن محمد البزدوي في كنز الوصول إلى معرفة الأصول 1/8.

3-

علاء الدين بن عبد العزيز البخاري في كشف الأسرار 1/8.

4-

أبو المظفر الإسفراييني في التبصير ص113.

5-

البياضي في إشارات المرام ص21.

6-

والزبيدي في إتحاف السادة المتقين 2/14.

7-

طاش كبرى زاده في مفتاح السعادة 2/203

8-

إسماعيل البغدادي في هداية العارفين 2/495.

9-

حاجي خليفة في كشف الظنون 2/1437.

دراسة إسناد هذا المؤلف:

وقفت لهذا المؤلف على إسناد نسختين:

* النسخة الأولى: وهي المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم 34147، وهي من رواية 1 الشيخ أبي الحسن علي بن خليل الدمشقي، عن أبي الحسن برهان الدين علي بن الحسن البلخي، عن أبي المعين النسفي، عن أبيه محمد النسفي، عن عبد الكريم بن موسى البزدوي النسفي، عن أبي منصور الماتريدي، عن أبي بكر أحمد بن إسحاق الجوزجاني عن أبي سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني، عن محمد بن مقاتل الرازي وهما عن أبي مطيع الحكم بن عبد الله وأبي عصمة عصام بن

1 هذا الإسناد وقفت عليه بواسطة مقدمة الكوثري لكتاب العالم والمتعلم ص5.

ص: 125

يوسف البلخي وهما عن أبي مقاتل حفص بن سلم السمرقندي عن الإمام أبي حنيفة وإليك تعريف برجال إسناد هذه النسخة:

1-

أبو الحسن علي بن خليل الدمشقي: هو علي بن خليل بن الحسين الدمشقي أبو الحسن الشهير بابن قاضي العسكر، الأديب الفقيه، مولده بدمشق سنة 608هـ، ومات سنة 651هـ، وله كتاب شرح الجامع الكبير 1.

2-

أبو الحسن برهان الدين علي بن حسن البلخي: هو علي بن الحسن بن محمد بن أبي جعفر أبو الحسن المعروف بالبرهان البلخي، قال عنه الذهبي:"كان زاهدا معرضا عن الدنيا، وهو الذي قام في إبطال حي على خير العمل من حلب"، وقال اللكنوي:"برع في الأصول والفقه ورد دمشق ودرس بها" مات سنة 548هـ 2.

3-

أبو المعين النسفي: تقدم التعريف به ص122.

4-

محمد النسفي: لم أقف له على ترجمة.

5-

عبد الكريم بن موسى البزدوي النسفي: هو عبد الكريم بن موسى بن عيسى البزدوي نسبة إلى بزدى قلعة على ستة فراسخ من نسف 3 وهو جد فخر الإسلام البزدوي تفقه على أبي منصور الماتريدي. مات سنة 390هـ 4.

1 تاج التراجم ص43؛ والجواهر المضية 2/568.

2 العبر للذهبي 3/6؛ والفوائد البهية ص120، 121.

3 نسف: بفتح أوله وثانيه ثم فاء مدينة كبيرة تقع بين جيحون وسمرقند وتتبعها قرى كثيرة. انظر معجم البلدان 5/285.

4 الجواهر المضية 2/8458؛ والفوائد البهية ص101.

ص: 126

6-

أبو منصور الماتريدي: هو محمد بن محمد بن محمود أبو منصور الماتريدي، نسبة إلى ماتريد 1، محلة بسمرقند 2، وإليه ينسب المذهب الماتريدي الكلامي الموجود في العالم الإسلامي، تفقه على أبي بكر أحمد الجوزجاني، وأبي نصر أحمد بن العباس العياض. وتفقه عليه إسحاق بن محمد السمرقندي وأبو محمد عبد الكريم بن موسى البزدوي وغيرهم، وله كتاب التوحيد وتأويلات القرآن وغير ذلك، مات سنة 333هـ، بعد وفاة أبي الحسن الأشعري بتسع سنوات 3.

7-

أبو بكر أحمد بن إسحاق الجوزجاني: هو أحمد بن إسحاق أبو بكر الجوزجاني، نسبة إلى جوزجان 4، بلدة مما يلي بلخ، تفقه على أبي سليمان الجوزجاني وقال عنه القرشي: صاحب كتاب الجواهر المضية: "كان من الجامعين بين علم الأصول وعلم الفروع، وكان في أنواع العلوم في الدرجة العلية، له كتاب الفرق والتمييز وكتاب التوبة

1 ماتريد: بفتح الميم بعدا ألف وضم التاء المثناة الفوقية وفتح القاف المهملة وسكون الياء آخر الحروف ودال مهملة محلة من مدينة سمرقند وإليها ينسب أبو منصور الماتريدي، إمام الحنفية الماتريدية. انظر الأنساب 12/2؛ واللباب 3/140؛ والفوائد البهية ص195.

2 سمرقند: بفتح السين المهملة والميم وسكون الراء المهملة وفتح القاف وسكون النون آخرها دال مهملة. مدينة عظيمة من مدن خراسان ما وراء النهر وقد استقلت حديثا من نير احتلال الروس البلاشفة. انظر معجم البلدان 3/246؛ ومعجم ما استعجم 3/754؛ ومراصد الاطلاع 2/736.

3 انظر تاج التراجم ص59؛ والجواهر المضية 3/360؛ والفوائد البهية ص195.

4 جوزجان: قال ياقوت: "جوزجانان وجوزجان هما واحد بعد الزاي جيم وفي الأولى نونان وهو اسم كورة واسعة من كور بلخ بخراسان وهي بين مرو الروذ وبلخ ومن مدنها الأنبار وفارياب. معجم البلدان 2/182.

ص: 127

وغيرهما" ولم أقف له على تاريخ وفاته 1.

8-

أبو سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني: هو موسى بن سليمان الجوزجاني أبو سليمان، سمع عبد الله بن المكبار وأبا يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري ومحمد بن حسن الشيباني، وروى عنه عبد الله بن حسن الهاشمي وأحمد بن محمد البرتي. قال عنه الخطيب:"كان فقيها بصيرا بالرأي يذهب مذهب أهل السنة في القرآن"، وقال عنه ابن أبي حاتم:"كان يكفر القائلين بخلق القرآن، كتب عنه أبي وسئل عنه فقال: كان صاحب رأي وكان صدوقا"2.

9-

محمد بن مقاتل الرازي 3.

10-

أبو مطيع الحكم بن عبد الله 4.

11-

أبو عصمة عصام بن يوسف البلخي 5.

12-

أبو مقاتل السمرقندي: هو حفص بن سلم أبومقاتل السمرقندي، روى عن هشام بن عروة، وروى عنه عتيق بن محمد، قال عنه السليماني:"صاحب كتاب العالم والمتعلم في عداد من يضع الحديث"6.

وقال الحاكم: "حدث عن عبيد الله بن عمر وأيوب ومسعر وغيرهم بأحاديث موضوعة. كذبه وكيع بن الجراح بالكوفة"7.

1 الجواهر المضية 1/144؛ والفوائد البهية ص14.

2 الجرح والتعديل 8/145؛ وتاريخ بغداد 13/36-37.

3 تقدم التعريف به ص117.

4 تقدم التعريف به ص122.

5 تقدم التعريف به ص118.

6 الميزان 1/558؛ واللسان 2/323.

7 المدخل إلى الصحيح ص130، 131.

ص: 128

وكان قتيبة يحمل عليه شديدا ويضعفه بقوة، وقال:"كان لا يدري ما يحدث به"1.

وقال الجوزجاني: "حدثت أن أبا مقاتل كان ينشئ للكلام الحسن إسنادا"2. وقال أبو نعيم: "حدث عن أيوب السختياني وعبيد الله بن عمر ومسعر بالمناكير، تركه وكيع وكذبه" 3.

وقال عبد الرحمن بن مهدي: "والله لا تحل الرواية عنه"4.

وذكر ابن رجب أن الجارود السلمي قال: كان عند معاوية ـ يعني الضرير ـ فذكر له حديث أبي مقاتل عن سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي ضبيان قال: "سئل علي عن كور الزنانير قال: لا بأس به هو بمنزلة صيد البحر".

فقال أبومعاوية: "ما أقول إن صاحبكم كذاب، ولكن هذا الحديث كذب"5.

قلت: كان الرجل صاحب عبادة فحسب، وليس العلم من شأنه.

قال ابن المبارك: "خذوا عن أبي مقاتل عبادته وحسبكم"6.

وقال إبراهيم بن طهمان: "خذوا عنه عبادته وحسبكم"7.

1 المجروحين 1/256؛ والميزان 1/557؛ واللسان 2/322.

2 اللسان 2/323.

3 الضعفاء ص57.

4 المجروحين 1/256.

5 شرح علل الترمذي 1/79.

6 المجروحين لابن حبان 1/256.

7 الميزان 1/557؛ واللسان 2/322.

ص: 129

قلت: ومن المعلوم عند أهل العلم، أن أهل العبادة هم أهل الغفلة والوضع في الحديث، وذلك لانشغالهم بنوافل العبادات، والإكثار منها، وغفلتهم عن طلب العلم والاشتغال به.

روى مسلم في مقدمة صحيحه 1، من طريق محمد بن يحيى بن سعيد القطان، عن أبيه قال:"لم تر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث".

وقال ابن مهدي: "قلت لميسرة بن عبد ربه من أين جئت بهذه الأحاديث؟ قال: وضعتها أرغِّب الناس فيها"2.

وقال الحافظ ابن منده: "إذا رأيت في حديث، حدثنا فلان الزاهد، فاغسل يدك منه"3.

زد على هذا أن أبا مقاتل لم يكن له اعتناء بأصوله، ولم يكن محافظا عليها إذ روى ابن عدي حديث كور الزنانير من طريق قتيبة بن سعيد عن أبي مقاتل بسنده.

فقال له قتيبة: يا أبا مقاتل هو موضوع فقال أبو مقاتل: باب هو في كتابي، وتقول هو موضوع، قال قتيبة: قلت نعم وضعوه في كتابك 4.

ومما يدل على شدة غفلته وحمقه ما أخرجه الترمذي في العلل الصغير قال: "أخبرني موسى بن خزام سمعت صالح بن عبد الله يقول: كنا عند أبي مقاتل السمرقندي فجعل يروي عن عون بن أبي شداد الأحاديث الطوال التي كان يروي في وصية لقمان وقتل سعيد بن جبير وما أشبه هذه

1 صحيح مسلم 1/17.

2 المجروحين 1/64.

3 شرح علل الترمذي ص115.

4 الكامل في الضعفاء 2/800.

ص: 130

الأحاديث، فقال ابن أخ لأبي مقاتل: يا عم لا تقل حدثنا فإنك لم تسمع هذه الأشياء قال يا بني: "هو كلام حسن"1.

قلت: إسناد هذه القصة صحيح، وهذا يدل على عدم التورع حال التحديث، فهذه هي حال أبي مقاتل، كما قال أهل العلم. ومن كان بهذه المثابة لا يقبل حديثه ولا روايته، وشذّ الخليلي فقال:"مشهور بالصدق غير مخرج في الصحيح"2.

إسناد النسخة الثانية:

وقفت على هذا الإسناد في مناقب أبي حنيفة 3 للمكي وهي من رواية الموفق المكي، عن أبي حفص عمر بن محمد النسفي، عن أبي علي الحسن بن عبد الملك النسفي، عن الإمام جعفر بن محمد المستغفري النسفي، عن أبي عمر ومحمد النسفي، عن الإمام أبي محمد الحارثي البخاري، عن محمد بن يزيد، عن الحسن بن صالح، عن أبي مقاتل، عن أبي حنيفة.

وإليك التعريف برجال إسناد هذه النسخة:

1- الموفق المكي: هو الموفق بن أحمد بن محمد المكي أبو المؤيد قال عنه الفاسي: "العلامة خطيب خوارزم، كان أديبا فصيحا مفوها خطب في خوارزم 4 دهرا" مات سنة 568هـ 5.

1 علل الترمذي ضمن سننه 5/743؛ وانظر شرح علله لابن رجب ص79.

2 الإرشاد للخليلي 3/975 ط/الرشد، تحقيق د. محمد السعيد.

3 1/84، 97 ط/ انظر مقدمة الكوثري لكتاب العالم والمتعلم ص45.

4 خوارزم: أوله بين الضم والفتح، والألف مختلسة ليست بألف صحيحة قال ياقوت: خوارزم ليس اسما للمدينة إنما هو اسم للناحية بجملتها، فأما القصبة العظمى فقد يقال لها اليوم الجرجانية. انظر معجم البلدان 2/395.

5 انظر العقد الثمين 7/310؛ والجواهر المضية 3/523.

ص: 131

2-

أبو حفص عمر بن محمد النسفي: هو عمر بن محمد بن إسماعيل النسفي ثم السمرقندي قال عنه السمعاني: "كان إماما فاضلا متقنا صنف في كل من التفسير والحديث

إلى أن قال: فلما وافيت سمرقند 1 استعرت عدة كتب من تصانفيه. فرأيت فيها أوهاما كثيرة خارجة عن الحد، فعرفت أنه كان ممن أحب الحديث ولم يرزق فهمه".

قال عنه الذهبي: "له أوهام كثيرة" مات سنة 537هـ 2.

3-

أبو علي الحسن بن عبد الملك النسفي: هو الحسن بن عبد الملك النسفي وفي الطبقات السنية الحسن بن عبد الله النسفي أبو علي القاضي، تتلمذ على أبي العباس جعفر بن محمد المستغفري، ولم يذكر من ترجم له تاريخ وفاته 3.

4-

جعفر بن محمد المستغفري: هو جعفر بن محمد بن المعتز النسفي المستغفري، قال عنه الذهبي: "الحافظ العلامة المحدث أبو العباس

صاحب التصانيف،

كان صدوقا في نفسه، لكنه يروي الموضوعات في الأبواب ولا يوهِّيها".

روى عن زاهر بن أحمد السرخسي وإبراهيم بن لقمان، وحدث عنه الحسن بن أحمد السمرقندي وآخرون. مات سنة 432هـ 4.

1 سمرقند: بفتح أوله وثانيه ويقال بالعربية سمران بلد معروف ومشهور بما وراء النهر قيل: إنه من أبنية ذي القرنين.

انظر معجم البلدان 3/452.

2 انظر العبر 4/452؛ ولسان الميزان 4/327.

3 انظر الجواهر المضية 2/68؛ والطبقات السنية 3/74.

4 انظر تذكرة الحفاظ 3/1102؛ والعبر 2/266؛ وشذرات الذهب 3/249.

ص: 132

5-

أبو عمر، ومحمد النسفي: أما أبو عمرو فلم أعرف من هو، وأما محمد النسفي فلعله محمد بن أحمد بن محمود أبو جعفر النسفي القاضي، قال عنه الصفدي:"كان من أعيان الفقهاء، وله تعليقة في الخلاف مشهورة وكان زاهدا ورعا متعففا فقيرا قنوعا".

أخذ عن أبي بكر أحمد بن علي الجصاص الرازي، وعبيد الله البزاز البغدادي، وروى عنه أبو حاجب الاستراباذي، وأبو نصر الشيرازي توفي سنة 414هـ 1.

6-

أبو محمد الحارثي البخاري: هو عبد الله بن يعقوب الحارثي البخاري الفقيه.

قال ابن الجوزي: " قال أبو سعيد الرواس: "متهم بوضع الحديث".

وقال أحمد السليماني: "كان يضع هذا الإسناد على هذا المتن، وهذا المتن على هذا الإسناد، وهذا ضرب من الوضع".

وقال حمزة السهمي: "سألت أبا زرعة الرازي، فقال: ضعيف".

وقال الخطيب: "كان صاحب عجائب ومناكير وغرائب، وليس بموضع حجة".

مات سنة 345هـ وهو الذي جمع مسند الإمام أبي حنيفة 2.

7-

محمد بن يزيد: لم أقف له على ترجمة.

1 انظر الوافي بالوفيات 2/74؛ والمنتظم 8/15؛ والنجوم الزاهرة 4/259.

2 انظر كتاب الضعفاء لابن الجوزي 2/141؛ وتاريخ بغداد 10/126؛ وميزان الاعتدال 2/496، 497؛ ولسان الميزان 3/348، 349؛ والمغني في الضعفاء 1/355.

ص: 133

الحسن بن صالح: لعله الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري قال عنه ابن حجر: "ثقة فقيه عابد رمي بالتشيع، من السابعة مات سنة 199هـ وكان مولده سنة 100هـ"1.

9-

أبو مقاتل: تقدم التعريف ص128.

4-

رسالة الإمام أبي حنيفة إلى عثمان البتي 2.

وهي رسالة صغيرة، قيل إن الإمام أبا حنيفة كتبها إلى قاضي البصرة عثمان البتي ردا على خطابه الذي بعثه إلى الإمام أبي حنيفة، لما بلغه أن الإمام يرى رأي المرجئة؛ فشق عليه ذلك، وكتب إليه خطابا، فأرسل أبو حنيفة هذه الرسالة، ينفي عن نفسه الإرجاء.

من ذكر هذا المؤلف من المصنفين:

1-

ابن النديم في الفهرست ص256.

2-

علي بن محمد البزدوي في كنز الأصول 1/8.

3-

علاء الدين عبد العزيز بن أحمد البخاري في كشف الأسرار 1/8.

4-

أبو المظفر الإسفراييني في كتاب التبصير في الدين ص114.

5-

البياضي في إشارات المرام ص21.

6-

الزبيدي في إتحاف السادة المتقين 2/13، 14.

1 انظر تقريب التهذيب 1/167؛ وتهذيب التهذيب 2/285.

2 هو عثمان بن مسلم البتي بفتح الموحدة وتشديد المثناة، كان يبيع البتوت ـ وهو كساء غليظ ـ فقيل البتي أبو عمرو البصري. قال عنه ابن حجر:"صدوق عابوا عليه الإفتاء بالرأي من الخامسة مات سنة 143هـ". تقريب التهذيب 2/14؛ وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 7/153؛ وسير أعلام النبلاء 6/148.

ص: 134

7-

إسماعيل البغدادي في هداية العارفين 2/495.

8-

حاجي خليفة في كشف الظنون 1/842.

دراسة إسناد هذا المؤلف:

وقفت على إسناد هذا المؤلف في نسخة خطية محفوظة ضمن المجموعة رقم 234 بمكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت بالمدينة المنورة، وهي من رواية حسام الدين حسين بن علي بن الحجاج السِّغناقي عن حافظ الدين محمد بن محمد بن نصر البخاري، عن شمس الأئمة محمد بن عبد الستار الكردري، عن برهان الدين المرغياني، عن ضياء الدين بن الحسين بن ناصر الدين النوسوخي، عن علاء الدين أبي بكر محمد بن أحمد السمرقندي، عن أبي المعين النسفي، عن أبي زكريا يحيى بن مطرف البلخي، عن أبي صالح محمد بن الحسين السمرقندي، عن أبي سعيد محمد بن بكر البستي، عن أبي الحسن علي بن أحمد الفارس، عن نصر بن يحيى البلخي، عن محمد بن سماعة التميمي، عن أبي يوسف، عن الإمام أبي حنيفة وإليك التعريف برجال هذا الإسناد:

1-

حسام الدين السغناقي 710هـ: هو الحسين بن علي بن حجاج بن علي حسام الدين السغناقي، نسبة إلى سغناق بكسر السين المهملة وسكون الغين ثم نون بعدها ألف بعدها قاف بلدة في تركستان. تفقه على محمد بن محمد بن نصر البخاري، وممن تفقه عليه جلال الدين الكرلاني. ومن مصنفاته النهاية في شرح الهداية والكافي في شرح أصول البزدوي. وهو مؤلف "التسديد في شرح التمهيد" لأبي العين النسفي 508هـ 1.

1 انظر الفوائد البهية ص62؛ والدرر الكامنة 2/147؛ وبغية الوعاة 1/537؛ وطبقات طاش كبري زاده ص119، وكشف الظنون 1/112، 403، 484.

ص: 135

2-

حافظ الدين محمد البخاري: هو محمد بن محمد بن نصر البخاري أبو الفضل ولد في حدود سنة 615هـ ببخارى 1، وتفقه على محمد بن عبد الستار الكردي ومحمد بن الحسن الطاهري، وتفقه عليه عبيد الله بن إبراهيم المحبوبي وأبو العلاء البخاري مات في سنة 693هـ 2.

3-

محمد عبد الستار الكردري: هو محمد بن عبد الستار بن محمد المعمادي الكردري، نسبة إلى كردر 3 ناحية بخوارزم، قال عنه الذهبي كما في النجوم الزاهرة:"كان أستاذ الأئمة على الإطلاق والموفد إليه من الآفاق، برع في علوم، وأقر في فنون، وانتهت إليه رئاسة الحنيفة في زمانه" مات سنة 642هـ 4.

4-

برهان الدين المرغيناني: هو علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني برهان الدين المرغيناني بفتح الميم نسبة إلى مدينة مرغينان 5،

1 بخارى: بالضم مدينة من أعظم مدن ما وراء النهر افتتحها قتيبة بن مسلم قال ياقوت: "وأما اشتقاقها وسبب تسميتها بهذا الاسم فإني تطلبته فلم أظفر به ولا شك أنها مدينة قديمة كثيرة البساتين واسعة الفواكه".

انظر معجم البلدان 1/3253.

2 انظر الجواهر المضية 3/337، والفوائد البهية ص199، 200.

3 كردر: بفتح أوله ثم السكون ودال مفتوحة وراء، هي ناحية من نواحي خوارزم أو ما يتاخمها من نواحي الترك.

انظر معجم البلدان 4/450.

4 انظر النجوم الزاهرة 6/351؛ والوافي بالوفيات 3/254؛ وتاج التراجم ص64.

5 مرغنان: بالفتح ثم السكون وغين معجمة مكسورة بلدة مما وراء النهر من نواحي فرغانة.

انظر معجم البلدان 5/108.

ص: 136

من بلاد فرغانة 1، قال عنه القرشي:"العلامة المحقق صاحب الهداية، أقر له أهل عصره بالفضل والتقدم". تفقه على عمر بن محمد النسفي وحسام الدين عمر بن عبد العزيز بن مازة وغيرهم، وتفقه عليه محمد بن عبد الستار الكردري ـ. مات سنة 593هـ 2.

5-

ضياء الدين محمد بن الحسين النوسوخي: هو محمد بن الحسين بن ناصر بن عبد العزيز النوسوخي، نسبة إلى بلدة نوسوخ، من بلاد فرغانة الملقب بضياء الدين، تفقه على الإمام علاء الدين أبي بكر محمد بن أحمد السمرقندي، وتفقه عليه علي بن الفرغاني، وقال: أجاز لي بجميع مسموعاته مشافهة بمرو سنة 545هـ 3.

6-

علاء الدين أبوبكر محمد بن أحمد السمرقندي: تقدم التعريف به ص121.

7-

أبو المعين النسفي: تقدم التعريف به ص121.

8-

يحيى بن مطرف البلخي: لم أقف له على ترجمة.

9-

محمد بن بكر البستي: لم أقف له على ترجمة.

10-

علي بن أحمد الفارس: لم أقف له على ترجمة.

1 فرغانة: بالفتح ثم سكون وغين معجمة وبعد الألف نون. إقليم واسع مما وراء النهر متاخم لبلاد تركستان. قال الإصطخري: "فرغانة رسم لإقليم وهو عريض موضوع على سعة مدنها وقراها وليس بما وراء النهر أكثر من قرى فرغانة. انظر معجم البلدان 4/252.

2 انظر الجواهر المضية 1/628؛ وتاج التراجم ص42؛ والفوائد البهية ص141، 146.

3 انظر الجواهر المضية 3/146؛ والفوائد البهية ص166.

ص: 137

11-

نصر بن يحيى البلخي: تقدم التعريف به ص117.

12-

محمد بن سماعة التميمي: هو محمد بن سماعة بن عبيد الله بن هلال بن وكيع بن بشر التميمي أبو عبد الله الكوفي، روى عن أبي يوسف، ومحمد بن الحسن، والليث بن سعد. وروى عنه الحسن بن محمد بن عنبر، ومحمد بن عمران الضبي.

قال عنه ابن حجر: "صدوق من العاشرة" مات سنة 233هـ وقيل سنة 236هـ 1.

13-

أبو يوسف: هو يعقوب بن إبراهيم تقدم التعريف به ص93.

5-

وصية أبي حنيفة

رسالة صغيرة اشتملت على بعض مسائل أصول الدين كالإيمان والقدر والقرآن، وأنه كلام الله غير مخلوق إلى غير ذلك.

من ذكر هذا المؤلف من المصنفين:

1-

البياضي في إشارات المرام ص21.

2-

الزبيدي في إتحاف السادة المتقين 2/13، 14.

قال الزبيدي: "وذكر الوصية بتمامها الإمام صارم المصري في نظم الجمان، ومن المتأخرين تقي الدين التميمي في الطبقات السنية، والقاضي أبو الفضل محمد بن الشحنة الحلبي في أوائل شرح الهداية"2.

1 انظر تقريب التهذيب 2/167، وتهذيب التهذيب 9204.

2 إتحاف السادة المتقين 2/14.

ص: 138

دراسة إسناد هذا المؤلف:

وقفت على إسناد هذا المؤلف في نسخة خطية محفوظة ضمن المجموعة رقم 234 بمكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت بالمدينة المنورة، وهي من واية حسام الدين حسين بن علي السغناقي عن محمد بن محمد بن نصر البخاري، عن محمد بن عبد الستار الكردري، عن برهان الدين المرغياني، عن محمد بن الحسين النوسوخي، عن علاء الدين أبي محمد بن أحمد السمرقندي، عن الإمام سيف الحق أبي المعين ميمون بن محمد المكحولي النسفي، عن الإمام أبي طاهر محمد بن المهدي الحسيني عن إسحاق بن منصور المسياري، عن أحمد بن علي السليماني، عن حاتم بن عقيل الجوهري، عن أبي عبد الله محمد التميمي، عن أبي يوسف، عن الإمام أبي حنيفة.

وإليك التعريف برجال هذا الإسناد:

1-

حسام الدين السغناقي تقدم التعريف به ص136.

2-

محمد البخاري تقدم التعريف به ص136.

3-

محمد الكردري تقدم التعريف به ص136.

4-

برهان الدين المرغياني تقدم التعريف به ص136.

5-

محمد بن الحسين النوسوخي تقدم التعريف به ص137.

6-

علاء الدين محمد السمرقندي تقدم التعريف به ص121.

7-

أبو المعين النسفي تقدم التعريف به ص121.

8-

أبو طاهر محمد بن المهدي الحسيني لم أقف له على ترجمة.

9-

إسحاق بن منصور السياري لم أقف له على ترجمة.

10-

أحمد بن علي السليماني لم أقف له على ترجمة.

11-

حاتم بن عقيل الجوهري لم أقف له على ترجمة.

ص: 139

12-

محمد بن سماعة التميمي تقدم التعريف به ص138.

13 أبو يوسف تقدم التعريف به ص93.

يتضح لنا من استعراض جملة من الكتب التي تنسب إلى الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى نتيجة نلخصها فيما يأتي:

أن هذه الكتب من ناحية الرواية ووفق منهج المحدثين في النقد لا تثبت للإمام أبي حنيفة، ولم أقف على رواية صحيحة أو نسخ معتمدة حتى نقطع أنها للإمام أبي حنيفة. ولا سيما وقد صرح بعض الحنفية كالزبيدي 1، وأبي الخير الحنفي 2، بأن هذه الكتب ليست من تأليف الإمام مباشرة بل هي أماليه وأقواله التي قام تلاميذه بجمعها وتأليفها.

ومن المعلوم أن بعض المبتدعة من أتباع أبي حنيفة يزيدون وينقصون؛ نصرة للمذهب، ويحرفون، بل إن بعضهم كان يضع الأحاديث على النبي صلى الله عليه وسلم كأسيد بن عمرو أبي المنذر البجلي.

قال ابن حبان عنه: "روى عنه أصحاب أبي حنيفة، كان يسوي الحديث على مذهبهم"3.

لذا قال أبو العباس القرطبي: "استجاز بعض فقهاء أصحاب الرأي نسبة الحكم الذي دل عليه القياس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسبة قولية؛ فيقول في ذلك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذا، ولهذا ترى كتبهم مشحونة بأحاديث تشهد متونها بأنها موضوعة لأنها تشبه فتاوى الفقهاء، ولأنهم لا يقيمون لها

1 إتحاف السادة المتقين 2/14.

2 عقيدة الإسلام ص113، 114.

3 المجروحين 1/180 ونقله صاحب كتاب تنزيه الشريعة ص38؛ وصاحب كتاب الكشف الحثيث ص96.

ص: 140

سندا" 1، وبه قال العلائي 2.

وكذا إبان بن جعفر النجيرمي قال ابن حبان عنه: "كذاب ووضع على أبي حنيفة أكثر من ثلاثمائة حديث" 3 وغيرهم 4.

وقد تقدم ذكر أمثلة لتحريفهم لكلام أبي حنيفة رحمه الله تعالى، ولا بأس أن أذكر مثالا واحدا، وهو ما ذكره صاحب كتاب قلائد عقود العقيان؛ "ق-97-ب" أن بعض الناس زعم أن الإمام أبا حنيفة يقول: إن الرب تبارك وتعالى لا ينظر إليه أهل الجنة، فكتب إليه الإمام أبو حنيفة رسالة يعاتبه على تحريفه قوله، وفيها:

"وأما ما قيل لك بأني أزعم أن الرب تبارك وتعالى لا ينظر إليه أهل الجنة؛ سبحان الله العظيم كيف تأتي بما لست من قائليه، والله تعالى يقول: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} "سورة القيامة: الآيتان 22-23".

ولو قلت لا ينظرون لكنت بقول الله عز وجل من المكذبين، ولكنك حرفت علي قولي".

1 نقله عن القرطبي كل من الحافظ ابن حجر في كتاب النكت على كتاب ابن الصلاح 2/852؛ وابن عراق في تنزيه الشريعة 1/11.

2 النكت على ابن الصلاح 2/758.

3 كتاب تنزيه الشريعة ص1/19.

4 كأمثال الحكم بن عبد الله البلخي فقد ذكر ابن الجوزي حديثا في كتاب الموضوعات في باب "الإيمان لا يزيد ولا ينقص" 1/131، ثم قال:"فهذا ولا شك من وضع أبي مطيع"، وكذا محمد بن شجاع الثلجي قال عنه ابن عدي:"كان يضع الأحاديث التي ظاهرها التجسيم وينسبها إلى أهل الحديث بقصد الشناعة عليهم لما بينه وبينهم من العداوة المذهبية".

الكامل 6/2292؛ والنكت لابن حجر 2/852؛ وتنزيه الشريعة 1/11.

ص: 141

ولهذا كان المنهج الذي سلكته في هذا البحث:

هو الاعتماد على العقيدة التي قررها الطحاوي في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة على مذهب أبي حنيفة وصاحبيه، والكتب السلفية المسندة وتقديمهما على غيرها من كتب الإمام أبي حنيفة، على أنني أعتمد على كتاب الفقه الأكبر برواية حماد بن أبي حنيفة، والوصية والرسالة إلى البتي، وكلتاهما برواية أبي يوسف، إذ قد استفاضت شهرتها وذاع صيتها وتناقلها العلماء من حنفية وغيرهم، ونقل منها العلماء المحققون 1 في كتبهم، فما نراه في هذه الكتب مخالفا للعقيدة التي قررها الطحاوي، نجزم أنه أدخل فيها مثلما جاء:"أن الله كلم موسى بكلامه الذي هو صفة له في الأزل 2، وهو يتكلم بلا آلة ولا حرف 3، وأن القرآن لا هو ولا غيره 4، وأن الحروف والكلمات والآيات دلالة القرآن 5، ولفظنا بالقرآن مخلوق 6، وأن الله يرى بلا جهة 7، ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة"8.

فكل هذا مما أحدثه المتأخرون بعد أبي حنيفة، ولا يعرف هذا في

1 كابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن قدامة وغيرهم، انظر مجموع الفتاوى 5/46؛ واجتماع الجيوش الإسلامية ص138 المحققة، والمشتبه 1/137؛ والعلو ص101.

2 الفقه الأكبر ص302.

3 الفقه الأكبر ص302.

4 الوصية مع شرحها ص11.

5 الوصية مع شرحها ص12.

6 الفقه الأكبر ص301.

7 الوصية ص31.

8 الفقه الأكبر ص304.

ص: 142

كلام السلف، فمنها ما يرجع إلى أن كلام الله معنى نفسي، وأن القرآن الذي نقرؤه هو عبارة عن ذلك المعنى النفسي، وهذا المذهب أحدثه ابن كلاب.

ومنها ما يرجع إلى بدعة التلفظ بالقرآن، وأول من أحدث هذه البدعة الكرابيسي في زمن الإمام أحمد بن حنبل. ومنها ما يرجع إلى شروط مخترعة توجب امتناع الرؤية، وهذا مما أحدثه أهل الكلام من الأشاعرة والماتريدية. فكل هذا مما أدخل على كتب أبي حنيفة، وما عدا ذلك فالظاهر أنه من كلام الإمام أو من تخريج أصحابه على كلامه. أما رواية أبي مطيع للفقه الأكبر وكتاب العالم والمتعلم لأبي مقاتل السمرقندي، فهما من الكذابين والوضاعين، جزم غير واحد من أهل النقد بذلك؛ فلذا لا أنقل منهما إلا حيث أجد شاهدا لكلامهما في سائر كتب أبي حنيفة أو بيان عقيدة أهل السنة والجماعة للطحاوي.

ص: 143