الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
امثلة من المخلفات الأثرية
مدخل
…
2-
أمثلة من المخلفات الأثرية:
وسأعرض في هذه السطور إلى المخلفات والنقوش التي تتصل بشبه الجزيرة العربية، لا على سبيل الحصر، فهذا يتجاوز طاقة الباحث كما يخرج عن نطاق هذه الدراسة التقديمية، ولكن عن طريق تقديم نماذج من كل نوع من هذه الآثار والنقوش يمكن أن تعطي صورة عامة متكاملة في حدود المستطاع تصلح مدخلًا للتعرف على أحوال المجتمع العربي في عصور ما قبل الإسلام.
أ-
الآثار المعمارية:
ولتكن بداية الحديث عن الآثار المعمارية. ومن بين المعالم البارزة في هذا الصدد معبد العوَّام الذي اكتشفت آثاره باليمن على مسافة 4 كيلومترات جنوبي صرواح "غربي مأرب، عاصمة الدولة البيئة القديمة"1. إن هذا العبد على قدر ظاهر من الفخامة، سواء في مساحته أو في تفاصيل بنائه، فالقسم الأساسي منه بيضاوي الشكل يصل محيطه إلى ألف قدم "وتره الطويل 370 قدمًا ووتره الصغير 250 قدمًا"، ويفضي إليه فناء مربع "حوالي 72 × 57
1 راجع ملحق اللوحات: 1- أ، 1 - ب.
قدمًا" تمتد بإزاء جدرانه من الداخل مجموعة من 32 عمودا مربعا، وفي وسط هذا الفناء المربع عثر على تمثال لرأس ثور من المرمر على هيئة ثور وهو أحد الأوصاف التي عرف بها إله القمر إلمقه، بينما تفضي نهايته إلى ثمانية أعمدة طويلة كل منها عبارة عن كتلة واحدة منحوتة من الحجر المصقول، ما عدا اثنين يتكون كل منهما من قطعتين، الواحدة فوق الأخرى. وهذا بينما يظهر على الجدران قدر كبير من الزخرفة الدقيقة على هيئة نوافذ وهمية.
أما القسم الأساسي البيضاوي من المعبد فإن جدرانه تصل في سمكها إلى 13 قدما ونصف قدم. ورغم أن هذه الجدران قد تهدمت أجزاء منها بحيث لا نستطيع أن نتعرف على ارتفاعها الأصلي إلا أن ما تبقى منها يصل في بعض المواضع إلى ارتفاع 27 قدما، وتدل بقايا من معدن البرونز في المعبد على أن أبوابه والدرج المفضي إليه كانت مغطاة بهذا المعدن. هذا وقد عثر في المعبد على عدد من النقوش سواء على الحجر أو على صفائح من البرونز بها ابتهالات مقدمة إلى الإله إلمقه. أما تاريخ البناء فإن الأساليب المعمارية المتعددة التي تظهر في جدران المعبد تدل على أنه بني على مراحل تمتد من القرن الثامن إلى القرن الخامس ق. م.
وأول ما يسجله دارس التاريخ في صدد هذا الموقع الأثري هو أن منطقة سبأ كانت لا تشذ عن بقية مناطق العربية الجنوبية في عبادة القمر الذي كانت عبادته شائعة في هذه المناطق تحت أسماء مختلفة كجزء من عبادة الكواكب التي كان يجمعها ثالوث: الزهرة والقمر والشمس. كذلك تدلنا العناية الفائقة ببناء هذا المعبد، سواء من حيث بناؤه "أو بناؤه وترميمه" على مدى ثلاثة قرون أو من حيث تفاصيل البناء ذاته على مدى الاهتمام بالحياة الدينية في العربية الجنوبية، وهي ظاهرة استرعت أنظار عدد من الكتاب الكلاسيكيين من بينهم، على سبيل المثال، الكاتب الروماني بلينيوس PLINIUS الذي
يحدثنا "في أواسط القرن الأول الميلادي" عن بعض مناطق الجنوبية العربية فيذكر أن القتبانيين Gebanitae كانت إحدى مدنهم وهي ثمنه Thomna تضم 65 معبدا، وأن سابوته "شبوه" Sabota عاصمة الحضرميين Artamitae كان بها 60 معبدا. وهذه الظاهرة في حد ذاتها من ظواهر حياة الاستقرار التي تسود المناطق ذات الاقتصاد الزراعي المنتظم، ونحن نلاحظها على سبيل المثال في مصر وفي وادي الرافدين، وقد كانا من الحضارات القائمة على الاقتصاد الزراعي المستقر.
كذلك تدلنا ضخامة البناء وفخامته على مدى البذخ والثروة التي كانت تتمتع بها منطقة سبأ. وفي هذا نعود مرة أخرى إلى شهادة الكاتب الروماني بلينيوس الذي يذكر لنا أن أغنى أقوام العربية الجنوبية هم السبئيون "بسبب خصوبة غاباتهم في إنتاج الطيوب، وبسبب مناجم الذهب -التي توجد لديهم- وأراضيهم الزراعية التي تعتمد على الري -المنظم- وإنتاجهم للعسل والشمع" كما يدل الطراز المعماري للمعبد، بما يظهر فيه من إتقان في مبانيه وأعمدته وزخرفته، على مدى ما وصل إليه اليمنيون من تقدمٍ فنيٍّ في الفترة التي مر بها بناء هذا المعبد على الأقل، وهي تمتد، كما رأينا، عبر ثلاثة قرون، من القرن الثامن إلى القرن الخامس ق. م. وهو تقدم يدل على قدر من الرخاء كان لا يزال سائدا، حسبما تشير شهادة بلينيوس، في القرن الأول الميلادي2
2 عن تفاصيل القسم الأساسي من المعبد راجع:
"cairo 1952" Ahmed fakhry. an archaological journey to yemen ج1، صفحات 29-56 ويسميه الكاتب أحيانا "محرم بلقيس".
عن تفاصيل الفناء الأمامي الذي يفضي إلى المعبد راجع:
"london، 1955" wendell phillips: qataband sheba
صفحات 256-268. عن وفرة المعابد في العربية الجنوبية في القرن الأول الميلادي راجع فيما يخص مدينة ثمنه thomna في منطقة الجبانيين: plinius: H N،VI،153 وفيما يخص مدينة شبوه Sabota عند الحضارمة: الكاتب ذاته، الكتاب ذاته، Vt'155 وعن ثروة السبئيين ومواردها: ذاته، VI،61.
وأخيرا، وليس آخرا، فإن الباحث في التاريخ قد يستنتج من الشكل البيضاوي للمعبد عدة أشياء، ربما كان أحدها أن هذا الشكل يساعد في حراسة المعبد، بما فيه من ثروة "تشير إليها بعض الأوعية الذهبية التي عثر عليها المنقبون الأثريون بداخله"، ضد غارات البدو الذين كانوا يقطنون الأماكن الصحراوية في اليمن، إذ في حالة الشكل البيضاوي لا تكون هناك زوايا في البناء تحجب الرؤية عمن يقومون بحراسة المعبد، وهو استنتاج يمكن أن يتمشى مع ظاهرة أخرى عرفها الطراز المعماري في اليمن في حالة بناء المنازل، قد كانت هذه تبنى على ارتفاع يتكون من عدة طوابق حتى يكون عنصر الارتفاع عاملا يساعد على السيطرة على البدو المغيرين.
مثال آخر من الآثار المعمارية نأخذه من الموقع الأثري الذي تم الكشف عنه تحت التل الكبير في منطقة الفاو "جنوبي بلدة السليل" في وسط شبه الجزيرة العربية، بالقرب من ملتقى سلسلة جبال طويق مع وادي الدواسر "على بعد 700 كيلومتر تقريبا إلى الجنوب الغربي من مدينة الرياض"، ومن أبرز المعالم الأثرية التي أظهرها معول المنقب الأثري في هذا الموقع سوق تجارية كبيرة تشكل مركزا تجاريا متكاملا يرجع إلى أكثر من ألفي عام، أي إلى القرن الأول ق. م. على أقل تقدير، وهنا يؤكد لنا الموقع الأثري بشكل محدد ما كنا نعرفه بشكل عام من الكتاب الكلاسيكيين "اليونان والرومان" عن وجود طريق للقوافل التجارية بين اليمن في جنوبي غربي شبه الجزيرة ومدينة جرهاء Gerrha "التي يعتقد أنها كانت تقوم حول ميناء العقير الحالي إلى الشمال الشرقي من الهفوف حسبما تشير البحوث الأثرية التي تمت في الفترة الأخيرة" في شمالي شبه الجزيرة. وربما يكون من المعلومات ذات المغزى في هذا الصدد أن الجغرافي اليوناني الذي عرفنا لأول مرة عن وجود هذا الخط التجاري، وهو سترابون Strabo، كان يكتب في الشطر الأخير من
القرن الأول ق. م. والشطر الأول من القرن الأول الميلادي، أي حوالي الفترة التي يرجع إليها تأسيس هذا المركز التجاري في منطقة الفاو3.
وفيما يخص عمارة الأسوار التي تحيط بالمدن أقدم مثالين: أحدهما السور القديم الذي توجد آثاره عند مدينة تاج الحالية في المنطقة الشرقية لشبه الجزيرة على مقربة من شاطئ الخليج، والسور الذي يبلغ عرضه ثمانية أمتار
3 قام عدد من المهتمين بدراسات شبه الجزيرة العربية وهم: فيلبي، فيليب لينز، ج. ركمانز، غ. ركمانز philby، philippe lippens، j phllippe lippene، j في بداية الخمسينات من القرن الحالي باستطلاع عابر لمنطقة الفاو ضمن استطلاع عام لمنطقة أوسع. ثم قام قسم التاريخ بجامعة الرياض تحت إشراف د. عبد الرحمن الأنصاري في مطلع السبعينات بعمليات تنقيب متعددة في التل الكبير بالمنطقة، وكشفت الحفريات عن أن الموقع سوق للقرية تحتوي على عدد من المحال التجارية في صفين متقابلين من الجنوب والشمال، تفصل بينهما ساحة تتوسطها إلى الشرق بئر واسعة، كما عثر خلف المحال التجارية على غرف لخزن البضائع ولإقامة أصحاب القوافل. وقد وجدت نقوش على جدران بعض الغرف تكررت فيها كلمة "كهل" في أشكال مختلفة بتواتر يدل على أن هذا الإله كان يعبد في هذه القرية، وهي حقيقة يدعمها ورود اسم "كهل" على مقبرة لعجل بن هفعم كمعبود أساسي، كما عثر على مقبرة ثانية لملك عاش في هذه المنطقة وهو معاوية بن ربيعة الذي أعطي لقب ملك قحطان ومذحج كما يظهر من نص من ثلاثة سطور على شاهد القبر. راجع:
عبد الرحمن الطيب الأنصاري: أضواء جديدة على دولة كندة من خلال آثار ونقوش قرية الفاو "بحث ألقي في الندوة العالمية الأولى لدراسات تاريخ الجزيرة العربية - مصادر تاريخ الجزيرة، الرياض، 1977". عن ذكر سترابون للطريق التجارية بين المنطقة الجنوبية الغربية من شبه الجزيرة إلى جرها gerrha في شرقي شبه الجزيرة "وهي الطريق التي يشير موقع قرية الفاو إلى أنها تمر بها" راجع: Strabo: XVI، 3:3. عن تحديد موقع جرها على أنها ميناء العقير الواقعة إلى الشمال الشرقي من الهفوف، تشير إلى ذلك بحوث البعثة الدانماركية التي قامت بمسح أثري للمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية في 1968. راجع في ذلك: عبد الله حسن مصري: مقدمة عن آثار المملكة العربية السعودية، إدارة الآثار والمتاحف، وزارة المعارف، المملكة العربية السعودية، 1975، ص15. عن تفاصيل آثار موقع الفاو راجع: ملحق اللوحات: لوحة 2.
وطوله 3000 متر يرجع إلى فترة الحكم السلوقي الذي بدأ في أول القرن الثالث ق. م. ويمثل السور دون شك اهتماما كبيرا بتحصين هذا الموقع وهو أمر نستطيع أن نفهمه إذا عرفنا أن هذه الفترة شهدت قيام حكم البيت السلوقي "نسبة إلى سلوقس seleukos أحد قواد الإسكندر وأحد خلفائه" في وادي الرافدين والمنطقة المطلة على الخليج وسط صراعات عنيفة كان أحد أسلحتها، إلى جانب المواجهة العسكرية، هو السلاح الاقتصادي الذي دفع السلوقيين إلى تأمين تجارة الخليج. أما المثال الآخر الذي أقدمه لهذه الأسوار فهو السور القديم الذي لا تزال آثاره باقية إلى ارتفاع أربعة أمتار في بعض الأماكن حول مدينة تيماء في القسم الشمالي الغربي من شبه جزيرة العرب. وهذا السور يفسر لنا أهمية الموقع الذي كانت تشغله هذه المدينة في العصور القديمة، فالمدينة كانت تقع في الطريق بين وادي الرافدين وسورية، أي: في المنطقة التي شهدت اجتياح القوات العسكرية الآشورية لسورية، ومؤامرات ملك دمشق وأحلافه ضد الآشوريين، وهو صراع نعرفه من عدد من النصوص الآشورية، وظل مستمرا بشكل أو بآخر في عهد الدولة البابلية الحديثة التي اتخذ آخر ملوكها "وهو نابونائيد، نابونيدوس Nabonidos عند الكتاب الكلاسيكيين" من تيماء مقرا له حين اضطربت الأمور في بابل4.
4 عن قيام الحكم السلوقي وظروف الصراع في منطقة الشرق الأدنى آنذاك راجع: لطفي عبد الوهاب يحيى، دراسات في العصر الهلسنتي، بيروت، 1978 صفحات 88-94، 104-106. نشاط السلوقيين الاقتصادي في المنطقة يدل عليه إقامة السلوقيين مجموعة من المستوطنات من نهر الفرات إلى مدينة جرها، وعقدهم اتفاقية مع هذه المدينة لتزويدهم بالتوابل والبخور، راجع: j.G.C Anderson: Cah المجلد العاشر، صفحات 247 وما بعدها، راجع كذلك: w.w.torn: arabia "oxford classical dictionary" ocd كذلك يشير الجغرافي اليوناني سترابون إلى تجارة جرها مع الفرات عن طريق البحر.strabo: XVI،3:3 عن بقايا سور تاج راجع: ملحق اللوحات في نهاية هذه الدراسة، لوحة 3 أ. عن تيماء راجع النصوص الآشورية والبابلية الحديثة في anet صفحات 283، 284، 306، 313. عن بقايا سور تيماء راجع: ملحق اللوحات، لوحة 3ب.
أما عن الآثار المعمارية التي تتصل ببناء السدود، فلعل أبرزها بقايا سد مأرب في اليمن الذي كانت تحجز مياه الأمطار وراءه بحيث يمكن التحكم فيها من خلال عيون تفتح وتغلق حسب الحاجة، ومن هذه السدود كذلك سد السملّقي الموجود بأعلى وادي ليّه من ضواحي مدينة الطائف على مسافة 35 كيلومترًا جنوبي المدينة المنورة بمنطقة الحجاز في شرقي شبه الجزيرة، وقد استمر وجوده في العصر الإسلامي ولا تزال معظم جوانبه قائمة، وسد الحصين الواقع إلى جنوبي خيبر في المنطقة الشمالية الغربية لشبه الجزيرة، ويمتاز هذان السدان الأخيران بطراز واحد هو طراز البناء المتدرج أي الذي يظهر فيه جسم السد على هيئة مدرجات. وعمارة السدود في المجتمع العربي قبل الإسلام تدلنا على أحد الشواغل الأساسية التي كانت تشغل سكان هذا المجتمع الذي كان "ولا يزال" يخلو من الأنهار بشكل تام، ومن هنا تصبح موارده المائية الوحيدة هي العيون أو الينابيع المبعثرة بشكل غير كافٍ في أغلب الأحوال في أرجاء شبه الجزيرة أو الأمطار التي تسقط بشكل موسمي؛ ومن ثم يصبح تجميعها والتحكم فيها في بقية مواسم السنة أمرا واردا في المناطق التي يسقط فيها قدر معقول من الأمطار يبرر الإقدام على بناء هذه السدود5.
ثم نلاحظ في نهاية الحديث عن الآثار المعمارية، نوعا من الأبنية ظهر بوجه خاص في القسم الشمالي الغربي من شبه الجزيرة العربية "التي يقع قسم منها الآن في المملكة العربية السعودية وقسم في جنوبي الأردن" التي تكثر التكوينات الصخرية في عديد من مناطقها، وهو نوع من العمارة لا يتم عن طريق البناء، وإنما عن طريق النحت في هذه التكوينات الصخرية بحيث ينتهي هذا النحت في شكل غرف وأبواب وواجهات كبيرة وأعمدة وزخارف. ونحن نجد أمثلة كثيرة لمعابد وأضرحة نحتت في الصخر في مدينة البتراء "في جنوبي الأردن" التي كانت عاصمة لدولة الأنباط، وفي شمالي غربي المملكة
5 راجع: ملحق اللوحات، لوحات 4 أ، 4 ب، 4 ج.
العربية السعودية في واحة البدع "التي تعرف باسم مغاير شعيب، في نهاية وادي الأبيض المسمى: عفل، على الجانب الشرقي لخليج العقبة ويبعد عن تبوك 170 كيلومترا إلى الغرب" وفي مدائن صالح "15 كيلومترا شمالي العلا" وهي التي عرفها الكتاب الكلاسيكيون باسم "إجرا" egra وجاءت في القرآن الكريم باسم "الحجر" كحاضرة ثمود، وقوم نبي الله صالح.
ونحن نستطيع أن نستنتج من هذا النوع من العمارة الذي ظهر في هذه المنطقة عددًا من الحقائق: من بينها امتداد المنطقة التي شملها حكم الأنباط الذين تميزوا بهذا النوع من العمارة. ومن بينها التأثر بالطراز اليوناني - الروماني في العمارة بشكل ظاهر، فواجهات هذه القطع المعمارية واجهات pedaments يونانية، رومانية وكذلك الإفريز Freeze المستطيل الذي يلي الواجهة إلى أسفل وكذلك الأعمدة التي تلي الإفريز نزولا لتحيط بباب المعبد أو الضريح. كذلك نلمس في هذا النوع من المعمار ظهورا جانبيا ولكنه ملموس للشخصية العربية المعمارية "وبخاصة في مدائن صالح في القسم الجنوبي من هذه المنطقة" وهي الشخصية التي بلغت أوجها في الطراز المعماري في العصر الإسلامي. فمن جهة نجد أن الواجهة التي تتخذ في الطراز اليوناني شكلا مثلثا ذا جانبين لهما زوايا حادة، ورأس له زاوية منفرجة، تظهر في بعض الأحيان القليلة في هذه المنطقة وقد اختفى التدبيب من زاوية الرأس فصار لها شكل قوس بيضاوي، ثم نجدها في أحيان قليلة أخرى في عدد من الطاقات NICHES وقد اتخذت قوسا نصف دائري هو القوس الذي يظهر في العمارة العربية بعد ذلك، كذلك نجد أقسام الإفريز التي كانت تتخذ في الإفريز اليوناني شكل مساحات مربعة أو مستطيلة metops تملؤها صور من النحت البارز تمثل قصصا من الأساطير اليونانية، وتفصل بين كل قسم والآخر ثلاثة خطوط رأسية متجاورة triglyphs تبقى كما هي في الإفريز العربي "النبطي" ولكن يظهر فيها تغيير جزئي، فبدلا من النحت البارز الذي يمثل القصص اليونانية ينحت