الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كاللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى، كما قال تعالى:{إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا} الآية، وذلك في قوله تعالى:{أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33)} .
والأظهر في قوله: (أروني الذين ألحقتم به) في هذه الآية: هو ما ذكرنا من أن الرؤية بصرية، وعليه فقوله:(شركاء) حال. وقال بعض أهل العلم: إنها من رأى العلمية، وعليه فشركاء مفعول ثالث لأروني. قال القرطبي: يكون أروني هنا من رؤية القلب، فيكون شركاء مفعولًا ثالثًا، أي: عرفوني الأصنام والأوثان التي جعلتموها شركاء للَّه عز وجل، وهل شاركت في خلق شيء، فبينوا ما هو وإلَّا فلم تعبدونها. اهـ محل الغرض منه. واختار هذا أبو حيان في البحر المحيط.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: (كلا) ردع لهم وزجر عن إلحاق الشركاء به. وقوله: بل هو الله العزيز الحكيم، أي: المتصف بذلك هو المستحق للعبادة. وقد قدمنا معنى العزيز الحكيم بشواهده مرارًا.
•
قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}
.
قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الأعراف في الكلام على قوله تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} وفي غير ذلك من المواضع. وقوله تعالى: إلَّا كافة للناس، استشهد به بعض علماء العربية على جواز تقدم الحال على صاحبها المجرور
بالحرف، كما أشار له ابن مالك في الخلاصة بقوله:
وسبق حال ما بحرف جر قد
…
أبوا ولا أمنعه فقد ورد
قالوا: لأن المعنى: وما أرسلناك إلَّا للناس كافة، أي: جميعًا، أي: أرسلناك للناس في حال كونهم مجتمعين في رسالتك. وممن أجاز ذلك أبو علي الفارسي، وابن كيسان، وابن برهان، ولذلك شواهد في شعر العرب، كقول طليحة بن خويلد الأسدي:
فإن تك أذواد أصبن ونسوة
…
فلن يذهبوا فرغًا بقتل حبال
وكقول كثير:
لئن كان برد الماء هيمان صاديا
…
إلى حبيبًا إنها لحبيب
وقول الآخر:
تسليت طرا عنكم بعد بينكم
…
بذكراكم حتى كأنكم عندي
وقول الآخر:
غافلًا تعرض المنية للمر
…
ء فيدعى ولات حين إباء
وقوله:
مشغوفة بك قد شغفت وإنما
…
حم الفراق فما إليك سبيل
وقوله:
إذا المرء أعيته المروءة ناشئا
…
فمطلبها كهلًا عليه شديد
فقوله في البيت الأول فرغًا، أي: هدرًا حال، وصاحبه المجرور بالباء الذي هو بقتل، وحبال اسم رجل. وقوله في البيت الثاني: هيمان صاديا حالان من ياء المتكلم المجرورة بإلى في قوله: إليَّ حبيبًا. وقوله في البيت الثالث: طرا حال من الضمير المجرور