المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌51 - باب أسماء لازمت النداء - المساعد على تسهيل الفوائد - جـ ٢

[ابن عقيل]

الفصل: ‌51 - باب أسماء لازمت النداء

‌51 - باب أسماء لازمت النداء

أي لم تستعمل مبتدأ ولا فاعلاً ولا مجرورة، ولا نحو ذلك، بل لم تستعمل إلا في النداء.

(وهي: فل وفلة) - نحو: يا فل ويا فلة. وقال الشلوبين وا بن عصفور والمصنف وغيرهم: إن فل وفلة المستعملين في النداء كنايتان عن العلم العاقل، ففل كناية عن علم المذكر، وفلة كناية عن علم المؤنث، فهما بمعنى فلان وفلانة، فحصل فيهما الحذف، ولم يحذفوا إلا في النداء؛ وكلام الشلوبين وغيره على أن المحذوف منهما ما كان فيما هما بمعناهما، وهو الألف والنون؛ وكلام سيبويه في التصغير قد يعطى قيداً، إلا أن كلامه في الترخيم على أن فل كناية عن رجل، وفلة كناية عن امرأة، وأن الكلمتين ليستا من فلان وفلانة، وأن فل وفلة كهن وهنة، حذفت لام كل منهما؛ فالأصل على هذا فاء ولام وحرف علة؛ وأجاز ابن خروف الوجهين، وقال: فل لا يستعمل إلا في النداء، ويجوز كونه محذوفاً من فلان، وكونه كلمة محذوفة استعملت في النداء كناية عن رجل؛ وعلى المقالة الأولى الكوفيون؛ وتقول في التسمية بفل المختص بالنداء، إذا صغرت على الأول فلين وعلى الثاني: فلي.

(ومكرمان) - فيقال للعزيز المكرم: يا مكرمان؛ وقال ابن السيد: إنما يكون هذا في الذم، وما في النسخ من: يا مكرمان تصحيف يا مكذبان. انتهى.

والأخفش وسيبويه ذكراه كما هو المشهور، ولم ينص سيبويه على الذم في: مفعلان.

ص: 542

(وملأمان وملأم ولؤمان) - وتقال هذه الثلاثة في نداء ضد العزيز المكرم.

(ونومان) - يقال في نداء الكثير النوم: يا نومان؛ قال المصنف: والمشهور أن لا يستعمل شيء من هذه الخمسة في غير نداء؛ وما عدا مفعلان من هذه الأبنية لا ينقاس، وكلامه يقتضي أن مفعلان كذلك، ولم يذكر منه إلا مكرمان وملأمان وكذا ذكر بعض المغاربة أنه لا ينقاس، وذكر في المسموع مع ملأمان: مخبثان ومكذبان؛ وأكثرهم يقول: ينقاس؛ ويقال على هذا للمؤنثة بالتاء: يا مخبثانة.

(والمعدول إلى فعل في سب المذكر) - نحو: يا فسق ويا خبث، عدلاً عن فاسق وخبيث؛ وكلامه على أنه لا ينقاس؛ ونص المبرد على أنه ينقاس، وعليه جرى المغاربة؛ وفي البسيط مذهب سيبويه أنه ينقاس؛ وقال بعض أصحابنا: المسموع منه: يا لكع يا فسق يا خبث يا غدر. انتهى. ولكع معدول عن ألكع، وهو اللئيم الأصل؛ وغدر عن غادر.

(وإلى فعال، مبنياً على الكسر في سب المؤنث) - نحو: يا فساق ويا خباث، أي يا فاسقة ويا خبيثة، وبني على الكسر تشبيهاً بحذام من جهة العدل والتأنيث والوزن؛ وبناء هذه متحتم، بخلاف حذام؛ وهذه المعدولات كلها معدولة عن معارف.

(وهو) - أي فعال.

(والذي بمعنى الأمر، مقيسان في الثلاثي المجرد) - فيقال: جلاس وقوام ونطاق بمعنى اجلس وقم وانطق، ويالآم ويا نجاس وياقذار، بمعنى لئيمة ونجسة وقذرة.

(وفاقاً لسيبويه) - والخلاف يختص بالذي بمعنى الأمر، والمخالف فيه المبرد، فقال: لا ينقاس، وأما الذي للسب فمقيس وفاقاً؛ وشرط قياس الأمر مع

ص: 543

ما ذكر، تمام الفعل وتصرفه؛ فلا يقال: كوان قائماً، أي كن؛ ولا وذار زيداً أي ذره، ولا وداعه أي دعه.

(وقد يقال: رجل مكرمان وملأمان، وامرأة ملأمانة) - رواه ابن سيدة، والمشهور خلافه، وهو الاختصاص بالنداء؛ وروى أبو حاتم: هذا زيد ملأمان، وهذه هند ملأمانة؛ وذكر ابن عصفور في هذه مرة: أن المنع للتعريف وزيادة الألف والنون، ومرة أنه للعدل والعلمية، وجعله بدلاً من المعرفة قبله؛ وعلى هذا يكون فيما رواه ابن سيدة إبداله معرفة من نكرة، ولا يستقيم منع ملأمان للصفة وزيادة الألف والنون، لثبوت ملأمانة، على أن هذه المعدولات، قال ابن الضائع فيها: إنها أعلام؛ ونقل عن النحويين أنهم يقولون في يافسق ويا فساق إنهما علمان؛ قال: نعم، أصلهما الوصف، وجعلا علمين مبالغة.

(ونحو: أمسك فلاناً عن فل، وقعيدته لكاع، من الضرورات).

فالأول من قول أبي النجم:

523 -

في لجة أمسك فلاناً عن فل

ص: 544

والثاني من قول الشاعر:

524 -

أطوف ما أطوف ثم آوي

إلى بيت قعيدته لكاع

وإنما جعلهما من الضرورات، لاستعمال فل ولكاع في غير النداء؛ وكلام سيبويه في التصغير، على أن فل الذي في الشعر بعض فلان؛ وكلامه في الترخيم يقتضي أن الذي في النداء غير هذا؛ وحينئذ لم يثبت استعمال المخصوص بالنداء في غيره.

ص: 545