الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
55 - باب أبنية الأفعال ومعانيها
هذا الباب يذكر في التصريف، وكان المصنف ذكره هنا، لبيان حال العامل الذي انقضى الكلام في معمولاته.
(لماضيها المجرد، مبنياً للفاعل: ) - أي المجرد من الزيادة؛ وخرج المبني للمفعول نحو: حمد ودحرج.
(فعَل وفعِل وفعُل وفعلل) - ودليل الحصر الاستقراء، فإن عرض غير هذا الوزن صورة، فأصله وزن من هذه نحو: عَلْمَ، بسكون اللام، أصله: عَلِمَ، وكذلك حَسْنَ أصله: حَسُنَ؛ ولما كانت أصول الأسماء تنتهي إلى الخمسة، جعلت الأفعال على أربعة لتنقص عنها.
(ففعل لمعنى مطبوع عليه ما هو قائم به) - نحو: كرُم ولؤُمَ.
(أو كمطبوع عليه) - نحو: فقه وشعر، إذا صارا طبعاً.
(أو شبيه بأحدهما) - نحو: جنب جنابة، فهو معنى متجدد زائل، لكن يشبه بغير المتجدد وهو نجس.
(ولم يرد يائي العين إلا هيؤ) - وهو شاذ، ومعنى هيؤ الشيء حسنت هيئته، واستغنوا في اليائي العين بفعل عن فعل، لاستثقال ضم الياء تقديراً، كما استثقل ظاهراً، يقال: طاب يطيب، ولان يلين؛ بخلاف الواو نحو: طال أصله طول، إذ لم يستثقل ضم الواو ظاهراً نحو: أدور.
(ولا متصرفاً يائي اللام إلا نهو) - خرج بمتصرف نحو: قضو في التعجب، وهو مطرد؛ وبيائي نحو: سرو الرجل؛ وواو نهو بدل ياء، لأنه من النهية بالضم واحدة النهى، وهي العقول، لأنها تنهى عن القبيح، فقلبت الياء واواً لضم ما قبلها.
(ولا مضاعفاً إلا قليلاً مشروكاً) - أي غير منفرد، بل يكون معه وزن آخر؛ ولم يحك سيبويه منه إلا لببت تلب، أي صرت لبيباً، حكاه عن يونس؛ وحكى قطرب: شررت أي صرت صاحب شر؛ وقالوا: لببت بالكسر، تلب لبابة، وشررت بالكسر شراً وشرراً وشرارة؛ وقالوا أشررت أيضاً؛ واستعمال فعل في المضاعف شاذ، ومنه فيما حكى ابن جني: دممت تدم دمامة، أي قبحت، والمشهور: دممت بالفتح تَدُمُّ وتدِمُّ.
(ولا متعدياً إلا بتضمين) - كقول علي رضي الله عنه: إن بسراً قد طلع اليمن، أي بلغ. وقول بعضهم: أرحبكم الدخول في طاعة الكرماني؟ أي وسعكم، ولا يحفظ غيرهما.
(أو تحويل) - نحو: صنته ومنته، حول فعَل إلى فَعُل، بضم العين، ثم نقلت الضمة إلى الفاء، لتدل على الواو المحذوفة للساكن؛ وإنما فعل ذلك ليعلم أن المحذوف واو، وتركت التعدية لعروض هذا البناء.
(ولا غير مضموم عين مضارعه إلا بتداخل) - كقول بعض العرب: كدت، بضم الكاف، لكاد يكاد، وقياسه: يكود، إلا أنهم استغنوا بمضارع كدت، بكسر الكاف عن مضارع المضمومها؛ قال الفراء: والذي ضم أراد الفرق بين كاد من المقاربة، وكاد من الكيد.
(وكثر في اسم فاعله: فعيل) - نحو: شرف فهو شريف، ولؤم فهو لئيم.
(وفعل) - كضخم فهو ضخم، وشهُم فهو شهْم، أي جلد ذكي الفؤاد؛ قال المصنف: ومن استعمل القياس فيهما، يعني في فعيل وفعل، لعدم السماع، فهو مصيب؛ والذي ذكر غيره أن فعيلاً فقط مقيس، وغيره يسمع ولا يقاس عليه.
(وقل فاعل) - مثل المصنف بحامض، وقد قالوا: حمُض وحمَض، بضم الميم وفتحها، فحامض من الاستغناء؛ قال ابن خالويه: فرُه فهو فاره، هذا الحرف شذ فقط، وسائر ذلك فيه لغتان نحو: كمُل وكمَل، فيؤخذ الفاعل من كمَل لا من كمُلَ.
(وأفعل) - أحمق.
(وفَعَل) - حسَن.
(وفَعِل) - خَشِن.
(وفَعَال) - جبان.
(وفُعال) - فرات أي عذب.
(وفُعَّال) - وضاء أي وضيء.
(وفِعْل) - عفر أي ذو دهاء وشجاعة.
(وفُعْل) - غمر أي جاهل.
(وفُعُل) - جنب أي ذو جنابة.
(وفَعُول) - حصور، أي ضيقة مجرى اللبن.
(فصل): (حق عين مضارع فعل الفتح) - سواء كان الفعل لازماً أو متعدياً.
(وكسرت فيه من ومق) - أي أحب.
(ووثق) - وثق به قوي اعتماده عليه.
(ووفق) - يقال: وفقت أمرك، تفق، بالكسر فيهما، أي صادفته موافقاً، وهو من التوفيق.
(وولي) - تبع، والأمر صار حاكماً عليه.
(وورث) - يقال: ورثت أبي، وورثت الشيء من أبي، ورثاً وإرثاً.
(وورع) - صار ذا ورع.
(وورم) - ورم العضو والجلد يرم دخله الورم.
(ووري المخ) - كبر من السمن.
فهذه ثمانية أفعال؛ ولم يذكر: وعِمَ يعِمُ، لذكره في ما لا يتصرف: عِمْ صباحاً، وليس كما ذكر، بل هو متصرف.
(وفي مضارع حسب) - قالوا: أحسِبُه وأحسَبُه، بالفتح والكسر؛ وكذا الثمانية المذكورة بعد.
(ونعم) - أي عدم البؤس.
(وبئس) - صار ذا بؤس.
(ويبس) - جف.
(ويئس) - قنط.
(ووغر) - وغر الصدر التهب حزناً أو غيظاً.
(ووحر) - مثل وغر.
(وولة) - كاد يعدم العقل.
(ووهل) - اشتد فزعه.
(وجهان) - هو مبتدأ، خبره قوله: في مضارع حسب.
واستغنى في ضللت تضل، ووري الزند يري، وفضل الشيء يفضل بمضارع فعل عن مضارع فعل. فضللت بكسر العين، قياس مضارعه يفعل بفتح العين، لكن كسروها، لأن اللغة الفصحى ضللت بفتح العين، ومضارعه مكسور العين، فاستغنوا بمضارع المفتوح العين عن مضارع المكسورها؛ وكذا الكلام في وري الزند أي أخرج ناره؛ وقالوا: يفضل بضم العين، والماضي مكسورها، استغناء بمضارع فعل بفتح العين عن مضارع المكسور.
(ولزوم فعل أكثر من تعديه) - وفعل بالفتح كثر الأمران فيه، وبالضم واجب اللزوم.
(ولذا غلب وضعه للنعوت اللازمة) - نحو: شَنِبَ، والشَّنَبُ حدة في الأسنان، ويقال: بردٌ وعذوبة.
(وللأعراض) - نحو: مرض.
(والألوان) - نحو: سود.
(وكبر الأعضاء) - نحو: أذن.
(وقد يشارك فعُل) - نحو: حمِق وحمُق، ورعِن ورعُن.
(ويغني عنه لزوماً في اليائي اللام) - نحو: حيي فهو حي، وعيي فهو عي، وسماعاً في غيره نحو: سمن فهو سمين، ونقي فهو نقي؛ واستدل بمجيء الوصف على فعيل على أصالة فعُل.
(ويطاوع فعل كثيراً) - نحو: ثلمه فثلم، وعلمه فعلم، وشتر الله عينه فشترت؛
(وتسكين عينه وعين فعل وشبههما من الأسماء لغة تميمية) - نحو: عَلْمَ، وظَرْفَ، في عَلِمَ وظَرُفَ، ونمْرَ ورَجْلَ في نمِرَ ورجُلَ؛ وعن الخضراوي: هذا التسكين لبكر بن وائل وناس كثير من تميم؛ وكذا فعل بالبناء للمفعول، قالوا: لم يحرم من قصد له، أي قُصِدَ، وقال الخفاف: قُصْدَ فاشية في تغلب بني وائل.
(فصل): (اسم الفاعل من متعدي فعِلَ على فاعل) - كعالم
(ومن لازمه على فَعِل) - كفرح.
(وأفعل) - كأحول، وبابه الآفات والعاهات ونحوهما.
(وفعلان) - كشبعان، وبابه الامتلاء وضده.
(وقد يجيء على فاعل) - كسالم، ويقاس لمذهب الرماني نحو: مارض
(وفعيل) - كحزين.
(ولزم فعيل في المغني عن فعل) - كسمين وحيي.
(وقد يشرك فعُل فعِلاً) - نحو: طمِع وطمُع، وعجِل وعجُل، ويقِظ ويقُظ.
(وفعِل أفعل) - كسودٍ واسود، وخضرٍ وأخضر.
(وفعلان) - كفرح وفرحان، وسكِرٍ وسكران.
(وربما اشتركت الثلاثة) - نحو: شعِث وأشعث وشعثان؛ والأشعث المغبر الرأس.
(فصل): (لفعل تعد ولزوم) - وكل كثير، وثبتا مع اتحاد المادة في: فغر فاه: فتحه، وفغر فوه انفتح، وسار الدابة فسارت، أي سيَّرها فتسيرت، ورجع الشيء فرجع، أي رده فارتد.
(ومن معانيه غلبة المقابل) - نحو: شاعرني فشعرته، وكاتبني فكتبته، أي قابل شعره بشعري، وكتابته بكتابتي، فكنت أشعر منه وأكتب.
(والنيابة عن فعل في المضاعف) - نحو: جللت فأنت جليل، وعففت فأنت عفيف.
(واليائي العين) - نحو: طاب يطيب فهو طيب، ولان يلين فهو لين.
(واطرد صوغه من أسماء الأعيان لإصابتها) - نحو: ركبه ورجله.
(أو إنالتها) - نحو: لحمه وتمره، أي أطعمه لحماً وتمراً.
(أو عمل بها) - نحو: عانه أصابه بالعين، وركبه البعير أصابه بركبته.
(وقد يصاغ لعملها) - نحو: جدر الجدار، وعصد العصيدة.
(أو عمل لها) - نحو: سبعه السبع، ونمله النمل.
(أو أخذ منها) - نحو: ثلث المال، وكذا إلى العشرة.
(ومن معاني فعل الجمع) - نحو حشر وكسب.
(والتفريق) - نحو: قسم وفصل؛ ومنه ما دل على قطع كصرم، أو كسر كقصف.
(والإعطاء) - نحو: منح ووهب، وكذا سقى.
(والمنع) - نحو: عضل وحجر.
(والامتناع) - لجأ وشرد.
(والإيذاء) - نحو: لسع ولكم.
(والغلبة) - قهر وقمع.
(والدفع) - درأ وزبر.
(والتحويل) - قلب ونقل.
(والتحول) - رحل وذهب.
(والاستقرار) - سكن وقطن.
(والسير) - دب ودرج.
(والستر) - حجب وصبغ.
(والتجريد) - سلخ وحلق.
(والرمي) - رجم وطرح.
(والإصلاح) - طحن وطبخ.
(والتصويت) - بكى ونهق، وكذا نطق.
(ولا تفتح عين مضارع فعل، دون شذوذ، إن لم تكن هي أو اللام حلقية) - استظهر بشذوذ على ما حكى من قولهم: يذر حملاً على يدع، وهلك يهلك، بفتح العين فيهما، وكذا أبى يأبى؛ على أن ابن سيده حكى في المحكم، أن قوماً قالوا في الماضي: أبي بكسر العين، فيأبى على لغتهم جار على القياس، كنسي ينسى؛ وعلى هذا يكون من الاستغناء بمضارع فعل عن مضارع آخر؛ فإن كانت العين حرف حلق أو اللام، فتحت العين، نحو: ذهب يذهب، وسمح يسمح.
(بل تكسر أو تضم تخييراً، إن لم يشتهر أحد الأمرين) - وجاء سماع ذلك في فعل واحد، نحو: يفسق بالكسر والضم، وفي فعلين نحو: يضرب ويقتل؛ وقضية كلامه، أن جواز الأمرين يثبت فيما سمع فيه أحدهما ولم يشتهر؛ وبعضهم يرى تقييد ذلك بعدم سماع واحد منهما، وعليه أئمة اللغة؛ وقال ابن جني: الوجه في هذا الكسر؛ وابن عصفور قال: إن الضم والكسر جائزان، وإن لم يسمع إلا أحدهما، فيجوز على هذا: يضرب، بالضم، ويقتل، بالكسر، وما أبعده؛ وبعض أهل العربية يقول: يتلقى خصوص الضم أو الكسر من السماع.
(أو يلتزم لسبب، كالتزام الكسر، عند غير بني عامر، فيما فاؤه واو) - أي ولم تكن عينه أو لامه حرف حلق كيهب ويقع، فهذا تفتح عينه، وأما غيره نحو: وعد يعدُ، ووزن يزن، ووجد يجد، فتكسر عينه، وتحذف الواو لوقوعها بين ياء وكسرة؛ وكذا يفعلون فيما الماضي منه على فعل، بكسر العين من هذا النوع نحو: ورث يرث.
وقوله: عند غير بني عامر، يشعر بأن بني عامر لا يلتزمون الكسر في الباب الذي ذكره، ولم يفعل بنو عامر لك في جميعه، بل في فعل واحد منه، وهو يجد، فإنهم قالوا فيه: وجده يجده، بالضم، وهو شاذ؛ وحذفت الواو لشذوذ الضم، وأصالة الكسر؛ وقال السيرافي: إنهم يقولون ذلك في: يجد، من الموجدة والوجدان؛ وبنو عامر في غير يجد كغيرهم.
(وعند الجميع فيما عينه ياء) - نحو: سار يسير، وباع يبيع.
(وعند غير طيئ، فيما لامه ياء، وعينه غير حلقية) - نحو: مشى يمشي، ورمى يرمي، فغير طيئ يكسر؛ قال المصنف: وطيئ تبدل الكسرة فتحة، والياء ألفاً، نحو: يقلى؛ قيل: ولم يذكر غيره ذلك عن طيئ، ولم يرد عنهم في يمشي ويرمي ونحوهما، يمشى ويرمى؛ ونص غيره على أن يقلى شاذ، والمشهور كسر عينه؛ وكذلك شذ يحيا، والمشهور يحيي بالكسر؛ وقال المصنف، وقد ذكر مسألة: أبى يأبى، ما ألحق بيأبى كيحيا ويقلى، وجه بأن الأصل: يحيي ويقلي، بالكسر، ففتحت العين، فانقلبت الياء ألفاً، وهي لغة طيئ، ولم يحكم
على يأبى بذلك، إذ لم يسمع فيه الكسر، كما سمع في ذينك واشتهر، فجعل أصلاً، وفرع عليه الفتح.
(والتزم الكسر أيضاً في المضاعف اللام، غير المحفوظ ضمه) - نحو: حن يحن، وند يند؛ ومما حفظ ضمه جوازاً: شب الفرس يشِبُّ ويشُبُّ شباباً، بكسر الشين، وشبباً قمص ولعب؛
وحكى أبو زيد: يدب بالضم، وحكاه غيره بالكسر؛ ومما حكى فيه الضم وجوباً: مر يمر، وحل يحُلُّ.
(والضم فيما عينه أو لامه واو، وليس أحدهما حلقيا) - فالعين قام يقوم، ورام يروم؛ قال ابن عصفور: وشذ طاح يطيح، وتاه يتيه، في لغة من قال: ما أطوحه، وما أتوهه؛ ومن قال: ما أتيهه، فيتيه عنده على القياس، وكذا من قال: ما أطيحه، يطيح عنده على القياس؛ واللام نحو: غزا يغزو، ورنا يرنو.
وخرج بحلقي: ماه ومحا، قالوا: يموه ويماه، ويمحو ويمحى، بالضم والفتح في مضارع كل منهما؛ وقالوا أيضاً: يميه ويمحي؛ ويقال: ماهت البئر كثر ماؤها، وماهت السفينة دخل فيها الماء.
(وفي المضاعف المتعدي) - نحو: رد يرد، وصب يصب.
(غير المحفوظ كسره) - جوازاً، ومنه: عل يعُلُّ ويَعِلُّ، بالضم والكسر،
من العلل وهو الشرب الثاني؛ أو وجوباً، وهو حرف واحد، قالوا: حبَّه يحبه، بالكسر؛ ولم يجيء في هذا الباب يفعل بالكسر إلا ومعه الضم، إلا هذا الحرف، فلم يجئ إلا بالكسر، وبه قرأ أبو رجاء العطاردي:(يحبكم الله).
(وفيما لغلبة المقابل) - نحو: كاتبني فكتبته أكتبه، وعالمني فعلمته أعلمه؛ وهو مطرد في كل فعل ثلاثي متصرف تام؛ بفتح الماضي وبضم المضارع.
(خالياً من ملزم الكسر) - احترز من واعدني فوعدته أعده، فيجب كسر عين هذا المضارع، وكذا أسيره من سار، وأرميه من رمى.
(ولا تأثير لحلقي فيه) - فيضم المضارع السالم من ملزم الكسر وجوباً، وإن كان حلقي العين أو الفاء نحو: فاهمني ففهمته أفهمه، وفاقهني ففقهته أفقهه.
(خلافاً للكسائي) - في إجازته فتح عين المضارع لأجل حرف الحلق، وجاء عن العرب الفتح في قولهم: شاعرني فشعرته أشعره، وواضأني فوضأته أوضؤه؛ وجاء عنهم الكسر في: خاصمني فخصمته أخصمه؛ والبصريون يلتزمون الضم، فهذا نادر.
(وقد يجيء ذو الحلقي غيره) - أي غير الذي لغلبة المقابل.
(بكسر) - نحو: نزع ينزع، وجاء يجيء.
(أو ضم) - نحو: دخل يدخل، وساء يسوء.
(أو بهما) - أي بلغتين، هما الفتح مع غيره، نحو: منحه يمنحه، أو ضم نحو: محاه يمحاه ويمحوه.
(أو مثلثاً) - نحو: رجح يرجح، بالضم والكسر والفتح، وكذا ينبع مضارع نبع، وأكثر النحويين يتلقى الفتح أو الكسر أو الضم من السماع، وكذا اللغتان والثلاث، وقال أكثر أهل اللغة: الفتح أكثر، وإليه يرجع عند عدم السماع؛ وهذا في غير ما للمغالبة، وأما المغالبة فالضم فيه قياس، كما تقدم؛ ولم يذكر المصنف اسم فاعل فعُل اكتفاء بما ذكره في باب اسم الفاعل.
(فصل): (يكسر ما قبل آخر المضارع، إن كان ماضيه غير ثلاثي، ولم يبدأ بتاء المطاوعة) - نحو: يدحرج وينطلق ويستخرج، وخرج بمضارع: تعلم وتدحرج ونحوهما، فإنه بالفتح نحو: يتعلم ويتدحرج؛ وسميت هذه التاء تاء المطاوعة، لأن ما هي فيه يطاوع العاري منها.
(أو شبهها) - نحو تكبر وتوانى.
(ويضم أوله إن كان ماضيه رباعيا) - أي على أربعة أحرف، ولو بزيادة نحو: أكرم يكرم، ودحرج يدحرج.
(وإلا فتح) - أي وإن لم يكن الماضي رباعياً فتح أول المضارع نحو: ينطلق ويستخرج.
(ويكسره غير الحجازيين، ما لم يكن ياء، إن كسر ثاني الماضي) - وكانت عين المضارع مفتوحة، فيقولون: إعلم وتعلم، بكسر الهمزة والنون
والتاء، ولا يفعلون ذلك في الياء، وستأتي لغة من يكسرها، ولو كسرت عين المضارع فتحوا كالياء نحو: أحسب وأرث.
(أو زيد أوله تاء معتادة) - وهي تاء المطاوعة أو شبهها، فيقولون: إتذكر وتنكسر، بالكسر في غير الياء. وأخرج بمعتادة المزيدة أول الماضي شذوذاً نحو: ترمس الشيء بمعنى رمسه، أي ستره.
(أو همزة وصل) - فيقولون: انطلق واستخرج، بكسر الهمزة، وكذا الباقي غير الياء. وأفهم كلامه أن الحجازيين يفتحون حروف المضارعة في هذا كله.
(ويكسرونه مطلقاً في مضارع أبى) - أي الذين يكسرون غير الياء فيما سبق، يكسرون ذلك والياء أيضاً في هذا، فيقولون: يئبى، وكذا الباقي.
(ووجل، ونحوه) - وهو ما فاؤه واو، ووزنه كوزنه، وعين مضارعه مفتوحة، نحو: وجع يوجع، فيكسرون حروف المضارعة كلها، فتنقلب الواو ياء نحو: ييجل وييجع؛ ومن العرب من يبدل الواو ياء مع الفتح، فيقولون: ييجل، وكذا الباقي.
(وربما حمل على تعلم تذهب وشبهه) - قال الكسائي: سمعت بني دبير يقولون: أنت تلحن وتذهب، لشبه المضارع من حيث فتح العين، وإن اختلف وزن الماضي؛ وأشذ من هذا قراءة (نعبد) بكسر النون.
(وعلى يئبى يئلم) - فكسرت الياء في يئلم كما في يئبى؛ وقرأ يحيى بن وثاب: (فإنهم يئلمون كما تئلمون).
(فصل): (انفرد الرباعي بفعلل لازماً) - كعربد.
(ومتعدياً لمعان كثيرة) - كدحرج.
(وقد يصاغ من اسم رباعي لعمل بمسماه) - نحو: قرمص القرموص حفره، والقرموص واحد القراميص، قال ابن السكيت: هي حفر صغار، يستكن فيها الإنسان من البرد، وهذا مثال عمل المسمى، وأما العمل به فنحو: فرجن الدابة إذا حسها بالفرجون، وهو المحسة، فإن كان لفظ الكتاب: لعمل مسماه، فالمثال الأول، وإن كان لعمل بمسماه فالمثال الثاني؛ ويجوز أن يرد عمل بمسماه إلى معنى عمل مسماه، بجعل الباء للنظر فيه، على تكلف فيه.
(أو لمحاكاته) - نحو: عقرب الشيء لواه كالعقرب.
(أو لجعله في شيء) - فلفل الطعام، وعصفر الثوب.
(أو لإصابته) - عرقبه أصاب عرقوبه.
(أو لإصابة به) - عرجنه أصابه بالعرجون.
(أو لإظهاره) - عسلجت الشجرة أخرجت عساليجها؛ هذا ليس من تمثيل المصنف.
(وقد يصاغ من مركب لاختصار حكايته) - نحو: بسمل، قال: بسم الله الرحمن الرحيم؛ وجعفل، قال: جعلني الله فداك.
(فصل): (من مثل المزيد فيه: أفعل، وهو للتعدية) - نحو: أخرجت زيداً وألبسته ثوباً، وأعلمته عمراً قائماً.
(أو للكثرة) - نحو: أظبى المكان كثر ظباؤه، وأذأب كثر ذئابه.
(أو للصيرورة) - أغد البعير صار ذا غدة، وأجرب الرجل صار ذا جرب في إبله أو غنمه.
(أو للإعانة) - نحو: أرعيت فلاناً وأقريته: أعنته على الرعي والقرى.
(أو للتعريض) - أبعت الشيء وأقتلته: عرضته للبيع والقتل.
(أو للسلب) - نحو: أشكيته أزلت شكواه؛ وذكر اللغويون أنه يكون للإحواج إلى الشيء، وحكوا أنه يقال: أشكيته أحوجته للشكوى.
(أو لإلفاء الشيء بمعنى ما صيغ منه) - نحو: أحمدت فلاناً وجدته محموداً، وأبخلته وجدته بخيلاً.
(أو لجعله صاحبه بوجه ما، وفي بعض النسخ: أو لجعل الشيء صاحب ما هو مشتق من اسمه) - نحو: أنعلته جعلت له نعلاً، وأقبرته جعلت له قبراً.
(أو لبلوغ عدد) - نحو: أعشرت الدراهم صارت عشرين، وكذا إلى أتسعت صارت تسعين، وأمأت وألفت صارت مائة وألفاً.
(أو زمان) - أصبحنا وأمسينا بلغنا الصباح والمساء.
(أو مكان) - أشأم القوم وأيمنوا بلغوا الشام واليمن، أو قصدوهما.
(أو لموافقة ثلاثي) - أقاله البيع وقاله، وأشغله الأمر وشغله.
(أو لإغنائه عنه) - أذنب أثم، وأقسم حلف.
(أو لمطاوعة فعل) - وهذا لم يذكره سيبويه، وذكره ابن جني في الخصائص، ومنه: كببت الرجل أسقطته، فأكب سقط؛ وقشعت الريح السحاب فرقته، فأقشع تفرق.
(ومنها فعَّل، وهو للتعدية) - نحو: أدبت الصبي وعلمته الخير والأدب، أدب النفس والدرس؛ يقال منه: أدب الرجل، بالضم فهو أديب، وأدبته فتأدب.
(وللتكثير) - فتحت الأبواب.
(وللسلب) - قردت البعير، وقذيت عينه: أزلت القراد والأذى.
(وللتوجه) - شرق وكوف.
(ولجعل الشيء بمعنى ما صيغ منه) - أمرت زيداً جعلته أميراً، وعدلته جعلته عدلاً.
(ولاختصار حكايته) - نحو: أيه وحمد أي قال: يا أيها والحمد لله.
(ولموافقة تفعل) - ولى وتولى وفكر وتفكر.
(وفعل) - نحو: بشر وبشر، يقال: بشرت الرجل أبشره بالضم بشراً وبشوراً من البشرى، وكذلك الإبشار والتبشير، ثلاث لغات.
(وللإغناء عنهما) - فعن تفعل قولهم: من دخل ظفار حمر، أي تكلم بكلام حمير، وهو خبر بمعنى الأمر، أي فليحمر؛ وعن فعل عرد الرجل تعريداً فر.
(ومنها تفعل وهو لمطاوعة فعل) - أدبت الصبي فتأدب، وعلمته فتعلم.
(وللتكلف) - تشجع وتصبر تكلف ذلك.
(وللتجنب) - تأثم وتحرج ترك الإثم والحرج.
(وللصيرورة) - تأيمت المرأة صارت أيماً، وتحجر الطين صار حجراً.
(وللتلبس بمسمى ما اشتق منه) - تقمص وتقبأ لبس قميصاً وقباء.
(وللعمل فيه) - أي في مسمى ما اشتق منه نحو: تسحر وتعشى.
(وللاتخاذ) - تبنيت الصبي اتخذته ابناً، وتديرت المكان اتخذته داراً.
(ولمواصلة العمل في مهلة) - نحو: تفهم وتبصر.
(ولموافقة استفعل) - نحو: تعجل الشيء استعجله، وتغنى استغنى، وفي الخبر:"من لم يتغن بالقرآن فليس منا".
(وموافقة المجرد) - نحو: تعجب وعجب، وتعدى الشيء وعداه جاوزه.
(والإغناء عنه) - نحو: تكلم وتصدر.
(وعن فعل) - نحو: تويل قال: يا ويلاه! . والمعروف في اختصار الحكاية فعل.
(ولموافقته) - تولى بمعنى ولى.
(ومنها: فاعل، لاقتسام الفاعلية والمفعولية لفظاً، والاشتراك فيهما معنى) - نحو: ضارب زيد عمراً، فكل من الاسمين صالح لجعله فاعلاً لفظاً
ومفعولاً لفظاً، مع أن كلاً منهما في المعنى فاعل مفعول؛ قال المصنف: ولو أتبع المنصوب بمرفوع وبالعكس لجاز. انتهى. وهذا مخالف لقول البصريين وأكثر الكوفيين، وإنما قال به ابن سعدان.
(ولموافقة أفعل ذي التعدية) - نحو: عاليت رحلي على الناقة وأعليته؛ وجاء أيضاً في اللازم، قالوا: شارفت البلاد وأشرفت عليها.
(والمجرد) - جاوزت الشيء وجزته، وواعدت زيداً ووعدته.
(وللإغناء عنهما) - فعن أفعل: راءه أراه غير ما يقصده، وعن فعل: قاسى وبارك الله فيه.
(ومنها: تفاعل، للاشتراك في الفاعلية لفظاً، وفيها وفي المفعولية معنى) - نحو: تضارب زيد وعمر.
(ولتخييل تارك الفعل كونه فاعلاً) - نحو: تغافل زيد وتجاهل.
(ولمطاوعة فاعل الموافق أفعل) - نحو: باعدته فتباعد، وضاعفت الحساب فتضاعف.
(ولموافقة المجرد) - نحو: تعالى: علا، وتوانى: ونى.
(والإغناء عنه) - نحو: تثاءب.
(وإن تعدى تفاعل أو تفعل، دون التاء، إلى مفعولين، تعدى بها إلى واحد) - نحو: نازعته الحديث، فتقول: تنازعنا الحديث، ونحو: علمته الرماية فتعلمها.
(وإلا لزم) - نحو: ضارب زيد عمراً، وأدبت الصبي، فتقول: تضارب زيد وعمرو، وتأدب الصبي.
(ومنها: افتعل، وهو للاتخاذ) - نحو: اطبخ واشتوى: اتخذ لنفسه طبيخاً وشواء.
(وللتسبب) - نحو: اعتمل واكتسب، إذا تسبب في العمل والكسب؛ وقالوا إنه يدل على الكثرة.
وقال المبرد: اقتدر أكثر من قدر، وكذا قال ابن جني في:(وعليها ما اكتسبت) لأن كسب السيئات أكثر.
(ولفعل الفاعل بنفسه) - نحو: اكتحل وادهن.
(وللتخير) - اصطفى وانتقى.
(ولمطاوعة أفعل) - نحو: أوقدت النار فاتقدت، وأضرمتها فاضطرمت.
(ولموافقة تفاعل) - نحو: اقتتلوا واطعنوا.
(وتفعل) - نحو: ابتسم: تبسم، واعتدى: تعدى.
(واستفعل) - نحو: ارتاح: استراح، واعتصم: استعصم.
(والمجرد) - فلا يزيد عليه شيئاً، نحو: قرأ السورة واقترأها، وحكى الأصمعي: حمل واحتمل.
(والإغناء عنه) - نحو: التجأ الرجل.
(ومنها: انفعل، لمطاوعة فعل علاجاً) - نحو: قسمته فانقسم، وكشفته فانكشف، فإن لم يدل على علاج، لم يصغ منه انفعل، لا يقال: عرفته فانعرف، ولا سمعته فانسمع؛ وكذا لو دل على معالجة، ولم يكن ثلاثياً، فلا يقال: أكملته فانكمل.
(وقد يطاوع أفعل) - نحو: أغلقته فانغلق، وأزعجته فانزعج، وهو شاذ، ويحتمل كون انغلق على لغة من قال: غلقت.
(وقد يشارك المجرد) - نحو: انطفأت النار وطفئت.
(وقد يغني عنه) - نحو: انطلق بمعنى ذهب، وانزرب في الزريبة دخلها.
(وعن أفعل) - نحو: انحجز أتى الحجاز.
(ويغني عنه) - نحو: أي عن أفعل.
(افتعل فيما فاؤه لام) - نحو: لويته فالتوى، ولففته فالتف.
(أوراء) - نحو: ردعته فارتدع، ورفعته فارتفع.
(أو واو) - نحو: وصلته فاتصل، ووضعته فاتضع.
(أو ميم) - نحو: مزته فامتاز، ومحوته فامتحى، وندر انماز وانمحى، ومددته فامتد، وملأته فامتلأ.
(أو نون) - نحو: نقلته فانتقل، ونفيته فانتفى.
(وقد يشاركه فيما ليس كذلك) -: أي فيما لم تكن فاؤه شيئاً مما ذكر نحو: شويت اللحم فاشتوى وانشوى، وحجبت زيداً فاحتجب وانحجب.
(ويغني عنه) -: أي يغني افتعل عن انفعل فيما ليس كذلك، نحو: سترته فاستتر، وشددته فاشتد.
(ومنها: استفعل للطلب) - نحو: استغفر واستعان.
(وللتحول) - نحو: استنوق الجمل، واستحجر الطين.
(وللاتخاذ) - نحو: استبعد عبداً، واستأبى أباً.
(ولإلقاء الشيء بمعنى ما صيغ منه) - نحو: استعظمته واستصغرته.
(أو لعده كذلك) - كالمثالين فيما يعده عظيماً أو صغيراً، وكذلك استكثرته واستقللته لما يجده كذلك أو يعده.
(ولمطاوعة أفعل) - نحو: أراحه فاستراح، وأحكمه فاستحكم.
(ولموافقته) - نحو: استعجله وأعجله، واستبل من المرض وأبل.
(وموافقة تفعل) - نحو: استمتع وتمتع، واستكبر وتكبر.
(وافتعل) - نحو: استعصم واعتصم، واستعذر واعتذر.
(والمجرد) - نحو: استغنى وغني، واستبان وبان.
(والإغناء عنه) - نحو: استنكف واستأثر.
(وعن فعل) - نحو: استرجع قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، والأصل: رجع، كسبح قال: سبحان الله.
(ومنها للألوان: افعل) - وأصله: افعلل بدليل: احمررت واحمررنا واحمررن.
(غير مضاعف العين) - كاحمروا واسودوا، بخلاف أحم، وهو الأسود، يقال: رجل أحم بين الحمم، فلا يقال: أحمم، لما فيه من الثقل.
(ولا معتل اللام) - كألمى، وهو من اللمى، سمرة في الشفة تستحسن، يقال؛ رجل ألمى، وامرأة لمياء.
(دون شذوذ) - كقولهم: احووى من الحوة، وهي كما قال الأصمعي: حمرة تضرب إلى السواد، وأشذ منه قولهم: ارعوى عن القبيح، أي انكف، لاعتلال لامه، وكونه لغير لون ولا عيب حسي، ووزنهما: افعلل، وترك الإدغام لسكون الآخر.
(وقد تلي عينه ألف) - نحو: احمار واصفار، وسمع في احووى احواوى، وذكرهما الأصمعي.
(وقد يدل بحاليه) - أي بغير ألف وبها.
(على عيب حسي) - نحو: اعور واعوار، واحول واحوال.
(وربما طاوع فعل) - قالوا: رعوته فارعوى، أي كففته فانكف، وكلام ابن جني وابن عصفور والمصنف على أن وزن هذا ونحوه افعل، والمقصود الوزن الذي يستحقه هذا البناء، لولا مانع الإدغام، وهو السكون، كما تقدم، وإذا أردت زنة اللفظ بحاله قلت: افعلل، وعلى ذلك جرى بعضهم.
(وقد يدلان على غير لون وعيب) - نحو قولهم: ارقد أي أسرع، وسبق ذكر ارعوى ومثله اقتوى أي خدم، وقالوا: اشعار الرأس أي تفرق شعره.
(وإفهام العروض مع الألف كثير، وبدونها قليل) - فتكثير العروض مع
الألف، واللزوم مع سقوطها، ومن اللزوم مع الألف:(مدهامتان)، ومن العروض بدونها: اصفر وجلاً، واحمر خجلاً، ومنه قراءة ابن عامر:(تزور عن كهفهم)، وقال ابن عصفور: افعل مقصور من افعال، ومعناه كمعناه، بدليل أن ما من شيء يقال بالألف إلا يقال بدونها، لكن قد يكثر أحدهما في لفظ ويقل في الآخر، فكثرة افعل كاحمر واخضر، وكثرة افعال كاشهاب وادهام، ولم يسمع في: ارقد وارعوى واقتوى إلا افعل، قال: ويجوز في القياس افعال، وما ذكر من القصر هو قول الخليل.
(ومنها: افعوعل للمبالغة) - نحو: اعشوشب المكان كثر عشبه، واخشوشن الشيء عظمت خشونته.
(وللصيرورة) - نحو: احلولى الشيء صار حلواً، واحقوقف الرمل والهلال صار أعوج.
(وقد يوافق استفعل) - قالوا: احلوليت الشيء أي استحليته بمعنى وجدته حلوا، ومنه:
556 -
فلو كنت تعطى حين تسأل سامحت
…
لك النفس واحلولاك كل خليل
واستعمال احلولى لازماً بمعنى الصيرورة أكثر.
(ويطاوع فعل) - نحو: ثنيته فاثنونى، ومنه قراءة بعضهم:(تثنونى صدورهم).
(وافعول بناء مقتضب) - والمقتضب ما كان على مثال لم يسبق بآخر أصل له أو كالأصل، مع الخلو من حرف زيد لمعنى أو إلحاق، ومنه: اعلوط بعيره اعلواطاً إذا تعلق بعنقه وعلاه.
(وكذا ما ندر من افعولل وافعيل) - نحو: اعثوجج البعير أسرع، واهبيج الرجل تكبر، وأغفلهما سيبويه، قال بعض النحويين: ولم يذكرهما أحد إلا صاحب العين، فلا يلتفت إليهما.
(وأما فوعل) - كحوقل الشيخ كبر وفتر عن الجماع.
(وفعول) - كجهور رفع صوته بالقول.
(وفعلل ذو الزيادة) - كجلبب.
(وفيعل) - كبيطر.
(وفعيل) - كعزيط.
(وفعلى) - كسلقى.
(فملحقات بفعلل) - وهي ستة أوزان، وأغفل سيبويه فعيل.
(وإلحاق ما سواها به نادر) - كالإلحاق بتاء متقدمة كترمس بمعنى رمس، أو همزة متوسطة كتأبل القدر بمعنى تبلها، أو نون متأخرة كقطرن البعير.
(وتزاد التاء قبل متعدياتها للإلحاق بتفعلل) - نحو قولهم: تجلببت المرأة لبست جلبابها، للإلحاق بتسربل لبس سربالاً.
(وهو) - أي تفعلل.
(وافعنلل) - نحو: احرنجم.
(لمطاوعة فعلل تحقيقاً) - نحو: سربتله فتسربل، وحرجمت الإبل جمعتها فاحرنجمت اجتمعت.
(أو تقديراً) - نحو: تبختر وابرنشق بمعنى انبسط فرحاً؛ وبختر وبرشق مهملان.
(وألحق بافعنلل افعنلى) - نحو: اسلنقى، ومذهب سيبويه عدم تعدي هذا البناء، وقال ابن جني: قد يتعدى، ومنه:
557 -
قد جعل النعاس يغرنديني
…
أدفعه عني ويسرنديني
قال الزبيدي: أحسبه مصنوعاً؛ والاغرنداء والاسرنداء الغلبة.
(وافعنلل الزائد الآخر) - نحو: اقعنسس.
(وإلحاق ما سواهما به نادر) - نحو: احونصل الطائر؛ قال بعض
النحويين: ولم يذكره إلا صاحب العين، واحبنطى يحتمل كون الهمزة فيه بدل ألف الإلحاق، فيكون افعنلى، فالمعروف فيه احبنطى.
(وافعلل بناء مقتضب) - نحو: اقشعر واطمأن.
(وقد يطاوع فعلل) - نحو: طمأنته فاطمأن؛ ومذهب سيبويه أن الهمزة مقدمة في هذه الكلمة على الميم، كما في طامن فاطمأن، مقلوب، وعكس الجرمي، لأن أكثر تصرف الكلمة على تقديم الميم.
(والإلحاق به نادر) - كقولهم: ابيضض.
(فصل): كل هذه الأمثلة للتعدية قابل، إلا افعل وافعال وافعلل، وما طاوع متعدياً لواحد، أو ألحق بما لا يتعدى، وربما عدي افعنلل وافعنلى، وهمزة غير أفعل من المهموز الأول همزة وصل.
(فصل): يقال للمعتل الفاء مثال، وللمعتل العين أجوف، وللمعتل اللام ناقص، وللمتضمن أصلين معتلين، أو معتلاً ومضاعفاً لفيف، فإن اتصل المعتلان كهوى فمقرون، وإن انفصلا كوفى فمفروق.
(فصل): (صيغة فعل الأمر من كل فعل كمضارعه المجزوم المحذوف أوله) - نحو: عد وسل وقم ورد ودحرج وضارب.
(فإن لم يكن من أفعل، وسكن تالي حرف المضارعة لفظاً، أولي همزة الوصل) - نحو: استمع وانطلق واستخرج واحبنط؛ وخرج بقوله: لفظاً، ما سكن تقديراً نحو: يقوم ويرد.
(وإن كان من أفعل افتتح بهمزته مطلقاً) - نحو: أكرم وأقم وأعد.