المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌61 - باب نوني التوكيد - المساعد على تسهيل الفوائد - جـ ٢

[ابن عقيل]

الفصل: ‌61 - باب نوني التوكيد

‌61 - باب نوني التوكيد

(وهما خفيفة وثقيلة) - وقال الخليل: إن التوكيد بالشديدة أشد؛ واستدل سيبويه على أن الخفيفة ليست مخففة من الثقيلة بإبدال الخفيفة ألفاً في الوقف؛ وزعم الكوفيون أنها مخففة منها.

(تلحقان وجوباً المضارع الخالي من حرف تنفيس المقسم عليه مستقبلاً مثبتاً غير متعلق به جار سابق) - وذلك نحو: والله ليقومن زيد غداً؛ وما حكم به من الوجوب هو ظاهر قول سيبويه، قال في اللام: لزمت اليمين، كما لزمت النون اللام؛ وهذا المنقول عن البصريين، على أن أبا علي قال: لا تلزم النون، وحكاه عن سيبويه؛ ومذهب الكوفيين أن اللام والنون يتعاقبان، فتقول عندهم: ليقومن وليقوم ويقومن.

وخرج بالخالي نحو: (ولسوف يعطيك ربك)؛ وبالمقسم عليه نحو: يقوم زيد غداً، وبالمستقبل نحو: والله ليقوم زيد الآن؛ فلا تدخل النون في شيء من هذا؛ والمسألة الأخيرة مبنية على أن فعل الحال يكون مقسماً عليه، وهو قول الكوفيين، ولا يجيز ذلك البصريون.

وبالمثبت المنفي نحو: والله لا يقوم زيد غداً، فلا تلزمه النون، وهذا بناءً على ما يأتي من قوله: والنفي بلا متصلة

إلخ.

ص: 664

وبغير متعلق نحو: (لإلى الله تحشرون)، والمراد ما تقدم معموله كما ذكر في القسم، فيدخل نحو: والله لزيداً أضرب، ولمسرعاً أخي، ولساهراً أبيت؛ وفاته ما قرن بقد نحو: والله لقد أذهب، فلا يجوز: أذهبن.

(وجوازاً فعل الأمر) - كقول زهير:

588 -

تعلمن ها، لعمر الله، ذا قسماً

ويدخل فيه الدعاء نحو:

589 -

فأنزلن سكينة علينا

ص: 665

ولحاقها أفعل في التعجب شاذ، ومنه:

590 -

فأحر به من طول فقر وأحريا

(والمضارع التالي أداة طلب) - كلام الأمر، ولا في النهي، نحو:

ص: 666

ليقومن زيد، ولا تضربن؛ وكذا العرض ونحوه، وجميع أدوات الاستفهام، ومن أمثلة سيبويه: أتقولن ذلك؟ ومتى تفعلن؟

(أو ما الزائدة الجائزة الحذف في الشرط كثيراً، وفي غيره قليلاً) - فالشرط نحو: إما تأتيني آتك، وأيهم ما يأتيني آته. ولا يختص ذلك بإن كما وهم بعض المصنفين، وهو مخالف لنص سيبويه، ومثال غيره قولهم: بعين ما أرينك، تقوله لمن يخفي عنك أمراً أو حيلة أنت بصير بها، والمعنى: إني أراك بعين بصيرة، وما زائدة.

وقوله: الجائزة الحذف، يقتضي عدم الجواز في: حيثما تكن أكن، فلا تقول: تكونن، وكلام سيبويه على خلافه، ويقتضي جواز حذف ما في المثال المذكور لغير الشرط ونحوه، والظاهر لزومها، لأنها أمثال.

(ولا يلزمان بعد إما الشرطية، خلافاً لأبي إسحاق) - فتقول: إما تقم أقم، بلا نون خفيفة أو ثقيلة، وهو مذهب المحققين، ونص عليه سيبويه قال: وإن شئت لم تقحم النون، كما أنك إن شئت لم تجئ بما. وزعم الزجاج وشيخه المبرد أن حذف النون ضرورة، ويرد قولهما كثرة السماع بذلك، ومنه:

592 -

فإما تريني ولي لمة

فإن الحوادث أودى بها

ص: 667

ولكن الإثبات أحسن.

(والنفي بلا متصلة كالنهي على الأصح) - وإليه ذهب ابن جني، وتبعه المصنف، وظاهر قوله:(لا تصيبن الذين ظلموا) يدل عليه، والجمهور على المنع، إلا في نادر أو ضرورة، وتكلفوا تأويل الآية.

(ويلحق به النفي بلا منفصلة) - أي يلحق بالنفي المتصل أو بالنهي، ومنه:

593 -

فلا ذا نعيم يتركن لنعيمه

أنشده أحمد بن يحيى.

(وبلم) - نحو:

594 -

يحسبه الجاهل ما لم يعلما

أنشده سيبويه.

ص: 668

(والتقليل المكفوف بما) - قال سيبويه: زعم يونس أنهم يقولون: ربما يقولن ذلك.

(والشرط مجرداً من ما) - نحو:

595 -

من يثقفن منهم فليس بآيب

ص: 669

أنشده سيبويه؛ وما ذكره من قوله: ويلحق

إلخ قليل، لكن قال سيبويه في التقليل المكفوف بما: إن ترك النون أكثر وأجود، وهذا يقتضي أن إثباتها كثير وجيد.

(وقد تلحق جواب الشرط اختياراً) - ومن لحاقها له قوله:

596 -

فمهما تشأ منه فزارة تعطكم

ومهما تشأ منه فزارة تمنعا

وقال سيبويه: إن ذلك قليل في الشعر.

(واسم الفاعل اضطراراً) - أنشد ابن جني:

597 -

أريت إن جاءت به أملودا

مرجلاً ويلبس البرودا

أقائلن: أحضروا الشهودا؟

ص: 670

غصن أملود أي ناعم، ورجل أملود، وامرأة أملودة.

(وربما لحقت المضارع خالياً مما ذكر) - ومنه:

مكرر 591 ليت شعري وأشعرن إذا ما

قربوها منشورة ودعيت

وقال سيبويه: ويجوز للمضطر: أنت تفعلن.

(فصل): (الفعل المؤكد بالنون مبني، ما لم يسند إلى الألف أو الياء أو الواو) - نحو: هل تضربن زيداً؟ ، والمراد أنه يعرض البناء للنون، فلا يرد فعل الأمر ونحوه، كالمضارع الذي لحقته نون الإناث، على قوله: ما لم يسند؛ وعلة بنائه التركيب مع النون، فإن أسند إلى أحد الثلاثة أعرب، نحو: هل تضربان يا زيدان؟ وهل تضربن يا هند؟ وهل تضربن يا زيدون؟ وذلك لعدم صحة التركيب، فليس من كلامهم جعل ثلاثة أشياء كشيء واحد؛ وفي معنى الإسناد إلى الألف والواو وقوعهما علامتين نحو: هل يقومان الزيدان؟

ص: 671

وهل يقومن الزيدون؟ فلو قال: ما لم يتصل، كما قال في أول الكتاب، لكان احسن.

(خلافاً لمن حكم ببنائه مطلقاً) - وهو الأخفش والزجاج؛ وهو قضية كلام الجزولي؛ والصحيح ما اختاره المصنف من التفصيل، والسماع يشهد له، لأنهم لما حذفوا الخفيفة للوقت، ردوا ما حذف من علامة الفاعل أو ضميره، مع علامة الرفع؛ وفي المسألة قول آخر، أنه معرب مطلقاً.

(فيفتح آخره) - أي حين بنائه مع النون، كما مثل، ثم قيل: هي حركة بناء، وقيل: حركة التقاء الساكنين، فرد المضارع إلى ما يستحق من السكون بمقتضى الأصل، وفي كلام سيبويه ما يقتضي كلاً من القولين.

(وحذفه إن كان ياء تلي كسرة لغة فزارية) - أي حذف آخر الفعل الذي يفتح للنون، فتقول فزارة: ابكن ولتبكن يا زيد، بحذف الياء، وغيرهم من العرب يثبت الياء مفتوحة، ومن الحذف:

598 -

وابكن عيشاً تولى بعد جدته

طابت أصاله في ذلك البلد

ص: 672

(وإن كان مع الآخر واو الضمير) - نحو: والله لتقومن يا زيدون.

(أو ياؤه) - نحو: والله لتقومن يا هند.

(حذفت بعد الحركة المجانسة) - كما مثل، فإن قبل الواو ضمة، والياء كسرة، تدل على ما حذف من واو أو ياء، وفي معنى واو الضمير واو العلامة نحو: والله ليقومن الزيدون.

(وحركت بها بعد الفتحة) - أي حركت واو الضمير أو العلامة أو ياء الضمير بالحركة المجانسة، من ضمة للواو، وكسرة للياء، وذلك بعد الفتحة، نحو: اخشون يا رجال، واخشين يا هند.

(وحذف ياء الضمير بعد الفتحة لغة طائية) نحو: اخشن يا هند، بحذف الياء، والجمهور على منع ذلك، بل تكسر الياء كما تقدم؛ ونقل عن الكوفيين الإجازة، وقال الفراء: هي لغة طيئ.

(وتكسر الثقيلة بعد ألف الاثنين) - نحو اضربان ولا تضربان وهل تضربان يا زيدان؟

(وبعد ألف فاصل إثر نون الإناث) - نحو: اضربنان ولا تضربنان يا هندات.

(وتشاركها الخفيفة في زيادة الفاصل المذكور، عند من يرى لحاقها في

ص: 673

الموضعين المذكورين، وهو يونس والكوفيون) - أي في زيادة الفاصل، وهو الألف إثر نون الإناث، والمراد بالموضعين ألف التثنية وألف الفصل؛ فمن يرى لحاق الخفيفة في مثل ذلك، ولا يبالي بالتقاء الساكنين يقول: اضربان زيداً ولا تضربان عمراً، واضربنان زيداً ولا تضربنان عمراً؛ والجمهور على المنع، لما فيه من التقاء الساكنين على غير الحد؛ واحتج من أجاز بقولهم: التقت حلقتا البطان؛ قال الشلوبين: وهو شاذ، لا ينبغي أن يقاس عليه.

(فصل): (تختص الخفيفة بحذفها وصلاً، لملاقاة ساكن مطلقاً) - أي سواء كانت بعد فتحة نحو: اضربن يا زيد، أو ضمة نحو: اضربن يا رجال، أو كسرة نحو: اضربن يا هند، فتقول: اضرب الرجل يا زيد، واضربوا الرجل يا رجال، واضربي الرجل يا هند، ومنه:

599 -

لا تهين الفقير علك أن تر

كع يوماً والدهر قد رفعه

وعلى قول يونس: اضربان واضربنان بالخفيفة، قال: تبدل النون ألفاً وتفتح فتقول: اضربا الرجل، واضربنا الرجل؛ قال سيبويه: وهذا لم تقله العرب.

(وبالوقف عليها مبدلة ألفاً بعد فتحة) - نحو: "لنسفعاً"،

ص: 674

"ولنكوناً" فتبدل النون ألفاً وتقف عليها، وبالألف كتبت في المصحف اعتباراً بالوقف.

(أو ألف) - هذا يأتي على قول يونس في لحاق الخفيفة ألف الاثنين أو ألف الفصل، فتقول في: اضربان زيداً، إذا وقفت على الفعل: اضرباً بمدة كألفين، وكذلك في اضربنان، وفي الغرة: تبدل الثانية همزة، وهو قياس ما سبق عن يونس في: اضربا الرجل، واضربنا الرجل.

(ومحذوفة بعد كسرة) - نحو: اضربي في: اضربن يا هند.

(أوضمة) - نحو: اضربوا في: اضربن يا رجال.

(وأجاز يونس للواقف إبدالها واواً أو ياء في نحو: اخشون واخشين) - فتقول عنده: اخشووا واخشيي، تشبيهاً لها بالتنوين، حيث قالوا وقفاً: قام زيدو، ومررت بزيدي، وغيره يقول: اخشوا واخشي؛ ورد بأن المقيس عليه لغة ضعيفة، وهي لغة أزد السراة، ولا يقاس على الضعيف، وفيه نظر.

ولا يختص مذهب يونس بالمثالين ونحوهما، بل مذهبه إبدال النون الخفيفة وقفاً بعد الحركات الثلاث من جنس ما قبلها مطلقاً، فيقول في: هل تخرجن: هل تخرجي؟ ، وفي: هل تخرجن يا زيدون: هل تخرجوا؟ ولا يرد نون الرفع لبقاء موجب حذفها.

(ويعاد إلى الفعل الموقوف عليه بحذفها، ما أزيل في الوصل بسببها) - فتقول في الوقف في: اضربن يا هند: اضربي، وفي: اضربن يا رجال: اضربوا

ص: 675

كما تقدم؛ وكذا: هل تقومون أو تقومين؟ في: تقومن يا رجال، وتقومن يا هند؛ وهذا على مذهب غير يونس، وقد سبق ذكر مذهبه.

(وربما نويت في أمر الواحد، فيفتح وصلاً) - أي فيفتح آخره، كما كان يفتح لو نطق بها، وأنشدوا في ذلك لطرفة:

600 -

اضرب عنك الهموم طارقها

ضربك بالسيف قونس الفرس

بفتح الباء؛ والقونس عظم ناتئ بين أذني الفرس.

(فصل): (التنوين نون ساكنة، تزاد آخر الاسم تبييناً لبقاء أصالته) - فخرج بساكنة نون التثنية والجمع، وبقوله: تزاد، الأصلية كنون عنبر، فليست زائدة، لأن فنعلاً غير موجود في الأسماء، بل في الصفات كعنبس، وهو فنعل من العبوس؛ وبالآخر نون منطلق، وبالتبيين نون الوقاية في قوله:

601 -

أمسلمني إلى قومي شراحي؟

ص: 676

والتي لتكمل الوزن في قوله:

602 -

أحب منك موضع القفن

وموضع الإزار والوشحن

والمراد ببقاء الأصالة أنه لم يعرض له شبه المبني، ولا شبه الفعل، وهذا هو المسمى تنوين التمكين، وهو اللاحق للأسماء المعربة، إلا نحو: جوار، وما جمع بالألف والتاء، كما في جوار ونحوه، رفعاً وجراً، وقيل: هو فيه عوض عن الحركة، وقيل: تنوين التمكين.

(أو لتنكيره) - وهو تنوين التنكير، وهو اللاحق للأسماء المبينة، فرقاً بين معرفتها ونكرتها، نحو: مررت بسيبويه وسيبويه آخر، وإيه إذا استزدته من حديث معين، فإن أردت مجهولاً نوَّنت.

ص: 677

(أو تعويضاً) - وهو تنوين العوض؛ ويكون عوضاً عن جملة، نحو:(وأنتم حينئذ تنظرون)، أي حين إذ بلغت الحلقوم؛ وعن حرف، كما في جوار ونحوه، رفعاً وجراً، وقيل: هو عوض عن الحركة، وقيل: تنوين التمكين. ومن العوض عن حرف تنوين جندل، عوضاً عن ألف جنادل؛ وفي تنوين كل وبعض قولان: قيل: عوض، وقيل: للتمكين.

(أو مقابلة لنون جمع المذكر) - وهو اللاحق ما جمع بالألف والتاء كهندات ودنينيرات وحمامات، فالحركة تقابل حرف العلة في مسلمين، والتنوين يقابل النون؛ وليس تنوين الصرف، خلافاً للربعي، لثبوته في هندات علماً، ولا هو للعوض، خلافاً لبعضهم، في جعله عوض الفتحة التي فاتته، ورد بثبوته رفعاً وجراً.

(أو إشعاراً بترك الترنم) - وهو تنوين الترنم، والمعنى على هذا للتنوين الذي يترك به الترنم، وقد نص على ذلك سيبويه وابن السراج في أصوله؛ وتوجيهه أن الترنم عبارة عن ترجيع الصوت، فإذا ثبت حرف العلة حصل الترجيع، وإذا أبدل منه التنوين زال الترجيع؛ وقريب من هذا قولهم: داود القياسي، وما في الخبر من أن القدرية مجوس هذه الأمة.

(في روي مطلق) - وحروف الإطلاق: الواو والألف والياء.

(في لغة تميم) - وهو كثير في إنشادهم، وكذلك قيس، وأما أهل الحجاز فإنهم يبقون المدة.

ص: 678

(ويشارك المتمكن المجرد في هذا ذو الألف واللام) - وذلك لأنه متعلق بالقوافي، ولا تتقيد القافية باسم متمكن ولا غيره، ومثال المتمكن المجرد:

603 -

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلن

ومثال ذي آل:

604 -

أقلي اللوم عاذل والعتابن

(والمبني) - نحو:

605 -

يا أبتا علك أو عساكن

ونحو:

606 -

أفد الترحل غير أن ركابنا

لما تزل برحالنا وكأن قدن

(والفعل) - نحو:

ص: 679

مكرر 604 - وقولي إن أصبت لقد أصابن

ونحو:

607 -

داينت أروى والديون تقضن

(وكذا اللاحق روياً مقيداً) - فيشارك المتمكن المجرد فيه فيما سبق ذكره، ومنه في المتمكن المجرد:

608 -

ومنهل وردته طام خالن

وفي ذي آل:

609 -

وقاتم الأعماق خاوي المخترقن

مشتبه الأعلام لماع الخفقن

وفي المبني أيضاً قوله:

610 -

قالت بنات العم: يا سلمى وإنن

ص: 680

وفي الفعل:

611 -

ويعدو على المرء ما يأتمرن

والروي المقيد خلاف الروي المطلق، وهو الساكن.

(عند من أثبته) - وأنكره السيرافي وغيره، من حيث أن القافية المقيدة لا يلحقها حرف الإطلاق، فكذلك التنوين، لأن ذلك يكسر الوزن، وما سمع حمل على زيادة إن، إشعاراً بالتمام.

(ويسمى الغالي) - كان الأخفش يسميه بذلك، والحركة قبله تسمى الغلو، وذلك لدخوله مجاوزاً للحد، بمنعه الوزن، وهو في آخر البيت بمنزلة الخرم في أوله، وزعم ابن يعيش أنه ضرب من تنوين الترنم، إذ الترنم يجمعهما، أي وهو رفع الصوت بالغناء والتطريب. ترنم بكذا رفع صوته مطرباً مغنياً.

(ويختص ذو التنكير بصوت) - كما سبق من التمثيل بسيبويه آخر.

ص: 681

(أو شبهه) - أي في البناء وعدم التصرف كما سبق من إيه إذا استزاده من حديث ما؛ وزعم الأصمعي أن العرب إنما تقول: إيه بالتنوين، والجمهور على ما سبق من أن التنوين للتنكير، وتركه لقصد المعرفة، وعليه قول ذي الرمة:

612 -

وقفنا فقلنا: إيه عن أم سالم

(ويسمى اللاحق به الأول أمكن ومنصرفاً) - وهو اللاحق تبييناً لبقاء الأصالة، وأمكن أفعل من التمكن، وهو بناء شاذ؛ ومنصرف قيل: من الصرف، وهو الخالص، وقيل: من الصريف، وهو الصوت؛ وقيل: من الانصراف، وهو الرجوع، لانصرافه عن شبه الفعل.

(وقد يسمى لحاق غيره صرفاً) - فيطلق على تنوين التنكير والمقابلة والعوض تنوين الصرف. وزعم ابن معزوز أن التنوين قسمان: قسم في الكلام، وهو تنوين التمكين، وتنوين الصرف أيضاً، ورد الثلاثة المذكورة بعده إليه؛ وقسم في القوافي، وزعم أن هذا مذهب سيبويه؛ ثم زاد على هذا فقال: ظاهر كلام سيبويه: أن الترنم ليس تنويناً، وإنما هو باب إبدال حرف العلة نوناً.

ص: 682

تم بفضل الله وتوفيقه، تحقيق الجزء الثاني

من المساعد على تسهيل الفوائد

والتعليق عليه بما أفاء الله علي

ويليه الجزء الثالث والأخير

إن شاء الله؛ وأوله:

باب منع الصرف

والحمد لله

أولاً وآخرا

مكة المكرمة غرة جمادي الأولى 1401 هـ

7 من مارس 1981 م

ص: 683