الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتولّى مشيخة الرّباط بعده الشيخ صفىّ الدين إسماعيل.
وفيها توفّى محمد بن قرا أرسلان نور الدين صاحب حصن كيفا؛ الذي كان أعطاه السلطان صلاح الدين آمد. وترك ابنه ظهير الدين سكمان صغيرا، عمره عشر سنين.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى صدر الدين عبد الرحيم بن إسماعيل بن أبى سعد شيخ الشيوخ فى رجب بالرّحبة راجعا فى الرسليّة «1» .
وأبو عبد الله محمد بن حمزة بن أبى الصّقر القرشىّ. وأبو الوفا محمود بن أبى القاسم [عمر «2» ] الأصبهانىّ فى شهر ربيع الآخر، وله إحدى وسبعون سنة. أجاز له طرّاد [الزّينبى «3» النّقيب] وسمع من أبى الفتح [أحمد «4» بن محمد] البيود رحانىّ «5» . وصاحب المغرب أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن «6» شهيدا على حصار شنترين «7» بالأندلس فى رجب.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع وثلاث عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وثلاث عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 581]
السنة الخامسة عشرة من ولاية السلطان صلاح الدين يوسف بن أيّوب على مصر، وهى سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.
فيها قطع السلطان صلاح الدين الفرات ونزل على الموصل وافتتح عدّة بلاد.
وفيها توفّى عبد السلام بن يوسف بن محمد الأديب أبو الفتوح «1» الجماهرىّ «2» .
كان فاضلا شاعرا. ومن شعره من قصيدة:
على ساكنى بطن العقيق سلام
…
وإن أسهرونى بالفراق وناموا
حرمتم «3» علىّ النوم وهو محلّل
…
وحلّلتم التعذيب وهو حرام
ألا يا حمامات الأراك إليكم
…
فمالى فى تغريدكّنّ مرام
فوجدى وشوقى مسعد ومؤانس
…
ونوحى ودمعى مطرب ومدام
وفيها توفّيت عصمة الدين خاتون بنت معين الدين أنر زوجة السلطان صلاح الدين صاحب الترجمة، تزوّجها بعد زوجها الملك العادل نور الدين الشهيد.
كانت من أعفّ الناس وأكرمهنّ، كان لها صدقات كثيرة وبرّ عظيم؛ بنت بدمشق مدرسة للحنفيّة فى حجر «4» الذهب، ورباطا للصوفيّة، وبنت تربة بقاسيون على نهر «5» بردى، وبها دفنت؛ وأوقفت على هذه الأماكن أوقافا كثيرة. وماتت فى رجب، فبلغ صلاح الدين موتها وهو مريض بحرّان فتزايد مرضه لموتها ولحزنه عليها. ثم مات بعدها أخوها سعد الدين مسعود بن أنر في هذه السنة، وكان من أكابر الأمراء، زوّجه صلاح الدين أخته ربيعة خاتون. فلمّا توفّى تزوّجها بعده الأمير مظفّر الدين بن زين الدين.
وفيها توفّى محمد ابن الملك المنصور أسد الدين شيركوه بن شادى الأمير ناصر الدين ابن عمّ السلطان صلاح الدين. كان السلطان صلاح الدين يخافه لأنّه
كان يدّعى أنّه أحقّ بالملك منه. وكان السلطان صلاح الدين يبلغه عنه هذا، وكان زوج أخت السلطان صلاح الدين ستّ الشام بنت أيّوب. ومات بحمص فى يوم عرفة، وتناثر لحمه حتّى قيل إنّه سمّ، وقيل: مات فجأة، فنقلته زوجته ستّ الشام إلى تربتها، ودفنته عند أخيها الملك المعظّم توران شاه بن أيّوب المقدّم ذكره. ولمّا بلغ صلاح الدين موته أبقى على ولده أسد الدين شيركوه بن محمد المذكور ما كان بيد والده: حمص وتدمر والرّحبة وسلمية، وخلع عليه وكتب منشورا بذلك.
وفيها توفّى محمد بن أحمد بن فتح الدين البغدادىّ الحنفىّ، كان فقيها شاعرا أديبا.
ومن شعره فى مليح عليه قباء كمّه مطرّز:
ضممت معذّبى لمّا أتانى
…
ورقم طرازه قد راق عينى
فياطرزيه هل يدنى زمانى
…
ليالى وصلنا بالرّقمتين
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو الطاهر إسماعيل ابن مكّىّ [بن «1» إسماعيل بن عيسى] بن عوف الزّهرىّ شيخ المالكيّة بالثغر فى شعبان.
وصاحب أذربيجان البهلوان [محمد «2» ] بن إيلدكز. والشيخ حياة بن قيس الحرّانىّ العابد فى جمادى الأولى. وأبو اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد التّنوخىّ كاتب نور الدين. والمهذّب عبد الله بن أسعد [بن علىّ «3» ] بن الدهّان الموصلىّ الشافعىّ النحوىّ الشاعر فى شعبان بحمص. والحافظ أبو محمد عبد الحقّ بن عبد الرحمن الأزدىّ الإشبيلىّ فى شهر ربيع الآخر بيجاية «4» ، وله سبعون سنة. والحافظ أبو زيد «5» عبد الرحمن