الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزاهد أبو الحسن «1» علىّ بن الصّبّاغ بن حميد الصّعيدىّ ببلدة قنا «2» . وأبو الفتوح «3» محمد بن علىّ الجلاجلىّ التاجر بالقدس عن إحدى وسبعين سنة. ومحمد «4» بن أبى المعالى [عبد الله «5» ] بن موهوب الصوفىّ ابن البنّاء فى ذى القعدة. وأبو محمد عبد العزيز بن معالى [بن غنيمة «6» بن الحسن المعروف ب] ابن منينا الاشنانىّ، وله سبع وثمانون سنة.
مات فى ذى الحجّة.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع سواء. مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وثمانى عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 613]
السنة السابعة عشرة من ولاية الملك العادل أبى بكر بن أيّوب على مصر، وهى سنة ثلاث عشرة وستمائة.
فيها جهّز الخليفة الناصر لدين الله ولدى ولده المقدّم ذكرهما إلى تستر، وضمّهما إلى بدر الدين محمد سبط «7» العقاب، وخرج أرباب الدولة بين يديهما، وضرب لهما خيمة الأطلس بأطناب خضر إبريسم، وعلى رءوسهما الشمسيّة والبنود والأعلام،
وخلفهما الكوسات، وسار معهما نجاح «1» الشرّابىّ والمكين «2» القمّىّ بالعساكر فى سابع المحرّم، فأقاما بتستر شهرين فلم تطب لهما، فعادا إلى بغداد عند جدّهما الخليفة فى شهر ربيع الآخر.
وفيها توفّى الملك الظاهر غازى- على ما يأتى ذكره- فى هذه السنة. وتوجّه الشيخ أبو العبّاس عبد السلام بن [أبى «3» ] عصرون رسولا من الملك العزيز محمد بن الظاهر غازى المذكور إلى الخليفة الناصر لدين الله يطلب تقريره بسلطنة حلب على ما كان أبوه عليها.
وفيها قصد الملك المعظّم عيسى صاحب دمشق الاجتماع بأخيه الملك الأشرف موسى، فاجتمعا بنواحى الرّقة، وفاوض المعظّم الأشرف فى أمر حلب.
وفيها حجّ بالناس من العراق ابن أبى فراس، ومن الشام الشيخ علم الدين الجعبرىّ.
وفيها توفّى زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن [بن زيد «4» بن الحسن] بن سعيد بن عصمة بن حمير «5» العلامة تاج الدين أبو اليمن الكندى البغدادىّ المقرئ النحوىّ اللغوىّ. مولده فى شعبان سنة عشرين وخمسمائة، وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وكمّل القراءات العشر وله عشر سنين.
قال الذهبىّ: «وكان أعلى أهل الأرض إسنادا فى القراءات، فإنّى لا أعلم أحدا من الأئمة عاش بعد ما قرأ القراءات [ثلاثا «1» و] ثمانين سنة غيره. هذا مع أنّه قرأ على أسنّ شيوخ العصر بالعراق، ولم يبق أحد ممّن قرأ عليه مثل بقائه ولا قريبا منه، بل آخر من قرأ عليه الكمال [بن «2» ] فارس، وعاش بعده نيّفا وستين سنة. ثم إنّه سمع الحديث على الكبار، وبقى مسند الزمان فى القراءات والحديث» . انتهى كلام الذهبىّ باختصار. وكان فاضلا أديبا ومات فى شوّال. ومن شعره- رحمه الله تعالى-:
دع المنجّم يكبو فى ضلالته
…
إن ادّعى علم ما يجرى به الفلك
تفرّد الله بالعلم القديم فلا ال
…
إنسان يشركه فيه ولا الملك
وفيها توفّى سعيد بن حمزة بن أحمد أبو الغنائم بن شاروخ «3» الكاتب العراقىّ.
كان فاضلا بارعا فى الأدب، وله رسائل ومكاتبات وشعر. ومن شعره القصيدة التى أوّلها:
يا شائم البرق من نجدىّ «4» كاظمة
…
يبدو مرارا وتخفيه الدياجير
وفيها توفّى السلطان الملك الظاهر أبو منصور غازى صاحب حلب ابن السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف ابن الأمير نجم الدين أيّوب. ولد بالقاهرة فى سنة ثمان وستين وخمسمائة فى سلطنة والده. ونشأ تحت كنف والده، وولّاه أبوه سلطنة حلب فى حياته. وكان ملكا مهيبا وله سياسة وفطنة، ودولة معمورة بالعلماء والأمراء والفضلاء. وكان محسنا للرعيّة والوافدين عليه. وحضر معظم غزوات والده
السلطان صلاح الدين، وكان فى دولة الظاهر هذا من الأمراء: ميمون القصرىّ، والمبارز «1» ابن يوسف بن خطلخ، وسنقر الحلبىّ، وسرا سنقر، وأيبك فطيس وغيرهم من الصلاحيّة. ومن أرباب العمائم القاضى بهاء الدين بن شدّاد، والشريف الافتخارىّ الهاشمىّ، والشريف النّسّابة، وبنو العجمىّ والقيسرانىّ، وبنو الخشّاب [وغيرهم «2»
] .
وكان ملجأ للغرباء وكهفا للفقراء، يزور الصالحين ويتفقّدهم، ودام على ذلك إلى أن توفّى ليلة الثلاثاء العشرين من جمادى الآخرة بعلّة الذّرب. ودفن بقلعة حلب، ثم نقل بعد ذلك إلى مدرسته التى أنشأها. وقام بعده ولده الملك العزيز محمد بوصيّته، وولّاه الخليفة حسب ما تقدّم ذكره.
وفيها توفّى الشيخ عزّ الدين محمد بن الحافظ عبد الغنى المقدسىّ، ولد سنة ستّ وستين وخمسمائة، وسمع الحديث ورحل البلاد، وكان حافظا ديّنا ورعا زاهدا.
ودفن بقاسيون «3» .
وفيها توفّى يحيى بن محمد بن محمد بن محمد [بن محمد «4» ] أبو جعفر الشريف الحسينىّ.
ولى نقابة الطالبيّين بالبصرة بعد أبيه؛ وقرأ الأدب، وسمع الحديث، ومن شعره- رحمه الله تعالى-:
هذا العقيق وهذا الجزع والبان
…
فاحبس فلى فيه أوطار وأوطان
آليت والحرّ لا يلوى أليّته
…
ألّا تلذّ بطيب النوم أجفان
حتّى تعود ليالينا التى سلفت
…
بالأجرعين وجيرانى كما كانوا