الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن مندويه الصوفىّ بدمشق عن ثمان وثمانين سنة، وإنّما سمع فى كبره. وتاج الأمناء أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقىّ. والفخر إسماعيل بن علىّ الحنبلىّ المتكلّم غلام بن المنّى «1» .
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وعشر أصابع. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وإصبع واحدة.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 611]
السنة الخامسة عشرة من ولاية الملك العادل أبى بكر بن أيّوب على مصر، وهى سنة إحدى عشرة وستمائة.
قلت: وفى مدّة هذه السنين كلّها [كان «2» ] صاحب مصر ولده الكامل محمد بن العادل، والملك العادل يتنقّل فى البلاد، غير أنّه هو الأصل فى السلطنة وعليه المعوّل؛ ولا تحسب سلطنة الكامل على مصر إلّا بعد موت أبيه العادل هذا.
كما سيأتى ذكره إن شاء الله تعالى.
فيها ملك اليمن أضيس «3» بن الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبى بكر صاحب الترجمة. ولقب أضيس المذكور بالملك المسعود، والعامّة يسمّونه «أقسيس» وغلب عليه مقالة العامّة، والصواب ما قلناه لأنّ والده الملك الكامل ما كان يعيش له ولد، فلمّا ولد له هذا أضسيس قال له بعض الأتراك: فى بلادنا إذا كان «4» الإنسان
لا يعيش له ولد يسمّونه أضسيس. ومعناه باللغة التركية: ماله اسم؛ فسمّاه والده الملك الكامل بذلك؛ فلمّا كبر ثقل على العامّة لفظ أضسيس؛ فسمّوه «أقسيس» .
انتهى.
وكان أقسيس المذكور شابّا جبّارا فاتكا قتل باليمن نحو ثمانمائة شريف.
ودخل إلى مكّة إلى حاشية الطواف راكبا. وقيل إنه: كان يسكر وينام بدار على المسعى، فتخرج أعوانه تمنع الناس من الصّياح والضّجيج فى المسعى، ويقولون:
الأمير سكران نائم! لا ترفعوا أصواتكم بالذكر والتّلبية! وقتل أقسيس هذا خلقا كثيرا من الأكابر والعظماء. ولو لم يحجّ عمّه الملك المعظّم عيسى صاحب دمشق ما قدر أقتسيس هذا على أخذ اليمن. كلّ ذلك فى حياة جدّه الملك العادل صاحب الترجمة.
وفيها أخذ الملك المعظم عيسى ابن الملك العادل هذا قلعة صرخد من الأمير [ابن «1» ] قراجا، وعوّضه مالا وإقطاعا.
وفيها حجّ بالناس من العراق ابن أبى فراس بن ورّام نائبا عن محمد بن ياقوت.
وفيها حجّ الملك المعظّم عيسى المقدّم ذكره من دمشق، وحجّ معه عدّة أمراء من أعيان دمشق، وحجّ على مذهب أبى حنيفة واستمرّ على المذهب، وكلّمه والده الملك العادل صاحب الترجمة فى العود إلى مذهب الشافعىّ فلم يقبل، وجاو به بكلام السّكات عنه أليق.
وفيها توفّى عبد العزيز بن محمود بن المبارك [بن «2» محمود بن الأخضر] الشيخ أبو محمد البزاز، سمع الحديث وأكثر وصنّف وكتب، وكان فاضلا ديّنا صالحا.
مات فى شوّال.