الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قتل انحلّ نظام الخوارزميّة من بعده، وكان قتله بالقرب من حلب فى قتال كان بينه وبين صاحب حلب وحمص. وقد تقدّم ذكر ذلك كلّه فى أوّل ترجمة الصالح هذا.
قال الأمير شمس الدين لؤلؤ: لمّا التقينا على حمص رأيت الخوارزمية خلقا عظيما، وكتا بالنسبة إليهم كالشّامة السوداء فى الثور الأبيض، فقال لى غلمانى (يعنى مماليكه) : أيّما أحبّ إليك، نأخذ بركة خان أسيرا، أو نحمل رأسه إليك؟
فقلت: رأسه، كأنّ الله أنطقنى والتقينا. فلمّا كان بعد ساعة وإذا بواحد من أصحابنا يحمل رأسا مليح الصّورة وليس فى وجهه سوى شعرات يسيرة، ولم يعرفه أحد ولا نحن عرفناه، وانهزموا، وجىء بطائفة منهم أسارى، فلمّا رأوا الرأسّ رموا نفوسهم من خيولهم وحثوا التراب على رءوسهم، فعلمنا حينئذ أنّه رأسه، وبعثنا به إلى حلب.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو عبد الله محمد بن حسّان بن رافع العامرىّ خطيب الموصل. وعبد المنعم بن محمد [بن محمد «1» ] بن أبى الضياء «2» الدّمشقىّ بحماة. والزاهد إسماعيل بن علىّ الكورانىّ «3» ، ودفن بمقابر الصّوفيّة.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع سواء. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وتسع أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 645]
السنة الثامنة من ولاية الملك الصالح نجم الدين أيّوب على مصر، وهى سنة خمس وأربعين وستّمائة.
فيها نزل الوزير فخر الدين ابن الشيخ بعسكر الصالح نجم الدين المذكور على طبريّة ففتحها عنوة، وحاصر عسقلان وقاتل عليها قتالا عظيما [وأخذها المسلمون «1» ] .
وفيها وجّه الملك الصالح نجم الدين تاج الدين بن مهاجر من مصر إلى دمشق ومعه المبارز نسيبه ومعهما تذكرة فيها أسماء جماعة من أعيان الدّماشقة بأن يحملوا إلى مصر فحملوا، وهم:[القاضى «2» ] محيى الدين بن الزّكىّ وابن الحصيرىّ وابن العماد الكاتب وبنو صصرّى الأربعة، وشرف الدين بن المعتمد وابن الخطيب العقربانىّ والتاج [الإسكندرانىّ «3» ] الملقّب بالشّحرور وأبو الشامات والحكيمىّ «4» مملوك إسماعيل وغازى والى بصرى وابن الهادى المحتسب؛ وأخرج العماد «5» ابن خطيب بيت الأبّار من جامع دمشق، وولّى العماد «6» الحرستانىّ الخطابة عوضه. وسبب حمل هؤلاء الجماعة إلى مصر، أنّه نقل إلى الملك الصالح أيّوب أنّهم خواصّ الصالح إسماعيل، فخاف أن يجرى ما جرى فى النوبة الأولى من أخذ دمشق. ولمّا وصلوا إلى مصر حبس منهم السلطان الملك الصالح جماعة فأقاموا فى الحبس إلى أن مات الملك الصالح، فأخرجوا وعادوا إلى دمشق.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفى العلّامة أبو علىّ عمر بن محمد الأزدىّ الإشبيلىّ النحوىّ الشّلوبينى «7» فى صفر، وله ثلاث وثمانون سنة.